تعريف الجهاز العصبي في جسم الإنسان
الجهاز العصبي أحد أهم أجزاء الجسّم، ومسؤول عن عديد من العمليات الحيويّة وحتّى مشاعرك! ذلك إثر تكوّنه من خلايا عصبيّة عدة، وإليك تعريفه، مكوّناته علاوةً على أهمّ وظائفه.
ما هو الجهاز العصبي؟
يُعد الجهاز العصبي (Nervous System) هو المسؤول الأول عن حركة الإنسان، تفكيره، شعوره وحتى العمليات غير الإرادية داخل جسده، كالتنفس، الرؤية أو الرمش والتعرق، حيث إنه عبارة عن شبكة مُعقّدة من الخلايا والأعصاب التي تعمل بدورها على حمل الرسائل من وإلى المخ وأعضاء الجسم، وبالتالي يتم التحكم بشكل دقيق جدًا في كافة وظائف الجسم الحركيّة والحيويّة.
مكونات الجهاز العصبي
تشتمل أجزاء الجهاز العصبي على كلٍ من جهاز عصبي مركزي وجهاز عصبي محيطي، وكل منهما بدوره يشتمل على أجزاء مهمة في الجسم، إليك إيّاها في الآتي:
الجهاز العصبي المركزي Central nervous system
يتكوّن الجهاز العصبي المركزي من النخاع الشوكي والدماغ، ويعمل على تحويل النبضات العصبية باتجاه واحد فقط، أي مثلًا يتم نقل المعلومات من معدتك وإلى الدماغ من خلال عصب واحد فقط، ولا يُسمح بنقل الأوامر من الدماغ مرة أخرى للمعدة خلال نفس العصب، وتشمل وظائف مكوناته الآتي:
الدماغ
يستقبِل الدماغ كافة المعلومات من أعضاء الجسم الحسِّية المختلفة، ويعمل على معالجة المعلومات والإشارات ومن ثم يعمل على توليد الأفكار، فمثلًا يُخبر العضلات بطريقة التحكم في الحركة ليتمكن الشخص من المشي أو التحدُّث وأي من الأعمال اليومية التي تراها سهلة وتتم بشكل تلقائي، ومن أبرز وظائف الدماغ ما يلي:
- القشرة المخيّة Cerebral Cortex: تعمل على التحكم في الإدراك، التفكير، اللغة والحركات الإرادية.
- المخّيخ Cerebellum: يتحكم في وضعيّة الجسم واتزانه.
- تحت المهاد Hypothalamus: يتحكم في مشاعر الإنسان كالجوع والعطش، كذلك درجة حرارة الجسم.
- المهاد Thalamus: يعمل على الدمج لكافة المعلومات الحسيّة والحركيّة.
- الجهاز النطاقي Limbic System: يتحكم في الاستجابة العاطفيّة.
- العقد القاعدية Basal Ganglia: تتحكم في توازن الجسم والحركة.
- الدماغ المتوسط Midbrain: يتحكم في حركة الجسم، السمع، حركة العينين والنظر.
الحبل الشوكي (النخاع الشوكي)
يُشبه الحبل الشوكي (Spinal Cord) هيكل أنبوب طويل يمتدُّ من الدماغ ويصل إلى أسفل الضهر، ويشتمل على 31 زوج من الجذور العصبية والأعصاب، وتنقسم وفقًا للآتي:
- 8 أزواج عنقيّة.
- 5 أزواج عجزيّة.
- 12 زوج صدري.
- 5 أزواج قطنيّة.
- زوج عُصعُصي.
تسمح هذه الأعصاب بانتقال الرسائل من الدماغ إلى الحبل الشوكي والعكس، مما يساعد في الحركة بسهولة والتمكُن من أداء أي من الوظائف الحركية والحيوية بأريحية.
الجهاز العصبي المحيطي Peripheral Nervous System
يتكوّن الجهاز الجسم العصبي المحيطي من الأعصاب المسؤولة عن نقل النبضات العصبيَّة ما بين الجهاز العصبي المركزي وبقيّة أعضاء الجسم، حيث يشتمل على الخلايا العصبية، والتي يصل عددها إلى أكثر من 100 مليار خلية في جسدك، وينقسم بدوره إلى قسمين ألا وهما:
- جهاز عصبي جسدي إرادي (الودِّي).
- جهاز عصبي لاإرادي (اللاودِّي).
الجهاز العصبي السمبثاوي Parasympathetic Nervous System
الجهاز السمبثاوي (اللاودِّي) أحد أهم أجزاء الجهاز اللاإرادي أو ما يُطلق عليه (المُستقِّل) في الجسم، وهو ما يعمل بشكل تلقائي دون وعي من الإنسان، ويعمل على تنظيم عديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك ما يلي:
- إفراز الدموع.
- أعصاب المثانة.
- إفراز اللعاب.
- زيادة ضغط الدم.
- معدل التنفس.
- احمرار الوجه.
- أعصاب المعدة.
الجهاز العصبي الودّي Sympathetic Division
يعمل الجهاز الودِّي في جسم الإنسان على تحضيره لأي من حالات الطوارئ أو التوتّر، حيث يُطلق عليه بنظام (المحاربة أو الهَرب fight or flight).
أي يزيد الجهاز العصبي الودِّي من سرعة نبضات القلب وقوة تقلصاته، فيعمل على توسيع المسالك الهوائية ليُصبح التنفُس أسهل، ويُحرر بدوره الطاقة المُخزّنة في الجسم، كما أنه يُبطئ من عمليات الجسم الحيوية بحالات الطوارئ كالهضم والتبوُّل.
مكونات الخلايا العصبية
تُشبه وظيفة الخلايا العصبية الأسلاك، حيث يحتوي كل عصب على ألياف، والتي تمتد من عديد من الخلايا العصبية في الجسم، وتتحزّم سويًا لدعم قوتها وحمايتها من الإصابات، أي أنها الأساس للجهاز العصبي والموصّلة والمستقبلة لكافة النبضات العصبية ما بين الدماغ وبقيّة أجزاء الجسم العصبيّة، وتتكون مما يلي:
- جسم الخلية (يحتوي على النواة).
- المحور العصبي.
- التغصنات (الألياف الصُغرى المُتعددة).
ما هو دور الاعصاب في جسم الانسان
تتمثل الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي في نقل كافة الرسائل التي تنظم العمليات المعقّدة الأساسية التي يقوم بها الجسم سواء كانت إرادية أو غير إرادية، وتشمل هذه العمليات ما يلي:
- عمل كافة الحواس بما في ذلك التذوق، اللمس، السمع، الشم والرؤية.
- الاستجابة لأي من المواقف العصبية، حتى التعرق.
- نبضات القلب وتنظيم التنفس.
- الذاكرة والنسيان أو التعلم.
- المشاعر وردّات الفعل.
- نشوة العلاقة الحميمية.
- البلوغ أو الشيخوخة.
- الأفكار والمعتقدات.
- التئام الجروح.
- عملية الهضم.
كيف يعمل الجهاز العصبي؟
يحتوي جسم الإنسان على مليارات من الأعصاب، والتي تعمل بدورها كقرون استشعار، فيتم استقبال الإشارات من الخليّة، ومن ثم العمل على نقلها إلى محور الخلية العصبي، وهو ما يجعل الإنسان قادر على إعطاء ردود أفعال تجاه المواقف المُختلفة، كلمس شيء ساخن مثلًا أو أن يتمكن من رفع يده بسرعة وغيرها.
خريطة الأعصاب في جسم الانسان
تشريح الأعصاب في جسم الإنسان يُساعدك في الإلمام بكيفية نقل الرسائل العصبية من وإلى الأعضاء والمخ، والتمكن من فهم طبيعة عمل الجهاز العصبي بالجسم، وعملية سير الإشارات في الناقلات العصبيّة.
ما هي العوامل التي تؤثر على الجهاز العصبي؟
هناك عدد من العوامل التي قد تؤثر بدورها على الخلايا العصبية وتتسبب في ضعف المستقبّلات الحسيّة في الجسم، وتتمثل أبرزها في:
- الشلل الدماغي.
- مرض السرطان.
- الشلل الرعاش.
- السكتة الدماغية.
- مرض هنتنغتون.
- التهاب السحايا.
- الزهايمر.
- الصرع.
- أي من إصابات الدماغ القوية.
فحوصات صحة الجهاز العصبي
حتى يتمكن الطبيب من تشخيص صحّة الجهاز العصبي في جسم الإنسان، فإنه يتم إجراء عدد من الفحوصات الطبيّة المُهمّة، وتتمثل في الآتي:
- أشعة الرنين المغناطيسي MRI.
- التصوير المقطعي المُحوسَب CT.
- تخطيط كهربيّة الدماغ EEG.
- البزل الشوكي (القطني)
- رسم القلب ECG.
8 نصائح للحفاظ على صحة الجهاز العصبي
نظرًا لكَون الجهاز العصبي مهم جدًا لكافة التحرّكات اليوميّة والعمليات الحيويّة بالجسم فلا بد من الحفاظ عليه، وذلك باتباع نصائح الأطباء الآتية:
- تناول الغذاء الصحي والموزون الغنيّ بالفيتامينات والمعادن المُفيدة كفيتامين B6 وB12 وأوميجا 3.
- استشارة الطبيب فورًا حال ملاحظة أي من العوامل المؤثرة على الخلايا العصبية وعمل الفحوصات الدورية في سن الشيخوخة.
- مُتابعة الأمراض المزمنة بشكل دوري والحفاظ على أدويتها.
- التعزيز من المهارات لزيادة القدرة على التركيز والانتباه.
- الحرص على تناول الكميّة الوفيرة من الماء.
- ممارسة التمارين الرياضيّة بشكل مُنتظم.
- أخذ القسط الكافي من الراحة.
- تجنّب التدخين أو الكحوليات.
يُعد الجهاز العصبي مسؤول عن أهم وكافة التحرّكات الإرادية والعمليات الحيوية اليوميّة التي تتم بلا وعي من الإنسان، ويتكوّن من مليارات الخلايا العصبيّة أي يُشكّل أغلب أنحاء الجسم، ولا بد من الحفاظ على صحته.