عدة شهور خصها الله سبحانه وتعالى بضعف الجزاء، سواء كان جزاء البر والتقوى أو جزء المعصية، إليكم كل ما تودون معرفته عن الأشهر الحرم.
ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟
الأشهر الحرم هي الأشهر التي كان يتوقف فيها العرب عن القتال قبل ظهور الإسلام، وسميت بهذا الاسم لأن الله حرم فيها القتل بين الناس بعد نزول الدين الإسلامي على الأرض، كما أن عرب ما قبل الإسلام كان قتالهم في تلك الأشهر مقتصراً على دفاعاً عن النفس والأرض فقط، و ذكر في كتب (السيرة النبوية)، أن بداية الأشهر المحرمة هو شهر (ذو القعدة)، وكان لا يسمع في هذا الشهر لا سليل سيوف ولا صوتاً لـ خيل، وقد اخذت العرب تلك العادة من خليل الله (إبراهيم عليه السلام)، وذلك حين رفع القواعد للبيت العتيق وأذن في الناس بالحج، وسارت العرب على تلك العادة حتى ظهور الإسلام في مكة، كما أتي القرآن الكريم مصدقاً لهذه الأشهر المحرمة العظيمة بقوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).
ما هي اسماء الأشهر الحرم؟
للذين لا يعلمون ماهي أسماء الأشهر الحرم إليكم جميع أسمائها ونبذة قصيرة عن كل شهر:
شهر ذي الحجة
سمى بهذا الاسم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يذهبون للحج في هذا الشهر، كما أن أوائل أيام عشرة ذي الحجة يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات.
شهر ذي القعدة
سمى بهذا الاسم لقعود العرب في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة بمعنى (العشب أو الطعام).
شهر محرم
هو أول شهور السنة الهجرية، سمى المحرم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرمون فيه القتال.
شهر رجب
سمي رجبا لترجيب أو خلع العرب الرماح من الأسنة فلا يقاتلوا.
ما هي الأشهر الحرم بالترتيب
ذكر في الصحيحين أن الأشهر المحرمة بالترتيب هي: (ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب)، وهذا إسناداً لما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان).
ما هي الأشياء المحرمة في الأشهر الحرم؟
من الأشياء المحرمة في تلك الأشهر المحببة الى الله عز وجل، القتال وفعل الذنوب وكل شيء يعصي فيه المسلم الله سبحانه، لأن الإثم في تلك الشهور عظيم، فقال (ابن كثير) في تفسيره لـ آية: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) بأن المعاصي في تلك الأشهر أبلغ في الإثم من غيرها، ونقل عن (قتادة) قوله: (إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء)، وقال (القرطبي) لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه الجزاء في الأعمال السيئة، كما يضاعف فيه الثواب بالعمل الصالح.
ما هي الاشهر المحرم فيها الصيد؟
لما يحرم الله الصيد في أي أشهر من شهور السنة، ولكن حُرم الصيد على (المحرم بالحج والعمرة)، ولا يحرم الصيد بحجة انقراضه، ولكن لا يجوز الصيد إلا إذا كان سينتفع به، أما صيده بغير الانتفاع فلا يجوز لما فيه من الإتلاف وهذا منهي عنه، كما يجب على كل مسلم أن لا يفرط في الاصطياد حتى يكون شغله الشاغل، لما يجلبه الصيد من الغفلة عن كثير من الواجبات المفروضة على المسلمين، فـ عن ابن عباس رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن) حسنه السيوطي في الجامع الصغير وصححه الألباني في صحيح الجامع.
هل يجوز الفطام في الاشهر الحرم؟
لم يحدد الشرع شهرا أو أشهرا معينة للفطام ولذلك لا حرج أن يكون الفطام في الأشهر المحرمة أو في غيرها، إسناداً لقوله تعالى: ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا)، و تبين تلك الآية الكريمة أن شرط الفطام الوحيد هو تشاور الوالدين و تراضيهما عن قرار الفطام سوياً وليس أكثر.
ما هو فضل الذكر في الأشهر الحرم؟
كما ذكرنا سابقاً أن كل ما يُفعل في الأشهر المحرمة أو الحرم يكون مضاعفاً في الأجر، سواء كان ما يفعل اعمال للتقرب لله أو أي عمل يكون فيه إثم أو معصية والعياذ بالله، لذا من فضل الذكر في الأشهر المحرمة عظيم عند الله، و أجره كبير ويجب علينا نحن المسلمين أن نستغل تلك الأشهر المباركة لعمل كل ما يرضي الله، ونبتعد عن كل ما يغضبه سبحانه.
هل الموت في الأشهر الحرم دليل على دخول المتوفي الجنة؟
لم يُدخل الإسلام زماناً أو مكاناً في جزاء الإنسان إذا توفي في شهر محدد أو يوم معين أو حتى في مكان ما بعينه، فالأيام كلها سواسية والأمكنة كلها واحدة عند الله و لا تغير مما يستحق عليه الإنسان من جزاء شيئاً، فما يقوم عليه الجزاء هو العمل الخاص بكل إنسان، دون سواه مِن نسبه أو مكان وَفاته أو زمان ولادته، لذا الموت في الأشهر الحرم ليس له علاقة بدخول المتوفي الجنة، وذلك إسناداً لقوله تعالى: (ألاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَن ليْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) والله أعلى وأعلم.
ما هو دعاء الأشهر الحرم؟
مثلما كل معصية تحدث في الأشهر المحرمة لها جزاء كبير، فـ كل عمل صالح يقوم به المسلم له أضعاف الجزاء، لذا إليكم أفضل الأدعية المستحب قولها في الأشهر المحرمة:
- اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.
- يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ.
- سبحان اللهم وبحمدك، لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، أنت إلهي موضع كل الشكوى، ومنتهى الحاجات وأنت أمرت خلقك بالدعاء وتكلفت لهم بالإجابة انك قريب مجيب سبحانك اللهم وبحمدك، ما أعظم اسمك في أهل السماء، واحمد فعلك في أهل الأرض.
- سبحان اللهم وبحمدك، لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك، أنت الرؤوف، تنزل الغيث، وتقدر الأقوات، قاسم المعاش، قاضي الآجال، رازق العباد، مروي البلاد، مخرج الثمرات، عظيم البركات، الهي كم من شيء غبت عنه فشهدته فيسرت فيه المنافع، وحفظت عني فيه الغيبة، و وقيتني فيه بلا علم مني، ولا حول ولا قوة الا بك فلك الحمد على ذلك.
