ما هي اضطرابات الأكل وأنواعها وطريقة علاجها
تعد اضطرابات الأكل من أكثر العادات الصحية الخطيرة تأثيراً على صحة الفرد الجسدية والعقلية، فهيا نتعرف على أنواعها وكيفية علاجها.
ما هي اضطرابات الأكل؟
إن اضطراب الأكل هو عبارة عن مجموعة من الأمراض التي ترتبط بسلوكيات وأفكار غير طبيعية عن طريقة تناول الطعام بطريقة مبالغ فيها أو الامتناع عن تناوله بشكل مبالغ أيضاً، ولهذا يكون المصاب بهذا الاضطراب لديه مشكلة في وزنه بشكل ملحوظ سواء بالزيادة أو بالنقصان، وعند عدم التمكن من علاجها بشكل سريع قد يظهر لدى المريض بعض المشكلات الخطيرة التي قد تؤثر على صحته العقلية والجسدية وتتحول هذه المشكلات إلى مشكلات طويلة الأمد مما قد يترتب عليه التسبب في الوفاة للفرد المصاب في بعض الحالات.
أنواع اضطرابات الأكل
توجد عدة أنواع لهذه الإضطرابات ومنها أنواع أكثر شيوعاً وهي:
- الشره المرضي العصبي: يعاني المصابون بهذا النوع من اضطرابات الطعام بالشراهة المرتفعة أثناء تناول الطعام ثم يتعمد أن يقوم بإخراجه عن طريق القيء أو من خلال استخدام أدوية الإسهال.
- فقدان الشهية العصبي: وهذا يكون خوف المريض المرتفع من زيادة الوزن، لاقتناعه أنه من ذوي الوزن الزائد ولكن في الحقيقة هو نحيف، لذلك يقوم بالتقليل الشديد في تناول الطعام.
- اضطراب نهم الطعام: ويطلق عليه أيضاً اضطراب الاكل القهري أو اضطراب شراهة الأكل، حيث يقوم المريض بتناول الطعام بشراهة خلال مرات متكررة حتى يشعر بالامتلاء ولا يقوم بالمحاولة للتخلص منه بعدها.
بعض أنواع اضطرابات الأكل الأقل شيوعاً هي
- اضطراب تناول الطعام الاجتنابي: وفي هذا الاضطراب يحاول المرضى تجنب الطعام والابتعاد عن تناول الطعام وهذا إما لعدم وجود رغبة لتناوله أو لنفور المريض من رائحته أو طعمه.
- اضطراب الاجترار: وهو من أنواع اضطراب الطعام الذي يتسم بإرجاع الطعام غير المهضوم من المعدة حتى يتم مضغه ثم بلعه مرة أخرى.
- اضطراب الطعام بيكا أو شهوة الغرائب: وهذا الاضطراب يعني تناول أشياء غير مفيدة بل ضارة، كالطين، الثلج أو القطع المعدنية كالحديد، وغالباً ما يتواجد لدى مرضى التوحد، الفصام أو الإعاقات الذهنية.
اسباب اضطراب الاكل
لم يتم التعرف على السبب الرئيسي لوجود هذه الاضطرابات حتى الان، ولكن يوجد عدة عوامل قد تنشأ منها اضطرابات الطعام وهذه العوامل هي:
عوامل حيوية
تشمل هذه العوامل التي تساهم في حدوث اضطرابات تناول الطعام ومنها:
- عوامل جينية.
- عوامل عائلية، مثل اهتمام العائلة الشديد بالوزن أو شكل الجسم ومظهره.
- الأمراض العقلية.
- مرحلة المراهقة والتغييرات الجسدية بهذه المرحلة.
عوامل اجتماعية
تشمل العوامل التي قد تساعد في الإصابة بالاضطرابات الخاصة بالأكل ومنها:
- التعرض للصدمات في الماضي.
- المهن التي تضع شروط عن الجسم المتناسق والنحيل.
- الضغوط الثقافية والعائلية التي تدور حول الوصول إلى الجسم المثالي.
- الاضطرابات داخل العلاقات الأسرية، مثل التعايش مع الأسر غير المستقرة مع المعاناة من مشاكل كثيرة.
- تعرض الفرد للتنمر أو الإيذاء.
عوامل نفسية
يعزى حدوث اضطرابات الأكل أحياناً للعوامل النفسية ومنها:
- الأفكار الوسواسية.
- التعرض للقلق أو الاكتئاب.
- صعوبة التعبير للفرد عن مشاعره.
- رغبة السعي وراء المثالية والكمال.
- التصور السلبي لشكل الجسم وقلة الثقة بالنفس.
- قلة احترام الفرد لذاته.
- قيام الفرد بالسلوكيات المندفعة أو المتهورة.
أعراض اضطراب الأكل
تتنوع الأعراض الخاصة باضطرابات الأكل تبعاً لنوع الاضطراب، ووفقاً لموقع الطبي وموقع مايوكلينيك أنه يوجد منها نوعان هما:
الأعراض الأساسية الجسمية لاضطراب الأكل منها ما يلي:
- شعور الفرد بسرعة ضربات القلب أو الشعور بالإغماء.
- تأخر علامات البلوغ عند البعض مثل عدم نزول دم الحيض، وربما يتم انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء.
- شعور الشخص بالألم أو التنميل في الذراع والساق.
- يكون وزن المصاب أقل بكثير عن المعدل الطبيعي لدى أقرانه في نفس العمر.
- يوجد اضطرابات في الوزن لدى المصاب، حيث يفقد المصاب الوزن بشكل سريع أو يزيد الوزن سريعاً أو يكون لديه تقلبات في الوزن.
- يشعر بعسر الهضم، الانتفاخ، الاسهال أو الإمساك.
الأعراض الأساسية الفكرية أو السلوكية لاضطراب الأكل ما يلي:
- فقدان الشهية وهذا يشمل فقدان وزن الجسم بشكل كبير وغير صحي نهائياً.
- محاولة الابتعاد عن الأحاديث التي قد تشمل أي مواضيع تتعلق بالطعام أو وزن الجسم وشكله.
- ممارسة التمارين الرياضية بكثرة.
- تناول الطعام ببطء شديد للغاية أو تقطيعه إلى قطع صغيرة جداً.
- يكون لدى الشخص قلق دائم عن وزنه وشكل جسمه.
- يوجد تغييرات في المزاج لدى الفرد مثل الانطواء، والاكتئاب والقلق المستمر.
- يكون لدى الشخص هواجس حول أنواع الأطعمة وسعراتها الحرارية.
- يقوم بتناول كميات صغيرة من الطعام بشكل ملحوظ أو يحاول أن يتخطى بعض الوجبات الرئيسية.
- محاولة التقيؤ أو استعمال أدوية الاسهال لكي يقوم بالتخلص من الطعام.
- يميل الفرد لارتداء الملابس الواسعة عن الطبيعي لكي يقوم بإخفاء وزنه.
بعض الأمثلة الأخرى التي قد تظهر على مجموعة من الأشخاص هي:
- يقوم الشخص بتناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة كبيرة أيضاً.
- يقوم الفرد بالأكل بشراهة كبيرة أو ما يدعى بالشره العصبي أو الشهية المفرطة.
- يبتعد عن المواقف الاجتماعية والأسرية ويفضل قضاء الوقت منفرداً لكي يقوم بتناول الطعام بحرية.
تشخيص اضطرابات الأكل
يهتم الطبيب عند تشخيص اضطرابات الأكل بالتركيز على التاريخ الطبي وكافة الأعراض التي يشعر بها المريض مع إضافة الفحص البدني وقياس الطول والوزن، وعلى الرغم من عدم وجود أي قياسات أو اختبارات محددة لمعرفة وجود اضطرابات الأكل لدى الأفراد ولكن هناك بعض التقييمات النفسية التي تعمل على هذا ويضاف إليها الفحوصات المعملية ومنها:
- اختبارات وظائف الكلى والكبد.
- الأشعة السينية.
- تخطيط كهربية القلب.
- فحص البول.
- فحص الغدة الدرقية.
علاج اضطرابات الاكل
بعد تشخيص الفرد بأنه مصاب باضطراب الأكل يمكنه أن يقوم باتباع العلاج المناسب للفرد مما يتطلب أن يقوم فريق متخصص بالمتابعة لعلاج اضطرابات الطعام لدى المرضى باستخدام خطط تشمل جميع التفاصيل وخطط العلاج لمساعدة المريض في استرداد صحته، ولكن الخطة الموضوعة يجب أن تكون بشكل فردي لكل فرد حتى تكون أكثر فاعلية لوجود اختلافات فردية بين كل فرد والآخر، وبحسب ما جاء في موقع الطبي وموقع مايوكلينيك أنه من ضمن العلاج لاضطراب الأكل ما يلي:
العلاج النفسي: حيث يمكننا اعتبار العلاج النفسي من أهم المراحل في خطوات العلاج، لأنه يساعد المريض في تخطي مشاكله التي كانت سبباً للوصول إلى هذا النوع من الاضطرابات، بالإضافة إلى أنه يساعد المريض في التواصل مع المجتمع ويشجعه على الاندماج والتعبير عن شعوره وحالته النفسية.
ومن الأساليب التي تستخدم باستمرار في العلاج النفسي لاضطرابات الطعام هي:
- العلاج الأسري: وهو يعد من أفضل الطرق التي يتم استخدامها في علاج اضطراب الطعام خاصةً لدى الأطفال والمراهقين وهذا لاعتماده على تثقيف الأسرة كاملةً من خلال إمدادهم بالمعلومات التي تتعلق بهذا المرض وكيفية رعاية الفرد المصاب بها.
- العلاج السلوكي المعرفي: يقوم هذا النوع بالتركيز على علاج الأفراد من خلال تغيير أفكارهم وسلوكياتهم المتعلقة بالطعام أو بأجسامهم.
- العلاج المكثف: حيث يمكن أن تحتاج بعض الحالات الخاصة باضطرابات الأكل أن تمكث فترة في المستشفى لوجود الرعاية المناسبة للحالة بشكل مكثف.
- العلاج الدوائي: لا يوجد وصفة محددة لعلاج اضطرابات الطعام ولكن يمكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض مضادات الاكتئاب لكي يساعد في الحد والتقليل من أعراض الاكتئاب والقلق التي تصيب المريض.
- التثقيف الغذائي: وهو يقوم على أن يساعد اختصاصي التغذية الفرد المصاب في عودته إلى الوزن الطبيعي بالنسبة لأقرانه من نفس العمر، وهذا يكون خلال تعليم المريض بعض العادات الصحية أثناء تناول الطعام ويقوم بإرشاده إلى اتباع نظام غذائي صحي.
التعايش مع اضطراب الأكل
يمكن للفرد أن يهتم بالصحة البدنية والنفسية لكي يستطيع التغلب على اضطرابات الأكل لديه وهذا بالإضافة إلى العلاج النفسي للمريض، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يمارس بعض الأنشطة التي يلجأ إليها عند الشعور بالرغبة في تناول الطعام ومنها ممارسة اليوغا أو المشي ببطء، ممارسة تمارين التأمل الواعي، وممارسة الهواية المفضلة للفرد كالرسم أو التصوير.
ما هي المضاعفات التي قد تترتب على اضطرابات الأكل؟
يوجد عدة مضاعفات يمكن أن تحدث عند الإهمال في علاج مرض اضطراب الأكل ومن هذه المضاعفات هي:
- الإدمان.
- مشاكل في القلب لدى المريض.
- مشكلات في العلاقات الاجتماعية.
- هشاشة العظام.
- الفشل الكلوي.
- انقطاع الحيض لدى السيدات.
- مشكلات في العمل والدراسة.
- مشكلات في النمو والتطور.
- الرغبة في الانتحار وتظهر لدى المريض في أفكاره وسلوكياته الانتحارية.
- سوء التغذية.
- الاكتئاب والقلق.
- التعرض للجفاف.
- احتمالية الإصابة بمشاكل في العظام والعضلات قد تزيد ومنها الكسور أو تمزق الأربطة.
- احتمالية أن تؤدي إلى الوفاة.