أخطر الحيوانات المنقرضة عبر التاريخ
تخيل عالماً تسكنه كائنات وحشية، كائنات كانت تجوب الأرض وانقرضت مخلفة وراءها أسراراً مثيرة ورعباً يلف الأذهان، لنذهب في رحلة نكتشف فيها أخطر الحيوانات المنقرضة عبر التاريخ.
الحيوانات المنقرضة
يُعرف الانقراض بأنه إبادة أنواع معينة من الحيوانات بسبب ظروف بيئية قهرية مثل الكوارث الطبيعية أو التغيرات المناخية العالمية، أو الاستغلال المفرط للحيوانات من قبل الإنسان، وقد بيّنت الأبحاث أنه قبل 100,000 سنة وخلال عصر البليستوسين انقرض ما يقارب الـ 40 في المائة من أنواع الثدييات في أفريقيا آنذاك، ونحو 70 في المائة منهم في أمريكا الشمالية والجنوبية وغيرها، وقد ضم السجل الأحفوري أحداث انقراض جماعي هائل حدث نتيجة أما تغييرات في البيئة أو أنشطة بركانية أو بعض العلماء ترجح أن مذنب كبير قد اصطدم بالأرض مما أدى إلى هذا الانقراض الهائل، فما هي أخطر الحيوانات التي سبق لها أن انقرضت منذ ملايين السنين؟
أخطر 10 حيوانات انقرضت
1- افعى التيتانوبوا
بين حفنات تراب عصر (الباليوسيني) وتحديداً منذ (56-66) مليون سنة، عاش ثعبان التيتانوبوا، والذي يُعتبر أكبر ثعبان على وجه الأرض، حيث قدّر العلماء طوله بما يعادل 13 متراً، ووصل وزنه إلى ما يفوق 1135 كجم، إنه بحجم حافلة كاملة!!.
وقد تم استخراج حفريات التيتانوبوا من منجم فحم (سيريجون) المتواجد في كولومبيا، إذ وجدت بقايا خاصة لـ 30 فرد من الأفاعي، والتي لم يتبقى منها سوى عينات وعلى الرغم من هذا فقد كان استقراء حجم الجسم المصنوع من الفقرات يُبين أن النسب الطولية الخاصة بهذا الثعبان قد ترجع للبالغين منهم.
وترجح الدراسات إلى أن سبب انقراض التيتانوبوا يعود إلى طبيعة هذه الثعابين والتي تتميز بأنها من ذوات الدم البارد، وكان للتحول التكتونيكي وتعطيل تيارات المحيط وانخفاض درجات الحرارة دوراً رئيسياً في تغيير الموازين واستنزاف حق وجود مثل هذه الثعابين، لكونها لا تستطيع مقاومة البرد القارس وهذا ما جعلها تنقرض ولا تتحمل تغير المناخ الطبيعي.
2- التيرانوصور ريكس
واحد من أعنف المخلوقات التي وجدت على هذه الأرض، إذ تمت تسميته (ملك السحالي الطاغية) أو (تي ريكس)، فقد امتلك فكين باستطاعتهما تحطيم سيارة، ليس هذا فحسب بل أن آكل اللحوم هذا امتلك جسماً ضخماً وأسناناً حادة للغاية، وقد عاش هذا المفترس في وديان أمريكا الشمالية في فترة العصر الطباشيري أي منذ ما يقارب 68 مليون سنة.
وبحسب موقع ناشيونال جيوغرافيك نجد أن طول جسم التيرانوصور ريكس وصل إلى 40 قدم، ووزنه وصل إلى ثمانية أطنان، وتشير الدراسات أنه يُحتمل لهذا المفترس أن يكون قد أمضى عمره وهو يتغذى على الحيوانات الحية أو الجثث الميتة حتى وفي بعض الأحيان كان يتغذى على أقرانه!.
وقبل 66 مليون عام، وقعت الحادثة العظمى التي أودت بحياة أكثر الحيوانات شراسةً على الأرض، حادثة ارتطام مذنب أو كويكب بحجم الجبل بالأرض، لترسم نهاية العصر الطباشيري ونهاية الديناصورات الغير طائرة ومنها ديناصور تي ريكس وتكتب بداية عصر آخر.
3- القرش الميجالودون
في قاع المحيط، داخل ذلك الظلام المرعب، عاش أكثر المخلوقات البحرية افتراساً ورعباً، الميجالودون والذي يعادل وزنه 30 سمكة قرش بيضاء كبيرة، حكم البحار في عصور ما قبل التاريخ، ووصل طوله إلى 60 قدم، ويمكن أن نقول أن الحوت الأزرق فقط من تفوق بوزنه على الميجالودون، تمتع بفك قوي قادر على التهام الحيتان والدلافين وغيرها.
يرجح العلماء إلى أن السبب وراء انقراض هذا المفترس يعود إلى عدم قدرته على التكيف في الظروف المناخية المتقلبة التي تعرض لها، خاصةً وأن الثدييات البحرية الضخمة قد غادرت المياه لتجد مأوىً لها في المياه الباردة، وهذا ما جعل الميجالودون ينقرض لعدم قدرته على تغيير بيئته وعدم وجود حيوانات ضخمة يمكنه التغذي عليها.
4- الماموث الصوفي
قبل أكثر من 20 ألف عام، شهدت الأرض عصراً جليدياً لم يكن له مثيل، وفي هذه الفترة الزمنية منذ 300 ألف عام وحتى 10 ألاف عام وُجد الماموث الصوفي والذي كان يتغذى على النباتات، وبلغ طوله ما يعادل 13 قدم، وحجمه يعادل حجم فيل أفريقي.
أما بالنسبة لسبب انقراضه فقد فَشل الباحثين في تحديد السبب الحقيقي وراء انقراضه والمعتقد كان أن عمليات الاصطياد الجائرة من قبل الإنسان كان السبب أو تقلب مناخ الأرض ليصبح أكثر دفئاً هو ما كان مسبباً انقراضها أو أن السبب هو مزيج الأمرين.
5- بقرة البحر
عاشت أبقار البحر منذ 11،700 عام، وكان طولها يصل إلى ما يعادل الـ 30 قدم، أي 9 أمتار ووزن الواحد منها يصل إلى 10 أطنان كما أنها كانت تتنفس والمعتقد أنها لم تغوص أبداً في المياه، وأمضت حياتها تتغذى على الطحالب وأعشاب البحر، وقد تم اكتشافها لأول مرة في عام 1741م، وكانت آنذاك تسبح بين روسيا وآلاسكا، ولكنها انقرضت بعد مدة 23 عام، من اكتشافها وذلك بسبب الصيد العشوائي لها من قبل محبي لحومها الدهنية تلك.
6- تمساح ساركوسوكس
في أغرب سلالة من التماسيح، وُجد تمساح ساركوسوكس والذي قضى حياته في المياه العذبة منذ أكثر من 110 مليون سنة، ليكون بهذا أكبر عضو بين سلالة تماسيح المياه العذبة وعلى الأرجح التماسيح حول العالم، حيث وصل طوله لـ 40 قدم، ووزنه إلى ثمانية أطنان!.
على الأرجح أن هذا المفترس أمضى حياته وهو يصطاد الأسماك والسلاحف والمعتقد أنه انقرض مع غيره من السلالات في العصر الجوراسي، والتي أحدثت نقلة نوعية وحدثاً عظيماً وعالمياً ولكن لم يستطع الباحثين تحديد السبب الحقيقي وراء انقراض هذه السلالات والمعتقد أن السبب يعود إلى سلسلة معقدة من الأزمات البيولوجية المحلية.
7- نسر هاست
نسر هاست والذي يُمثّل أكبر نسر في العالم، وكان من أكثر الطيور افتراساً آنذاك، وقد توطّن في نيوزيلندا واعتاد أن يصطاد طيور الموا، ووصل وزنه إلى 17,8 كجم، وأما عن طول جناحيه فقد وصل إلى ما يعادل الـ 3 أمتار ومخالبه تجاوزت الـ 75 مم، ورغم أن طولهما قصير نسبةً لحجمه فإن الطبيعة البيئية التي يعيش فيها وهي الغابات تتطلب جناحين صغيرين لسهولة التنقل وهو ما تأقلم عليه جسده.
أما بالنسبة لانقراضه، فقد انقرض في الفترة التي انقرضت فيه فريسته، أي طيور الموا وحدث هذا منذ 500-600 سنة، حيث تم اصطياد تلك الطيور بشكلٍ جائر مما أدى لانقراضه تدريجياً لعدم وجود ما يتغذى عليه، فضلاً عن اصطياده أيضاً والذي تم اثباته من خلال العظام التي تم اكتشافها وقد سبق للبشر أن صنعوا منها أدوات يستفيدون منها.
8- خنزير دايودون شوشونينسيس
أحد أكبر أنواع ثنائيات الأصابع، دايودون والذي استوطن أمريكا الشمالية ومواصفاته تبين لك أنه كان وحشياً وعملاقاً، عاش في فترة العصر الأوليجوسيني والميوسيني المبكرة أي منذ ما يقارب الـ 25 حتى 18 مليون سنة، وبحسب الأحفوريات التي تم اكتشافها فإن مظهر فكّيه الضخمين وأنيابه البارزة يوضح أنه كان قادر على أن يسحق العظام بكل سهولة!!.
وصل طوله إلى 5,8 قدم، وطول رأسه 3 أقدام، وامتاز بكونه من آكلي اللحوم والنباتات، وعندما تعرض الكوكب لتقلب مناخي هائل جعل الحياة أكثر دفئاً والنباتات أكثر جفافاً وهذا ما غيّر أيضاً الحياة البيئية والسلسلة الغذائية مما جعل الدايدون ينقرض رغم أنه كان يفترس اللحوم والنباتات إلا أن هذا التغير تمكن منه وأودى بحياته.
9- سميلودون (النمر ذو الأنياب الحادة)
القط المفترس الذي كان يجوب أمريكا الشمالية والجنوبية، وهذا في فترة عصر البليستوسين أي منذ ما يقارب الـ 2,5 مليون سنة وقد وصل وزنه إلى 280 كجم وارتفاعه 100 سم، وأمضى حياته يتغذى على الحيوانات العاشبة وإن أكبر الأسباب وراء انقراضه كان، هو انقراض تلك الحيوانات كمثيلاتها من الحيوانات الأخرى في عصر البليستوسين، لينقرض بهذا أحد أخطر المخلوقات على الأرض.
10- أندراوسارخوس
من أكبر الثدييات التي عاشت على هذه الأرض والذي لم يتم التعرف على شكله التام إلا أن المعتقد أنه يشابه الذئب إلى حدٍ ما، وقد وصل طوله لثلاثة أقدام، وعاش في عصر الأيوسين أي منذ ما يعادل الـ 35-45 مليون سنة، ورغم أن الأبحاث لم تتمكن من التعرف على نظامه الغذائي، إلا أن الدليل الأحفوري الذي تم اكتشافه يوضح أن مخلوق مثل هذا وبهذا الفك الضخم يُفضل تجنبه بالتأكيد.
