علاج مرض الإعجاب بالنفس والغرور الزائد
يبرز مرض الإعجاب بالنفس عندما تنظر زوجة أبي سنو وايت الشريرة إلى مرآتها لتسأل “من هي المرأة الأجمل على الإطلاق؟”، لذا تعرّف معنا على العلاج الذي يساعدك في التخلص من هذه الصفة السيئة.
خطوات علاج مرض الإعجاب بالنفس
يُعرّف الغرور بإنه الفخر المفرط والإعجاب بالنفس وإنجازاتها بشكل زائد عن الطبيعي، والإحساس المبالغ فيه بأهمية الذات والذي يتجلى وفق عدة مظاهر، أهمها الرغبة الدائمة في الحصول على الاهتمام والتقدير وسماع الإطراءات والمديح، وقد تصل شدة الغرور إلى مرحلة النرجسية، حيث يتجاهل المغرور رغبات الآخرين واحتياجاتهم، فهو سمة سلبية تعيق تقدّم المرء في الحياة، لذا ننصح باتباع الخطوات التالية لتطوير احترام الذات الصحي وعدم الاعتماد على الآخرين للوصول إلى مشاعر الرضا:
محاربة الأفكار السلبية وتحديها
يجب محاربة الأفكار السلبية فهي منبع الشعور بالغرور والإعجاب بالنفس، واستبدالها بأفكار إيجابية، وذلك عبر الابتعاد عن مقارنة النفس بالآخرين أو الانتقاد الذاتي، وتذكير نفسك بقوتك وصفاتك المميزة لكن مع التركيز على فكرة القبول الذاتي بدلاً من الشعور بالقبول عبر منافسة الآخرين.
تحديد أهداف واقعية ذات معنى
يجب التفكير في أهداف ترضي شغفك بعيداً عن الأهداف السطحية، وعدم التركيز على الإنجازات الخارجية الشكلية والتي تكون خالية من المعاني، بل السعي لتحقيق أهداف ذات مغزى كبير بما يحقق نموك الروحي ويمنحك الشعور بالرضا بعيداً عن تقييمات الآخرين.
تطوير فكرة التعاطف مع الآخرين
يمكنك تحويل التفكير عن نفسك عبر التعاطف مع الآخرين ومحاولة الفهم العميق للحياة، يمكنك التفكير بموضوع التطوع لتعزيز التعاطف مع الناس الذين يحتاجون للمساعدة، ومحاولة الاستماع لوجهات النظر على اختلافها، والتعامل بلطف عبر وضع نفسك مكان الآخرين للوصول إلى تواصل حقيقي معهم، وذلك للحدّ من التفكير بتعجرف وأنانية.
ممارسة الشكر والامتنان
يساعدك تقدير الأشياء التي تملكها على تنمية الشعور بالامتنان، يمكنك البدء بتخصيص بضع لحظات يومياً للتفكير بإنجازاتك الشخصية التي استطعت تحقيقها وإدراك أهمية دعم احبائك والأفراح البسيطة التي حصلت عليها في الحياة، تمنحك هذه الاستراتيجية الشعور بالرضا عن الذات بعيداً عن الغرور.
تقبل عيوبك واخطائك الذاتية
ينبع الشعور بالغرور والإعجاب بالنفس بشكل زائد من فكرة السعي إلى الكمال، وعدم استيعاب مفهوم عدم المثالية حيث لا يوجد شخص كامل في الحياة، لذا عليك التعاطف مع نفسك عبر تقبل عيوبك واعتبارها من مميزات شخصيتك، حيث لا عيب في وجود عيوب أو ارتكاب الأخطاء، يساعدك ذلك في تقبّل ذاتك دون الحاجة لسماع هذا القبول أو الشعور به من الخارج.
العطاء ودعم مساعدة الآخرين
تعتمد هذه الاستراتيجية على تلبية احتياجات الآخرين وتحويل التركيز عن نفسك بعيداً عن تقيم المحيط لك، عبر المشاركة في أعمال العطاء والخير للمجتمع، لذا ابحث عن قضية مجتمعية ذات معنى واسعى إلى دعمها عبر إحداث تأثير إيجابي، مما يمنحك شعور بالإنجاز الحقيقي والإحساس العميق بمفهوم العطاء.
تحدي العقلية المادية
غالباً ما يرتبط الإعجاب بالنفس والشعور بالغرور بالعقلية المادية السطحية، يمكنك محاربة هذا الشعور عبر الإحساس بالقيمة الحقيقية للثروة والممتلكات المادية، وعدم ملاحقة هذه الماديات، لذا إبدأ بالتركيز على العلاقات الإنسانية وتحقيق النمو الشخصي والروحاني، والتخلص من الممتلكات السطحية غير الضرورية لتقليل الشعور بالغرور، والتفكير ببساطة بعيداً عن التعقيدات المادية.
التغلب على الرغبة في المقارنة مع الآخرين
من التحديات الكبيرة لمحاربة الإعجاب بالنفس هو مقاومة الرغبة في مقارنة النفس بالآخرين، يمكنك التخلص من هذا الاعتقاد عبر تحديد السبب الكامن وراء السعي لإجراء المقارنات، والتخلي عن المعتقدات الأساسية التي تدفعك نحو هذا التفكير، والتي تنبع غالباً من الخوف من فكرة الفشل، أو الشك الذاتي بمقدراتك الحقيقية، لذا قم بالتركيز على بناء ثقتك الداخلية بنفسك والإيمان بكفاءتك الذاتية، والبحث عن نقاط قوتك لتطوير احترام الذات الصحي، بعيداً عن المقارنة مع الآخرين.
ممارسة العادات الصحية
فكّر في القيام بالأشياء من أجل نفسك وليس فقط لمجرد الإنجاز، لذا إبدأ بالاهتمام بنفسك حقاً عبر إفساح المجال للعادات الصحية، من خلال ممارسة الرياضة والتغذية السليمة والنوم بشكل صحي، إلى جانب زيادة التفاعلات الاجتماعية الصحية، وتكريس وقت الفراغ لممارسة نشاطات مفيدة للمجتمع.
ماذا يعني الاعجاب بالنفس؟
يُعرف الإعجاب بالنفس بشكل زائد بـ (الغطرسة) أو (الغرور)، وهي سمة شخصية يميل صاحبها إلى المبالغة في تقدير الذات، ومنح قدراته تقييم أكبر مما تستحق، مع التقليل من قدرات الآخرين وإنجازاتهم، حيث ينطوي هذا الشعور على الإحساس بأهمية الذات بشكل مبالغ به، والاعتقاد الدائم بالتفوق والاستحقاق لعبارات المديح والثناء من الآخرين مع السلوك المتعالي عليهم، مما يجعلها سمة ضارة للغاية بالنمو الروحي للفرد وتطور علاقاته مع المحيط، حيث يرفض الشخص المغرور تقبّل الملاحظات البنّاءة من الآخرين، أو الانفتاح عليهم والتعلّم من خبراتهم، مع توقّع معاملة خاصة، ورفض الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ، فالغرور يتعارض مع حب الذات الصحي، والذي يُعرف بتقدير النفس بما يدعم النمو الروحي والنفسي للفرد، وذلك عبر تقدير إنجازات أفراد العائلة والأصدقاء والمحيط بشكل عام والتعلّم منها ببساطة.
كيف يكون إعجاب المرء بنفسه؟
يتميز الإنسان المغرور بالعديد من السمات البارزة والتي يُعرف بها بين أوساطه نذكر منها ما يلي:
- الاهتمام المبالغ به بالمظهر الجسدي.
- الانشغال المفرط بامتلاك الماديات الثمينة.
- السلوك المتعجرف متعدد الأوجه، واستخدام الغطرسة كآلية لإخفاء نقاط الضعف.
- التحدث عن نفسك دائماً بغرور وإعجاب.
- التركيز أثناء التسوق على اقتناء علامات تجارية فاخرة.
- السعي وراء الآخرين بشكل دائم للحصول على الاهتمام.
- الشعور الدائم بالتفوق على الآخرين.
- تجاهل إنجازات الآخرين وعدم التعليق عليها.
- عدم الاستماع للنقد أو الملاحظات وعدم قبولها أو تقبّل أراء الآخر.
- تطبيق المعايير التي تبرز المكانة بشكل أكبر.
- رفض الاعتراف بالخطأ.
هل الإعجاب بالنفس مرض نفسي؟
يعدّ الإعجاب بالنفس بشكل زائد أحد مظاهر النرجسية الهشة، حيث تأتي النرجسية وفق مستويات مختلفة، فهي حالة عقلية غالباً ما تبدأ في مرحلة البلوغ أو سن المراهقة، حيث يبحث فيها الشخص المغرور عن الأهمية وسماع المديح لتغطية مشاعر النقص والضعف الداخلي، مع المعاناة من مشاعر الفشل أو الرفض، وغالباً ما يكون الشخص المغرور هو الأقل ميلاً بالاعتراف بذلك، حيث يُعتبر الغرور أحد الخطايا السبع المميتة، تعود فكرة النرجسية وفق الأساطير اليونانية إلى نرجس، وهو شاب كان مهووس بجماله لدرجة كبيرة، حيث استمر بالنظر إلى انعكاسه في بركة من الماء إلى أن وقع في البركة ومات، ولا يتعلق الغرور بالمظهر الخارجي فقط، وإنما يتعداه إلى الإعجاب الكبير بالذكاء او الثروة أو الكاريزما أو النجاح أو المهارة وغيرها.