الصحة العامة

علاج اكتئاب ما بعد الولادة وما هي أسبابه

اكتئاب ما بعد الولادة، مرض شائع وشهير يصيب العديد من السيدات بعد الإنجاب، وخلال مقالنا هذا سنتناول معكم أعراض هذا النوع من الاكتئاب وطرق علاجه واسبابه.

تعريف اكتئاب ما بعد الولادة

يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة، شكل من أشكال الاكتئاب الشديد الشائع والمنتشر بصورة كبيرة بين الأمهات، وخاصة الأمهات الجدد، فهو عبارة عن مجموعة من التغيرات الجسدية والسلوكية المستمرة لفترات طويلة بعد الولادة، يصاحبها مزيج من الإحساس باليأس والشعور بالكآبة والحزن العام والتقلبات المزاجية، وقد تصاب السيدات بهذا النوع من الاكتئاب بعد ولادة أي طفل، وليس فقط بعد إنجاب الطفل الأول، وقد يظهر إكتئاب بعد الولادة في غضون أيام قليلة أو بعد شهر من الولادة، عادةً ما تظهر الأعراض خلال أربعة أسابيع من الإنجاب، ويجب عدم إهمال اكتئاب بعد الولادة وتركه دون علاج، حيث يؤثر هذا النوع من الاكتئاب بشكل كبير على علاقة الأم بالمولود، وعلى حياتها الأسرية، وتزداد الأعراض سوءاً مع مرور الوقت دون علاج مناسب.

أعراض إكتئاب ما بعد الولادة

تختلف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة من سيدة إلى أخرى، وتبدأ أعراض الإكتئاب أحياناً خلال الثلاث شهور الأولى من الولادة، وقد تتشابه أعراض هذا النوع من الاكتئاب مع حالات الاكتئاب الأخرى، وتتمثل أعراضه فيما يلي:

  • الحزن والبكاء بدون سبب.
  • الغضب والانفعال الشديد على أمور عادية.
  • اضطرابات ومشاكل في النوم.
  • سوء وتقلب في الحالة المزاجية.
  • الاحساس بالصداع وصعوبة في التركيز.
  • انخفاض الشعور بالرغبة الجنسية.
  • الشعور بألم في الجسم ومشاكل في المعدة.
  • الرغبة في الانعزال والوحدة.
  • الشعور بالتعب والخمول.
  • الاحساس بالذنب، وانعدام التقدير الذاتي.
  • اضطرابات في الشهية، انخفاض أو زيادة في الشهية.
  • عدم الرغبة بالقيام بأي نشاط، وفقدان الطاقة.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • أفكار سلبية تجاه الطفل المولود.
  • عدم الاهتمام بالمولود الجديد.
  • الإحساس بالانفصال، الشعور بعدم الارتباط بالطفل.
  • فقدان الدافع في الحياة، التفكير في الانتحار في حالات الاكتئاب الشديد.

وفي حالة ظهور أي من الأعراض التالية، يجب استشارة الطبيب فوراً لتلقي الرعاية الصحية المناسبة.

أسباب اكتئاب بعد الولادة

لا توجد أسباب واضحة ودقيقة لاكتئاب ما بعد الولادة، ولكن هناك ارتباط قوي بين حدوث الاكتئاب وانخفاض في مستويات الهرمونات في الجسم، وهناك بعض العوامل التي قد تسبب هذا النوع من الإكتئاب نعرضها عليكم فيما يلي:

التغيرات الهرمونية

تمر السيدة الحامل بالعديد من التغيرات الهرمونية خلال فترات الحمل، حيث يرتفع مستوى هرمون الإستروجين، وهرمون البروجستيرون بنسبة كبيرة في فترة الحمل، وخلال أول 24 ساعة من الولادة، تبدأ هذه الهرمونات بالانخفاض والرجوع إلى مستواها الطبيعي، وفي بعض الحالات يؤدي ذلك إلى الإصابة باكتئاب بعد الولادة.

الشعور بالقلق والتوتر

بعد الولادة الشعور بالقلق يلازم السيدات، نتيجة التفكر في المولود الجديد وكيفية رعايته، وكيفية توفير الحياة المثالية له، وقد يصل هذا الأمر بالسيدة الإصابة بالاكتئاب.

اضطراب في الغدة الدرقية

قد يؤدي انخفاض في مستويات الغدة الدرقية إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث تلعب الغدة الدرقية دوراً هاماً في العديد من الوظائف الحيوية للجسم، وفي بعض الحالات يحدث انخفاض حاد في مستويات الغدة الدرقية، وقد ينتج عن هذا الأمر الشعور بالاكتئاب وفقدان الطاقة.

انعدام التقدير الذاتي والإحساس الدائم بالذنب

تشعر بعض النساء باضطرابات الهوية، وعدم السيطرة على حياتهم نتيجة المسؤوليات الجديدة بعد الولادة، وهذا الأمر يزيد من الإحباط والشعور باليأس ويدفع إلى الاكتئاب.

اضطرابات في النوم

تعاني العديد من السيدات بعد الولادة من قلة عدد ساعات النوم، بالإضافة إلى النوم المتقطع والإحساس بالتعب والإرهاق الجسدي نتيجة المسؤوليات الجديدة.

الإصابة باكتئاب من قبل

في حالة تعرض السيدة لتجربة اكتئاب من قبل، تصبح أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

هناك طرق مختلفة لعلاج إكتئاب ما بعد الولادة التي يصيب السيدات، تتوقف على الأعراض وشدتها، حيث يحدد الطبيب المختص طريقة العلاج المناسبة لحالة السيدة المصابة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:

العلاج النفسي

يأتي العلاج النفسي في المرتبة الأولى من طرق علاج إكتئاب ما بعد الولادة، حيث يساعد اللجوء إلى أخصائي نفسي على سرعة الشفاء، كما يعمل العلاج النفسي على تعليم الشخص المصاب بعض الطرق والاستراتيجيات التي تساعد على تغير تفكيره المحبط المسبب له باكتئاب.

العلاج باستخدام الصدمات الكهربائية

تعتبر الصدمات الكهربائية واحدة من طرق علاج اكتئاب الولادة، ويتم اللجوء إليها في الحالات التي تعاني من اكتئاب شديد، ويأتي بنتائج فعالة وسريعة ونسب الشفاء فيه مرتفعة، حيث يتحسن المريض خلال شهرين إلى ثلاث اشهر، ومن الممكن استخدامه بمفرده أو مع علاجات أخرى، حسب حالة المريض.

العلاج باستخدام الأدوية

يتم علاج اكتئاب بعد الولادة التي يصيب السيدات عن طريق أدوية الطب النفسي المختلفة، ويتم اختيار نوع الدواء وفقاً للحالة، ويتم تحديد هذا من قبل الطبيب المختص، مثل مضادات الاكتئاب، والتي تعتبر من اشهر أنواع ادوية الاكتئاب المستخدمة، وتظهر فعاليتها خلال 6 إلى 7 أسابيع، ومن أمثلتها مثبطات امتصاص (السيروتونين) الانتقائية.

دواء بريكسانولون، من الأدوية المعروفة في علاج هذا النوع من الاكتئاب وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء، ويتم تناوله عن طريق الوريد على مدار 60 ساعة، ولا يجب تناوله إلا تحت إشراف الطبيب، حتى نتفادى آثاره الجانبية.

العلاج الهرموني

من أسباب هذا النوع من الاكتئاب حدوث اضطراب في الهرمونات، لذلك يلجأ الطبيب أحياناً إلى العلاج الهرموني باستخدام هرمون الاستروجين، ومحاولة تضبيط نسبة الهرمونات في الجسم التي انخفضت بشكل كبير خلال فترات الحمل.

ونحيطكم علماً أن جميع أدوية علاج الاكتئاب تنتقل للطفل المولود عن طريق لبن الأم، لذلك يجب البدء بأخذ الجرعات بشكل تدريجي حتى لا يتأثر الطفل بصورة كبيرة، وينبغي الانتظام في تناول الأدوية لمدة لا تقل عن ستة أشهر حتى تظهر نتائج تحسن على الحالة، وفي حالة عدم الاستجابة يجب مراجعة الطبيب المختص.

مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة

في حالة ترك اكتئاب بعد الولادة وعدم الاهتمام بطرق العلاج المناسبة له، تظهر على السيدة المصابة مضاعفات تمثل ما يلي:

  • الإصابة بالذهان.
  • الإصابة بالهوس الاكتئابي.
  • الإصابة بالانفصام العقلي.

وهناك بعض المضاعفات التي قد تظهر على الطفل المولود أيضا مثل، الدخول في نوبات بكاء شديدة، التأخر في اللغة، التعرض لمشاكل سلوكية وصحية، الإصابة بالسمنة وقصر القامة.

أسئلة شائعة عن اكتئاب بعد الولادة

كيفية الوقاية من اكتئاب بعد الولادة؟

بشكل عام لا يمكن الوقاية من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ولكن هناك بعض التوصيات والخطوات التي تساعد على تقليل نسبة خطر الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب ومنها ما يلي:

  • الخضوع لعلاج سلوكي خلال فترات الحمل وبعد الولادة، أو تناول أدوية مضادة الاكتئاب وذلك بعد استشارة الطبيب المختص، وخاصة في حال وجود تاريخ مرضي مسبق بأي نوع من أنواع الاكتئاب أو اضطرابات نفسية وعقلية أخرى.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي في فترة الحمل والولادة.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة التي تتناسب مع الحمل والولادة بشكل يومي.
  • الحصول على قدر كاف من النوم.
  • دعم الزوج والعائلة والأصدقاء للسيدة خلال فترة الحمل والولادة.
  • أخذ السيدة الحامل بعض الدورات العلمية التي تساعدها على تنظيم الوقت، والتعامل الصحيح مع المولود بعد الإنجاب.
  • كل هذه الخطوات والتوصيات تساعد بشكل كبير تفادي خطر الإصابة بمرض اكتئاب بعد الولادة.

كيف يمكن تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة؟

يتم تشخيص اكتئاب بعد الولادة، عن طريق تحدث المريض مع الطبيب النفسي حول الأعراض التي يشعر بها، كما يشمل تشخيص هذا النوع من الاكتئاب إجراء المريض لبعض فحوصات الدم، وذلك للتحقق من مستويات الهرمونات التي قد تكون سبب في حدوث هذا النوع من الاكتئاب، بالإضافة إلى معرفة مدى اضطراب هرمونات الغدة الدرقية، ويشمل الفحص أيضا الكشف عن مستوى بعض الفيتامينات في الجسم التي قد يرتبط انخفاضها الإصابة باكتئاب بعد الولادة.

ما هو الفرق بين اكتئاب ما بعد الولادة و الكآبة النفاسية بعد الولادة؟

اكتئاب ما بعد الولادة، هو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية والعقلية، يتميز باستمرار مشاعر الحزن والكآبة واليأس والإحباط والفراغ وغيرها من التقلبات المزاجية والمشاعر السيئة، تستمر لفترة كبيرة بعد الولادة، كما أنه مثبت في الإصدار الخامس من دليل تشخيص وإحصاء الاضطرابات العقلية.

الكآبة النفاسية أو ما تسمى كآبة ما بعد الولادة، هي حالة نفسية تصيب الكثير من السيدات بعد الولادة، وتتميز باضطرابات في المشاعر مثل الحزن والبكاء المستمر، انعدام العاطفة، الإحساس بالفراغ وغيرها من الأعراض، ولكنها سرعان ما تختفي في غضون أيام قليلة بعد الولادة.

أمنية طاحون

أمنية طاحون صحفية أخبار و كاتبة محتوى خبرة 6 سنوات على معرفة بالسوق المصري والخليجي.
زر الذهاب إلى الأعلى