الصحة العامة

أسباب و أعراض السكتة الدماغية عند النساء والرجال

السكتة الدماغية هي حالة صحية طارئة تهدد الحياة وتستدعي الاهتمام البالغ والتدخل الطبي الفوري لمنع حدوث تلف دائم أو الوفاة، فما هي أسبابها وأعراضها؟

ما هي السكتة الدماغية؟

هي حالة مرضية تحدث نتيجة قصور كميات الدم وتفقدها إلى المخ، ويحدث هذا غالبًا بسبب انسداد أحد الشرايين أو النزيف في المخ، وبدون إمداد ثابت من الدم للدماغ يحدث تلف وموت خلايا الدماغ بسبب نقص الأكسجين، وبالتالي فإن السكتة الدماغية تستدعي التدخل الطبي الفوري، حيث أنه كلما تم معالجة الأمر بشكل أسرع كلما زادت احتمالية التعافي منها بدون إعاقة.

العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية

  • فقدان التوازن المفاجئ.
  • فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلاهما.
  • قد يعاني الشخص المصاب بسكتة دماغية من ثقل في اللسان وتلعثم في الكلام وعدم القدرة على النطق بشكل صحيح.
  • قد يتدلى أحد جانبين الجسم فيكون الجانب الآخر أعلى استقامة.
  • الشخص المصاب بسكتة دماغية لا يقوى على رفع ذراعه لأعلى فتهبط منه لأسفل عند محاولة رفعها.
  • الوقت هو العامل الأهم في العلاج فلابد من معرفة الوقت بدقة منذ ظهور العلامات التحذيرية وإبلاغ الطبيب لمساعدته على تشخيص الحالة بشكل أسرع لبدء العلاج.

من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للسكتات الدماغية؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بسكتة الدماغ بدءًا من الأطفال وحتى البالغين، ولكن هناك بعض الأشخاص يكونوا أكثر عُرضة للخطر من غيرهم، حيث يحدث الخلل في الدماغ غالبًا في مراحل متقدمة للعمر وهي أكثر شيوعاً بين كبار السن تحديدًا من بداية سِن الستين، وهناك بعض الأمراض والحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بسكتة الدماغ مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومرض السكري من النوع الثاني والأشخاص الذي لديهم تاريخ مرضي للنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو عدم انتظام ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني.

ما هي أنواع السكتة الدماغية؟

هناك طريقتان لحدوث السكتات الدماغية عند الإنسان وهما كالآتي:

السكتة الدماغية الإقفارية

يُطلق عليها (نقص التروية) نتيجة لعدم كفاية الدماغ من الارتواء الدموي وكأن الدماغ أرض زراعية والدَم هو ما يرويها، وبالتالي عدم الحصول على الأكسجين الكافي، ويحدث هذا بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية في الدماغ مما يقطع تدفق الدم، والسكتات الدماغية الإقفارية هي الأكثر شيوعا للسكتات الدماغية بشكل عام وتحدث بنسبة 80% من إجمالي حالات الإصابة، وتحدث بإحدى الطرق التالية:

  • حدوث جلطة بالمخ.
  • (الانسداد الوريدي) حيث تتكون جلطة دموية في منطقة أخرى من الجسم وتنتقل خلال الأوعية الدموية وتستقر بالدماغ.
  • (السكتة الدماغية الجوبية) وتحدث نتيجة لانسداد الأوعية الدموية الصغيرة، وتحدث هذه الحالة نتيجة لارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني وخاصة عند عدم تلقي العلاج مع وجود حالة صحية من هذه الحالات التي تم ذكرها.
  • وهناك بعض الحالات التي لا يوجد لها تفسير واضح.

السكتة الدماغية النزفية

لُقبت بهذا الاسم نتيجة تأثيرها الشديد على خلايا الدماغ والتي تُسبب نزيف في المخ، وتحدث بإحدى الطريقتين كالآتي:

  • النزيف داخل المخ ويحدث عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في المخ مما يسبب نزيفًا يضغط على أنسجة المخ المحيطة.
  • النزيف في الحيز تحت العنكبوتية (المساحة بين الدماغ والغطاء الخارجي) يحيط الغشاء العنكبوتي وهو طبقة رقيقة من الأنسجة تشبه خيوط العنكبوت بالدماغ، والمساحة بينه وبين الدماغ هو الحيز تحت العنكبوتية، يمكن أن يتسبب تلف الأوعية الدموية التي تمر عبر الغشاء العنكبوتي في حدوث (نزيف تحت العنكبوتية) مما يضع ضغطًا على أنسجة المخ الموجودة تحته.

ما هي أعراض السكتة الدماغية عند النساء والرجال؟

تتحكم مناطق مختلفة من الدماغ في القيام بوظائف مختلفة ومتنوعة وأي خلل في تلك المناطق يُمكن أين يُسبب سكتة دماغية وبالتالي فإن أعراض السكتة الدماغية تختلف من شخص لآخر بُناءًا على المنطقة المصابة من الدماغ، وعلى سبيل المثال الخلل الذي يصيب منطقة (بروكا) وهي جزء في الدماغ يتحكم في كيفية استخدام عضلات الوجه في الكلام أو الحركة والمسئول عن ربط العضلات ببعضها والتحكم فيها، ولهذا السبب يتلعثم بعض المصابين بها أو يفقدون القدرة على الكلام أو يواجهون صعوبة في التحدث، وعندما يكون الضرر كبيرًا يُصبح المريض عاجز تمامًا وكأنه مُصاب بالشل، ويمكن أن تظهر السكتات الدماغية نتيجة أحد الأعراض التالية:

  • ضعف أو شلل في جانب واحد.
  • فقدان القدرة على الكلام أو التلعثم.
  • عُسر التلفظ، وهو التحدث بشكل غير واضح.
  • فقدان مفاجئ إما كلي أو جزئي في أحد الحواس (اللمس، الشم، التذوق، السمع، البصر).
  • فقدان التنسيق، أو ما يُعرف بالخرق أي يُصبح المريض غير قادر على التمييز.
  • الدوخة أو الدوار.
  • تصلب الرقبة.
  • القيء.
  • الغثيان.
  • التغيرات الشخصية وعدم الاستقرار العاطفي.
  • فقدان الذاكرة.
  • إغماء وفقدان الوعي.
  • الغيبوبة.
  • الارتباك والاضطراب.

ما هي أسباب السكتة الدماغية؟

يمكن أن تحدث السكتات الدماغية الإقفارية والسكتات الدماغية النزفية لأسباب عديدة، حيث تحدث السكتة الدماغية الإقفارية تحديدًا نتيجة بعض الجلطات الدموية والتي يمكن أن تحدث بدورها لعدة أسباب مختلفة كالتالي:

  • اضطرابات تخثر الدم.
  • تصلب الشرايين.
  • الرجفان الأذيني وخاصة إذا كان يحدث بسبب انقطاع التنفس أثناء النوم.
  • العيوب القلبية مثل عيوب الحاجز الأذيني أو عيوب الحاجز البطيني.

وتحدث السكتات الدماغية النزفية بسبب:

  • ارتفاع ضغط الدم وخاصة إذا كان مرض مُزمن يلازم المريض لفترة طويلة، أو عندما يكون مرتفعًا جدًا أو كليهما.
  • يمكن أن تؤدي تمددات الأوعية الدموية في المخ إلى سكتات دماغية نزفية.
  • الامراض التي تسبب تغيرات غير عادية في الأوعية الدموية في الدماغ أو تسبب ضعف بها مثل مرض(مويا مويا).
  • أورام المخ.

كيفية تشخيص السكتات الدماغية؟

يستطيع الطبيب أن يشخص السكتات الدماغية عن طريق التصوير التشخيصي والفحص العصبي وبعض الاختبارات الأخرى، أثناء الفحص العصبي سيطلب منك الطبيب القيام بمهام معينة أو الإجابة على بعض الأسئلة ومن خلال أداؤك في تنفيذ المهام والإجابة على الأسئلة يتنبأ الطبيب من خلال بعض العلامات على وجود مشكلة في كيفية عمل جزء من دماغك، تؤدي السكتات الدماغية إلى الوفاة عندما تكون شديدة أو إذا استمرت لفترات طويلة بدون علاج، ومع ذلك لا يزال من الممكن أن تختلف التوقعات بشكل كبير اعتمادًا على عدة عوامل، تتضمن أهم هذه العوامل (شدة الجلطة) ومكان حدوثها والتاريخ الصحي لديك.

كيف يتم علاج السكتات الدماغية؟

يعتمد علاج السكتات الدماغية على عدة عوامل ومن أهمها نوعية السكتة الدماغية التي أصيب بها المريض، والتي تنقسم إلى نوعين هُما:

  • السكتات الدماغية الإقفارية: في حالة السكتات الدماغية الإقفارية تكون الأهمية القصوى هي استعادة الدورة الدموية على المناطق المصابة من الدماغ، وإذا حدثت هذه العملية في وقت سريع فمن الممكن منع تفاقم الجلطة الدماغية ومنع حدوث تلف دائم، عادة ما يتم استعادة الدورة الدموية في المناطق المصابة عن طريق مثبطات التخثر وقد يتضمن الأمر أيضًا إجراء قسطرة.
  • السكتات الدماغية النزفية: في هذه الحالة يعتمد العلاج على نوع النزيف وشدته، عادة ما يكون خفض ضغط الدم المرتفع هو الأهمية القصوى لوقف النزيف ومنعه من التفاقم، يمكن أن يتضمن العلاج إجراء جراحة لتخفيف الضغط على الدماغ بسبب الدم المتراكم.

السكتة الدماغية حالة حرجة تهدد الحياة وهي حساسة جدا لعامل الوقت وقد يؤدي التأخير في تشخيص الحالة وبدء العلاج إلى تلف دائم في الدماغ او الوفاة، لذلك إذا لاحظت أي أعراض للسكتة الدماغية لديك أو لشخص قريب منك فعليك بطلب الرعاية الطبية الفورية، فكلما كان العلاج أسرع كلما زادت احتمالية الشفاء.

جيهان جهاد محمد

أنا طَير حُر طَليق في رِحاب الحياة يبحَث عن المَعنى والحِكمة والحُب والصَبر وكُلها معاني تتجلى في الكِتابة والعلم والمعرفة، فهُم أسلِحة مَن لا سلاح له، أنا چيهان جهاد من مَصر، أُحب التعلُم وتوصيل رِسالتي لِمن يقرأ.
زر الذهاب إلى الأعلى