أسباب ونتائج الثورة الفرنسية بالكامل
ثورة كانت السبب في إلغاء نظام الحُكم الفرنسي وبداية نابليون لاستعمار الدول لقرون عدة، فما هي الثورة الفرنسية وما كانت أسبابها ونتائجها.
تعريف الثورة الفرنسية؟
هي ثورة قام بها الفرنسيين ضد الملك (لويس السادس عشر) بسبب تعرضهم للظلم والعنصرية وكان الهدف منها إلغاء نظام الحُكم الملكي والتخلص من التفرقة والاستبداد بين الفئات، واستمرت لأعوام، بالإضافة إلى تعرض المملكة الفرنسية للعديد من الحروب الخارجية وانتهت الثورة بانتصار الشعب الفرنسي وعزل الملك لويس السادس عشر، وكانت بداية لعصر جديد ومختلف للفرنسيين وبداية حقبة كان لها أثراً مباشراً على عدة دول.
وضع فرنسا قبل قيام الثورة
كان المجتمع الفرنسي يتشكل من 3 طبقات رئيسية:
طبقة النبلاء
تتمتع هذه الطبقة بالعديد من الامتيازات كالإعفاء من الضرائب وحق فرض الضرائب على الفلاحين واحتكار المناصب الكبرى في الإدارة والجيش.
طبقة رجال الدين
تتكون من 120 ألف شخص ولديها تأثير روحي كما انها تستحوذ على 10% من الأراضي.
الطبقة العامة
تتكون من باقي أفراد المجتمع مثل التُجار والحرفيين والفلاحين والعمال.
تاريخ بداية الثورة الفرنسية؟
حدث الانقلاب الشعبي في فرنسا عام 1789 على يد الطبقة البرجوازية التي فجّرت تلك الثورة بمعاونة طبقة العمال، كما أن تلك الطبقة تمتلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على مؤسسات الدولة، لذلك كانت الداعم الأكبر للشعب الذي أراد أن يقوم بثورة يقضي بها على نظام الحكم الملكي.
ما هي أسباب قيام الثورة الفرنسية؟
هناك العديد من الأسباب التي أدت لقيام الثورة الفرنسية، وتنقسم إلى:
أسباب اقتصادية
كان لنقص محاصيل القمح وأزمة كميات الخبز دوراً هاماً في قيام الثورة التي بدأت بعد ارتفاع أسعار القمح بشكل لافت للانتباه بعد موسم حصاد سيئ وتراجع سوق العمل بشكل كبير بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية جديدة مما أثر في شراء المستهلكين للبضائع، وعدم استقرار ميزانية الدولة التي كانت غير آمنة بسبب نفقات الحرب والاختلاسات مما أدى إلى الاقتراض كما أزداد حجم التضخم المالي للدولة وارتفعت أسعار المواد الأساسية مثل الخبز والحليب فبدأ المحتجون وقتها بمهاجمة منازل الأثرياء لسرقة محتوياتها واتجهوا لتخريب المخازن.
أسباب سياسية
كانت العائلة المالكة في السنوات الأخيرة مثالاً لفساد الحُكم والإسراف فقد تبنت فرنسا فكرة الحق الإلهي والتي كانت تؤكد أن الملوك يتم اختيارهم من قبل الله وبالتالي يحق لهم دائماً تولي العرش، وقد طغت هذه العقيدة على نظام الحكم المطلق مما نتج عنه عدم المساواة بين طبقات المجتمع والاستبداد والظلم بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية وعدم تكافؤ الفرص وعدم المساواة في فرض الضرائب.
أسباب اجتماعية
تمثلت الأسباب الاجتماعية في تهميش رأي الطبقة العامة رأي الطبقة العامة وضغوط اقتصادية خانقة عليها فكان الوضع الاجتماعي في انخفاض مستمر يوماً بعد يوم بسبب سنوات الحصاد السيئة، فكان الفلاحين الفرنسيين فقراء بينما كانت طبقة رجال الدين المنتجة مثقلة بالضرائب أما طبقة النبلاء ازداد ثرائها من فرض الضرائب على الطبقات الأخرى، كما تضاربت المصالح بين البورجوازية الطموحة من جهة وطبقتي النبلاء ورجال الدين من جهة والعامة من جهة أخرى.
مراحل قيام الثورة الفرنسية
المرحلة الأولى: إقامة ملكية دستورية
بدأت عام 1792 وانتهت عام 1789، فأمام الأزمة المالية والإصلاحات المقترحة ومطالبة الهيئات بجمع المجلس اضطر الملك لويس السادس عشر إلى عقد مجلس في مايو 1785 وكان كل طرف فيه يسعى إلى تحقيق هدف معين:
- النبلاء و ورجال الدين: يرغبون بإلغاء محاولة الإصلاح.
- الطبقة العامة: تطالب بتصويت الأفراد لأنها تتوفر على أكبر عدد.
- الملك: هدفه بالأساس هو إيجاد حل للأزمة المالية التى تتعرض لها الدولة من خلال زيادة الضرائب.
وأصر كل طرف على رأيه مما نتج عنه انسحاب الطبقة العامة من المجلس وتأسيسها للجمعية الوطنية في يونيو 1789 ووضع دستور جديد خاص بها وأعلن الملك عن قبوله للجمعية الوطنية ثم حاول استعمال القوة للسيطرة عليها، وبدأ انفجار الثورة في باريس التي كون جيشها حرس وطني وبدأ بمهاجمة البلدية ومخازن الأسلحة للسيطرة عليها ثم قاموا بمهاجمة سجن (لابستي) وتحرير معتقليه في يوليو 1789، وفي الأقاليم فقرروا الامتناع عن دفع الضرائب وإحراق الوثائق المتعلقة بها ومهاجمة القصور.
ما هي أهم القرارات التى أصدرها البورجوازية للسيطرة على الانقلاب؟
أنتشر ذُعر كبير داخل المملكة الفرنسية وقلِق البورجوازية من عدم قدرتهم في السيطرة على الشعب وإيقاف التمرد فقامت بجمع الجمعية الوطنية في أغسطس 1789 وإصدار عدة قرارات مهمة منها:
- إلغاء النظام الفيودالي.
- إلغاء الضرائب.
- إلغاء تولي المناصب.
- إعلان حقوق الإنسان والمواطن في 26 أغسطس 1789.
- دستور (1791) الذي صادقت عليه الجمعية الوطنية ويتضمن مبدأ انتخاب كل الهيئات باستثناء الوزراء.
- توكيل السلطة التشريعية للجمعية الوطنية.
- توكيل السلطة القضائية للملك والوزراء.
ما موقف الملك لويس السادس عشر من الاوضاع الجديدة للمملكة؟
بعد قيام الثورة الفرنسية حاول الملك لويس التاسع الهروب من فرنسا، وذلك بمعاونة بعض الدول الخارجية، ولكن محاولته في الهرب فشلت، وتم إعلان الحرب ضد الدول الخارجية والقبض على الملك في أغسطس 1792.
المرحلة الثانية: مرحلة قيام نظام جمهوري
دارت أحداثها بين 10 أغسطس 1792 و يوليو 1794 حيث أُنشأ المؤتمر الوطني لإعداد دستور جديد في سبتمبر 1792 وانقسم البورجوازية داخل الجمعية الوطنية إلى فئتين:
- فئة (الجيرونديون): الذين يرون ضرورة إيقاف الثورة وصد التدخل الأجنبي.
- فئة (اليعاقبة) أو (الجبليون): وهي مع استمرار الثورة حتى تتحقق مصالح عامة الشعب وضد الحروب الخارجية.
وتم الاتفاق بين الفئتين على إلغاء الملكية الفرنسية وإعدام الملك في 21 يناير 1793 بقرار من الجيرونديون، مما أثار ذلك القرار غضب داخلي وخارجي ضد الثورة بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية التي تعرضت إليها الدولة، وفي يونيو 1793 اعتقل قادة الجيرونديين وأصبح الجبليون هم المسيطرين على المؤتمر كما أعادوا دستورا جديدا أعطى حق التصويت لكل المواطنين وأسسوا حكومة ثورية أصدرت عدة قرارات أهمها وضع حد للأسعار و للأجور وفرض نظام جمهوري متشدد نتج عنه تحرك بعض البورجوازيين في المؤتمر الوطني ضد قائدهم واغتياله.
المرحلة الثالثة: عودة الجيرونديون إلى الحكم
بدأت من 27 يوليو 1794 حتى نوفمبر 1799، فبعد التخلص من قائد الجبليون عاد الجيرونديون إلى الحكم وتمكن الشعب للعودة إلى الحرية الاقتصادية كما وضعوا دستور جديد للجمهورية، ثم ظهرت عدة صراعات داخلية وخارجية للجمهورية أظهرت ضعف الحكومة التي لم تستطع مواجهة المشاكل، فلجأت البورجوازية إلى الجيش وفي 9 نوفمبر 1799 نظم الجنرال (نابليون بونابرت) انقلاباً، وبذلك انتهت الثورة الفرنسية التي استمرت لعشر سنوات، ومعها انتهت التجربة الجمهورية للدولة التي سعى لـقيامها آلاف من الشعب الفرنسي.
حروب الثورة الفرنسية
كان هناك العديد من الحروب الداخلية والخارجية ضد المملكة الفرنسية بهدف الاستيلاء على أجزاء منها، وتنقسم الحروب الخارجية إلى فترتين:
حرب التحالف الأول
بدأت عام 1792 حتى عام 1797 بين أوروبا وفرنسا وانتهت بإنتصار الفرنسيين والسيطرة على الضفة اليسارية من (نهر الراين) بعدما قاموا بتوقيع معاهدة (بازل) عام 1795 وتوقيع معاهدة (كامبو فورميو) عام 1797 التي نتج عنها تنازل الإمبراطورية الرومانية المقدسة عن الأراضي النمساوية المنخفضة لصالح فرنسا.
حرب التحالف الثاني
كانت من عام 1798 حتى عام 1802 حاربت فرنسا النمسا وروسيا وبريطانيا العظمى ومملكة نابولي بالإضافة إلى كيانات سياسية صغيرة في شبه الجزيرة الإيطالية والدويلات الألمانية التابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة بالإضافة إلى الدولة العثمانية، انتهت بإنتصار فرنسا وتوقيع معاهدة (لونيفيل) عام 1801و (معاهدة أميان) عام 1802.
ما هي نتائج الثورة الفرنسية؟
كانت للثورة الفرنسية العديد من التأثيرات على العالم أهمها:
إلغاء الملكية المطلقة وإعدام الملك وزوجته
تمت محاكمة لويس السادس عشر وإدانته بتهمة التآمر ضد الحرية والسلامة العامة وحكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة الثورة (ساحة الكونكورد حاليا)، ولحقت به زوجته (ماري أنطوانيت) على منصة الإعدام في 16 أكتوبر من نفس العام.
- انتخاب أعضاء الجمعية الوطنية من قبل الشعب مباشراً.
- أنتشار الوعي الفكري في أوروبا وظهور الحركات القومية والاحتجاجية.
- إنهاء النظام الإقطاعي.
- إنهاء الحواجز الجمركية والضرائب بين الفرنسيين.
- تمهيد ضهور النظام الديمقراطي في أوروبا والعالم.
- إلغاء الطبقات والتفرقة في المجتمع الفرنسي.
- نشر مبادئ العدالة والحرية للمجتمع.
- قرار إلزامية التعليم المجاني في فرنسا.
كما أثرت احداث الثورة الفرنسية بشكل كامل على مسار التاريخ الحديث وأطلقت الانحدار العالمي فتعتبر واحدة من أهم أحداث التاريخ.
تم التدقيق والمراجعة والتصحيح بوساطة: فريال محمود لولك.