تطوير الذات

التعلق المرضي وكيف يمكنك التخلص منه؟

الإنسان بطبعه اجتماعي يسعى لإقامة علاقات اجتماعية للحفاظ على كيانه وتطوير شخصيته، لكن في بعض الأحيان تصبح العلاقات الاجتماعية بمثابة السُم، فما هو التعلق المرضي.

ما هو التعلق المرضي؟

يُعرف (التعلق المرضي) بأنه شعور مبالغ فيه بالتعلق بالأشخاص المهمين في حياة شخص ما، مما يجعل هذا الشخص يشعر برغبة شديدة في القرب منهم، سواء كان هؤلاء الأشخاص هم أفراد العائلة الواحدة أو الزوج و الزوجة أو حتى الأصدقاء و الحبيب، و إذا ابتعد الشخص (المصاب بالتعلق) عن الشخص (المتعلق به) يشعر بالخوف والقلق والتوتر، وهذا ما يؤثر على علاقته مع الآخرين في محيط مجتمعه.

ما أنواع التعلق المرضي؟

إليكم بعض أنواع التعلق المنتشرة في المجتمع:

1- التعلق بين الزوج و الزوجة

في بعض العلاقات تتعامل الزوجة على أن زوجها هو الحياة بكامل ما فيها، وتنسى أن لذلك الزوج متطلباته الخاصة و أفكاره و طموحه، وهنا تكمن المشكلة عندما ينقلب حب المرأة إلى تعلق مرضي و بالتالي يحدث نفور بين الزوجين والحل في هذا النوع من التعلق، اعتراف الشخص المتعلق سواء الزوج أو الزوجة، بأن للطرف الآخر حياة تخصه فقط يجب أن يعيشها بمفرده، وأن لكل شخص الحق في خلق مساحة خاصة له.

2- تعلق الأبناء بالولدين

بسبب تدليل الآباء لـ أولادهم عن الحد المسموح به، تتسبب تلك الكارثة في حدوث التعلق المباشر أو يمكن أن نطلق عليه تعلق الاطفال المزمن بـ آبائهم، وتنشأ فيهم صفة الاعتمادية وبالتالي ميلاد طفل غير سوي نفسياً لا يستطيع أخذ أي قرار بمفرده والحل في هذا النوع من التعلق، يكون عن طريق طرق الطفل كل فترة عند أحد الأقارب أو الجد و الجدة، بالإضافة إلى إشغال الطفل في بعض التدريبات الرياضية.

3- التعلق بين الأصدقاء

يوجد بعض علاقات الصداقة التي يصل فيها حد المحبة بين الصديقين إلى التعلق، لدرجة أنهم يصيبوا بالحزن إذا شاهدوا أصدقائهم برفقة صديق جديد، وكأن هذا الشخص أصبح ملك لهم وهذا أمر خاطئ ولا يجب أن تكون علاقة الصداقة مبنية على ذلك، إنما الصداقة احترام ومساعدة ووقوف بجانب الصديق وقت الحاجة فـ الحل لهذا النوع من التعلق يكمن في تعود الشخص المتعلق بأن الأشخاص ليسوا ملكًا لأحد كما السيارة أو المنزل، بل إنهم أشخاص يُساندون ويُساعدون ويكونوا جزء من الحياة، وليس كامل الحياة.

4- التعلق المرضي بالحبيب

إن التعلق المرضي بالحبيب هو حالة يشعر فيها الشخص بارتباط مفرط وغير واعي وهذا يؤثر سلباً على حياته الشخصية وعلى العلاقة ذاتها ويتضمن هذا النوع من التعلق عادةً الشعور بالسعادة فقط بوجود الحبيب والأسى الشديد عند غيابه وينطوي على الخوف المستمر من فقدانه والقلق من ان يتركه وهذا النوع من أخطر أنواع التعلق لأنه قد يدمر الإنسان، فإن كنت متعلق بشخص ما بطريقة مرضية، يجب عليك الإبتعاد عنه و قم بمواجهة أفكارك ومشاعرك وأقنع نفسك أن هذا التعلق سوف يدمر صحتك النفسية و من المهم أن تمنح نفسك وقت كافي للتفكير بشكل جيد للتخلص من هذا الشعور عن طريق الانشغال بأشياء أخرى تحبها.

ما هي أعراض التعلق المرضي؟

هناك عدة أعراض يمكن عن طريقها تشخيص الشخص المصاب بـالتعلق المرضي، وتتمثل تلك العلامات في:

  • صعوبة تكوين روابط عاطفية.
  • عدم وضع حدود في العلاقات.
  • المشاركة في سلوكيات تتسم بالخطورة.
  • صعوبة بـ الدخول في العلاقات الرومانسية.
  • عدم الثقة في الآخرين.
  • الشعور بالقلق تجاه أي علاقة.
  • الإحساس بخطر الانفصال في كل علاقته.
  • عدم الشعور بالاطمئنان تجاه أي علاقة غير علاقته بالشخص المتعلق به.

ما هي أسباب التعلق المرضي؟

هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها الإصابة باضطراب التعلق، وفي الغالب ما يرتبط اضطراب التعلق عند الأطفال أو البالغين بالتجارب النفسية السيئة في مرحلة الطفولة مثل:

  • تعرض الطفل للعنف المنزلي.
  • العنف الجسدي.
  • عدم الثقة بالنفس.
  • إهمال الوالدين الشديد.
  • الشعور بالوحدة.
  • الخلافات والشجارات الأسرية.
  • التحرش الجنسي.

كيف يتم التخلص من التعلق المرضي؟

يعتبر كل الأشخاص المصابين بـ التعلق المرضي أشخاص غير أسوياء و غير متصالحين مع أنفسهم، كونهم غير محررين عاطفين، لذلك أهم طرق العلاج هي مواجهة الشخص المريض بمشكلته النفسية عن طريق:

  • الاعتراف بنقاط الضعف.
  • كتابة كل مشاعر المريض على ورقة بكل شجاعة.
  • منح المريض مساحة خاصة لنفسه.
  • التركيز على ممارسة أنشطة مختلفة.
  • يجيب أن يضع المريض نفسه في المقام الأول.
  • عدم التفكير بما سوف يحدث في المستقبل.

ما هي مدة التعافي من التعلق ؟

يعتبر التعلق المرضي من أكثر الأشياء المؤلمة التي يمكن أن يشعر بها أي شخص، لذا لم تتفق الدراسات العلمية على ميعاد محدد للتغلب على إثر التعلق العاطفي أو المرضي، الذي يشعر به، فـ في أحد الدراسات العلمية وُجد أن الأشخاص بحاجة إلى معدل ثلاثة أشهر للتعافي ومعدل سنة و نصف للنسيان أو أحياناً أكثر وفي دراسة أخرى، وُجد أن المصابين بـ (متلازمة التعلق) أصبحوا أكثر سعادة وثقة بعد 10 شهور من الانفصال.

ريهام النجار

طالما كانت الكتابة هي سبيلي الوحيد لإخراج كل خواطر نفسي في شكل كلمات تُعبر كل منها عن شعوراً داخلي.
زر الذهاب إلى الأعلى