من هو أبو حنيفة الدينوري وما هي أهم كتبه
أبرز علماء المسلمين في علم النباتات، وصاحب أشهر كتاب ذكر فيه أحداث التاريخ على مر العصور، إليكم كل ما تودون معرفته عن أبو حنيفة الدينوري.
من هو أبو حنيفة الدينوري؟
هو أَبُو حنيفة أحمد بْنْ داود الدينوري، نسبة يرجع إلى (الدينور) وهي منطقة تقع بين همدان وكرمنشاه في إيران اليوم، ولد عام 212 هجرياً، كان عالم مسلم يمتلك عِلم النحو والهندسة و الفلك، و تتلمذ على يد علماء (البصرة و الكوفة)، كما رحل إلى (المدينة المنورة) و معظم أنحاء الجزيرة العربية لدراسة النبات فيها والتحقق من اسمائه، لذا لقب بـ (شيخ علماء النبات)، كان الدينوري أول عالم نباتي مسلم يشير إلى طريقة التهجين في النباتات، و استطاع أن يستولد ثماراً ذات صفات جديدة بطريقة التطعيم، بالإضافة إلى أنه كان قادراً على أن يُخرج أزهار جديدة بالمزاوجة بين الورد البري وشجر اللوز، وبذلك سبق العالم الدينوري عصره بـ آلاف السنين.
ما هي أهم كتب أبو حنيفة الدينوري؟
لـ الدينوري العديد من الكتب العلمية التي تعتبر مرجع هام لعلماء النباتات حتى عصرنا الحالي ومن أهمها:
كتاب علم النبات
يتألف كتاب علم النبات من ستة مجلدات، لم يبقى منها سوى المجلد الثالث والخامس، وصف الدينوري في كتابه 637 نبتة مرتبة بدءاً من السين إلى الياء، بالإضافة إلى أطوار ومراحل نمو النبات وإنتاج الأزهار والثمار.
كتاب علم الفلك والأرصاد الجوية
تحدث الدينوري في جزء من (كتاب النبات)، عن تطبيقات علم الفلك الإسلامي وعلم الأرصاد الجوية في المجال الزراعي، كما وصف السمات الفلكية والجوية للسماء والنباتات و الكواكب والشمس والقمر، بالإضافة إلى وصف أطوار القمر وشرح الظواهر الجوية كـ الرياح والصواعق والبرق والثلج والفيضانات.
كتاب علوم الأرض
يتحدث الكتاب عن علوم الأرض وعلاقتها بالزراعة، كما يستعرض وصف دقيق لـ الأرض والصخور والرمال بالإضافة إلى عدة أنواع مختلفة من التربة، موضحاً فائدة كل نوع من أنواع التربة في الزراعة وأيهما أكثر ملائمة للنباتات، كما تحدث عن خصائص ومحاسن التربة الجيدة.
كتاب الأخبار الطوال
يعتبر هذا الكتاب من أبرز مؤلفات الدينوري، وأحد أسباب شهرته الواسعة كون كتبه ضم أكثر الأحداث البارزة في التاريخ، والتي شغلت من الزمن حيزاً كبيراً وتمكن في كتابه من الفصل بين المراحل التاريخية وفق سياقات علمية منظمة، إذ خصص الأجزاء الأولى من الكتاب لـ معالجة المدة التي سبقت الإسلام، في حين جاء القسم الثاني لمناقشة المرحلة بعد ظهور الإسلام، ونجح في تدوين الحوادث والأخبار وأمدنا بمادة تصح للبحث المستفيض عن فترات من تاريخ العالم خاصة تاريخ الفرس والروم وعرب الجاهلية، وأمدنا الكتاب بـ أخبار مفصلة عن تاريخ الإسكندر، ودولة الساسانيين، وتاريخ الخلفاء، وفتوح العراق، وما وقع بين علي ومعاوية، وأخبار الخوارج، ومقتل الحسين، وفتنة المختار، وسقوط الأمويين، ومكائد العلويين، وخاصة في خراسان أثناء تناوله تاريخ الخلفاء.
كما ألف الدينوري العديد من الكتب في مجالات مختلفة مثل:
- كتاب الفصاحة.
- كتاب الشعر والشعراء.
- كتاب إصلاح المنطق.
- كتاب البلدان.
- كتاب الجبر والمقابلة.
- كتاب الأنواء.
- كتاب الجمع والتفريق.
- كتاب جواهر العلم.
- كتاب الزيج وهو عبارة عن جداول حسابية لمواقع النجوم في السماء.
- كتاب ضمائر القرآن.
- كتاب البحث وحساب الدور.
- كتاب البيان.
- كتاب القبلة والزوال.
- كتاب الوصايا.
- كتاب نوادر الجبر.
- كتاب الكسوف.
ما هي أراء المؤرخين في أبو حنيفة الدينوري؟
كان لـ الدينوري صيت كبير في أرجاء العالم الإسلامي والغربي على حداً سواء، ومن أبرز ما قيل عنه:
- قال عنه أبو حيان التوحيدي: لو اجتمع الثقلان على مدح أبي عثمان وأبي حنيفة وأبي زيد بن سهل البلخي، لما بلغوا آخر ما يستحقه كل منهم، وأما أبو حنيفة فإنه كان من نوادر الرجال، جمع بين بيان العرب وحكمة الفلاسفة، مع زهده وورعه وجلالة قدره.
- أما شمس الدين الذهبي فقال عنه: صدوق كبير الدائرة، طويل الباع، ألف في النحو واللغة والهندسة والهيئة والوقت، وأشياء.
- وقال عنه دكتور عبد الحليم منتصر رائد من رواد علم البيئة النباتية: إن أبو حنيفة الدينوري نباتي وليس طبيباً، أي أنه لم يهتم بذكر الفوائد الطبية إلا قليلاً، لكن غيره كابن الصوري وابن سينا وابن البيطار وغيرهم، كانوا يهتمون ببحث الفوائد الطبية لجميع النباتات.
- وقال كمال الدين الأنباري: وأما أبو حنيفة أحمد بن داود، فكان ذا علوم كثيرة، منها النحو، واللغة، والهندسة، والحساب، والهيئة وكان ثقة فيما يرويه.
- وقال عنه ابن النديم: كان متفننا في علوم كثيرة منها النحو والهندسة واللغة والحساب وعلوم الهند، وثقة فيما يرويه معروف بالصدق.
- وذكره المسعودي قال: بأنه كان كبير في اللغة وهو عالم جامع سمع الحديث.
- وقال الانباري: كان ذا علوم كثيرة منها النحو واللغة والهندسة والحساب والهيئة وكان ثقة فيما يرويه.
- و ياقوت الحموي قال عنه: كان نحوياً لغوياً مهندساًً و منجماً و حاسباً راوية ثقة فيما يرويه ويحكيه.
وفاة أبو حنيفة الدينوري
توفي أبو حنيفة الدينوري رحمة الله عليه في مدينة دينور، يوم 26 من جمادى الأولى عام 282 هجرياً الموافق لعام 895 ميلادياً.