ما هو التنمر المدرسي وما هي أضراره على الطفل
التنمر المدرسي هو ظاهرة تؤثر بشكل عميق على البيئة التعليمية وصحة الطلاب النفسية إليك في هذا المقال كل ما يخص هذا الموضوع.
ما هو التنمر المدرسي؟
هو ظاهرة اجتماعية خطيرة تؤثر على العديد من الطلاب في المدارس وتتسبب في تدهور حالتهم العاطفية والنفسية و يُعرف التنمر المدرسي بأنه سلوك عدواني يقوم به الطلاب تجاه زملائهم في المدرسة و يهدف إلى إيذائهم نفسياً وجسدياً، ويؤثر التنمر على الضحيّة بشكل سلبي حيث يمكن أن يُسبب للطالب مشاعر القلق والتوتر والاكتئاب وانخفاض نسبة الثقة بالنفس فضلاً عن تراجع مستوى الطالب العلمي وتحصيله الدراسي، ويُعتبر التنمر قضية خطيرة تؤثّر على الكثير من الطلاب حول العالم، ويجب أن تتفاعل المدارس والمجتمعات مع هذه القضية بجدّية لضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية لجميع الطلاب.
ماهي أنواع التنمر المدرسي؟
يمكن تصنيفه إلى عدّة أنواع، حيث يختلف كل نوع في أساليبه وطريقة تأثيره على الأفراد و إليك أبرز أنواع التنمر المدرسي:
التنمر الجسدي
يَشمل الأفعال العدوانية الجسدية مثل الضرب والركل واللكم أو أي نوع من الاعتداء البدني.
التنمر اللفظي
وهي سلوكيات عدوانية لفظية مثل السخرية و الشتائم و الإهانات والتهديدات.
التنمر الاجتماعي
ويكون من خلال استبعاد الطالب من الأنشطة الاجتماعية و نشر الشائعات وتجاهله بشكلٍ مستمر مما يجعله يشعر بالإهمال والوحدة.
التنمر الإلكتروني
التنمر الإلكتروني يحدث عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي حيث يقوم المتنمرون بمهاجمة الطالب وتهديده والسخرية منه من خلال الرسائل النصية و البريد الإلكتروني وغيرها.
التنمر العنصري أو القائم على التمييز
ويكون بسبب خلفية ثقافية أو دينية أو عرقية مثل أن يكون الطالب مختلف اللون عن غيره من الطلاب أو من ديانة مختلفة ويمكن أن يشمل تعليقات أو أفعال تمييزية تُناقش العرق أو الدين.
ما هي أسباب ظاهرة التنمر المدرسي
هناك العديد من الأسباب التي أدّت إلى انتشار ظاهرة التنمر بين الطلاب في المدارس، إليك البعض من هذه الأسباب:
- تُعتبر التربية الخاطئة وغياب التوجيه من الأهل والمعلمين أحد أهم الأسباب في انتشار هذه الظاهرة.
- العنف الأسري وفقدان العاطفة والشعور بالإهمال في الأسرة.
- المحتويات الإعلامية والألعاب الإلكترونية التي تُحرّض على العنف.
- الغيرة و فقدان الثقة في النفس يجعل الطالب يحاول التقليل من الآخرين لإثبات نفسه.
- الغرور والتكبّر.
- عدم الوعي بأضرار التنمر.
- التعرّض للإساءة والتنمر من قبل.
ماهي آثار التنمر في المدرسة؟
التنمر في المدرسة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الآثار السلبية على الطلاب المتعرضين له، من أهم هذه الآثار:
أثر نفسي
التنمر الذي يتعرض له الطالب يكون سبب في مشاعر القلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس والشعور بالعزلة و يمكن أن يتطور الأمر في بعض الحالات إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد أو الوصول إلى مرحلة الانتحار.
أثر أكاديمي
إن الطلاب الذين يتعرضون للتنمر غالباً ما يعانون من انخفاض في الأداء الدراسي وتكون دائماّ درجاتهم في الامتحانات أقل من غيرهم، وذلك بسبب ضعف التركيز والانشغال بالتنمر الذي يتعرّضون له.
أثر اجتماعي
قد يؤدي التنمر إلى تغييرات في سلوكيات الطلاب فيصبحون أكثر عدوانية وشراسة، ويجدون صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية بسبب انعدام الثقة في النفس وانكسار الشخصية، وقد يتحولون فيما بعد إلى أشخاص متنمرين.
أثر جسدي
التنمر يمكن أن يتسبب في آثار جسدية مثل الأوجاع والآلام الناتجة عن التوتر وقد يتعرّض البعض لإصابات جسدية في حالات التنمر الجسدي.
آثار طويلة الأمد
أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين تعرضوا للتنمر في مرحلة الطفولة أكثر عُرضة لتعاطي المخدرات و التوقّف عن الدراسة مبكراً والدخول في مشاجرات كثيرة في المستقبل.
علاج التنمر المدرسي
العلاج يتطلب تضافر جهود كل من المدرسة و الأسرة، و إليك بعض الخطوات والطرق التي يمكن اتّباعها للحد من التنمر وعلاجه:
دور المدرسة
- يجب توعية الطلاب و أولياء الأمور على #آثار التنمر# وأضراره مما يساعد على تقليل حدوثه.
- يجب على المدارس أن تضع قواعد واضحة وعقوبات صارمة بشأن موضوع التنمر لتكون المدرسة بيئة آمنة تحارب التنمر.
- استعانة المدارس بأخصائيين نفسيين لمعالجة هذه الحالات في المدرسة.
- تعزيز مهارات التواصل لدى الطلاب والمشاركة في أنشطة جماعية تُشجع على التعاون بينهم مما يساعدهم على تكوين علاقات إيجابية وحل النزاعات بطريقة سلمية.
- التدخّل السريع من المعلمين والمختصين أثناء تعرّض أحد الطلاب للتنمر لحماية الطالب ومعالجة الأمر بسرعة.
- يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لضحايا التنمر المدرسي وتشجيعهم على التحدّث عن مشاعرهم وتجاربهم.
دور الأسرة
- يجب على الأسرة توعية الأطفال بمفهوم التنمر وأثره السلبي.
- من المهم أن يتحدث الأهل مع أبنائهم عن أهمية احترام الآخرين والتعاطف معهم.
- يجب على الأهل دعم ثقة أطفالهم بأنفسهم.
- مراقبة سلوك أطفالهم وأصدقائهم في المدرسة والتعرّف على أي تغييرات في سلوكهم أو مشاعرهم قد تشير إلى تعرضهم للتنمر.
- تعزيز شعورهم بالأمان و تشجيعهم على التحدّث بصراحة عن مشاعرهم وتجاربهم في المدرسة.
- التصرّف بإيجابية والتسامح في المنزل كي يكون الأهل قدوة حسنة لأبنائهم.
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة المفيدة.
- يجب التواصل مع المعلمين والإدارة المدرسية في حالة حدوث التنمر والعمل معاً لإيجاد حلول فعّالة.
التنمر في الإسلام
يتجلّى موقف الإسلام من التنمر في أنّه سلوكاً مرفوضاً ويجب على المسلمين تعزيز قواعد الاحترام والمودّة والتعاطف فيما بينهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) سورة الحجرات، وفي هذا نهي واضح عن السخرية والاستهزاء بالآخرين لذلك يجب على الأهالي توعية أطفالهم على حرمانية التنمر فهي من الذنوب التي يجب التوبة عنها.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده) رواه البخاري ومسلم، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن المسلم الحقيقي هو الذي لا يجرح الناس ولا يُسبب لهم الأذى ولا يشتمهم أو يضربهم، دين الإسلام هو دين التسامح والمحبّة وقد حذّر من التنمر وإلحاق الأذى بالآخرين، ويكرّم الإسلام الإنسان بغضّ النظر عن دينه أو عرقه أو لونه، قال تعالى: (ولَقَد كَرَّمنَا بَنِي آدَمَ) سورة الإسراء، ويحثّنا على قول الكلمة الحسنة والطيبة وكل ذلك من أجل حماية المجتمع وخلق بيئة صحيّة وآمنة.