انواع الشخصيات في علم النفس وكيفية التعامل معها
تنقسم الشخصيات في علم النفس إلى عدة أنواع، بسبب طبيعة تكوين الشخصية الداخلية والبيئة المُحيطة، هل تساءلت يومًا كيف نتعامل بشكل يومي مع كل تلك الشخصيات؟
كيفية تحديد نوع الشخصيات في علم النفس؟
لتحسين التفاعل بينك وبين الشخصيات المختلفة في المجتمع يجب أن تحدد نوع الشخصية الماثلة أمامك، حيث انها خطوة مهمة لمعرفة كيف يتصرف الناس ويفكرون من خلال بعض التقنيات البسيطة التي تساعدك على تحليل الشخصية:
السؤال المباشر
من خلال طرح بعض المواضيع التي تحفز الطرف الآخر للنقاش وتوضيح وجهات نظره في مواقف مختلفة حيث توفر لك رؤية واضحة عما يجري داخل عقله، بالإضافة لمناقشة تفضيلاته والأنشطة التي تجعله سعيدًا وكيفية تعامله مع الضغوط النفسية.
الجانب الاجتماعي
كيف يتفاعل الشخص مع الآخرين؟ وما هي المجتمعات التي يشعر فيها بالحرية أكثر من غيرها، حيث أن الشخصيات الاجتماعية تميل إلى المشاركة وحضور المناسبات الاجتماعية والترفيهية، بينما الانطوائيين يميلون إلى العزلة و تراودهم حالة عامة بالقلق والتوتر في الأنشطة الاجتماعية ووجود الناس بأعداد كبيرة تُشعرهم بالخطر.
تقنيات التقييم
يمكن استخدام بعض الألعاب النفسية أو الاختبارات مثلا اختبار الشخصية MBTI حيث توفر هذه التقييمات تحديد نوع الشخصيات بناءًا على معلومات من علم النفس من خلال إجابة مجموعة من الأسئلة التي تقوم بقياس بعض ردود الأفعال والأفكار.
ملاحظة السلوك
لاحظ سلوك الفرد في المواقف المختلفة سواء كانت سيئة ام جيدة، هل يظهر اجتماعية كبيرة تجاه الآخرين وحيوية في الأماكن الاجتماعية أم أنه يتردد في التحدث مع الغرباء، هل هو سريع الانفعال أم حكيم عند اتخاذ القرارات؟
ما هي أنواع الشخصيات في علم النفس؟
تخيل أنك في غرفة مُغلقة مع خمسة أشخاص مختلفين وكل منهم يتعامل مع الموقف بطريقة مختلفة تمامًا، هل يمكنك تفسير السبب؟ ولنفترض أن هناك شخص يتعامل مع الأمر بهدوء ورزانة والآخر متوتر وتتعالى دقات قلبه رويدًا أما الأخير فإنه يرسم خطة للخروج من هذه الغرفة بأقل الخسائر، والآن لنفسر سلوكم يجب أن نرجع لعالم الشخصيات في علم النفس حيث تنقسم إلى:
الشخصية الاجتماعية
هي الشخصية الإيجابية المنفتحة التي تمتلك طاقة خاصة، حيث تستمد حيويتها وحُريتها من ممارسة الأنشطة الاجتماعية والانخراط في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، حيث تزداد مستويات الاندروفين (هرمون السعادة) بشكل ملحوظ حين التواجد في بيئات صاخبة، يتميزون بالحماس والمرح والكثير منهم يمتلك روح الدُعابة ومن السهل عليهم تكوين صداقات في لمح البصر، غالبًا ما تشعُر بالألفة في وجودهم وحتمًا سيجذبون انتباهك، بالإضافة إلى حبهم للمغامرة والاقتراب من المخاطر.
الشخصية المنعزلة
التعريف المثالي للشخصية الخجولة والتي تحب قضاء أغلب الوقت بعيدًا عن الأنظار، تحظى بعدد قليل من الأصدقاء المقربين وتفضل البقاء في بيئة هادئة حتى تستطيع قضاء بعض الوقت بمفردها، تتميز بالتفكير العميق والتأمل والتدقيق في بعض التفاصيل الصغيرة وغالبًا ما يميلون للأنشطة التي تسمح لهم بتكوين عالمهم الخاص مثل الأنشطة الإبداعية كالرسم والتلوين وتأليف القصص وأيضًا القراءة، أغلبهم يتحسسون من الغُرباء أشخاص كانوا أو مجرد شعور غريب يمُر عليهم، تثير حفيظتهم المحفزات الخارجية ويحتاجون إلى وقت كافٍ للتعافي.
الشخصية القيادية
المسئول عن القرارات المصيرية، الشخص الذي يولد بالفطرة بقدر عالٍ من المسئولية وغالبًا ما يتَسم بالكاريزما والحضور القوي والثقة بالنفس التي تجعلهم محط أنظار الكثيرين، أفضل أنواع الشخصيات القادرة على قيادة فريق كامل بشكل محترف لأنه يتمتع بالتحفيز الجيد والتنظيم والتخطيط لكل خطوة مما يجعله يخرج من المعارك بأقل الخسائر، ومن أهم مهاراته هي القدرة على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة بالإضافة للسيطرة على الأمور حينما تسوء الأوضاع.
الشخصية التحليلية
المنطقية والعقلانية في أبهى صورها، حيث تتميز بالتفكير المنطقي والنقدي، الذي يحلل جميع الأمور من منظور حيادي ودراسة كل قرار قبل تنفيذه، هؤلاء الأشخاص يميلون للحقائق والأرقام والاحصائيات ولا يعترفون كثيرًا بالاحتمالات إنما يريدون حدثًا مؤكدًا، بالإضافة إلى التركيز على التفاصيل ودراسة كل الأدلة والبراهين الماثلة أمامهم مما يجعله ممثل استراتيجي ممتاز.
الشخصية الانفعالية
من أشهر أنواع الشخصيات في علم النفس، حيث أنها النمط السائد على الأغلب وتحديدًا بين الإناث، يعتمدون بشكل كبير على المشاعر التي تراودهم إيجابية كانت أو سلبية حيث تتسم بالتوتر والقلق المُفرطين، التفكير الزائد عن الحد حتى لو كانت الأمور بسيطة لا تحتاج إلى تعقيد، بالإضافة إلى العواصف المزاجية التي تؤدي لتكوين نفسية هَشة تجاه الضغوطات، والأكثر عرضة للشعور بالتعب والإرهاق وأغلبهم يتمتعون بالعصبية المُفرطة وفقدان السيطرة، مما يستدعي التعامل معهم بطريقة خاصة.
كيفية التعامل مع الشخصيات في علم النفس؟
التعامل مع الشخصيات المختلفة يتطلب بعض المرونة والقدرة على فهم وإدراك تفكير وتصرف كل شخصية بناءًا على نوعها، لذلك يجب فهم السِمات التي تميز كل شخصية من الشخصيات في علم النفس أولًا ثم تطبيق بعض آليات التعامل الخاصة بكل الشخصيات في علم النفس كالآتي:
كيفية التعامل مع الشخصية الاجتماعية
يجب أن تكون مستعدًا للمشاركة في الفعاليات والأنشطة الاجتماعية ولا مانع من خوض بعض المغامرات الجديدة، ومن المهم إظهار الحماس والراحة تجاه طاقتهم الإيجابية والتي قد تكون مندفعة في بعض الأحيان، لذلك تحلى بالمرونة والتشجيع المستمر.
كيفية التعامل مع الشخصية المنعزلة
أولوية التعامل مع الشخص الانطوائي أن تتفهم ما يشعر به واحترام خصوصيتهم ومساحتهم الشخصية، ولا تحاول اقتحام حصونهم دون أن يسمحوا لك بذلك، ويتم من خلال تعزيز العلاقة بينكم وزيادة الثقة عن طريق الانصات باهتمام والدعم الدائم بدون إلحاح مزعج، وأيضًا مشاركتهم الأنشطة التي يفضلونها وإبداء الاهتمام بما يقولونه أو يفعلونه لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
كيفية التعامل مع الشخصية التحليلية
التفاصيل والبيانات الدقيقة هي أكثر ما يهتمون به، لذلك لا تدع مجالًا للاحتمالات ويجب أن تكون صادقًا وصبورًا معهم حيث يأخذون وقتًا أكثر من غيرهم عند اتخاذ أي قرار، يجب إعطاءهم الوقت الكافي لتحليل واستكشاف أفضل النتائج التي تصل بهم إلى وِجهتهم التي يأملونها، وقدم لهم إجابات تفصيلية عن الأسئلة التي يطرحونها.
كيفية التعامل مع الشخصية القيادية
احترام القرارات والدعم هما سَيدا الموقف، ويجب تقديم ملاحظات بناَءه وصادقة لتوجيههم نحو الأفضل عندما يُطلب منك ذلك، منحهم مجالًا وحيز واسع لتطبيق أفكارهم بأريحية والسماح بتنفيذ الخطط لتحقيق الهدف المرجو ولا تنسَ التعاون معهم والحث على مجهوداتهم لجعل العلاقة بينكم أكثر قوة.
كيفية التعامل مع الشخصية الانفعالية
الصبر من أهم سمات تلك المرحلة، لأن الشخصية الانفعالية تتأثر بوجود أي حافز خارجي، حيث ينعكس عليهم بكَم هائل من القلق والتفكير المفرط، لذلك يجب تقديم الدعم والمساندة في أوقات التوتر، والتزام الهدوء وعدم القيام بردود أفعال عنيفة ضدهم حتى لا ينفجرون هم الآخرون، من المهم الاستماع الجيد والمشاركة في معالجة مخاوفهم.
مهما كانت أنواع الشخصيات في علم النفس التي نتعامل معها، فإن التأقلم والمودة هما المفتاحان الأساسيان لبناء روابط دائمة بالآخرين وتسعى لتحقيق نجاح مُبهر، استمر في استكشاف أنواع الشخصيات في علم النفس وسترى أن كل شخصية تحمل في طياتها رونقًا فريدًا وتجارب مُلهمة تنتظر من يفهمها.