أهم طرق واستراتيجيات تعليمية حديثة للتدريس بشكل متقدم
لم يَعد التعلم مقتصراً على الحفظ والتلقين أو أساليب التعلم التقليدية، إنما اتّجهت أنظار التربويين نحو استراتيجيات تعليمية حديثة تُمكّن المتعلمين من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
استراتيجيات تعليمية حديثة
يتم تعريف استراتيجيات التعليم الحديثة بأنها مجموعة من الطرائق والأساليب التي تتبع نمط خارج عن القولبة التعليمية التقليدية، وتهدف إلى تحسين سيرورة التعلم وتعزيز المفاهيم الدراسية بشكلٍ أكثر ابتكاراً وحداثة.
1- التدريس التبادلي
تعتمد هذه الاستراتيجية وبحسب اسمها على التفاعل النشط بين المعلم والطلاب، ولكن بتبديل الأدوار بحيث يتم تبادل الأفكار والآراء حول مواضيع مختلفة، من خلال طرح الأسئلة ومناقشة الإجابات بين المتعلمين والمعلم أو بين المتعلمين أنفسهم.
ويتم تشجيع الطلاب على التفكير النقدي والتحليل، مما يعزز فهمهم للمادة بشكل أعمق، وتساهم هذه الاستراتيجية في تحويل الطلاب من مستمعين سلبيين إلى مشاركين فاعلين في عملية التعلم وذلك من خلال التنبؤ بالنتائج وتلخيص المعلومات والتساؤل الذاتي.
مثال: (يتم عرض المادة الدراسية وبدأ النقاشات حولها بين الطلبة والمعلم من خلال التنبؤ أو طرح الأسئلة على بعضهم البعض ووضع التوضيحات اللازمة وراء كل فقرة بما يجعلهم متخذين دور المعلم والمتعلم في آنٍ معاً).
2- التعلم التعاوني
وهو أسلوب التعلم القائم على التعاون بين الطلاب ضمن مجموعات دراسية، حيث أن هذا النهج التعليمي يعتمد على التفاعل بين الطلاب ومساعدة بعضهم البعض وتحقيق الترابط البنّاء القائم على تنفيذ الأنشطة سوياً.
حيث يبدأ المعلم بتقسيم طلابه إلى مجموعات بحسب عددهم فإن كان الصف يحتوي على 40 طالب، فإن تقسيم المجموعات يكون على شكل 8 مجموعات وفي كل مجموعة خمسة طلاب وواحد من الطلاب يتكلم بـ اسم مجموعته، ثم يبدأ العمل التعاوني بين كل مجموعة على حدة والنتائج النهائية للعمل يتم محاسبتها وتقييمها لكل مجموعة دوناً عن غيرها.
مثال: (يتم تقديم سؤال ما أو أكثر أو حتى فكرة، وتبدأ كل مجموعة بمناقشة الحلول فيما بينها ووضع الأفكار والآراء المجتمعة وتكون كل مجموعة مرقّمة برقم معين ويتم التحدث بشكل رسمي عن الحل الذي تم الوصول إليه من قبل كل مجموعة بواسطة طالب واحد يتم اختياره من قبل المجموعة الواحدة).
3- التعلم باللعب
وهي استراتيجية تجمع بين الأنشطة والدراسة المنهجية، كما أنها أحد وسائل التعليم الحديثة حيث تعتمد على فكرة اللعب بما يساعد على تركيز المعلومة أكثر، ويمكن ابتكار طرائق متنوعة لدمج الأنشطة بالمادة الدراسية مثل استخدام الدمى لعرض مسرحي معين، أو استخدام الألغاز لتحفيز القدرات الذهنية، وكل ماشابه ذلك.
مثال: (لنفترض أن هناك درس في التربية الرياضية، يمكن للمعلم أن يستخدم ألعاب الحركة لتنشيط الجسم والطاقة الحركية).
مثال آخر: (في درس الأشكال الهندسية يمكن استخدام إطارات فارغة لشكل المثلث والمستطيل والمربع، وجلب الشكل الهندسي الخاص ووضعه في الإطار المناسب ولجعل الأمر حماسياً أكثر يمكن أن يطلب المعلم من طلابه أن يقوموا بملئ الإطارات الفارغة بسرعة والعودة إلى المقعد والذي يبقى خارجاً يقوم بتنفيذ شرط ما).
4- العصف الذهني
يُعرف العصف الذهني بأنه الطريقة التي تقوم على مبدأ جمع الأفكار والآراء من الطلاب بما يضمن لهم حرية التعبير والقدرة على التفكير وتنشيط عقولهم بما يسعف الحاجة المرجوة، مما يعني أنه في حال تم عرض مشكلة ما فإن الطلاب يبدأون بعرض أفكارهم إما لحل المشكلة أو لابتكار فكرة جديدة أو لتطوير الفكرة القائمة ذاتها.
ويكون هذا نوع من تحريض الطالب على استخدام مهاراته الفكرية والإبداع لإثراء الموضوع أكثر، ولا يجب أن يقوم المعلم بنقد أي فكرة إنما محاورة الطلاب وجمع أكبر قدر من الأفكار وخلق نوع من المناقشة الفعالة دون تقييد بما يسمح لهم بأن يبدعوا ويطلقوا العنان لعقولهم لكي تفكر وتحلل وتستنتج.
مثال: (يعرض المعلم فكرة الدرس أو فقرة ما ويجعل الطلاب يعرضون آرائهم برفع الأيادي ويحاولون أن يستنتجوا حلول المشكلة بأساليبهم ومن خلال مناقشة المقترحات سوياً).
5- التعلم بالنمذجة
يعتمد أسلوب التعلم هذا على ابتكار نماذج مصغرة لتوضيح الفكرة بشكلٍ أكثر فاعلية، مما يعني أن هذا النهج التعليمي يعتمد على محاكاة المفاهيم من أجل تطبيق المفهوم بسياق عملي يجعل الفكرة أكثر وضوحاً أمام الجميع، كما أن التطبيق العملي بأسلوب عرض النماذج المصغرة يجعل المعلومة تتركز أكثر في ذهن الطالب وتعزز فهمهم الواضح للأمور.
مثال: (لنفترض أن هناك درس عن مصادر الطاقة، وهنا على المعلم أن يستخدم مجسم مصغّر لتوربينات من أجل توضيح أن طاقة الرياح قادرة على توليد الكهرباء وكل ماشابه ذلك).
6- التعلم بالتخيل
هذه الاستراتيجية يتم فيها إعطاء الطالب مساحة للخيال والإبداع بحيث يتم استدراجه لتخيل نفسه في موقف ما أو وظيفة أو مهمة، ويُترك لخياله فيما بعد ويبدأ بسرد الحلول ومحاولة استنباط النتائج وذلك يحفّز ذهنه على الابتكار والقدرة على التخيل الإبداعي والجمع بين الخبرات المتراكمة لديه وربطها مع الذاكرة والصور التخيلية وغيرها، وبهذا نساعد الطفل على تنمية قدراته الذهنية والخيالية والإبداعية.
مثال: (يختار المعلم طالب ويسأله عن مشكلة ما ويطلق منه أن يتخيل وجوده في هذه المشكلة وكيف سيقوم بحلّها).
7- استراتيجية حل المشكلات
هذه الاستراتيجية تعتمد على الفهم الصحيح لخطوات حل أي مشكلة في عموم الحياة، والتي تجعل المتعلم قادر على فهم أبعاد المشكلة ومحاورها ومحاولة إيجاد الحلول بشكل مبتكر، ولكن الخطوات التي تقوم عليها هذه الاستراتيجية هي:
- تحديد المشكلة: معرفة المشكلة وفهم ماهيتها من أجل فهم السبب الكامن خلفها.
- البحث عن أسباب المشكلة: والتي تعتمد أسلوب البحث والتقصي حول الأسباب التي أوصلت الحال إلى هنا وما هو وراء المشكلة وإن كانت مشكلة كَمية أم نوعية وما شابه ذلك.
- البحث عن حلول للمشكلة: وهنا على المتعلم أن يقترح عدة حلول للمشكلة بناءً على ما سبق من الأسباب والفهم الواضح للأبعاد الخاصة بالمشكلة.
- تحديد الحل الأنسب: ويتم بعد طرح عدة حلول واختيار الحل الأنسب والأفضل وفي حال لم يكن هذا الحل قادر على احتواء المشكلة وإنهائها فيتم الانتقال للحل الذي يليه من مجموعة الحلول التي تم عرضها.
- تنفيذ الحل: ومحاولة إيجاد أفضل الطرق لتنفيذ الحلول والبحث عن خطط محكمة لتنفيذه.
مثال: (يتم عرض مشكلة مقترحة من ضمن فقرات الدرس ويُطلب من الجميع أن يكتبوا أساليب حل المشكلات ويضعون إجاباتهم ومن ثم يبدأون بعرض ما كتبوه، وفي حال تم إلغاء فكرة كتابة الخطوات، يتم استبدالها من خلال الإجابة بشكل عشوائي أو اختيار الطلاب للإجابة بشكل منفرد).
8- التعلم الذاتي
وهي العملية التي يتم فيها تلقي المعلومة وتركيزها في الذهن من خلال التجربة سواء نجحت أو فشلت، وتتطلب من المتعلم أن يكون منفتح الذهن وقادر على ضبط نفسه والتفكير بطريقة أكاديمية والاستقلال بذاته لتعزيز الفهم، كما أن هذه الطريقة تساعده على الابتكار أكثر وتعزيز الفكرة المستنتجة بتركيز أكبر فضلاً عن قابليته مستقبلاً في احتواء مشاكله أو حتى اعتماده على نفسه في فهم الأمور من حوله وتحليلها ذهنياً.
مثال: (يختار المعلم موضوع ما ويطلب من الطلاب كتابة مقترحات الموضوع وحلوله ومشكلاته وكل ما يدور حوله الموضوع، ويبدأ الطالب محاولاته للبحث المثمر عن طريق الإنترنت أو قراءة الكتب أو الوصول لمصادر التعلم من أجل الوصول إلى الإجابات الوافية للموضوع).
9- استراتيجية الفصل المقلوب
هذه الاستراتيجية تعتمد على فكرة تزويد المتعلمين بموادهم التعليمية على شكل مقاطع فيديو وملفات صوتية أو ما شابه ذلك ليتم مراجعتها في المنزل ومحاولة فهمها بشكل ذاتي، ومن ثم يعود الجميع إلى الفصل في اليوم التالي ويتناقشون حول المادة التعليمية ويقدمون الحلول للمشكلات أو آرائهم فيما يخص الدرس الذي سبق لهم أن تعلموه في المنزل باستخدام التكنولوجيا.