ما هي الحروب الصليبية وما أسبابها ونتائجها
حُروباً شُنت تحت راية استرجاع الأماكن المُقدسة في الشرق، ولكن ما خَفي كان أعظم بكثير، فما هي الحروب الصليبية؟ و كيف تم القضاء عليها؟
ما هي الحروب الصليبية؟
هي سلسلة من الحَملات العسكرية الأوروبية التي مَيزها الطابع الديني، استمرت تلك الحروب لمدة قرنين، تفاوتت في حجمها وقوتها ونسب نجاحها، وكان هدفها الأساسي الاستحواذ على بلاد المشرق الإسلامي، انطلقت تلك الحملات بدعوة من (الكنيسة الكاثوليكية) تحت شعار الصليب، وذلك بهدف تحرير الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين واستعادة القدس دون ذكر الدوافع الاستعمارية الأخرى والتي كانت تُعد السبب الرئيسي لهذا الغزو، وتم تسمية الحملات الصليبية بهذا الاسم بسبب نقش الجنود و الفرسان علامة الصليب على صدورهم.
ما هي أسباب الحروب الصليبية؟
كما ذكرنا لكم من قبل أن الحملات الصليبية كان لها الكثير من الدوافع الاستعمارية الأخرى، مثل السيطرة على خير الشرق بالإضافة إلى بعض الدوافع السياسية والدينية، والتي تمثلت في:
الدوافع الدينية
وذلك عبر تخليص بيت المقدس في فلسطين من أيدي المسلمين، لـ تهيئة جو آمن للحجاج المسيحين وحَملت دعوة (البابا أوربان الثاني) الذي حَرض على تلك الحروب وعوداً بـ الغفران لكل من شارك في الحرب.
الدوافع السياسية
كان لدى (البابا أوربان) طموحات سياسية توسعية، بالإضافة إلى نفوذ الكنيسة على ملوك وأمراء أوروبا، و الذين توافقت معهم فكرة التوسع و رغبوا في تأسيس إمارات لهم في مناطق أخرى، بعدما ضاقت بهم أوروبا بسبب كثرة الصراعات فيما بينهم، فـ تلهف الفرسان للمشاركة التي فتحت شهيتهم على إمكانية الحصول على أراضٍ جديدة ومكاسب مادية وألقاب رفيعة، سوف تُخلد أسمائهم كما رَغبوا.
الدوافع الاقتصادية
مَثلت خيرات الشرق هدفاً لـ دول أوربا التي انهكتها الحروب، وعانت سِنين من الفقر و البطالة، لذا كانت تلك الحروب استغاثة غير مباشرة أراد بها ملوك و أمراء أوروبا أن يُنهضوا بلادهم عن طريقها من جديد.
الدوافع الاجتماعية
عان العديد من سكان أوروبا الفقر و التفرقة العنصرية بسبب (النظام الإقطاعي)، ولهذا السبب رأى كل من عاش حياة بائسة فرصة للهروب و بناء حياة جديدة في بلداً آخر، يُعرف بـ غنى موارده.
ما هو تاريخ الحروب الصليبية؟
كانت البداية الفِعلية للحروب الصليبية في يوم السابع والعشرون من نوفمبر عام 1095 ميلادياً، و وصل عدد الحملات الصليبية لـ ثماني حملات حتى عام 1291 ميلادياً، و الذي سقطت فيه (مدينة عكا) آخر الإمارات الصليبية بـ المشرق العربي، فذكر المؤرخين ما قاله الفارس الصليبي (ريمون داغويليه)، والذي وصف ما فعله الصلبين في المسلمين قائلاً: (شاهدنا أشياءَ عجيبة إذ قُطعت رؤوس عدد كبير من المسلمين، وظل بعضهم يُعذَّبون عدة أيام ثم أُحرقوا في النار) أما المؤرخ الأميركي (توماس مادن) فقال في كتابه تاريخ موجز للحملات الصليبية، أن الحملات الصليبية كانت شيء مختلف تماماً وبعيد عن كونها حروباً دينية، و إنما هي ردة فعل لـ الغزوات الإسلامية في إسبانيا.
تنظيم عدد أكبر من الحملات ولكن جميعها باء بالفشل
مع مرور الوقت ثبت أنه من المستحيل التمسك والحفاظ على مكاسب الحملة الصليبية الأولى دون المزيد من شن حملات أخرى كما ذكرنا لكم من قبل، لذلك تطلب الأمر الكثير من المجهود الحربي لاستعادة الأماكن المقدسة بعد سقوطها مرة أخرى عام 1187 ميلادياً، ولهذا الغرض نُظمت العديد من الحملات الصليبية المدعومة من الكنيسة و البابا، بالإضافة إلى العديد من الحملات الأخرى غير الرسمية خلال القرنين الثاني عشر و الثالث عشر الميلادي، ولكنها بائت جميعها بالفشل.
ما هي نتائج الحروب الصليبية؟
شَكَلت الحروب الصليبية العديد من الأحداث الحاسمة في العصور الوسطى في كل من أوروبا و دول الشرق الأوسط، إليكم أبرز نتائجها:
زيادة عدد المسيحيين في بلاد الشام خلال العصور الوسطى.
تطور مفهوم التنظيمات الرهبانية العسكرية.
تَنامي دور (البابوات) والكنيسة الكاثوليكية في الشؤون الدنيوية والمدنية.
تدهور العلاقات بين الغرب والإمبراطورية البيزنطية.
زيادة نفوذ وسطوة العائلات الملكية الأوروبية.
تشكل خاصية ثقافية ذات نزعة جماعية في القارة الأوروبية المُسماة بـ (مملكتي فرنسا وإنكلترا).
نشأة ظاهرة التعصب الديني بين المسيحيين والمسلمين، وبين المسيحيين واليهود.
زيادة التجارة الدولية وتبادل الثقافات بين الدول.
ما هي نهاية الحروب الصليبية؟
انتهت الحروب الصليبية بـ هزيمة (لويس التاسع) هزيمة ساحقة في مصر عام 1250 ميلادياً، أثناء حكم دولة المماليك، وفي النهاية وتحديداً عام 1291ميلادياً قضى المماليك على ما تبقى من الدول الصليبية في دول الشرق.