“بينهم مسلمين” من هم أشهر علماء الرياضيات عبر التاريخ

شهدَ التاريخُ بروزَ علماءِ رياضياتٍ عُظماءَ أسهموا في تشكيلِ حضارتِنا بفكرِهم وإبداعاتِهم، لذا نَعرضُ أشهرَ علماءِ الرياضياتِ الذينَ تركوا بصمةً وأثَّروا في تطوُّرِ البشريةِ.

أشهر علماء الرياضيات القُدامى

أبدَع علماءُ الرياضياتِ القُدامى في وضعِ النظرياتِ الهندسيةِ والجبريةِ التي لازالت تُدرَّسُ حتى اليومِ، ومنَ الحسابِ البسيطِ إلى الفلسفةِ الرياضيةِ قدَّموا للعالمِ معارفَ خالدةً تُبرزُ عبقريةَ الإنسانِ في اكتشافِ قوانينِ الطبيعةِ وترتيبِ الكونِ، ومن أشهرهم:

طاليس (624-546 ق.م)

طاليسُ هو فيلسوفٌ وعالمُ رياضياتٍ يونانيٌّ يُعتبرُ أحدَ مؤسسي الفلسفةِ والعلمِ الغربيَّيْنِ، وكانَ أولَ منْ قدَّمَ تفسيراً عقلانياً للظواهرِ الطبيعيةِ، وفي علمِ الرياضياتِ اشتهرَ بوضعِه أسسَ الهندسةِ الإقليديةِ.

أثبتَ عدةَ نظرياتٍ هندسيةٍ تُعرفُ الآنَ بـ”نظرياتِ طاليسَ”، ومنْ أبرزِ إسهاماتِهِ: إثباتُ أنَّ قطرَ الدائرةِ يقسمُها إلى نصفينِ متساويينِ، وأنَّ الزواياَ المرسومةَ في نصفِ الدائرةِ هي زوايا قائمةٌ.

كانَ طاليس أولَ منْ استخدمَ الهندسةَ في دراسةِ الفلكِ، حيثُ تمكَّنَ منْ قياسِ ارتفاعِ الأهراماتِ في مصرَ منْ خلالِ ظلِّها، وتنبَّأَ بدقةٍ بحدوثِ كسوفٍ شمسيٍّ، وتُعدُّ أعماله حجرَ الأساسِ لتطورِ الهندسةِ والفلكِ عبرَ التاريخِ.

فيثاغورس (570-495 ق.م)

فيثاغورسُ هو فيلسوفٌ وعالِمُ رياضياتٍ يونانيٌّ عُرفَ بإنجازاتِهِ في علمِ الأعدادِ والهندسةِ، ويُنسبُ إليهِ اكتشافُ نظريةِ فيثاغورسَ التي تنصُّ على أنَّ مربعَ طولِ الوترِ في مثلثٍ قائمِ الزاويةِ يساوي مجموعَ مربعيْ طوليْ الضلعينِ الآخرينِ.

كانتْ نظريتُهُ حجرَ الزاويةِ في تطورِ علمِ الهندسةِ، وأثَّرتْ بشكلٍ كبيرٍ على مجالاتِ الرياضياتِ والعلومِ كما اهتمَّ بدراسةِ الأعدادِ وعلاقتِها بالموسيقىِ، مما وضعَ أُسساً جديدةً لفهمِ النِّسَبِ الرياضيةِ.

إقليدس (300 ق.م)

إقليدسُ المعروفُ بـ”أبو الهندسةِ” هو عالِمُ رياضياتٍ يونانيٌّ تركَ بصمةً هائلةً في علمِ الهندسةِ، ويُعدُّ كتابُهُ “العناصرِ” أحدَ أهمِّ الأعمالِ في تاريخِ الرياضياتِ، وجمعَ فيه جميعَ المعارفِ الهندسيةِ السابقةِ ونظمَها في منهجيةٍ استدلاليةٍ ترتكزُ على التعاريفِ، والبديهياتِ، والمسلماتِ.

قدَّمَ إقليدسُ العديدَ منَ النظرياتِ الهندسيةِ مثلَ نظرياتِ الخطوطِ المتوازيةِ والزوايا، والتي تشكِّلُ أساسَ الهندسةِ الإقليديةِ، وكانتْ أعمالُهُ مرجعاً رئيسياً لتدريسِ الرياضياتِ لأكثرَ منْ ألفيْ عامٍ، ولا تزالُ تُستخدمُ كنموذجٍ للدقةِ والوضوحِ في التفكيرِ الرياضيِّ.

أرخميدس (287-212 ق.م)

أرخميدسُ هو عالمُ رياضياتٍ وفيزياءٍ يونانيٌّ شهيرٌ قدَّمَ إسهاماتٍ بارزةً في حسابِ المساحاتِ والحجومِ، وطوَّرَ قوانينَ حولَ القطعِ المكافئِ والحلولِ العدديةِ التي قادتْ إلى مفاهيمَ أساسيةٍ في التكاملِ.

كانَ أرخميدسُ أولَ منْ وضعَ تقريباً دقيقاً للقيمةِ “π (باي)”، مما ساهمَ في تحسينِ الدقةِ في الحساباتِ الهندسيةِ كما طوَّرَ صيغةً لحسابِ الحجومِ والمساحاتِ للأجسامِ ثلاثيةِ الأبعادِ، وإبداعُهُ وعبقريتُهُ جعلتْهُ واحداً منْ أعظمِ علماءِ الرياضياتِ عبرَ التاريخِ.

بطليموس (100-170 م)

بطليموسُ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ يونانيٌّ عاشَ في الإسكندريةِ، ورغمَ شهرتِهِ في علمِ الفلكِ قدَّمَ إسهاماتٍ رياضيةً مهمةً خاصةً في مجالِ حسابِ المثلثاتِ، وطوَّرَ جداولَ دقيقةً للأوتارِ في الدائرةِ، والتي كانتْ أساساً لحسابِ المثلثاتِ الكرويةِ المستخدمةِ في الفلكِ.

ساعدتْ أعمالُهُ في تحسينِ الحساباتِ الفلكيةِ وتطويرِ الأدواتِ الرياضيةِ اللازمةِ لدراسةِ السماءِ، وتأثيرُهُ في الرياضياتِ امتدَّ لقرونٍ، وظلَّتْ أعمالُهُ تُدرَّسُ في مدارسِ العلمِ القديمةِ.

هيباتيا (370-415 م)

هيباتيا هي عالمةُ رياضياتٍ وفلكٍ وفيلسوفةٌ يونانيةٌ من الإسكندريةِ، وتُعدُّ من أوائلِ النساءِ اللواتي تركنَ أثراً كبيراً في الرياضياتِ، وكانتْ متخصصةً في الهندسةِ والجبرِ، حيثُ قامتْ بشرحِ وتطويرِ العديدِ منْ نظرياتِ إقليدسَ وأرخميدسَ.

ساهمتْ في تبسيطِ المفاهيمِ الرياضيةِ، مما جعلَها أكثرَ قابليةً للتعليمِ والفهمِ، وكانتْ تُلقي محاضراتٍ حولَ الرياضياتِ والفلسفةِ، وأسهمتْ في تحسينِ الأدواتِ الرياضيةِ مثلَ الإسطرلابِ، وأعمالُها تركتْ أثراً عميقاً على تطورِ الرياضياتِ في العصرِ القديمِ.

فيبوناتشي (1170-1250 م)

ليوناردو فيبوناتشي هو عالمُ رياضياتٍ إيطاليٌّ شهيرٌ يُعرفُ بإدخالِ نظامِ العدِّ الهنديِّ-العربيِّ إلى أوروبا، وأشهرُ أعمالهِ هو “متتاليةُ فيبوناتشي” التي تبدأُ بالأرقامِ 0 و1، بحيثُ يكونُ كلُّ رقمٍ مجموعَ الرقمينِ السابقينِ.

قدَّمَ كتابهُ “ليبر أباتشي”، حيثُ شرحَ فوائدَ استخدامِ الأرقامِ العشريةِ في الحسابِ، وكانتْ أعمالُهُ نقطةَ تحولٍ في الرياضياتِ الأوروبيةِ وأسهمتْ في تطورِ الحسابِ والتجارةِ.

أشهر علماء الرياضيات المسلمين

في أوجِ الحضارةِ الإسلاميةِ أضاءَ علماءُ الرياضياتِ المُسلمين العالمَ بإسهاماتِهم الرائدةِ، وأسسوا علمَ الجبرِ، وطوَّروا الهندسةَ التطبيقيةَ، ونقلوا الأرقامَ الهنديةَ إلى أوروبا، وامتزجتْ أعمالُهم بالإبداعِ والتجربةِ؛ لتُصبحَ جسراً بينَ العصورِ القديمةِ والحديثةِ، مما أثَّرَ في تقدمِ الرياضياتِ عالمياً، وإليك أبرزهم:

الخوارزمي (780-850 م)

محمد بن موسى الخوارزمي يُعدُّ أحدَ أعظمِ علماءِ الرياضياتِ في التاريخِ الإسلاميِّ، وهو مؤسسُ علمِ الجبرِ كفرعٍ مستقلٍّ منَ الرياضياتِ، وفي كتابهِ “المختصر في حسابِ الجبرِ والمقابلةِ” قدَّمَ أولَ دراسةٍ منهجيةٍ للجبرِ، حيثُ وضعَ القواعدَ الأساسيةَ لحلِّ المعادلاتِ الخطيةِ والتربيعيةِ.

قدَّمَ الخوارزمي أيضاً نظامَ الأرقامِ الهنديِّ-العربيِّ، وأدخلَ مفهومَ الصفرِ إلى النظامِ العدديِّ، مما أسهمَ في تطويرِ الحساباتِ العلميةِ، وتأثيرُ أعمالِهِ كانَ كبيراً في أوروبا، حيثُ تُرجمَتْ مؤلفاتُهُ إلى اللاتينيةِ، وشكَّلتْ الأساسَ للرياضياتِ الحديثةِ.

الجوهري (800 -860م)

العباسُ بنُ سعيدٍ الجوهريُّ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ مسلمٌ عاشَ في العصرِ العباسيِّ بالقرن التاسع الميلادي، وقدمَ إسهاماتٍ بارزةً في تطويرِ الهندسةِ والفلكِ، ويُعتبرُ منْ أوائلِ العلماءِ الذينَ طوَّروا الهندسةَ الإقليديةَ واستفادوا منها في التطبيقاتِ العمليةِ.

أهمُّ إنجازاتِهِ كانَ في تفسيرِ وشرحِ كتابِ “العناصرِ” لإقليدسَ، حيثُ أعادَ صياغةَ بعضِ البراهينِ الهندسيةِ بطريقةٍ أكثرَ تبسيطاً، مما جعلَها أكثرَ فهمًا لطلابِ العلمِ في عصرِهِ كما ساهمَ في تحسينِ مفهومِ التناسباتِ الهندسيةِ، وهوَ ما أثَّرَ في تطوُّرِ الهندسةِ بشكلٍ كبيرٍ.

الكندي (801-873 م)

يعقوب بن إسحاق الكنديُّ المعروفُ بـ”فيلسوفِ العربِ” كانَ منْ أوائلِ العلماءِ المسلمينَ الذينَ ساهموا في تطويرِ علمِ الرياضياتِ، وركَّزَ على استخدامِ الرياضياتِ في مجالاتِ الفلكِ والموسيقى، وقدَّمَ إسهاماتٍ في تطويرِ نظمِ التشفيرِ منْ خلالِ رسالتِهِ “في استخراجِ المعمى” التي وضعَ فيها أسسَ علمِ التشفيرِ باستخدامِ تحليلِ التكرارِ.

أسهمَ الكنديُّ أيضاً في نشرِ الأرقامِ الهنديةِ والعربيةِ في العالمِ الإسلاميِّ وأوروبا، مما ساعدَ في تطويرِ الحساباتِ كما استخدمَ الرياضياتِ لتفسيرِ الظواهرِ الطبيعيةِ، مما جعلَهُ أحدَ الروَّادِ في تطبيقِ الرياضياتِ في العلومِ الأخرى.

ثابت بن قرة (826-901 م)

ثابتُ بنُ قرةَ هو عالِمُ رياضياتٍ وصابئيٌّ منْ حرانَ، وقدَّمَ إسهاماتٍ هائلةً في الجبرِ والهندسةِ والتحليلِ، وطوَّرَ طرقاً مبتكرةً لحسابِ مساحاتِ الأشكالِ الهندسيةِ وحجومِها، وقدمَ حلولاً لبعضِ المعادلاتِ التكعيبيةِ.

ساهمَ في ترجمةِ وتطويرِ أعمالِ الإغريقِ خاصةً إقليدسَ وأرخميدسَ كما وضعَ قوانينَ متقدمةً في علمِ الميكانيكا الهندسيةِ باستخدامِ الرياضياتِ، وكانَ لهُ دورٌ كبيرٌ في تطويرِ مفهومِ “الحركةِ المتوسطةِ”، مما أثَّرَ لاحقاً في علمِ الفلكِ.

ابن أسلم (850-930 م)

أبو كامل شجاع بن أسلم هو عالِمُ رياضياتٍ مسلمٌ بارزٌ منْ العصرِ العباسيِّ، ويُعدُّ منْ أوائلِ مَنْ طوَّرَ علمَ الجبرِ، واشتهرَ بلقبِ “الحاسبِ المصريِّ”، وكتبَ مؤلفاتٍ مهمةً مثلَ “كتابُ الجبرِ والمقابلةِ” الذي قدَّمَ فيهِ حلولاً متقدمةً للمعادلاتِ الجبريةِ منْ الدرجةِ الثانيةِ والثالثةِ.

أسهمَ في دراسةِ الأعدادِ غيرِ النسبيةِ وطوَّرَ طُرقاً دقيقةً لحسابِها كما استخدمَ الرياضياتِ في حلِّ مشكلاتٍ عمليةٍ مثلَ تقسيمِ الأراضي وحساباتِ التجارةِ، وتُرجمتْ أعمالُهُ إلى اللاتينيةِ، وأثَّرتْ بشكلٍ كبيرٍ على علماءِ أوروبا في العصورِ الوسطى، وكانَ لفكرِهِ دورٌ مهمٌّ في تطورِ الجبرِ ونظريةِ الأعدادِ.

البوزجاني (940-998 م)

أبو الوفاء البوزجانيُّ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ إيرانيٌّ قدَّمَ إسهاماتٍ كبيرةً في تطويرِ علمِ حسابِ المثلثاتِ، وفي كتابِهِ “كتابُ ما يحتاجُ إليهِ العمالُ منَ الحسابِ” قدَّمَ طرقاً لحسابِ الزواياِ والمسافاتِ باستخدامِ المثلثاتِ.

كانَ البوزجانيُّ أولَ منْ طوَّرَ مفاهيمَ الجيبِ وجيبِ التمامِ، وأسهمَ في دراسةِ العلاقةِ بينَ الدوالِ المثلثيةِ كما قدَّمَ طرقاً هندسيةً لحلِّ المعادلاتِ الجبريةِ، مما أثَّرَ بشكلٍ كبيرٍ على تطورِ الرياضياتِ والفلكِ.

ابن يونس المصري (950-1009 م)

ابنُ يونسَ هو عالِمُ فلكٍ ورياضياتٍ مصريٌّ في عصرِ الدولةِ الفاطميةِ، وقدَّمَ جداولَ رياضيةً متقدمةً في كتابِهِ “الزيجِ الحاكميِّ”، والتي تضمَّنتْ حساباتٍ دقيقةً عنْ مواقعِ الأجرامِ السماويةِ.

استخدمَ الرياضياتِ لتحسينِ دقةِ التنبؤِ بحركاتِ الكواكبِ والخسوفِ والكسوفِ كما كانَ منْ أوائلِ منْ استخدمَ البندولَ لقياسِ الزمنِ، مما أسهمَ في تطويرِ الحساباتِ الزمنيةِ.

الكرجي (953-1029 م)

أبو بكر الكرجيُّ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ إيرانيٌّ، ويُعتبرُ منْ أوائلِ منْ قدَّمَ دراسةً مستقلةً للجبرِ، وفي كتابِهِ “الفخري في الجبرِ والمقابلةِ” قدَّمَ نظرياتٍ حولَ حلِّ المعادلاتِ الجبريةِ باستخدامِ طرقٍ تحليليةٍ مبتكرةٍ.

قدَّمَ إسهاماتٍ مهمةً في دراسةِ الأعدادِ خاصةً في تحليلِ الأعدادِ إلى عواملَ أوليةٍ، وهي أساسُ العديدِ منَ النظرياتِ الرياضيةِ الحديثةِ، وكانَ لفكرِهِ تأثيرٌ كبيرٌ على تطويرِ الجبرِ والهندسةِ في العصرِ الإسلاميِّ.

ابن الهيثم (965-1040 م)

أبو عليّ الحسن بنُ الهيثمِ هو عالمُ رياضياتٍ وبصرياتٍ بارزٌ، وقدَّمَ إسهاماتٍ كبيرةً في علمِ الهندسةِ، حيثُ طوَّرَ نظرياتٍ تتعلقُ بالأشكالِ الهندسيةِ والإسقاطِ، وفي كتابهِ “المناظر” استخدمَ الرياضياتَ لتحليلِ الظواهرِ البصريةِ، ودرسَ انكسارَ الضوءِ باستخدامِ الهندسةِ. 

كانتْ أعمال ابن الهيثم رائدةً في الربطِ بينَ الرياضياتِ والبصرياتِ، مما أسهمَ في تطويرِ العلومِ الطبيعيةِ.

البيروني (973-1048 م)

أبو الريحان البيروني هو عالمَ رياضياتٍ موسوعياً قدَّمَ إسهاماتٍ هائلةً في الحسابِ، والجبرِ، والهندسةِ، وفي كتابهِ “القانون المسعودي” ناقشَ الحساباتِ الفلكيةَ واستخدمَ الرياضياتَ لتحليلِ الظواهرِ الفلكيةِ.

ابتكرَ طُرقاً لحسابِ نصفِ قطرِ الأرضِ، وأسهمَ في تطويرِ القوانينِ الهندسيةِ المستخدمةِ في علمِ المساحةِ، وكانَ لفكرِهِ تأثيرٌ كبيرٌ على تطورِ الرياضياتِ التطبيقيةِ في العصورِ اللاحقةِ.

عمر الخيام (1048-1131 م)

كانَ عمرُ الخيامِ شاعراً وعالمَ رياضياتٍ فارسياً بارزاً، وقدَّمَ إسهاماتٍ كبيرةً في علمِ الجبرِ، حيثُ قامَ بتصنيفِ المعادلاتِ التربيعيةِ وحلِّها باستخدامِ الأساليبِ الهندسيةِ، وفي كتابهِ “شرحُ ما أشكلَ من مصادراتِ كتابِ إقليدسَ” تناولَ القضايا المتعلقةَ بالهندسةِ. 

طوَّرَ الخيامُ نظرياتٍ حولَ المعادلاتِ التكعيبيةِ مستخدماً الهندسةَ كأداةٍ للحلِّ، مما جعلَ أعمالَهُ مرجعاً مهماً في تطورِ الرياضياتِ.

أبو الحسن المراكشي (القرن 13 م- 1262 م)

أبو الحسنِ المراكشيُّ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ مغربيٌّ اشتهرَ بدقتِهِ في الحساباتِ الفلكيةِ وتطويرِ الأدواتِ الرياضيةِ، ومنْ أبرزِ أعمالِهِ كتابُ “جامعُ المبادئِ والغاياتِ” الذي قدَّمَ فيهِ جداولَ رياضيةً دقيقةً لحسابِ المثلثاتِ والمسافاتِ.

طوَّرَ المراكشيُّ أدواتٍ رياضيةً مثلَ الإسطرلابِ، مما ساعدَ في تحسينِ القياساتِ الجغرافيةِ والفلكيةِ، وكانتْ أعمالُهُ مرجعاً مهماً للعلماءِ في مجالاتِ الرياضياتِ التطبيقيةِ.

نصير الدين الطوسي (1201-1274 م)

الطوسيُّ هو عالِمُ رياضياتٍ وفلكٍ فارسيٌّ اشتهرَ بتطويراتِهِ في الهندسةِ والجبرِ، وفي كتابِهِ “شكلُ القطاعِ”، وقدَّمَ نظريةً جديدةً حولَ المثلثاتِ الكرويةِ، مما ساهمَ في تطويرِ علمِ المثلثاتِ.

ابتكرَ الطوسيُّ ما يُعرفُ بـ”زوجِ الطوسيِّ”، وهو نموذجٌ رياضيٌّ يُفسرُ الحركةَ الدائريةَ في الفلكِ، وكانتْ أعمالُهُ في الرياضياتِ أساسيةً في تطويرِ الجبرِ والهندسةِ في العصورِ الوسطى.

أشهر علماء الرياضيات في العصر الحديث

شهدَ العصرُ الحديثُ ثورةً في الرياضياتِ بفضلِ علماءٍ تجاوزوا حدودَ الفكرِ التقليديِّ، وصَنعوا منْ تطويرِ الحوسبةِ إلى اكتشافِ عوالمَ جديدةٍ في الجبرِ والتحليلِ أدواتٍ تُغيِّرُ حياتَنا يومياً، فَهُمْ صانعو المستقبلِ حيثُ تمتدُّ تأثيراتُهم إلى كلِّ جوانبِ العلومِ والتكنولوجيا، ومن أشهرهم:

رينيه ديكارت (1596-1650 م)

رينيه ديكارتُ المعروفُ بـ”أبو الفلسفةِ الحديثةِ” قدَّمَ إسهاماتٍ بارزةً في الرياضياتِ، حيثُ أسسَ الهندسةَ التحليليةَ، وهي فرعٌ يجمعُ بينَ الهندسةِ والجبرِ، وفي كتابِهِ “الهندسةِ” قدَّمَ مفهومَ الإحداثياتِ الديكارتيةِ التي تُستخدمُ لوصفِ المواقعِ والنقاطِ في الفضاءِ.

ساعدَ في تطويرِ المعادلاتِ الجبريةِ لتمثيلِ الأشكالِ الهندسيةِ، مما فتحَ البابَ أمامَ الربطِ بينَ الهندسةِ والجبرِ، وطوَّرَ نظرياتٍ عنْ المربعاتِ الكاملةِ والجذورِ الموجبةِ والسالبةِ للمعادلاتِ، وأثرَ بشكلٍ كبيرٍ على تطويرِ الرياضياتِ الحديثةِ.

إسحاق نيوتن (1643-1727 م)

إسحاقُ نيوتنَ هو عالِمٌ إنجليزي في الفيزياء والرياضيات، ويُعدُّ أحدَ مؤسسي علمِ التفاضلِ والتكاملِ، وبالتوازي معَ “لايبنيتزَ” طوَّرَ نظريةَ التفاضلِ والتكاملِ لحلِّ المشكلاتِ المتعلقةِ بالحركةِ والتغييرِ.

في كتابِهِ “المبادئِ الرياضيةِ للفلسفةِ الطبيعيةِ” استخدمَ الرياضياتِ لوصفِ قوانينِ الحركةِ والجاذبيةِ، وأسهمَ في دراسةِ متسلسلاتِ القوى، وطوَّرَ طريقةَ نيوتنَ لحسابِ جذورِ المعادلاتِ، وأعمالُهُ وضعتْ الأساسَ لعلمِ الرياضياتِ الحديثِ وعلومِ الفيزياءِ.

ليونهارد أويلر (1707-1783 م)

ليونهارد أويلر هو عالِمُ رياضياتٍ سويسريٌّ، ويُعتبرُ منْ أعظمِ الرياضيينَ في التاريخِ، وقدَّمَ إسهاماتٍ هائلةً في مختلفِ فروعِ الرياضياتِ بما في ذلكَ الجبرُ، والهندسةُ، ونظريةُ الأعدادِ، وحسابُ التفاضلِ والتكاملِ.

اشتهرَ بصيغةِ أويلرَ “e^(iπ) + 1 = 0” التي تُعدُّ منْ أجملِ المعادلاتِ الرياضيةِ، وقدَّمَ مفاهيمَ أساسيةً في نظريةِ الرسومِ البيانيةِ ونظريةِ الأعدادِ، وأسهمَ في تطويرِ الصيغِ الرياضيةِ المستخدمةِ حتى اليومِ.

ماريا أجنيزي (1718-1799 م)

ماريا أجنيزي هي عالمةُ رياضياتٍ وفيلسوفةٌ إيطاليةٌ بارزةٌ، وتُعدُّ أولَ امرأةٍ تكتبُ كتاباً شاملاً في علمِ الرياضياتِ، وهو كتابُ “أسسُ التحليلِ” الذي يتناولُ الجبرَ وحسابَ التفاضلِ والتكاملِ.

قدَّمتْ دراسةً دقيقةً للمنحنياتِ، وناقشتْ منحنى يُعرفُ الآنَ بـ”ساحرةِ أجنيزي”، وكانتْ أعمالُها تهدفُ إلى تبسيطِ الرياضياتِ وتسهيلِ تدريسِها، وتُعتبرُ ماريا منْ أبرزِ الشخصياتِ النسائيةِ التي أثرتْ في الرياضياتِ خلالَ القرنِ الثامنَ عشرَ.

كارل فريدريش جاوس (1777-1855 م)

كارل فريدريش جاوس الملقبُ بـ”أميرِ الرياضياتِ” كانَ عالِماً ألمانياً قدمَ إسهاماتٍ ثوريةً في الرياضياتِ، وأسسَ العديدَ منَ الفروعِ، بما في ذلكَ الهندسةُ غيرُ الإقليديةِ، ونظريةُ الأعدادِ، والإحصاءُ.

في كتابهِ “استفساراتٌ حسابيةٌ” قدَّمَ أساسياتِ نظريةِ الأعدادِ الحديثةِ، بما في ذلكَ براهينُ حولَ المربعاتِ التامةِ والعددِ الأولِ كما طوَّرَ صيغةَ تقديرِ الخطأِ في الإحصاءِ، وقدمَ مساهماتٍ عميقةً في الحسابِ التفاضليِّ والتكامليِّ، وأعمالُهُ تُعدُّ منْ أعمدةِ الرياضياتِ الحديثةِ.

جورج كانتور (1845-1918 م)

جورج كانتور هو عالمُ رياضياتٍ ألمانيٌّ يُعرفُ بأنه مؤسسُ نظريةِ المجموعاتِ، وأحدثَ ثورةً في الرياضياتِ من خلالِ دراستهِ للمالانهايةِ، وأثبتَ أنَّ هناكَ أنواعاً مختلفةً منَ المالانهايةِ، حيثُ ميَّزَ بينَ المالانهايةِ القابلةِ للعدِّ والمالانهايةِ غيرِ القابلةِ للعدِّ.

قدَّمَ مفهومَ “الأعدادِ الكارديناليةِ” و”الأعدادِ الترتيبيةِ” اللذينِ أصبحا أساسييْنِ في دراسةِ المجموعاتِ، ووضعَ أساسياتِ النظريةِ الحديثةِ للمجموعاتِ التي تُستخدمُ في العديدِ منْ فروعِ الرياضياتِ والفيزياءِ.

هنري بوانكاريه (1854-1912 م)

هنري بوانكاريه هو عالمُ رياضياتٍ فرنسيٌّ بارزٌ يُعدُّ منْ مؤسسي الطوبولوجيا الحديثةِ، واشتهرَ بدراستِهِ للأنظمةِ الديناميكيةِ والفوضى، حيثُ قدَّمَ أفكاراً مبتكرةً عنِ التكرارِ والاستقرارِ في الأنظمةِ.

قدَّمَ فرضيتَهُ الشهيرةَ في الطوبولوجيا التي تُعرفُ الآنَ بـ”فرضيةِ بوانكاريه”، وهي أحدُ أهمِّ المسائلِ الرياضيةِ في القرنِ العشرينِ، وأسهمتْ أعمالُهُ في تطويرِ الرياضياتِ التطبيقيةِ والفيزياءِ النظريةِ.

سرينفاسا رامانجن (1887-1920 م)

سرينفاسا رامانجن هو عالمُ رياضياتٍ هنديٌّ عبقريٌّ تركَ أثراً هائلاً في نظريةِ الأعدادِ والتحليلِ الرياضيِّ، ورغمَ تعليمِهِ المحدودِ قدَّمَ أكثرَ منْ 3900 معادلةٍ ونظريةٍ رياضيةٍ، كثيرٌ منها كانَ جديداً ومبتكراً.

اشتهرَ بتطويرِ دوالٍ خاصةٍ تُعرفُ الآنَ بـ”دوالِ رامانجنَ” التي أثرتْ في دراسةِ التحليلِ الرياضيِّ ونظريةِ الأعدادِ، وتعاونهُ معَ العالِمِ الإنجليزيِّ هاردي أثمرَ العديدَ منَ الإنجازاتِ مثلَ دراسةِ الأعدادِ الأوليةِ والتقريباتِ الرياضيةِ، وكانَ لفكرِهِ الرياضيِّ تأثيرٌ عميقٌ على الرياضياتِ الحديثةِ.

ألان تورينج (1912-1954 م)

ألان تورينج هو عالمُ رياضياتٍ وحاسوبٍ إنجليزيٌّ، ويُعدُّ الأبَ الروحيَّ لعلومِ الحاسوبِ، وقدَّمَ مفهومَ “آلةِ تورينج” التي تُعدُّ الأساسَ النظريَّ للحواسيبِ الحديثةِ، وأسهمَ في تطويرِ نظريةِ الحسابِ ودرسَ حدودَ الأنظمةِ الحاسوبيةِ.

قدَّمَ تورينج إسهاماتٍ كبيرةً في التشفيرِ خلالَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ، وتُعدُّ أفكارُهُ أساساً للذكاءِ الاصطناعيِّ والبرمجةِ الحديثةِ.

المصدر: The Guardian + Cuemath + مواقع إلكترونية.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

سلمى يحيى

صانعة محتوى شغوفة بالكلمات وتأثيرها، أحب كتابة المقالات والمنشورات التي تلهم الناس وتبسط الأفكار المعقدة، ولدي خبرة في كتابة محتوى متنوع يجمع بين الإبداع والدقة مع اهتمام خاص بالتفاصيل وجذب القارئ، وأؤمن أن الكتابة وسيلة للتواصل وإحداث فرق، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يترك أثرًا إيجابيًا.
زر الذهاب إلى الأعلى