شخصيات تاريخية

من هو الحاج أحمد باي وأهم إنجازته

على مر العصور والأزمان توافد على كُتب التاريخ العديد من المناضلين الذين سعوا لـ تحرير بلادهم من المُحتلين، فما هي قصة البطل الجزائري أحمد باي؟

من هو أحمد باي؟

هو أحد القادة البارزين في تاريخ الجزائر، فكان مُدافعاً عن حقوق بلاده في التحرر من الاستعمار الفرنسي، عن طريق تحريض القبائل الصحراوية في المشاركة في استقلال بلادهم، ورفض كل العروض الفرنسية المُغرية ليبقى في منصبه ويترك تحرر الوطن إلى ما يشاء الله، فكان جزائه الإقامة الجبرية لسنوات و الموت في ظروف غامضة.

ما هي قصة احمد باي؟

ولد القائد باي عام 1786 ميلادياً في مدينة (قسنطينة) بالجزائر، وبعد وفاة والده والذي مات مخنوقاً كما ذكرت بعض المصادر، هربت به والدته من مدينة قسنطينة لكي لا يلقى نفس مصير والده، و تكفل أخوال البطل الجزائري بـ تربيته فـ حفظ القرآن وتعلم قواعد اللغة العربية، كما كان مُحباً لـ ركوب الخيل وهذا ما جعله يتدرب على فنون القتال، الذي أثبت فيها جدارته و تميزه، وبعدما قام بـ أداء فريضة الحج وهو يبلغ من العمر أثنى عشر عاماً فقط، لُقب بـ (الحاج أحمد باي)، والذي استطاع أن يصل لمنصب قائد قبائل (العواسي) بفضل ذكائه و شجاعته، وبعدما وصل القائد باي إلى المناصب العليا وأصبح فرداً لامعاً من أبرز الشخصيات السياسية، زار مصر و قابل الوالي محمد علي باشا شخصياً، و رأى حجم الإنجازات التي حدثت في عهده خصوصاً في المجال العسكري، فأراد أن يمشي على خطى الوالي المصري.

تعينه على بايلك الشرق الجزائري

في عام 1826 ميلادياً تم تعين القائد باي على (بايلك الشرق)، و التي ازدهرت في عهده، و استطاع ان يقوم بتوحيد القبائل الكبرى في الإقليم الشرقي عن طريق المصاهرة، وهذا ما جعله يتزوج من بنتين من بنات رجال كبار القبائل الجزائرية، وعلى الرغم من أن القائد باي كان يؤمن بـ التبعية لـ الباب العالي التابع لـ الدولة العثمانية، إلا أن مصلحة بلده الجزائر كانت الأهم بالنسبة له، لذلك قاد العديد من الحركات المناهضة لتحرير بلاده، ولم ينظر لكل الإغراءات التي كانت تقدمها فرنسا لـ استمالته.

استراتيجية القائد أحمد باي و مقاومته للفرنسيين

عَمد القائد باي بأن يجعل من الشعب الجزائري والسلطان العثماني مرجعاً لسلطته التشريعية، لذا انتهج مبدأ استشارة ديوانه المكون من الأعيان والشيوخ، ومراسلة السلطان العثماني قبل اتخاذ أي قرار مصيري للبلاد، كما أحاط نفسه برجال يمتلكون الخبرة و النفوذ في الأوساط الشعبية، و أصدر أوامر بـ تجنيد الرجال ليكونوا عوناً للمقاومة الشعبية، وهذا ما جعل فرنسا تحاول التفاوض مع القائد باي، فـ خيروه بأن يبقى في منصبه ولكن بعد الاعتراف بالسيادة الفرنسية على الجزائر، أو يتم ازاحته من المسرح السياسي بشكل نهائي، وعندما رفض باي الاقتراحين دخل في صراع عنيف و مباشر مع القوات الفرنسية، وترتب على هذا الصراع حدوث معركة (قسنطينة الأولى) عام 1836، ومعركة (قسنطينة الثانية) عام 1837 ميلادياً، ونتج عن تلك المعركتين في النهاية استسلام القائد باي، بسبب التفوق العسكري الفرنسي، و وضعه تحت الإقامة الجبرية لمدة عشرون عاماً.

ما هي أهم إنجازات أحمد باي؟

قام القائد باي بالعديد من الإنجازات المؤثرة والتي كان لها صدى كبير في أرجاء الجزائر، و تتمثل إنجازاته في:

  • عمل مجموعة من الإصلاحات الإدارية اتسمت بالجدية والعدل.
  • إعادة تشكيل جيش منظم و قوي.
  • صد الهجوم الفرنسي على مدينة قسنطينة.
  • مقاومة الاحتلال الفرنسي وعدم الانصياع لـ كل المُغريات التي قُدمت له.
  • الاستمرار في زعامة المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي على الرغم من وضعه تحت الإقامة الجبرية.

كيف مات أحمد باي؟

ظل الحاج أحمد باي تحت الإقامة الجبرية الفرنسية لسنين، إلى أن توفي في ظروف غامضة، وذكر بعض المؤرخين إنه توفي بالسُم وكان ذلك عام 1851 ميلادياً، ودفن القائد المناضل في مقبرة بـ سيدي عبد الرحمان الثعالبي بـ الجزائر.

ريهام النجار

طالما كانت الكتابة هي سبيلي الوحيد لإخراج كل خواطر نفسي في شكل كلمات تُعبر كل منها عن شعوراً داخلي.
زر الذهاب إلى الأعلى