ما أسباب التعلق العاطفي وكيفية التخلص منه

يعاني الكثيرون من حالة فرط التعلق العاطفي مما يجعلهم ضحايا لعلاقة تستنزف طاقتهم، إذا ما هي أسباب التعلق وكيفية علاجه؟

مرض التعلق العاطفي

مرض أو اضطراب التعلق العاطفي و هو حالة الحب الشديد من طرف لطرف آخر مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة وأذى نفسي كبير للمحب لأنه ورغم ما يحمله من مشاعر حب سامية وقوية إلا أنها تضر المحب بشكل كبير وتجعل حياته مرهونة للطرف الآخر ولا شيء سواه.

ما سبب التعلق العاطفي الشديد بشخص؟

قد يكون التعلق الشديد بالشخص ناتج عن عدة عوامل وأسباب ولكنها في الحالة العمومية نوع من الاحتياج أو ملئ فراغ ما وينسب العامل الأساسي بالتعلق العاطفي بحسب مؤسس نظرية التعلق، عالم النفس (جون بولبي) أنه يعود بسبب اضطراب نفسي ومنها نذكر أسباب التعلق العاطفي الشديد بما يلي:

  • ضعف الثقة بالنفس لدى المحب.
  • الاتكالية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية عند المحب.
  • التعرض لصدمة كبيرة جعلته يبحث عمن يحتويه ويبعده عن جميع المؤثرات.
  • حالة الشعور بالوحدة المفرطة.
  • الاحتياج الكبير لوجود شخص يشعره بالاحتواء.
  • صعوبات في اتخاذ القرارات عند المحب.
  • افتقاده للحب والعاطفة منذ الصغر.
  • التعرض لمواقف منذ الطفولة أثّرت فيه.
  • المعاناة بصمت، حيث أن من يعاني بصمت يحتاج في وقت ما إلى من يصب عليه جميع عواطفه ومشاعره وما يختلج كيانه.

ما هي أعراض التعلق العاطفي؟

هل تريد معرفة ما إن كنت في حالة تعلق شديد بالطرف الآخر؟ إليك بعض الأعراض التي ما أن كنت مصاباً بها فأنت حتماً متعلقٌ بشكلٍ مفرط ومن تلك الأعراض:

  • الصعوبة الكبيرة في التعريف عن المشاعر.
  • الصعوبة في اتخاذ القرارات.
  • الخوف الدائم من هجر الحبيب.
  • إهمال الذات واحتياجاتك الشخصية.
  • التفكير المستمر بالطرف الآخر.
  • القلق واضطرابات النوم.
  • شعور دائم بالضجر والملل والخواء.
  • صعوبات في التواصل مع الآخرين.
  • عدم الرغبة في عمل شيء سوى التواصل مع الحبيب.
  • إرسال الرسائل بشكل دائم للطرف الآخر.
  • محاولة إرضاء الطرف الآخر على حساب النفس.

كيفية علاج التعلق العاطفي

إن تعلقك بشخصٍ ما إلى حد الجنون يعود سببه لإحساسك بعدم الثقة في نفسك وعدم قدرتك على الاكتفاء بذاتك وحدها وتحتاج للتخلص من تعلقك العاطفي هذا إلى اتخاذ خطوات جريئة تحتاج منك قوة الثقة بنفسك بأنك قادرٌ على تنفيذ تلك الخطوات للتحرر من قيد التعلق العاطفي، ومن تلك الخطوات:

  • الخطوة الأولى هي توطيد العلاقة بالذات وتحرير المشاعر: عليك مواجهة جميع مشاعرك والاعتراف بنقاط ضعفك وتوضيحها أمام نفسك ومعرفة كيفية ضبطها ولو كانت شديدة الصعوبة عليك، فمتى كان الأمر شديد واستطعت تجاوزه والتحمل، يصبح بعدها أهون عليك من شرب الماء.
  • الخطوة الثانية هي منح الذات والغير مساحة الخاصة: بعد منح ذاتك مساحة خاصة بها كأن تذهب إلى مكان يسعدك بعيداً عن أي شيء متعلق بالشخص الآخر ومنح المساحة للطرف الآخر لكي يبتعد، هذا سيعطيك الشعور بأنك قادر على العيش دونه وقادر على الإنجاز أكثر متى أغلقت باب قلبك وجعلت عقلك هو المفكر الوحيد في كيفية تطوير نفسك عوضاً عن التعلق والركض وراء مشاعر احتياج وحب مفرطة تؤذيك، فإن تحررك من فكرة أنك غير قادر على العيش دونه ستفتح لك أبواب كبيرة وعليك آلا تنسى أننا نفقد دائماً أشخاصاً في حياتنا ممن وافتهم المنية ونستطيع الاستمرار بفضل نعمة التناسي، لذا لن يكون أحداً هو الأساس لعيش شخصٌ آخر.

هل التعلق بشخص ابتلاء من الله؟

على الرغم من أن التعلق بشخص ما أمر مذموم وصيد من مصائد الشيطان ليمكر بالإنسان ويجعله فريسة قلبه ويضع حياته كلها رهن عواطف تختلج صدره ليجعله في حالة تناسي لأمر عبادة الله والتضرع له دوناً عن غيره ونسيان أن الحب الأكبر يكون لله وحده ولا أحد سواه بل حتى أنك في حالة تعلقك الزائد ومحاولتك للتقرب من الله سيكون قلبك وعقلك عند الحبيب وتكون ناسياً متناسياً لأن يخشع قلبك لله حتى أنك قد تفقد إيمانك بأن رحمة الله فوق كل شيء وأنه وضعك في امتحان أن تتعلق بشخص حتى تستطيع السيطرة على قلبك وتصبح أقوى وأكثر نضجاً.

هل التعلق أقوى من الحب؟

من الأسئلة التي كثيراً ما يطرحها الرواد عن فكرة الفرق بين التعلق والحب حيث يعتبر الحب هو النمو الصحيح للعلاقة أما التعلق فهو الإرهاق والاستنزاف بحد ذاته حيث أن الحب يجعلك تصل إلى درجات أسمى في العلاقة تستطيع توطيدها بها أما التعلق فيجعلك رهن تحكم وعدم قدرة على اتخاذ القرارات وضبط المشاكل لأنك ستهرب من الدخول في مشكلة خوفاً من خسارة الحبيب مما يراكم على قلبك آلام دون أن تستطيع حلها أو إيقافها.

متى يكون التعلق حرام؟

يكون التعلق حرام عندما يجعل الشخص في حالة مرضية قد تؤذيه نفسياً أو حتى على المستوى الصحي وأيضاً يكون حرام عندما يتعلق القلب بشدة بحب غير حب الله مع فقدان التواصل وأداء الواجبات والعبادات لله ودخول التعلق في الحرام وعدم التوجه إلى الملجأ الأساسي وهو الله والحب يكون خالصاً له وحده.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى