قصة ليلة الإسراء والمعراج وأهم الأعمال والأدعية في تلك اللية
معجزة لم تحدث من قبل لاحداً من العالمين إلا لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، إليكم كل ما ذكر عن معجزة الإسراء والمعراج.
ما هي رحلة الإسراء والمعراج؟
أتفق جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنهما كانا في اليقظة بجسد و روح النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثت تلك المعجزة بعدما عانى النبي الكريم، أشكالاً كثيرة من المحن التي تلقاها من قريش، خصوصاً بعد وفاة عمه (أبي طالب) وزوجته السيدة (خديجة رضي الله عنها)، وفي وسط كل هذه المحن ومحاربة الدعوة الإسلامية بكل الطرق، كانت رحمة الله بقلب نبيه أكبر و أعظم شأناً بكثير.
حدوث معجزة الإسراء والمعراج
حدثت معجزة (الإسراء و المعراج) والتي كانت عبارة عن إذهاب الله بـ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بـ مكة إلى المسجد الأقصى في جزء من الليل، ثم رجوعه مرة أخرى في نفس الليلة، و أما (المعراج) فهو إصعاده صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات السبع وما فوقها حيث فرضت الصلوات الخمس، ثم رجوعه إلى بيت المقدس في جزء من الليل، فقال سبحانه وتعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
ما هي ايه المعراج؟
أتفق الفقهاء بان المعراج لم يثبت في القرآن الكريم بشكل صريح مثل الإسراء، ولكنه ذكر بطريقة غير مباشرة بـ سورة النجم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى)، كما ذكر ابن كثير في كتاب البداية و النهاية، بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى الملاك جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها مرتين، الأولى بعد فترة الوحي وعند غار حراء فرآه النبي على صورته فاقترب منه جبريل وأوحى إليه عن الله عز وجل ما أوحى، فقال تعالى: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى)، و المرة الثانية ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى وهي المشار إليها في سورة النجم بقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى).
هل حديث المعراج ضعيف؟
ليس هناك شك بأن الله عز وجل أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم، على أشياء عجيبة من أسرار غيبه ومظاهر قدرته وبديع صنعه وكبرى آياته في ليلة (الإسراء والمعراج) إسناداً لقوله تعالى في سورة النجم: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، أما حديث المعراج المتداول هذا ليس حديثاً صحيحاً بالمرة، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أتفق جمهور العلماء على أنه حديث كاذب والله أعلى وأعلم.
ما هو دعاء الاسراء و المعراج؟
هناك بعض الأحاديث الذي يتم تداولها في يوم الإسراء والمعراج ومنها:
- اللهم يا مقيل العثرات يا قاضي الحاجات، اقضي حاجتي وفرج كربتي وارحمني ولا تبتليني وارزقني واكرمني من حيث لا أحتسب.
- اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.
- اللهم إنا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها و ما لم نعلم ، أن تستجيب لنا دعواتنا ، وتحقق رغباتنا، وتقضي حوائجنا ، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا وتعفو عنا، وتصلح أهلينا وذريتنا، وترحمنا برحمتك الواسعة، رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك.
وهذا على الرغم بأن لم يذكر في الكتاب، والسنة ما يفيد أن الدعاء ليلة (الإسراء والمعراج) مستجاب، أو أنها من الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء، كما جاء في الدعاء حال السجود، أو في الثلث الأخير من الليل، ولم يرد عن السلف الصالح أنهم خصوها بشيء من العبادات لا دعاء، ولا صلاة والله أعلى وأعلم.
علماء أنكروا المعراج
هناك بعض المفكرين الذين أنكروا حدوث معجزة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى أنهم نفوا أن الصلوات الخمسة قد فرضت في تلك المعجزة، و ذكروا أن تفاصيل (الإسراء والمعراج) تم أخذها من كتب وأحاديث ليس فيها أي أساس من الصحة، ولكن في المقابل كبار الفقهاء أكدوا بأن معجزة الإسراء و المعراج حدثت وهناك أدلة من القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة، فـ في قوله تعالى: (سبحان من أسرى بعبده) لا تقال إلا لمن يمتلك روح و جسد، كما ورد في الصحيحين عدة أحاديث صحيحة عن النبي ومنها:
- (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر) رواه البخاري.
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) رواه أبو داود.
- كما رأى النبي في رحلته أقواماً تقطَّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السلام (هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون) رواه أحمد وصححه الألباني.
- لذا تُعد معجزة إسراء وإعراج النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حقيقة لا شك فيها، مهما حاول المنافقين تكذبها.