ما معنى الحب في الله والبغض في الله

لو تغذى القلبُ بالمحبة لذهبت عنه بطنة الشهوات، و الحب في الله هو أصدق أنواع الحب، فـ تعالوا لنتعرف عن فضل هذا الحب من خلال هذا المقال.

ما هو الحب في الله؟

يُعَرف الحب في الله، بأنه حب وجد بسبب تقوى وصلاح ذلك المحبوب، فلا يُحب المُحب لأجل الدنيا، كمن يحب للمصلحة فإذا زالت اختفت تلك المحبة معها، ولا يحب لأجل ما لدى المحبوب من مال أو جمال أو منصب أو غير ذلك من أغراض الدنيا الفانية، لذلك قيل: (كل حب سببه الدنيا فهو زائل لا يدوم، ولو نفع فإنه قليل النفع)، لذا فـ الحب في المولى سبحانه يحقق مبدأ الترابط الجماعي الخالص بين المؤمنين وهو الترابط النقي من شوائب المصالح الشخصية، والأهواء النفسية والشهوات المادية لذلك فهو حب خالص لوجه الله تعالى.

ما هي علامات الحب في الله؟

هناك بعض العلامات التي توضح إذا كان هذا الشخص يحب في الله، أم أن حبه بداعي مصلحة شخصية، إليكم أهم العلامات:

  • لا يزيد الحب بـ كثرة اللقاء و يقل بـ الجفاء.
  • لا يحسد المُحب أخاه على نعم الله عليه.
  • حب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه.
  • إن يكون معيار المحبة هو طاعة الله.

ما هو البغض في الله؟

يُعرف البغض في الله، بأن لا يكون للمُبغض أي عداء شخصي مع المبغوض، وإنما يبغضه ويعاديه تقرباً للّه وليس لذاته، فهناك فرقاً شاسعاً بين البغض في اللّه والبغض الشخصي، و الذي يُعبر عن كره شخصاً ما لسبب ذاته، كما أنه مشروط بحدوث عداوة تسببت في هذا البغض، إنما أن يبغض الشخص شخصاً أخر لله، فيكون ذلك محبة في الله و تقرباً منه و الابتعاد عن كل من يعصوا الله سبحانه، فـ الفاسق لا فائدة في صحبته ولا محبته فمن لا يخاف الله لا يوثق بصداقته، بل يتغير بتغير المواقف و المصالح فقال تعالى: (و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه).

آيات قرآنية عن الحب في الله

ذكر الله عز وجل في بعض الآيات القرآنية فضل الحب في الخالق، والذي يُعد سبباً من أسباب الأُلفة والتعاون بين الناس، لأن بـ مُوجب تلك المحبة يمكن أن تُشجع من تحب على الخير والتعاون على البر و التقوى، فقال تعالى:

  • (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) سورة الفتح.
  • (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) سورة الحشر.
  • (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) سورة المائدة.
  • (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) سورة العصر.

ما هي أبرز أحاديث عن الحب في الله؟

للحب في الله أثراً عظيماً في نفوس المسلمين، كونه حباً غير مشروط بأي شيءً مادي، بل تنمو المحبة داخل القلب كرامة و تقرباً لله عز وجل، إليكم أبرز الأحاديث النبوية التي تكلمت عن الحب في المولى عز وجل:

  • إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ: (أينَ المُتحابُّونَ بجلالي؟ اليومَ أظلُّهم في ظلِّي، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي) رواه مسلم.
  • (من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل) رواه أحمد.
  • (ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه) رواه الطبراني.
  • (وجبت محبَّتي للمتحابِّين فيَّ والمُتجالسين فِيَّ والْمتزاورين فيَّ والْمتباذلِين فيَّ) رواه مالك.
  • (من أحبَّ لله وأبغض لِلّه وأعطى للَّه ومنع لِلَّه فقد استكمل الإِيمان) رواه أبو داود.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال أريد أخا لي في هذه القرية، قال هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) رواه البخاري.

ما هي أقوال ابن القيم عن الحب في الله؟

الحب في الخالق عز و جل هو روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، إليكم أشهر أقوال ابن القيم عن الحب في المولى عز وجل:

  • الحب في الله تابع لمحبة الله.
  • من داعى المحبة في الله أحبه الله.
  • كل من أحب شيئاً دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من منفعته، وعذابه يكاد يكون أعظم من نعيمه.
  • المحب الصادق، إن نطق نطق الله وبالله، وإن سكت سكت لله، وإن تحرك فـ بأمر الله، وإن سكن فسكونه استعانة على مرضاة الله، فحبه في الله وبالله ومع الله.
  • كلما كان الحب في الله خالصاً لله، كلما قوي واستمر.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

ريهام النجار

طالما كانت الكتابة هي سبيلي الوحيد لإخراج كل خواطر نفسي في شكل كلمات تُعبر كل منها عن شعوراً داخلي.
زر الذهاب إلى الأعلى