علم النفس

ما هو الإدراك العقلي وما الفرق بينه وبين الإدراك الحسي

حين يتجاوز العقل مجرد استقبال المعلومات ليصبح تجربة غنيّة تعكس أفكار الإنسان وتفاعله مع محيطه، نكون عندئذٍ نتحدث عن الإدراك العقلي.

ما هو الإدراك العقلي

الإدراك العقلي هو عملية معقّدة تتعلق بفهم الإنسان للعالم من حوله وهو الميّزة التي منحه الله إياها ليميّزه عن باقي الكائنات، ويُعنى بفهم الأفكار والمفاهيم والمُسلّمات والمعاني العامّة، وهو أحد العمليات التي يقوم بها الدماغ لتكوين المفاهيم المجرّدة و يتجاوز الإدراك العقلي مجرد استجابة حسيّة للأشياء حيث يتضمّن التفاعل النشط بين المعلومات المستمدّة من الحواس والعقل البشري، لقد سمّاه البعض (الحس الباطن) وهذا لأنه عند الإدراك يبدأ الفرد بتلقّي المعلومات عبر الحواس مثل الرؤية والسمع واللمس ثم يُعالج هذه المعلومات باستخدام العمليات العقلية، وبالتالي فهو يقوم باستخراج الصور الكلّية المجرّدة من الصور الخيالية.

الفرق بين الإدراك الحسي والإدراك العقلي

الإدراك الحسي والإدراك العقلي هما عمليتان مختلفتان من العمليات التي تُستخدم لفهم العالم المُحيط بنا، إليك الفروق بينهما:

الإدراك الحسي هو رد فعل شامل للمثيرات الخارجية التي تنشأ من المحفّزات المختلفة وذلك عبر الأعصاب والأعضاء الحسية و يتمثل في القدرة على الإحساس والتفاعل مع العالم من حولنا، حيث تحدث هذه العملية نتيجة لتحفيز الأعضاء الحسية، أمّا الإدراك العقلي فهو يتعلق بفهم المفاهيم العامة والأفكار المجردة، ويعتبر عنصراً أساسياً يميّز الإنسان عن باقي الكائنات الحيّة، ويشمل التفكير وتحليل المعلومات والوعي.

الإدراك الحسي يعتمد على الانطباعات الحسية المرتبطة بالخبرات السابقة الموجودة في الذاكرة لتفسير هذه الانطباعات، أمّا العقلي يُسمى أيضاً (الإدراك اللاوعي) في بعض الأحيان، حيث يتعامل مع المعاني المجردة والشعور الداخلي و يعتمد على القدرة على استنتاج معاني كلية من الصور الحسية.

عملية الإدراك الحسي تنطوي على تفاعل عاطفي مع المحفّزات، وتشتمل على الشعور والذاكرة والتركيز واللغة والوعي، أمّا الادراك العقلي فتتضمن إعادة صياغة واستخراج المعاني الكليّة من الصور الخيالية الناتجة عن الإدراك الحسي.

فروق أخرى

يعتبر بعض العلماء أن الإدراك الحسي هو القدرة على الإحساس والوعي بالأشياء من حولنا بما في ذلك المثيرات والمحسنات المادية، أمّا الإدراك العقلي هو العملية العقلية التي تُعرّف الفرد على بيئته الخارجية من خلال استقبال المحفزات الخارجية، ثم تفسيرها بناءاً على توجهاته الشخصية.

يشمل الإدراك الحسي أيضاً التعرف على الأشياء المادية وأسمائها، بالإضافة إلى فهم وظائفها الأساسية، أمّا العقلي فيركز على استيعاب معاني الأشياء وفهم تأثيراتها وعواملها.

الإدراك الحسي يتناول العلاقات المتنوعة التي تربط بين بعض المحفّزات المادية، أمّا العقلي فيتمثل في إعادة صياغة وفهم المحفّزات الحسية بعد تلقيها مما يجعلها ذات قيمة ومعنى واضح بالنسبة للفرد.

مشاكل الإدراك العقلي

تعتبر الاضطرابات المعرفية جزءاً من تصنيف المشكلات المتعلقة بالإدراك العصبي، حيث تُعرف بأنها أي حالة تؤثر بشكل جاد على القدرة الإدراكية للفرد، مما يجعل الأداء الطبيعي في المجتمع غير ممكن دون العلاج الملائم ومن أهم هذه الاضطرابات الشائعة:

  • الأمراض النفسية.
  • اضطرابات النمو.
  • صعوبات المهارات الحركية.
  • فقدان الذاكرة.
  • الضعف الإدراكي الناتج عن تعاطي مواد معينة.

و يتطلب تقديم الرعاية لشخص يعاني من مشكلات إدراكية اهتماماً خاصاً ومجموعة فريدة من المهارات تختلف عن تلك اللازمة لرعاية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جسدية فإن رؤية أحد أفراد الأسرة وهو يعاني من مرض أو إعاقة جسدية تكون تجربة صعبة جداً، لكن الوضع يصبح أكثر تعقيداً عندما يتعلق الأمر بشخص يبدو في صحة جيدة جسدياً ولكنه يعاني من مشاكل إدراكية خطيرة، فقد لا تظهر أي علامات خارجية تدل على وجود مشكلة عقلية لكن يستطيع الطبيب تشخيص القضايا الإدراكية والمعرفية بدقة.

ما هو ضعف الإدراك العقلي؟

ضعف الإدراك العقلي هو مصطلح يشير إلى تدهور أو نقص في القدرات العقلية التي تؤثر على العمليات الإدراكية مثل التفكير، والذاكرة والانتباه والتعلم وحل المشكلات، و يمكن أن يتجلى هذا الضعف في مجموعة متنوعة من الأعراض مثل صعوبة تذكّر المعلومات أو استيعاب المفاهيم الجديدة أو اتخاذ القرارات أو التركيز في المهام اليومية.

الأعراض الشائعة

  • التقلبات في الحالة المزاجية والتهيج الزائد والاندفاع والانسحاب من التفاعلات الاجتماعية.
  • اتخاذ قرارات غير سليمة نتيجة ضعف القدرة على التقييم خاصةً في المواقف التي تتطلب حل المشكلات.
  • قد يحتاج البعض إلى الدعم لفهم النصوص المكتوبة والمنطوقة أو لمتابعة المحادثات أو لتكوين العبارات المناسبة.
  • كما قد يظهر عند الأشخاص فقداناً في الذاكرة يظهر في تكرار الأسئلة ونسيان المعلومات التي تعلموها حديثاً وكذلك التواريخ والأحداث المهمة.
  • ممكن أن يتعرض الأفراد أيضاً للارتباك مما يؤدي إلى الضياع في الأماكن المألوفة، وصعوبة في فهم الوقت والمكان مما يمنحهم شعوراً بالتوتر.
  • يتعرض البعض لصعوبة في تقدير المسافات أو التنقّل مما يُسبب عدم الاستقرار أو صعوبة في تنسيق الحركات.
  • يجد البعض صعوبة في فهم الأفكار المجردة أو المفاهيم غير الملموسة مثل حل المشكلات الاستراتيجية أو تفسير الصور البلاغية.
  • مشاكل في التحكم في الانفعالات واتخاذ القرارات والتخطيط والتنظيم وبدء وإنهاء المهام بفاعليّة.

اختبار الإدراك العقلي

اختبار الإدراك العقلي هو اختبار عصبي نفسي مبتكر متاح عبر الإنترنت يهدف إلى دراسة نشاط الدماغ وإجراء تقييم شامل للقدرات المعرفية و يقوم هذا الاختبار بتقييم العمليات المعرفية التي تؤثر على الإدراك، ويعمل على تحديد النقاط القوية والضعيفة في هذه المجالات، كما يُتيح لك تقييم مستوى قدراتك المعرفية الحالية المتعلّقة بالإدراك، وهو مُتاح لجميع الفئات العمرية بدءاً من سبع سنوات، تستغرق مدّة الاختبار بين 20 و 30 دقيقة.

سمر درويش

كان قلمي هو صديقي الذي يشاركني كل لحظاتي منذ طفولتي ويشجعني لقول كل ما يجول في خاطري من أفكار يمنعني خجلي من قولها، أنا سمر درويش من سوريا خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية.
زر الذهاب إلى الأعلى