ما هو الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
إن كنت تُعاني من أزمة نفسية، فسيساعدك على تجاوزها إما الإرشاد النفسي أو العلاج النفسي، ولتحديد أيّ منهما الأفضل لحالتك، حريٌّ بك التعرُّف على الفرق بينهما.
ما الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي؟
كلاهما يعمل على معالجة مشكلة نفسية يمر بها الشخص، ولكن يكمُن الفرق في الدرجة، إذ أن الإرشاد النفسي يعالج مشكلة نفسية عادية، يمكن تجاوزها من خلال الجلسات النفسية التي يقوم بها المرشد النفسي، لكونها لم تصل إلى حد المرض بعد.
أما العلاج النفسي، فهو الذي يتلقاه المريض الذي وصلت المشكلة النفسية لديه إلى حد المرض النفسي، ويلزمه من أجل التخلُص منه أن يقوم بزيارة عيادة نفسية، حيثُُ يقوم بمعالجته الطبيب النفسي المتخصص.
ما هو الإرشاد النفسي؟
هو أحد فروع علم النفس التطبيقية، ويهدُف إلى فهم وتحليل المشكلات النفسية التي يُعاني منها الشخص، بالإضافة إلى عدة عوامل مثل: إمكانياته، قدراته، استعداداته، ميوله، علاوة على الفرص المتاحة أمامه، وذلك لكي يصل المرشد النفسي إلى السبيل الذي يجعل هذا الشخص سعيداً في حياته، ولا يُعاني من أية أزمة نفسية مجدداً.
فيما يعني أن الإرشاد النفسي هو الذي يضع على عاتقه أن يصل الشخص إلى الحالة التي تجعله راضياً عن شخصه، صحته النفسية، وحياته الاجتماعية، وذلك من خلال فهمه لذاته، تحديد مشكلاته وتعزيز قدرته على حلها.
أهم أنواع الإرشاد النفسي
- الإرشاد التعليمي: وهي العملية التي تهدُف إلى توجيه الطالب لطريق النجاح، وذلك من خلال تسليط الضوء على مهاراته وقدراته، والمساعدة في اختيار المسار التعليمي الذي من المُمكن أن يتفوّق به.
- الإرشاد التربوي: هي العملية التي تساعد الفرد على وضع الخطط التربوية المناسبة لكل ما يتمتع به من قدرات وميول، بحيثُ يتمكن من اختيار المناهج المناسبة له، والهدف الرئيسي من تطبيق أنواع الإرشاد التربوي هو أن يحقق الشخص أعلى معدل من النجاح في حياته التربوية.
- الإرشاد السلوكي: يهدُف إلى فهم السلوك الإنساني وتغييره، بالإضافة إلى مساعدة الأشخاص على فهم ما يصدر منهم من سلوكيات، في محاولة لتحسينها وتطوير المهارات التي يتمتعون بها، وأيضاً التخلص من السلوكيات السلبية.
- الإرشاد التنموي: هو المجال الذي يصبّ تركيزه على مساعدة الأفراد في تحقيق تطورهم ونموهم العاطفي، المهني والاجتماعي، حيثُ يساعدهم على استكشاف ما يتمتعون به من مهارات ويعلّمهم كيفية استخدامها من أجل تحقيق التوازن بين مختلف الجوانب الحياتية.
- الإرشاد الأسري: يُعالج ذلك النوع كافة المشكلات الزوجية أو الأسرية، كما أنه يعزز من قدرة الأفراد على التواصل العائلي على أن يكون ذلك بصورة صحية وصحيحة.
- الإرشاد الصحي: هو النوع الذي يهتم بالحصول على أكبر قدر من المعلومات التي تدور حول الفرد، وذلك عن طريق أساليب الإرشاد النفسي مثل: الاختبارات والمقاييس التشخيصية النفسية، وذلك من أجل تحديد المشكلات الداخلية للفرد والوصول إلى حلول جذرية لها.
- الإرشاد الاجتماعي: إن كان هُناك من يُعاني من مشكلة اجتماعية مثل صعوبة التواصل مع الآخرين، فإنه يكون في حاجة إلى ذلك النوع من أنواع الإرشاد النفسي، إذ أن الإرشاد الاجتماعي يعزز من قدرة الفرد على حل كافة المشكلات الاجتماعية بفعالية.
- الإرشاد المهني: هو المجال الذي يساعد الفرد على اختيار المهنة المناسبة له، بحيثُ تتوافق مع مهاراته وقدراته، كما يعمل الإرشاد المهني على جعل الشخص متأهبًا لمزاولة تلك المهنة، كي تكون لديه الفرصة في إبراز نجاحه بها والحصول على الترقيات في أسرع وقت.
دور المرشد النفسي
يتلخص دور المرشد النفسي في إعادة بناء شخصية الفرد، وذلك عن طريق تسليط الضوء على المشكلة التي يُعاني منها، واقتراح عدة بدائل لتجاوزها، ويجب أن يكون المرشد النفسي حاصلاً على بكالوريوس أو ماجستير في المجال النفسي، أو أيّ من التخصصات الأخرى على أن تكون متعلقة بهذا المجال.
ما هو العلاج النفسي؟
العلاج النفسي هو إعادة بناء شخصية انهارت تماماً جراء التعرض لأزمة نفسية بالغة، مما أدى إلى ظهور أعراض وخيمة أثرت على حياة المريض بشكل سلبي، حيثُ تغيُّر السلوكيات، المشاعر وطريقة التفكير بصورة واضحة.
أهم أساليب العلاج النفسي
هُناك عدة أنواع لعلاج المرض النفسي من الممكن أن نتعرف عليها بشكل تفصيلي من خلال ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: وذلك عن طريق التركيز على الأفكار غير الصحيحة التي تسكن عقل المريض، فتؤثر على سلوكياته ومشاعره، حيثُ يعمل المعالج باستخدام ذلك الأسلوب من أساليب العلاج النفسي على تغيير تلك الأفكار السلبية إلى إيجابية، ويفيد هذا النمط في معالجة الاكتئاب، القلق، اضطرابات ثنائي القطب، اضطرابات الطعام واضطراب ما بعد الصدمات.
- العلاج باللعب: وهذا النوع يتم استخدامه مع الأطفال، حيثُ يقوم الطفل بالتعبير عن مشاعره داخل مساحة آمنة للعب، وهي تقنية مميزة تساعد الطفل على التخلص من الصدمات النفسية.
- المعالجة بالفن: فهُناك الكثير من الأساليب التي يمكن استخدامها في ذلك النوع من أنواع العلاج النفسي، مثل: التلوين، الرسم، أو النحت، بهدف تعزيز الثقة بالنفس لدى المريض وتخليصُه من التوتر.
- العلاج بمساعدة حيوان أليف: إن كان المريض يُعاني من القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة، فمن الممكن أن يُجدي نفعاً استخدام تلك التقنية من تقنيات العلاج النفسي، حيثُ يقضي المريض وقتاً طويلاً مع حيوان أليف تم تدريبه على نمط المعالجة.
- العلاج النفسي الذاتي: بحيثُ يقوم المريض بالقراءة والإطلاع على الكتب التي تتحدث عن العلاج السلوكي المعرفي، كذلك يتلقى دورات تدريبية مع أحد المختصّين في المجال، على أن تكون تلك هي المرحلة الأولى، أما عن المرحلة الثانية من العلاج باستخدام ذلك النوع من أنواع العلاج النفسي، هو أن يقوم المريض بتطبيق خطوات العلاج التي تعلّمها.
- العلاج بحركة العين: وهو أحد أنواع العلاج النفسي الحديثة، حيثُ يفكر الشخص فيما يزعجه، ثم يتبع حركة إصبع الطبيب وينظر في جهات متعددة، ثم يُطلب منه أن يفكر مرة أخرى ولكن في أشياء تُشعره بالسعادة، ويتم استخدام تلك التقنية عقب الحوادث من أجل الحدّ من أثر الصدمة النفسية.
- العلاج بالمواجهة: وهو النمط الذي يتم اتباعه بهدف معالجة الفرد من السلوكيات القهرية مثل: الخوف المفرط، القلق، والوسواس، حيثُ تتم مواجهته بشكل تدريجي بما يخشاه.
- العلاج الإنساني: هو السبيل الأنسب لمعالجة الإدمان، مشكلات العلاقات، تدني مستوى تقدير الذات، وعدم القدرة على التعايش مع المرض المزمن، ويوجد من العلاج النفسي الإنساني ثلاثة أنواع: العلاج الوجودي، العلاج الإنساني الشخصي، والعلاج الغشتالتي.
- العلاج النفسي الداعم: وهو الأسلوب المتّبع لمعالجة عدم احترام الذات، التعامل مع الضغوط الحياتية بشكل خاطئ، وتدني مستوى الأداء الاجتماعي.
- العلاج النفسي الديناميكي: هو النوع الذي يساعد المريض على تخطي الماضي الأليم بكافة تجاربه.
- العلاج السلوكي الجدلي: هو الذي يجعل المريض قادراً على السيطرة على مشاعره بصورة أفضل، وهو الخيار الأمثل لمعالجة الشعور بالضيق المستمر، أو التفكير بشكل محدود.
- العلاج التفاعلي: وهو النوع الذي يحسن من علاقة الفرد بمن يحيطون به على كافة الأصعدة الحياتية، إذ أنه يعزز مهارات التواصل لدى المريض بشكل فعال.
دور المعالج النفسي
المعالج النفسي هو الأخصائي الذي يقوم باتباع أي من أساليب العلاج النفسي بهدف حل مشكلة المريض، على أن يكون خريجاً من أحد أقسام علم النفس وحاصلاً على الدكتوراه، بالإضافة إلى الشهادات اللازمة لمزاولة المهنة.
أهم الاختلافات بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
- بيئة العمل: فالإرشاد النفسي يُطبّق في الجامعات والمدارس، أما العلاج النفسي فمن الضروري أن يكون داخل العيادات النفسية.
- نوعية المشكلات: إذ أن الإرشاد النفسي يتناول المشكلات العادية أو المتوسطة، أما العلاج النفسي فإنه يتناول المشكلات العميقة.
- نوعية الأفراد: إذ يطلُب الإرشاد النفسي أشخاص أسوياء من الناحية النفسية لكنهم يعانون من بعض المشكلات، بينما يطلُب العلاج النفسي من لديه مشكلة نفسية جعلته غير سوياً.
- وقت العلاج: الإرشاد النفسي لا يستغرق سوى عدة جلسات، أما العلاج النفسي فمن الممكن أن يستمر لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى عام أو أكثر.
أبرز أوجه التشابه بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
- الهدف: فكلا الجانبين يهدُفان إلى معالجة الشخص من الاضطرابات النفسية التي يُعاني منها.
- العلاقة الإنسانية: فالمرشد النفسي والمعالج النفسي يخلقان تواصلاً إنسانياً مع الشخص للتمكن من تخليصه من المشكلة التي يُعاني منها على النحو الصحيح.
- الإجراءات: إذ أن الإرشاد النفسي يسير على نفس وتيرة العلاج النفسي من ناحية الإجراءات، والتي تتمثل في تحديد المشكلة، التشخيص، وحل المشكلة.
- النظريات: فنظريات الإرشاد النفسي تسير في نفس اتجاه نظريات العلاج النفسي.
- الممارسة المهنية: حيثُ يستخدم كل من المرشد النفسي و المعالج النفسي المهارات ذاتها لحل المشكلة.
الإرشاد النفسي والعلاج النفسي، لكل منهما أهميته البالغة التي لا يمكن التغافل عنها، فهما يساعدان الفرد على التعامل بشكل أفضل مع أوجه الحياة المختلفة، لذا لا تتردد في اللجوء إلى أي منهما إن شعرت أنك في حاجة إلى ذلك.