من هو العالم المسلم ابن البيطار وما إنجازاته
عالِم عصره في علوم النباتات، و الصيدلي الأول في تراكيب الدواء و لُقب بـ شهيد الصحة، إليكم كل ما تودون معرفته عن العالم ابن البيطار.
من هو العالم المسلم ابن البيطار؟
هو أبو محمد ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي، نسبة لـ (مدينة مالقة) التي ولد فيها بالأندلس عام 593 هجرياً الموافق 1197 ميلادياً، يُعد من أشهر العلماء العرب في التاريخ، كان والده طبيب بيطري لذا لقب بـ (ابن البيطار) وهو لقب مشتق من الكلمة العربية التي تعني (ابن البيطري) نسبة إلى عمل والده، أحب البيطار قضاء وقته في الصغر بـ الغابة المجاورة لقريته ومن هنا جاء حب الطبيعة لقلبه، و أصبحت الغابة بمثابة أول مدرسة له في علم النبات، لذلك سعى البيطار أن يدرس على يد عالم إشبيلية (أبي العباس أحمد بن محمد بن فرج) أشهر علماء علم النبات في زمانه، وكانت المفاجئة التي حدثت، هي تفوق البيطار على استاذه فـ أصبح من النابغين المحدودين في علم النبات بكل العالم.
رحلات البيطار العلمية
أحب البيطار أن يكون كثير الترحال ليتعلم علوم النباتات المختلفة في كل مكان، ولذلك ذهب إلى (اليونان، والروم، ومصر، وسوريا)، و جميع بلاد العالم الإسلامي تقريباً، واجتمع مع علماء كل دولة و شاركهم دراسة أنواع النبات المتواجدة على أرضهم وخصائصها وطرق الاستفادة منها، وهذا ما هيئه إلى تأليف كتاب يُعد المرجع الأول لعلم النباتات والصيدلة في العالم.
ما هي إنجازات ابن البيطار؟
هناك العديد من الإنجازات التي قدمها البيطار للبشرية في علم النباتات والصيدلة، ومن أهم إنجازاته:
- وضع توقيت خاص بالأدوية لتوضيح ما هي الأدوية التي يُفضل أن يتناولها المريض في فترة النهار و الليل.
- تأليف الكتاب الجامع والذي يضم ذكر أكثر من ألف نوع من نبات بالإضافة إلى أنواع أخرى هو من اكتشافها.
- أكتشف أنواع من النباتات لها دور كبير في علاج الأمراض السرطانية.
- طريقة صنع زيوت النباتات لاستخدامها في صنع أنواع مختلفة من الأدوية.
- وضع أُسس علمية لتكون الأساس للتجارب العلمية باختلاف أنواعها.
ما هي أهم كتب ابن البيطار؟
قام ابن البيطار بتأليف الكثير من الكتب الهامة و إلى الآن هي مصدراً موثوقاً للصيادلة و علماء النبات في كل أنحاء العالم، ومن أهم كُتبه:
كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
يُعد موسوعة في الصيدلة ويحتوي على وصف مُفصل لأكثر من ألف و أربعمائة نوع من الأعشاب والعقاقير الطبية، بالإضافة إلى بيان قيمتها العلاجية واستخداماتها الدوائية، و يشير الكتاب إلى مائة و خمسون كتاب عربي و عشرون كتاب يوناني، ذكر فيه البيطار أسماء الأدوية والأغذية الخاصة بـ النباتات و الحيوانات والجماد بحسب ترتيب حروفها الهجائية.
كتاب المغني في الأدوية المفردة
عبارة عن معجم في الأدوية المفردة كـ كتاب الجامع، إلا أنه تم ترتيبه بحسب أعضاء الجسد وقسمه البيطار إلى عشرين فصلاً بحسب الأعضاء، ويُعد هذا الكتاب مفيد و مختصر للأطباء ومن يدرسون الطب، بالإضافة إلى أن الطريقة المتبعة في تأليفه وجمعه هي الطريقة نفسها المتبعة في كتاب الجامع.
كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام
عبارة عن معجم في الأدوية المفردة، كتبه البيطار في نقد كتاب منهاج البيان لـ (ابن جزلة البغدادي) فـ أثار البيطار المواد التي تثير النقاش والنقد في هذا الكتاب، كما إنه نبه على الأخطاء المتواجدة فيه وما خلط فيه من أسماء الأدوية ورتبها ترتيباً أبجدياً.
كتاب الأقرباذين
هو كتاب يضُم مجموعة من الأدوية، كما يشمل على وصف جميع النباتات والأحجار والمعادن بالإضافة إلى الحيوانات التي لها خواص طبية، و ألف البيطار هذا الكتاب في فترة إقامته في مصر.
وفاة ابن البيطار
توفي ابن البيطار في مدينة (دمشق) بسوريا عام 646 هجرياً الموافق لعام 1248ميلادياً، عن عمر يناهز الواحد و خمسون عاماً، عندما كان يقوم ببعض الأبحاث و التجارب على النباتات، وبسبب تلك الأبحاث تسرب إليه نوع من السُم أثناء اختباره لنبتة حاول أن يصنع دواء منها.