تاريخ الدولة البيزنطية وأسباب سقوطها
واحدة من أشهر امبراطوريات العصر القديم، تميزت بتراث ثقافي منفرد، كما كان لها الكثير من الإسهامات في مجال العلوم والفنون، فكيف أُسست الدولة البيزنطية؟
ما هي الدولة البيزنطية؟
هي إمبراطورية تاريخية كانت عاصمتها مدينة القسطنطينية، و أطلق عليها (الإمبراطورية الرومانية الشرقية)، فـ تعود أصول تلك الإمبراطورية إلى عام 330 ميلادياً، عندما كانت عبارة عن مستعمرة قوية للرومان، وسيطر عليها الإمبراطور الروماني (قسطنطين الأول) وقام ببناء روما الجديدة على مضيق البوسفور، وأطلق عليه اسم مدينة (القسطنطينية)، وبعد مرور السنين أنهار القسم الغربي من الإمبراطورية التي بناها قسطنطين الأول عام 476 ميلادياً، بينما صمد القسم الشرقي من الإمبراطورية لـ أكثر من ألف عام تقريباً، فكان مركزاً علمياً وثقافياً شهيراً، وموقع تجاري استراتيجي هام.
كيف تم تنصير الإمبراطورية البيزنطية؟
بعد الانتصار في (معركة جسر ميلفيان) والتي قامت بين (قسطنطين الأول) و القائد (ماكسنتيوس) عام 312 ميلادياً، استطاع قسطنطين الأول أن يسيطر على كامل الامبراطورية الرومانية ونشر الدين المسيحي فيها، وأصبحت القسطنطينية مركزاً حضارياً و دينياً في هذا الوقت، كما تم توحيد الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية بالكامل تحت حكم قسطنطين الأول.
ما هو تاريخ الدولة البيزنطية؟
بدأ تاريخ الدولة البيزنطية بعدما أسس الإمبراطور قسطنطين الأول الدولة وبنى القسطنطينية عام 330 ميلادياً، واستمرت عاصمة للدولة حتى سقوطها، وبذلك يُعد تاريخ الدولة البيزنطية أطول أعمار الدول التي حكمت في العصور الوسطى، كونها كانت امبراطورية مهمة أدت دوراً كبيراً في التاريخ العالمي كقوة سياسية وحربية لعدة قرون، كما كانت مصدر ثقافي وحضاري حمل مشعل الحضارة الأوربية في العصور الوسطى، وعلى الرغم من القوة التي وصلت إليها تلك الامبراطورية، إلا أن المسلمون استطاعوا ضمها عن طريق فتح مدينة القسطنطينية في عهد الدولة العثمانية على يد محمد الفاتح عام 1453ميلادياً.
تقسيم الامبراطورية الرومانية
بعد وفاة الإمبراطور (ثيودوسيوس) عام 395 ميلادياً، تم تقسيم الإمبراطورية لـ قسمين بين أولاده، و أصبح (هونوريوس) إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية الغربية، و( أركاديوس) إمبراطوراً على الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وهذا التقسيم مهد فيما بعد الطريق لانهيار روما الغربية عام 476 ميلادياً، بينما كانت تعيش روما الشرقية عصورها المزدهرة مالياً وسياسياً، وذلك بسبب موقعها الجغرافي وبأن الشرق لم يتأثر بالغزوات البربرية بشكل كبير مثل الغرب، بالإضافة إلى أن روما الشرقية لا زالت تُحافظ على التراث السياسي والثقافي الذي وَرثته من الحضارة اليونانية القديمة.
أعظم الأباطرة جستينيان الأول
تولى الإمبراطور جستينيان الأول السلطة من عام 527 و حتى عام 565 ميلادياً، و يعتبر أول حاكم عظيم للإمبراطورية البيزنطية بعد وفاة قسطنطين العظيم، وفي سنوات حكمه شملت الإمبراطورية البيزنطية معظم الأراضي المحيطة بالبحر المتوسط، فـ استطاعت جيوشه أن تُسيطر على جزءاً من الإمبراطورية الرومانية الغربية و دول شمال إفريقيا، كما أن في عهد جستينيان بُنيت العديد من الآثار العظيمة للإمبراطورية، ومن ضمن أشهر ما شُيد في عهده (كنيسة الحكمة المقدسة) والتي تسمى حالياً بـ مسجد (آيا صوفيا) المتواجد في تركيا حالياً، و على الرغم من سنوات الازدهار التي عاشتها الإمبراطورية البيزنطية طوال سنوات حكم جستينيان إلا أن الديون المترتبة على الإمبراطورية بسبب الحروب التي خاضتها، وضعت الإمبراطورية في ضائقة مالية شديدة، لذا اضطر من خلفوا جستينيان في الحكم أن يقوموا بفرض ضرائب باهظة على المواطنين، من أجل إبقاء الإمبراطورية متماسكة لأكبر وقت.
ما هي خريطة الدولة البيزنطية؟
تغيرت حدود الدولة البيزنطية على مر العصور، ففي عهد الإمبراطور جستينيان بلغت الإمبراطورية أقصى اتساعها وضمت إليها إيطاليا و روما بالإضافة إلى آسيا الصغرى وسوريا وشبه جزيرة البلقان ودول شمال إفريقيا وفلسطين والساحل الجنوبي لـ إسبانيا، وتغيرت الخريطة بـ تغير حكام الإمبراطورية على مر السنين، إلى أن تفككت تلك الامبراطورية القوية في يوماً ما.
ما هي الدولة البيزنطية حاليا واين تقع مدينة بيزنطة؟
الدولة البيزنطية تفككت لعدة دويلات مستقلة في الوقت الحالي ولم يعد لها أي وجود، أما مدينة بيزنطة فـ تقع حالياً في تركيا، باسم (مدينة اسطنبول) المعروفة.
هل يوجد فرق بين البيزنطيين و الرومان؟
على الرغم من وجود ترابط بين الحضارة البيزنطية والرومانية، إلا إن هُناك فرقاً كبيراً بين الحضارتين، فـ سقوط الإمبراطورية الرومانية سبق سقوط الإمبراطورية البيزنطية بسنوات طويلة، ويكمُن الفرق في أن إمبراطورية البيزنطيين قامت بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، و عليه فإن الامبراطوريتان مختلفتان تماماً في الأحداث و أسباب السقوط.
ما هي أسباب سقوط الدولة البيزنطية؟
هناك عدة أسباب أدت لـ سقوط الدولة البيزنطية أمام العثمانيين عام 1453ميلادياً، إليكم أبرز تلك الأسباب:
عدم الاستقرار السياسي
عانت الدولة البيزنطية في القرن الثالث عشر من الحروب الأهلية وعدم الاستقرار السياسي لسنوات من تاريخها، وكانت تلك الحروب سبباً رئيساً في ضعف الدولة.
الصراعات مع الدول الأخرى
دخلت الدولة البيزنطية في الكثير من الصراعات مع الدول المجاورة، وذلك للمحافظة على حدودها التي حصلت عليها بعد خوضها لعدة حروب دامية هلكت ميزانية الدولة، لذا فكان من المهم أن يتصدى البيزنطيون لـ الإمبراطورية الفارسية والتي كانت تمثل تهديداً مستمراً لحدود دولتهم.
الانقسامات الدينية
عاصرت الإمبراطورية البيزنطية الكثير من الانقسامات الدينية داخل حدودها، وهذا ما نتج عنه ظهور التوتر بين أفراد الشعب البيزنطي وشعب أوروبا الغربية، مما ترتب عليه حدوث الكثير من النزاعات الداخلية، والتي تسببت في خلل كبير داخل الامبراطورية.
المشاكل الاقتصادية
واجهت الإمبراطورية العديد من المشاكل الاقتصادية بسبب خوضها لمعاركها الخارجية لتأمين حدودها، وهذا ما ترتب عليه زيادة الضرائب وانخفاض المستوى المعيشي للأفراد، وبالتالي انخفضت الثروات، وتم تَشكل النظام الإقطاعي الذي زاد من ضعف الامبراطورية على مر السنين إلى أن سقطت الدولة بشكل نهائي.