ماهي أجمل معالم و آثار بغداد التاريخية والحضارية
آثار بغداد، موطن الغنى التاريخي والثقافي وتعدد الحضارات، سنتعرف على أجمل المعالم التي تم ترشيح معظمها ليتم إدراجه في لائحة التراث العالمي (يونسكو).
ماهي أجمل آثار بغداد التاريخية؟
تتميز مدينة بغداد القديمة بثقافتها النابضة بالحياة ومعالمها التاريخية المذهلة، والتي تعكس تاريخ غني ومدهش يعود قدمه إلى مئات السنين، وهذا ما أكسب المدينة أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، مما دفع اليونسكو أعقاب الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال الأمريكي للعراق، إلى دعوة المجتمع الدولي للمساهمة في إحياء التراث الثقافي العراقي وحماية آثاره من التهلكة، سواء كنت من عشاق التاريخ، أو من محبي الآثار، استعد للانطلاق في رحلة آسرة للتعرف على أبرز المعالم التاريخية الموجودة في مدينة بغداد الرائعة:
مدينة بابل الأثرية
وهي إحدى أشهر آثار بغداد حيث تُعدّ من المدن الأثرية القديمة، حيث تقع على بعد 88 كم جنوب مدينة بغداد، وتمتد آثارها على جانبي نهر الفرات، ويعود تاريخها إلى أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد عندما كانت عاصمة جنوب بلاد ما بين النهرين، ثم أصبحت عاصمة الإِمبراطورية البَابِلية، حيث تميّزت بأهمية سياسية وتجارية وإدارية كبيرة، وهذا ما عزز مطامع الغزاة فيها، في عام 1899م بدأت عملية تنقيب أثرية كبرى، وتم اكتشاف العديد من آثار هذه المدينة الساحرة نذكر منها بقايا قصر نبوخذ نصر وبوابة عشتار وآثار العسقيلة، والتي كانت مليئة بالتماثيل والنقوش المسمارية والأختام الأسطوانية وغيرها، في يناير 2009 قام صندوق الآثار العالمي بالتعاون مع مجلس الدولة العراقي للآثار بالإعلان عن خطة جديدة للحفاظ على موقع المدينة القديمة.
المدرسة المستنصرية
وهي مدرسة دينية تُعدّ من أهم آثار بغداد كونها من أقدم المدارس في يومنا هذا، تم بنائها عام 1234م ويعود اسم المدرسة إلى الخليفة العباسي المستنصر بالله الذي أمر ببنائها، حيث استغرقت ست سنوات، يضم مدخل المدرسة بوابة ضخمة داخل قوس مدبب مليء بالزخارف الهندسية، يؤدي المدخل إلى الفناء المركزي للمدرسة المحاط بالأروقة، والتي تضم قاعات دراسية ووحدات بناء سكنية للطلاب يعلوها أقبية كبيرة مزخرفة بشكل جميل، إلى جانب مستشفى وحديقة واسعة ومكتبة أثرية تضم ما يزيد عن 80 ألف مجلد، تعد المدرسة المستنصرية أول جامعة إسلامية قامت بتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وظلّ التدريس قائماً فيها لمدة أربعة قرون، أما اليوم فهي من آثار بغداد التي تم إدراجها ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي.
القصر العباسي
وهو قصر تاريخي يمثل في بنائه جمال العمارة الإسلامية، يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويُعدّ أقدم بناء متبقي من آثار بغداد حيث يُنسب إلى الخليفة الناصر لدين الله، كان يُعتقد أن سبب بنائه ليكون مركز للدراسات اللاهوتية الإسلامية، تم بناء القصر في ساحة الميدان وهو مطلّ على نهر دجلة، يتميز بواجهة معمارية مميزة وفناء واسع، وينقسم إلى ضلع شرقي والذي يضم 16 غرفة، وضلع غربية يضم 18 غرفة، خضعت بعض أجزاء القصر للترميم من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث، أما اليوم اصبح معرض لمجموعة من القطع التاريخية التي تمثل التاريخ الإسلامي للبلاد.
ما هي أجمل معالم بغداد الحضارية؟
لا يقتصر جمال آثار بغداد على المعالم التاريخية فقط، فبالرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي التي عاشتها المدينة لمدة عقود، والهجمات الإرهابية التي أثرت على بنيتها التحتية، تعج العاصمة العراقية بالمعالم الحضارية التي استطاعت استقطاب السياح من مختلف بقاع العالم لاستكشاف جمالها المعماري الرائع، والذي نستعرضه عبر ذكر المعالم الحضارية التالية:
نصب الحرية
يقع نصب الحرية وسط العاصمة العراقية بغداد، تم بنائه تحت إشراف النحات العراقي الرائد جواد سليم في عام 1958، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات، وهو عبارة عن لوح جيري يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار، يضم 14 من النقوش البرونزية التي تمثل 25 شخصية مختلفة، يتخلله نقوش بابلية وآشورية وسومرية قديمة، ليعكس الآثار التاريخية التي شهدها العراق، يتميز بجمال تصميمه لذا يعد من آثار بغداد التي يُنصح بزيارتها عند التجول في أرجاء المدينة، يتربّع نصب الحرية الجانب الشرقي من ساحة التحرير، وهي إحدى أشهر الساحات الرئيسية في بغداد، يحيط به حديقة الأمة الخلابة، والتي تأسست في العهد الملكي عام 1937م، وتضم اليوم العديد من المعالم الثقافية المدهشة.
نادي الفروسية
يعدّ هذا المعلم وجهة جذب سياحية لعشاق الفروسية وسباقات ركوب الخيل، تم تأسيسه في منطقة المنصور عام 1922م، ويُصنّف بكونه أقدم نادي للفروسية في العراق، في عام 1958م تم إغلاقه وأُعيد افتتاحه عام 1978م، تم إحصاء عدد الخيول الموجودة ضمن النادي قبل وقوع حرب العراق عام 2003، وتبيّن وجود 6000 حصان، لكن الفلتان الأمني الذي تسبّبت به حرب العراق أدى إلى نهب العديد من آثار بغداد ومقتنياته الحضارية، منها ممتلكات النادي، حيث تبيّن وجود ألف حصان فقط عام 2007م، وتم نقل مقر النادي إلى منطقة العامرية، يضم النادي مضمار سباق دولي ذو مواصفات دولية عالية إلى جانب مرافق متكاملة مثل الاصطبلات وغرف المعدات، ويقيم النادي أنشطة رياضية ترفيهية متنوعة مثل سباقات وعروض الخيل وغيرها.
نصب الشهيد
يقع نصب الشهيد شمال نهر دجلة في الجانب الشرقي، تم بنائه من قبل النحات العراقي إسماعيل فتاح الترك عام 1983 بالتعاون مع المهندس المعماري سامان كمال تخليداً لذكرى الشهداء العراقيين، يتميز بتصميمه الفريد والنابض بالحياة وهو عبارة عن قبة من السيراميك ذو اللون الفيروزي المميز بارتفاع 190 متر، تنقسم إلى نصفين بينهما مساحة مفرغة، يضم النصف الأول بركة ذات شكل دائري، أما النصف الآخر يضم العلم العراقي والشعلة الأبدية، ونال لقب أجمل تصميم في الشرق الأوسط من قبل مجلة آرت إن الأمريكية بسبب تصميمه المعماري المذهل، كما يضم مجمع النصب أيضاً مرافق أخرى منها متحف حربي إلى جانب قاعة محاضرات وحدائق مميزة، مع وجود بحيرة صناعية تحيط بالمجمع، هذا واستغرق بنائه حوالي 27 شهر.
معالم بغداد السياحية
بالإضافة إلى آثار بغداد، تمنحك رحلة السياحة والاستجمام في المدينة ذكريات لا تُنسى، حيث يمكنك استكشاف معالمها الشهيرة والاستمتاع بأسواقها الصاخبة ومساجدها الجميلة وشوارعها المليئة بالحياة وطعامها اللذيذ، كما يُعرف أهل بغداد برحابة صدرهم واستقبالهم الزوار بحرارة وكرم ضيافة، بالتالي نذكر فيما يلي أبرز معالم بغداد السياحية:
- الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية – القديس غريغوريوس المنير.
- مول بغداد في منطقة الحارثية، عند تقاطع شارع دمشق مع شارع الكندي.
- برج بغداد في حي المأمون ضمن منطقة اليرموك غرب بغداد.
- سوق الكتب التاريخي في شارع المتنبي.
- متحف العراق في منطقة علاوي الحلة.
- متحف البغدادي قرب المدرسة المستنصرية على ضفاف نهر دجلة.
- حديقة الزوراء شارع دمشق جانب الكرخ.
ما هي الآثار الموجودة في بغداد؟
تتنوع آثار بغداد في تاريخها، حيث تم بنائها ضمن عصور مختلفة أبرزها العصر العباسي وأواخر العصر العثماني، وما زالت تنتشر بعض المنازل التقليدية المبنية من الطوب في الكرخ والكاظمية والرصافة، إلى جانب المباني الحديثة المصنوعة من الحديد والاسمنت، يعدّ من أبرز الآثار التي تعكس العمارة العباسية مسجد العسافية والقصر العباسي والمدرسة المستنصرية ومسجد السهروردي، بينما من أبرز آثار العصر العثماني نذكر مسجد الخليفة ومسجد الوزير ومسجد مرجان، كما حافظت بعض الآثار على بنيتها رغم مرور قرون من الزمن على بنائها، مثل مدينة المدائن (قطسيفون) التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.