من هم الحسن والحسين وما هي قصتهم الكاملة؟
يعتبر الحسن والحسين من أبرز الشخصيات الإسلامية بروزاً في عالمنا الإسلامي، وبين اختلاف الآراء حول قصتهم إليكم ما ورد عنهم على لسان السلف الصالح.
من هم الحسن والحسين رضي الله عنهم؟
الحسن والحسين هما أحفاد الرسول صلى الله عليه و سلم، و لقبا بـ سيدا شباب أهل الجنة و أبناء خليفة المسلمين (على بن أبي طالب) رضي الله عنه، ولد الحسن رضي الله عنه في (السنة الثالثة)، تولى الحسن الخلافة بعد موت أبيه علي بن أبي طالب، وبعد ذلك تنازل عن الخلافة لـ (معاوية بن أبي سفيان)، وسمي ذلك العام بـ (عام الجماعة) لذا استحق الحسن أن يكون سيداً كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: (إن ابني هذا لسيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، رواه البخاري.
مقتل الحسن رضي الله عنه
اختلف الفقهاء في سنة وفاته فمنهم من قال أنه توفي في السنة التاسعة والأربعين من الهجرة، وآراء أخرى تقول بأن الحسن رضي الله عنه توفي في السنة الخمسين من الهجرة، روى رضي الله عنه أن جده نبي الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، ويقال إنه مات مسموماً، فقال ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا بن عون، عن عمير بن إسحاق دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي فقال: (لقد لفظت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مراراً فلم أسق مثل هذا، فأتاه الحُسين بن علي فسأله، من سقاك فأبى أن يخبره رحمه الله تعالى)، ودفن في البقيع، ويقال إن من سمت الحسن رضي الله عنه هي زوجته (جعدة بنت الأشعث) ولكن هناك آراء تقول إن موت الحسن لم يكن بالسم و كان موتاً عادياً، وإلى الآن لم يتم الفصل في هذه المسألة والله أعلى و أعلم.
قصة الحسين رضي الله عنه
ولد الحسين في (السنة الرابعة) من الهجرة، و نسبة لما ذكر في كتاب الطبري (تاريخ الرسل والملوك)، أن (يزيد بن معاوية) بعد موت أبيه (معاوية بن أبي سفيان) خاف أن يكون الحسين رضي الله عنه خليفة للمسلمين، كونه أكثر من يحق له أخذ الخلافة فهو حفيد رسول الله، كما أنه من أبناء الإمام علي رضي الله عنه، وما زاد من مخاوف يزيد بن معاوية أن أهل (الكوفة) كتبوا لـ الحسين و أرادوا أن يبايعوه على خلافة المسلمين، لذا اجتمع الكثير من كبار الكوفة وتعاهدوا فيما بينهم على بيعة الإمام الحسين وأن ينصروه ويحموه، لذا عزل يزيد بن معاوية والي العراق و ولى مكانه (عبيد الله بن زياد)، ولكن على الرغم من نية مبايعة أهل الكوفة لـ الحسين رضي الله عنه، إلا أن صحابة و أنصار الحسين حذروه من تخلي أهل الكوفة عنه بسبب خوفهم من يزيد وطالبوا منه أن لا يذهب إلى هناك، لأن أهل الكوفة ليس لهم عهد ولا ميثاق.
مقتل الحسين رضي الله عنه
كان قدر الله أكبر من نصيحة صحابة الحسين رضي الله عنه، و قرر الحسين أن يذهب إلى الكوفة ومعه الكثير من أهل بيته لمبايعة أهلها كما وعدوه، ولكن كانت المفاجأة التي حدثت أن الحسين رضي الله عنه لم يجد نفراً من الذين بايعوه عند وصوله للعراق، بل وجد كتيبة مكونة من أربعة آلاف جندي يقودهم شخص يدعى (عمرو أو عمر بن سعد)، فطلب منهم الحسين ثلاث، أما أن يتركوه يرجع حيث كان أو يقابل يزيد بن معاوية، أو يذهب إلى ثغر فيقاتل فيه، لكن ولي العراق اشترط على الحسين أولاً أن يبايع يزيد بن معاوية، فـ رفض الحسين طلبه وقال له (والله لا أفعل)، لذا أتت الأوامر بـ عمر بن سعد أن يحاصر الحسين ومن معه حصاراً شديداً ومنعوا عنهم الماء، لذا أستعد الإمام الحسين ومن معه على قتال جيش يزيد على الرغم من قلة عددهم.
يوم عاشورا و المعركة الفاصلة في حياة الحُسين رضى الله عنه
تكون جيش الحسين من اثنين و ثلاثون فارساً و أربعون رجلاً، وفي المقابل كان جيش يزيد يتكون من أربعة آلاف مقاتل، ووقع القتال بين الفريقين وقاتل أصحاب الإمام الحسين حتى استشهدوا واحداً تلو الآخر، وكان أول شهيد من أهل الحسين رضي الله عنه، (علي الأكبر بن الحسين)، وظل الحُسين يقاتل وحيداً جيشاً كبير حتى تقدم (زُرعة بن شُرَيْك التميمي)، وقام بضرب الحسين ضربتين واحدة على يده اليسرى و الأخرى على عاتقه، وبعد ذلك طعنه بالرمح (سنان بن أنس)، وبذلك استشهد الحسين رضي الله عنه فـ تقدم (شُمر بن ذي الجَوشن)، وفصل رأس الإمام الحسين الشريف عن جسده الطاهر لـ يرسلها لـ يزيد بن معاوية، وتوفي الحسين يوم الجمعة من شهر محرم سنة واحد وستين من الهجرة.
من هي أم الحسن والحسين؟
أم الحسن والحسين هي السيدة (فاطمة الزهراء) ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أول زوجات خليفة المسلمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ما هي أحاديث الرسول عن الإمام الحسين في كتب السنة
ورد في كتب السنة أحاديث عن الرسول في حق الحُسين رضي الله عنه، و أيضاً في حق كلاهما، فقال صلى الله عليه و سلم:
- (حسين مني وأنا من حسين، اللهم أحِبَّ من أحَبَّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط)، رواه أحمد.
- (هما رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدنيا، و يعني الحسنَ والحسينَ)، رواه البخاري.
- (الحسن والحسين سيدا شبابِ أهلِ الجنة)، رواه أحمد.
ما هو أربعين الإمام الحسين؟
بعدما ذكرنا لكم قصة الحسن والحسين، تعالوا لنتعرف عن أربعون الإمام الحسين، فـ في هذا اليوم يحيى الشيعة في كل عام ذكرى مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه عام 680 ميلادياً، و تستمر تلك الاحتفالات لمدة أربعون يوماً يشارك فيها الملايين بمدينة كربلاء بالعراق، كونهم يعتقدوا أن حزنهم في هذا اليوم سبيل من سبل النجاة في الآخرة.