قصة الحجاج بن يوسف الثقفي وهل هو ظالم أم عادل
في ثنايا التاريخ هُناك شخصيات كانت و ما زلت يُحيط بها الغموض مثل الحجاج بن يوسف الثقفي، إليكم أبرز محطات حياته.
قصة الحجاج بن يوسف الثقفي وهل هو ظالم أم عادل؟
أختلف المؤرخين في وصف شخصية الحجاج بن يوسف فمنهم من يرى أنه رجل وصل بجيش المسلمين إلى دويلات لم يصل إليها أحد من قبل، وآخرين يرون أنه سفاك دماء ظالم و آخرين ينعتوه بالكفر، لذا دعونا نتعمق في فهم تلك الشخصية ونعرف حقيقتها.
متى ولد الحجاج بن يوسف الثقفي؟
محمد الحجاج بن يوسف الثقفي ولد في الطائف عام 40 هجرياً الموافق لعام 660 ميلادياً، نشأ في الطائف وتعلَّم القرآن الكريم والحديث النبوي والفصاحة فيها على يد أبيه، وبعد ذلك صار معلماً على الصبيان، ولكن هذا لم يكن ما يريده الحجاج فطموحه كان أكبر بكثير لذا أتجه إلى الشام وحاول التقرب من عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي وكان هذا عن طريق التحاقه بإمارة الشرطة التي كانت تعاني من المشاكل كبيرة، وبفضل قيادة الحجاج بن يوسف استطاع أن ينظم الجند و يمنع الفوضى، وهذا دافع كبير ليجعل الخليفة عبد الملك بن مروان يسلمه قيادة الشرطة.
شكل الحجاج بن يوسف الثقفي
قيل عن الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه كان قبيح الوجه صغير الجسد، ولكن في المقابل كان فصيح اللسان بليغاً وخطيبا بامتياز كما أنه قائداً فطن يمتلك مكرٍ و دهاء فريدين من نوعهم.
جرائم الحجاج بن يوسف الثقفي
كان للحجاج الكثير من المواقف التي لا يمكن أن يغفرها له التاريخ مثل:
- قتله عبد الله ابن الزبير.
- و ضرب الكعبة بالمنجنيق.
- وإذلاله لأهل الحرمين.
- قتله آلاف من الأبرياء.
قصة الحجاج مع عبدالله بن الزبير
بعد موت معاوية بن أبي سفيان رفض عبدالله ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية ليكون خليفة للمسلمين فحاول يزيد تهديده وإرغامه على المبايعة، وفي عهد عبد الملك ابن مروان أرسل الأمويين الحجاج بن يوسف إلى مكة و حاصرها حصاراً شديداً و ضرب الكعبة بالمنجنيق فمات خلقٍ كثيرة و قطع الحجاج رأس عبدالله بن الزبير و أرسله إلى عبدالملك ابن مروان، ولم يكتفي الحجاج بقطع راس بن الزبير و إنما صلب بدنه وبذلك لم يعد لابن مروان شريكاً في المُلك.
هل الحجاج بن يوسف الثقفي مسلم؟
أجمع عدد كبير من علماء الإسلام بأن الحجاج بن يوسف كانت له أخطاء كبيرة لا تغفر فقال عنه ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، كان ناصبياً يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان و بني أمية وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، ولكن في المقابل رويت عنه مواقف ظاهرها كفر تاب عنها، و الجميع يتفق أن من أفعاله سفك الدماء وكفى به عقوبة عند الله عز وجل، لكنه في المقابل كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد وأكثر بإعطاء المال لأهل القرآن، ولما مات لم يترك في خزانته إلا ثلاثمائة درهم فقط لذلك قول أنه كان كافر أم لا جوابها عند الله سبحانه.
كم عدد زوجات الحجاج بن يوسف؟
تزوج الحجاج من بن من أربع نساء وهن:
- 1- هند أبنه المُهلب.
- 2- هند أبنه أسماء.
- 3- أم الجلس بنت عبدالرحمن.
- 4- أمة الرحمن بن جرير البجالي.
كيف وصف الحجاج زوجاته
إليكم ما قال الحجاج في وصف كل زوجة من زوجاته:
ليلتي مع هند بنت المهلب تجعلني ولدا بين الأولاد ألعب وألعب، و أما ليلتي مع هند بنت أسماء تجعلني ملكا بين الملوك، وهذا بعكس ليلتي مع أم الجلس التي أكون فيها مع البدو بكلامهم وشعرهم، أما ليلتي مع أمة الرحمن تجعلني عالم من علماء الدين.
ماذا قدم الحجاج للإسلام؟
قدم الحجاج العديد من الإنجازات في صالح الإسلام والمسلمين ومنها:
- تعريب الدواوين.
- إصلاح العملة.
- الاهتمام بالفلاحين وإصلاح الأراضي الزراعية.
- منع التغوط في الأماكن العامة.
- منع بيع الخمور.
- حفر الآبار في العراق.
- تشكيل المصحف ووضع علامات الإعراب.
قول بن تيمية في الحجاج بن يوسف
قال بن تيمية في الحجاج بن يوسف الثقفي، إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن الكريم، ألا لعنة الله على الظالمين.
ماذا قال الحجاج بن يوسف الثقفي عن مصر؟
ذكر المؤرخين في الأثر التاريخي أن الحجاج بن يوسف قال عن المصريين في وصيته للقائد طارق بن عمرو:
- لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم، وما أتي عليهم قادم بخير إلا التقموا كما تلتقم الأم رضيعها وما أتي عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب.
- وهم أهل قوة وصبر وجلده وحمل ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج علي رأسه.
- وإن قاموا علي رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض وأتق فيهم ثلاثاً، نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.
- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، و دينهم وإلا أحرقوا عليك ديناك وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليهم أحلام أعدائهم وأعداء الله.
ما سبب وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي؟
مرض الحجاج في نهاية عمره مرضاً غريباً و مستعصياً فقال المؤرخون أن المرض الذي أصاب بطنه كان عبارة عن انتشار الدود بشكل مخيف، فإذا أخذ الطبيب لحماً وعلقه في خيط ثم وضعه في حلقه لمدة ساعة و أخرجه بعد ذلك، وجده معلق بيه الكثير من الدود، وعندما شكى الحجاج ما يشعر بيه من ألم إلى الحسن البصري فكان رده عليه أنه قد نهاه عن التعرض للصالحين إلاّ أنه أعرض وأبى، فرد عليه الحجاج قائلاً أنه لا يريد منه دعاء الله بالتفريج عنه وإنما يريد أن يدعو الله أن يعجّل في موته ولا يطيل عذابه، و أستمر مرض الحجاج بن يوسف لأيام إلى أن توفي عام 95 هجرياً في شهر رمضان بمدينة واسط في العراق ودُفن فيها.