لماذا يروجون لفكرة الاستلام والتسليم؟

في الوقت الذي قدَّم فيه الأحرار أرواحهم في سبيل الحرية، خرج علينا مروِّجو الاستلام والتسليم ليختزلوا التضحيات في اتفاقيات مشبوهة، فهل كان النصر مُخططاً له؟

الاستلام والتسليم – مؤامرة تستهدف إرادتك الحرة

أيها السوري الحر، أيها الصامد في وجه الظلم والطغيان، هل تساءلت يوماً عن السر وراء هذا الهوس الذي يروج له الغرب وبعض شركاء الوطن وأيتام الأسد الذين لا زالوا يتمسكون بأوهامهم؟ لماذا يصرون على نشر فكرة “الاستلام والتسليم” كأنها حقيقة لا تقبل الجدل.

رغم أن الأدلة التي تملأ الأرض والسماء تشهد أن النظام البائد قد سقط بعمل عسكري بطولي، وليس بصفقة كما يحلو لهم أن يصوروا؟ إنها ليست مجرد كلمات تُقال، بل خطة مدروسة بعناية لتُبقيك أنت، نعم أنت في الحلقة الأضعف، ليُحرموك من أي سلطان أو قوة في سوريا الحرة التي حُررت بدمائك وتضحياتك.

الحقيقة التي يخفونها – النظام سقط بالقوة لا بالتسليم!

دعني أرفع صوتي عالياً لأقولها لك بوضوح: النظام الذي طالما استعبد الشعب السوري، ذلك النظام الذي ملأ الأرض ظلماً وفساداً، لم يسقط لأنه “سلم الأمور” بمحض إرادته، ولم يتنازل عن كرسيه طواعية كما يحبون أن يروجوا في أكاذيبهم المسمومة! لا، لقد سقط هذا النظام تحت ضربات الجيش السوري الحر وتحت أقدام الثوار الأحرار الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وقاتلوا حتى النصر.

إنها ملحمة كتبتها دماء الشهداء وصمود الأبطال، وليست صفقة خفية أو ترتيباً سياسياً كما يدعون! فلماذا يصرون على تزييف الحقائق؟ لماذا يحاولون طمس هذا الانتصار العظيم؟ الجواب بسيط: لأنهم يخافون منك، يخافون من قوتك، من إرادتك، من وعيك الذي يكشف مخططاتهم.

الهدف الخبيث هو إبقاؤك ضعيفاً تحت السيطرة

أيها السوري، أيها الواعي لما يدور حولك، إنهم يدركون أنك العمود الفقري لهذا الشعب، أنك الروح التي لا تنكسر، والعقل الذي لا يخدع بسهولة، لذلك، فإن كل هذا الترويج لفكرة “الاستلام والتسليم” ليس إلا محاولة لإضعافك، لجعلك تشعر أن نصرك لم يكن نصراً حقيقياً، وأن ما حققته بدمائك وتضحياتك لم يكن إلا هبة منهم أو تنازلاً من النظام المهزوم!

إنهم يريدونك أن تبقى في دائرة الضعف، أن تظل تحت رحمتهم، بعيداً عن أي سلطة أو قرار في مستقبل سوريا، يريدونك أن تنسى أنك من انتزع الحرية بيديك، وأن تشعر أنك مجرد تابع ينتظر ما يُملى عليه من الخارج أو من أذناب الداخل، لكنني أقول لك: لا تصغِ إليهم، لا تترك كلامهم المسموم يهز عزيمتك، فأنت أقوى مما يظنون، وأنت من سيكتب تاريخ سوريا الجديدة.

من يقف وراء هذا المخطط؟

تأمل معي، من هم الذين يدفعون بهذه الرواية؟ إنهم الغرب الذي طالما تاجروا بدماء السوريين وحولوا قضيتنا إلى أوراق تفاوض، وإنهم بعض شركاء الوطن الذين خانوا الوطن وباعوه وأصبحوا عبيداً للأسد ولا زالوا يعيشون في أوهام الماضي ويحلمون بعودة أيام الذل والاستعباد!

هؤلاء جميعاً يتحالفون ضدك، من الداخل والخارج، لأنهم يعلمون أنك إذا بقيت واعياً، قوياً، صلباً، فلن يستطيعوا أن ينهشوا لحمك كما اعتادوا عليك سنوات طويلة، إنهم يخشون السوري الحر الذي يرفض الخضوع، الذي يعرف حقه ويطالب به، الذي لا ينحني أمام المؤامرات ولا يبيع تضحيات إخوته بثمن بخس.

ارفع رأسك، أنت سوري حر!

أيها السوري الأبي، ارفع رأسك عالياً، فأنت لست عبداً لأحد إلى لله الواحد الأحد، وأنت لست أداة في يد أحد! أنت من كسر القيد، أنت من حطم السلاسل، أنت من أثبت للعالم أن الشعب السوري لا يُهزم، لا تدع أحداً يسرق منك فخرك، ولا تسمح لأحد أن يقلل من شأن انتصارك.

كل كلمة يقولونها عن النصر وسوريا الجديدة هي محاولة للنيل من كرامتك، لكنك أكبر من ذلك، أقوى من ذلك، أنبل من ذلك، فليحاربوك من الداخل والخارج، فليحيكوا المؤامرات، وليطلقوا الأكاذيب، لكنك ستبقى صامداً كالجبل، حراً كما ولدت.

في النهاية أيها السوري اعلم أن قوتك هي سلاحك الأعظم، وأن وعيك هو درعك الذي لا يُخترق، لا تترك أحداً يزرع فيك الشك، ولا تسمح لأحد أن يهز ثقتك بنفسك وبما حققته، لقد حاربتَ، وانتصرتَ، وكتبتَ تاريخاً سيبقى يُروى للأجيال، فكن قوياً، كن صلباً، ولا تنسَ أبداً: أنت سوري حر، وسوريا الحرة لن تقوم إلا بك وبإرادتك، ارفع رأسك فأنت تستحق الفخر، وأنت من سيبني المستقبل!

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

حسيب أورفه لي

مؤسس ومدير المحتوى النصي والمرئي في موقع برو عرب وخبير في مجال الويب وساهمت في تطوير وتنمية العديد من المواقع الإلكترونية وأعمل بجد لتقديم محتوى ذو جودة عالية ومعلومات قيمة للقارئ العربي.
زر الذهاب إلى الأعلى