تعريف الشخصية الانفعالية وكيفية علاجها
هل تشعر بعدم القدرة على تحقيق التوازن النفسي وضبط انفعالاتك في المواقف الحرجة؟ هذا ما سنطرحه اليوم من خلال تعريف الشخصية الانفعالية وكيفية علاجها.
ما هو تعريف الشخصية الانفعالية؟
هي الشخصية التي تتسم بأنها تعبّر بسلوكيات ناتجة عن أثر نفسي و تعكس تلك السلوكيات حالة الاضطراب الخاصة بالفرد ويتسم صاحب تلك الشخصية بأنه شديد الحساسية ولا يتحكم بأعصابه مما يجعله فريسة أمام حالته النفسية والمحفزات العاطفية وبالتالي لا يستطيع اختزال عواطفه الجائرة وتترجم بالتالي على صيغة انفعالات عبثية غير محكومة بقيد أو سيطرة.
ما هو تعريف الانفعال في علم النفس؟
يعرّف الانفعال في علم النفس بأنه التغير في السلوك الناتج عن حالة نفسية تؤثر بالخبرات الشعورية وبالتالي تغيرات في نشاطات الأجهزة الداخلية للجسم، أي أنه الاستجابة الكاملة الناتجة عن إدراك الفرد لأبعاد ومعاني المثيرات الداخلية والخارجية مما يؤدي إلى فقدانه لأعصابه وتغيرات عديدة وجدانية كامنة.
ما هي صفات الشخصية الانفعالية؟
هناك العديد من السمات التي يتصف بها أصحاب الشخصية الانفعالية وتدل على أنهم ذوي شخصية اندفاعية شديدة الحساسية ومن تلك السمات:
- التفاعل العاطفي الشديد نحو المؤثرات الخارجية وردود الأفعال الانفعالية السريعة الحكم.
- جذب الانتباه، يحب الشخص الانفعالي أن يكون مصدر جذب للجميع بحيث يأخذ ولا يعطي فتراه يمازح ويناقش ويسترسل في الأحاديث وأحياناً قد تجد الفتاة الانفعالية تندفع حتى للإثارة الغير مباشرة من أجل البقاء في الصورة الملفتة ومحط انتباه الجميع.
- الفهم المغلوط للمحفزات والتي ينتج عنها رد فعل سريع دون الانتباه أن التصرف قد يكون غير مقصود أو له معنى آخر غير الذي وصل للشخص الانفعالي وجعله ينتج رد فعل سريع وانفعالي.
- نوبة الغضب، حيث يتسم الشخص الانفعالي بالعدوانية والعصبية المفرطة التي ينعكس عنها تصرفات عنيفة وسلوكيات عدوانية.
- التوتر الشديد الدائم.
- فرط الحساسية تجاه المؤثرات.
ما هي أسباب الانفعال السريع؟
تعود حالة الانفعالية السريعة إلى العديد من الأسباب التي قد تكون بعضها ناتجة عن طابع شخصي متغلغل في شخصية الفرد مما يميزه بأنه من أصحاب الشخصية الانفعالية وقد يكون بعضها ناتج عن مؤثرات أو نمط حياتي مغلوط ومن أهم تلك الأسباب:
- العامل الوراثي الناتج عن جينات وراثية عائلية تتميز بشدة الانفعال و العصبية الزائدة.
- تأثير المحيط والبيئة الناتج عن الأحداث والمواقف الحياتية التي أدت إلى فرط انفعالي شديد نتيجة شدته وقوة أثره على النفس مما جعل الشخص شديد الحساسية لدى أي حدث نتيجة تخوفه من تكرار الحدث.
- الشعور بالدونية وخيبة الأمل المتكررة التي ينتج عنها التنبه الدائم لأي مؤثر وتفسيره بشكل مغلوط والتعمق في التفاصيل وصنع أبعاد فكرية مغلوطة ينتج عنها سلوك انفعالي نابع من الشعور بالقلة أمام الغير وتفسير الأمور على هواه.
- إدمان الكحول وإدمان المنبهات التي تحتوي على الكافيين، جميعها تجعل الشخص في حالة توتر لدى عدم تعاطيه مثلاً أو شرب القهوة أو ما شابه ذلك.
كيفية علاج الشخصية الانفعالية
هناك طرق ذكية لتحقيق التوازن النفسي والضبط الانفعالي الإيجابي، لذا ركز جيداً من أجل الحصول على التحكم الانفعالي المثالي حيث يتم علاج الانفعال وضبطه عبر:
- تمارين النفس: من المهم ضبط التنفس عند الشعور بأن العواطف على وشك أن تنفجر وينبثق عنها سلوكيات عشوائية لن تستطيع ضبطها لذا مرّن نفسك على أسلوب التنفس بعمق من الأنف وإخراجه من الفم بعملية شهيق وزفير متتالية عميقة وهادئة.
- احرص على ضبط جماح شعورك وحاول أن تلطف الجو أو تعبر عما يختلجك بأسلوب فكاهي أو حديث هادئ من أجل تخفيف وطأة الأثر عليك.
- استخدم التبريرات سواء كانت حقيقة أو لا، أي أنك متى تعرضت مثلا للذم أو التنمر حاول أن تبرر السبب الكامن وراء تصرف الفرد معك بهذه الطريقة، وصنع الأعذار بأنه يشعر بضآلته أمامك مما جعله يحاول الإنقاص منك وطبعاً هذا مثال واحد ولكن هناك العديد من المواقف التي من الممكن صنع تبريرات لها من أجل تخفيف وطأة الأثر النفسي على الشخص.
- شارك مشاعرك مع الشخص المقرب لك أو المعالج النفسي الخاص، إذ أن المشاركة تساعدك على فهم الأمور بشكل أوضح عند الوصول إلى سببيتها وكيفية معالجة السلبية بتبديلها بالشعور الإيجابي.
- مارس التمارين الرياضية للتنفيس عن شعور الغضب والانفعال والقدرة على ضبط النفس وتحقيق التوازن في الانفعالات عامة.
- خفف من تناول المنبهات والكافيين والتي تحرض بشكل خاص حالات التوتر السريع وعدم القدرة على ضبط الأعصاب.
- ابتعد عن السلبيين والسلبية في حياتك واحرص على تنمية الشعور الإيجابي اتجاه ذاتك وبأنك أكبر وأفضل من أن تجعل نفسك مصيدة سهلة لأي مؤثر يجعل الناس يحكمون عليك من خلال تلك الانفعالات وليس من خلال شخصيتك الأساسية.
- تعزيز الثقة بالنفس عبر تقدير الذات ويمكنك أن تساعد نفسك في تحقيق الثقة بنفسك عبر قراءة كتب تطوير الذات والثقة بالنفس.