من هي أسماء الأسد وهل هي عميلة لبريطانيا؟

سيدة الياسمين أم سيدة الجثامين، السيدة الأولى أم السيئة الأولى، سؤالٌ يتردد على ألسنة الجميع منذ أن خُلع بشار الأسد عن كرسيه، من هي زوجته وشريكة جرائمه (أسماء الأسد)؟.

من هي أسماء الأسد؟

هي أسماء فواز الأخرس، من مدينة (حمص) السورية، وُلدت في عام 1975/8/11م في بريطانيا، تحديداً في مدينة (أكتون) غرب لندن، حيث نشأت وترعرعت هناك، لأسرة سورية هاجرت إلى بريطانيا، ميسورة الحال، فقد كان والدها (فواز الأخرس) يعمل كـ طبيباً أخصائياً في أمراض القلب في لندن، ووالدتها (سحر العطري)، تعمل في المجال السياسي كـ دبلوماسية لدى السفارة السورية آنذاك.

درست أسماء في مدرسة (كنيسة انجلترا)، وكوّنت الكثير من العلاقات والصداقات فيها، كانوا ينادونها باسم (إيما)، إلى أن بدأت بدراستها الجامعية في (كلية الملك) وهي كلية تابعة لجامعة لندن، وتخصصت بدراسة علوم الحاسوب فيها، إلى أن حصلت على شهادة (بكالوريوس) في عام 1996م، وقد وصفها نائب مدير (كلية الملك) آنذاك، وفقاً لما ذكرته “جريدة (الحياة) اللندنية”، بأنها كانت طالبة مليئة بالحيوية والنشاط، كما تتسم بالجد في العمل.

انطلقت بعد التخرّج إلى الحياة العملية مباشرةً في نيويورك، حيث بدأت بالعمل في مجال التحليل الاقتصادي والمالي في (دويتشه بانك) أو(البنك الألماني)، ومن ثم انتقلت للعمل في البنك الأمريكي (جي بي مورغان).

أتقنت أسماء الأسد التحدّث بأربع لغات بطلاقة، وهم (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية).

زواج أسماء الأخرس من بشار الأسد

لم نتوصل إلى القصة الحقيقية لتعارف أسماء وبشار، إذ هناك بعض الأقاويل أن التعارف تم في لندن، أثناء عمل بشار الأسد كـ طبيباً للعيون في ذات المستشفى التي يعمل فيها والدها، وهو القول الأكثر ترجيحاً.

وهناك أقاويل أخرى أن التعارف تم في سورية خلال إحدى زيارات أسماء الأخرس لوطنها الأم، ونشأت بينهما صداقة قوية تحوّلت فيما بعد إلى علاقة حب انتهت بالزواج.

ففي عام 2000م، وبعد وقت قصير من تسلّم بشار الأسد الحكم في سوريا، تم إعلان زواجه من أسماء الأخرس، وقد عُقد القران بعيداً عن صخب الإعلام والاحتفالات الضخمة، في حفل زفاف بسيط اقتصر على حضور أفراد العائلتين، وقد أنجبت أسماء الأخرس لبشار الأسد ثلاث أطفال، وهم (حافظ وزين وكريم).

ما أهم أعمال أسماء الأسد؟

على الصعيد الاجتماعي

حاولت قرينة الرئيس المخلوع التقرّب من الشعب والظهور بصورة المرأة الإنسانية التي تساند أبناء شعبها، وتقف بجانب الفقراء، لكسب تعاطف الناس والتسويق لأفكارها ومشاريعها، وذلك من خلال:

  • دعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية، والاجتماع بأعضاء هذه الجمعيات أمام الإعلام، والنقاش معهم بهدف تقديم أكبر قدر من المساعدات للفقراء والمحتاجين، ولكن في الواقع ما كان يحدث هو (سرقة جميع المساعدات، وتحجيم دور هذه الجمعيات).
  • دعم الجمعيات التي تهتم برعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • شغلت منصب رئيس مجلس إدارة منظمة (الأمانة السورية للتنمية)، التي ساعدتها أمام دول الغرب في تصدير صورة جيدة عن النظام وإخفاء ديكتاتورية زوجها، فكيف لزوجة ديكتاتور أن تكون بهذه الإنسانية؟.
  • أنشأت ما يُسمّى (برلمان الشباب).
  • إنشاء منظمة (العرين) في المراكز الخاصة بـ (جمعية البستان الخيرية)، التي كانت تابعة لـ (رامي مخلوف)، بعد أن أزاحته من الواجهة الاقتصادية والاجتماعية.
  • زيارة منازل (مُصابي الحرب) الذين تعرضوا لإصابات خطيرة أثناء خدمتهم في جيش المجرم بشار الأسد، وخروج هذه الزيارات إلى الإعلام، وفي الواقع لم يحصل هؤلاء المصابين حتى على راتب يكفيهم لشراء الأدوية.

على الصعيد الاقتصادي

بحسب ما ذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز)، كانت أسماء الأسد تترأس (مجلس الاقتصاد السري)، الذي لا تُعقد جلساته خارج أبواب القصر الجمهوري، وهو ما أسماه رجال الأعمال السوريين بالمافيا، فقد فرض المجلس غرامات باهظة، جمّد أرصدة التجار وكبلر رجال الأعمال.

  • السيطرة على أموال وشركات رجل الأعمال (رامي مخلوف) مثل شركة الاتصالات (سيرياتيل) وشركة (الشام القابضة)، وقد كان مخلوف يسيطر على ما يقارب نصف الاقتصاد السوري وربما أكثر.
  • اتهمها السوريين بافتعال الحرائق في الأراضي الزراعية التابعة لمناطق الساحل والغاب، بهدف شرائها من أصحابها بأسعار بخسة، لإقامة المشاريع والمنتجعات الخاصة بها.
  • السيطرة على السوق الاقتصادي والشركات الخاصة، وبالرغم من عدم تواجد اسم (أسماء الأخرس) في السجلات التجارية لهذه المشاريع، إلّا أنها كانت تُدار من قِبَل أشخاص يعملون تحت إمرتها.
  • أسست شركة (إيماتيل) مع رجل أعمال سوري آخر.

على الصعيد السياسي

توقّع أبناء الشعب السوري وخاصّةً أبناء الطائفة السنية (وهي الطائفة التي تنتمي إليها أسماء والتي حاربها بشار الأسد) أن تقف بجانبهم ضد القمع والعدوانية التي تعرضوا لها خلال سنوات الحرب الأهلية السورية، لكن على غرار ذلك وحباً في المنصب والسلطة، دعمت أسماء زوجها الديكتاتوري، وحاولت تلميع صورته بكل الوسائل المتاحة.

وقد تم تضمين اسم (أسماء الأخرس) في القائمة السوداء لمرتكبي الجرائم والانتهاكات، وفُرضت عليها العقوبات من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.

رحلة أسماء الأسد مع السرطان

في عام 2018م، أعلنت الرئاسة السورية إصابة قرينة الرئيس المخلوع (بشار الأسد) بسرطان الثدي، وقد لاقى هذا الخبر تعاطفاً كبيراً بين الناس خاصّةً عند مؤيدي النظام السوري، وبعد خضوعها للعلاج اللازم تم إعلان شفائها بشكل تام من المرض عام 2019.

وفي الشهر الخامس من عام 2024م، أعلنت الرئاسة السورية إصابة السيدة الأولى بالسرطان مرة آخرى، لكن هذه المرة أُصيبت أسماء بسرطان الدم (اللوكيما)، والذي يتطلب شروط العزل والتباعد الاجتماعي من أجل علاجه.

سقوط نظام بشار الأسد والهروب إلى روسيا

في 8 ديسمبر عام 2024، بزغ فجر الحرية وسقط نظام الأسد المجرم، وفرّ هارباً مع زوجته وأبنائه إلى روسيا، مُحمّلاً بثروة طائلة.

وبعد وقت قصير من الهروب انتشرت العديد من التقارير الإعلامية، مفادها أن عقيلة بشار الأسد قد طلبت الطلاق رغبةً منها في العودة إلى بريطانيا التي تحمل جنسيتها، لتلقي العلاج هناك، في حين أكّد (ديفيد لامي) وزير خارجية بريطانيا أن أسماء الأسد غير مرحب بها في المملكة المتحدة، فقد قال لامي: (اطّلعت في الأيام الأخيرة على تداول أنباء أن أسماء الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية تحاول المجيء إلى بلادنا، أوكد أنها موضع عقوبات وغير مرحب بها).

كما أكّد لامي قائلاً: (سأبذل قصارى جهدي لضمان عدم إقامة أي من أفراد هذه العائلة في المملكة المتحدة)، وردّاً على هذه الأخبار خرج المتحدث الرسمي باسم الكرملين (دميتري بيسكوف) لينفي هذا الأمر قائلاً: (إن زوجة الرئيس السوري المعزول بشار الأسد، المولودة في بريطانيا، لا تسعى للطلاق).

ه‍ل تعمل أسماء الأخرس كعميلة لبريطانيا؟

نشر الصحفي السوري المعارض (نزار نيوف) وثائق استخباراتية سورية تُظهر أن (حافظ الأسد) قد كلّف (علي دوبا) مدير الاستخبارات العسكرية سابقاً، بمراقبة نجله بشار الأسد أثناء تواجده للدراسة في بريطانيا، وأرسل (علي دوبا) تقريره الأول عام 1992م، الذي تحدّث فيه عن تنظيم السيدة (سحر العطري) والدة أسماء الأخرس اجتماعات سريّة لبشار الأسد مع ضابط مخابرات في الجيش البريطاني.

كما ذكر (دوبا) في تقريره أن بشار الأسد وأسماء ووالدتها اجتمعوا لتناول الغداء في جناح خاص في أحد الفنادق المشهورة في لندن بصحبة سيدة تُدعى (إليزا مانينغهام)، التي تشغل منصب رئيس قسم في المخابرات الداخلية البريطانية، وبعد أسبوعين من هذا اللقاء، ذهب بشار الأسد إلى منزل ذوي أسماء الأخرس لحضور حفل بسيط، كان عدد من ضباط المخابرات البريطانية ومنهم (إليزا) هم أبرز الحاضرين.

ونشر الصحفي وثيقة ثانية بتاريخ 27/ 11/ 1998م، مفادها أن (إليزا مانينغهام) قد أمّنت لأسماء وظيفة في بنك (مورغان) في لندن، فتركت أسماء وظيفتها في (البنك الألماني) في نيويورك، لتعود إلى بريطانيا وتعمل في وظيفتها الجديدة، التي كانت مهمتها الأساسية فيها هي مراقبة الاستثمارات الأسيوية في القطاعات الصناعية الكيميائية والدوائية، وكتابة التقارير السرية وتقديمها لعضو المجلس الاستشاري في مؤسسة (أوكسفورد أناليتيكا) وهو (كولين ماكول) الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الخارجية البريطانية في وقتٍ سابق.

لم يتم التأكد من صحة هذه الوثائق والمعلومات المذكورة فيها، لتترك في أنفسنا الكثير من التساؤلات، فهل بالفعل (سيدة الياسمين) هي عميلة وجاسوسة خفية كانت تعيش في القصر الجمهوري؟.

المصدر: القدس العربي + الحرة + الجزيرة + BBC + سكاي نيوز.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

سمر درويش

كان قلمي هو صديقي الذي يشاركني كل لحظاتي منذ طفولتي ويشجعني لقول كل ما يجول في خاطري من أفكار يمنعني خجلي من قولها، أنا سمر درويش من سوريا خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية.
زر الذهاب إلى الأعلى