اضطرابات نفسية

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية وكيفية التعامل معها

تَختلف أسباب الاضطرابات الشخصية لدى الأفراد مع اختلاف أنواعها، ومن الاضطرابات الشائعة لدى الأفراد هو اضطراب الشخصية التجنبية، وهو من الحيل الدفاعية البسيطة للفرد لحمايته من الانتقاد.

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

إن اضطراب الشخصية التجنبية هو حالة نفسية تُصيب الفرد وتجعله يبتعد عن المواقف أو الأحداث الاجتماعية، حتى لا يتعرض للانتقاد من أي شخص أو يُعرض نفسه للإحراج أو الرفض من الآخرين، لذلك يَقوم الفرد بتجنب أي مكان قد يتعرض فيه لذلك لأنه يَشعُر بالدونية وأنه غير كافٍ وليس لديه أي جاذبية لمن حوله، كما يَتسم بالخجل والحساسية من تَعرضُه للرفض أو النقد حتى لا يَشعُر بعدم الثقة في نفسه، مما يجعله يَبتعد عن الحياة العلمية والحياة الاجتماعية وبشكل خاص الأنشطة الجديدة، بالإضافة إلى ابتعاده عن تكوين أي صداقات جديدة ماعدا الأفراد الذين يكون متأكد من وفاقهم أو حبهم له.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

لم يتم تحديد أسباب معينة من قِبَل المختصين لاضطراب الشخصية التجنبية، وعلى الرغم من ذلك يوجد مجموعة من العوامل التي قد تُساعد في الإصابة بهذا الاضطراب وهي:

  • الجينات الوراثية: حيث يُمكن أن ينتقل الاضطراب عن طريق الجينات من الآباء للأبناء، لذلك فاحتمال عند تواجد اضطراب الشخصية التجنبية أن يُصاب به أحد الأبناء.
  • العوامل البيئية: حيث إن خبراته السيئة في الطفولة وفقدانه لعطف الوالدين وحنانهم قد يؤدي إلى إصابة الفرد بهذا الاضطراب، كما إن ذكرياته السيئة عن مرحلة الطفولة وتعرضه للأذى النفسي فيها أيضاً من العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية التجنبي.

أعراض الشخصية التجنبية

يوجد مجموعة من الأعراض التي تَدُل على إصابة الفرد باضطراب الشخصية التجنبية ووفقاً لموقع ويب طب فإن هذه الأعراض هي:

  • خوف الفرد من تعرضه للرفض من زملائه وأصدقائه.
  • يواجه صعوبات في التعرف على أشخاص جديدة أو التعامل مع شريك حياة أو اتخاذ قرار للارتباط أو الحب.
  • يُحاول الابتعاد من أي حوار أو نقاش مع الآخرين.
  • يتجاهل أن يَقوم بأي عمل جديد ولا يُفضل اتخاذ أي قرار وخصوصاً القرارات الهامة.
  • يَقوم بعزل نفسه بعيداً عن الحياة الاجتماعية.
  • يَقوم بتعظيم الأمور وتهويلها والنظر إليها على أنها مواقف كبيرة وصعبة، في حين أنها لا تستدعي كل هذا من شدة صغرها وبساطتها.
  • شعوره المستمر بالانطواء و الاحراج والارتباك الشديد في أي موقف به تجمعات، خوفاً من تعرضه لأي موقف محرج أو ارتكابه لأي خطأ قد يُسبب له الانتقاد.

تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابي

الفحص القائم على الإرشادات القياسية

يَقوم أخصائي الصحة العقلية بتشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابي لدى البالغين، بناءً على معايير الكتيب التحليلي والإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الخامسة DSM-5 ، ولكي يتم التشخيص بهذا الاضطراب يَجب أن يتواجد لدى المريض 4 معايير أو أكثر مما يلي:

  • الاهتمام بشكل دائم بالنقد والخوف من التعرض له أو التعرض للسخرية أو الرفض في أي تجمع أو حدث عائلي أو غيره.
  • التكاسل أو رفض الأنشطة المهنية، لعدم رغبته في المخاطرة بأن يتعرض للنقد من الآخرين.
  • البعد عن أي علاقة مع الجنس الأخر، لخوفه من أن يجرح أو يهان لأي سبب أو حتى أن يتعرض للسخرية.
  • عدم ثقة الفرد بنفسه واحساسه المستمر بتدني مكانته بين الآخرين.
  • وضوح تردد الفرد المصاب بالاضطراب، بسبب خوفه من اتخاذ أي قرار صعب.
  • شعور الفرد بعدم الكفاءة، مما يجعله يتهرب من النشاطات الاجتماعية، ويؤدي لشعوره بالإحباط في أي نشاط.

الصحة العقلية للفرد المصاب

يَقوم الطبيب بتحويل الفرد المصاب بالاضطراب الاجتنابي إلى اخصائي في الصحة العقلية، وذلك لكي يَقوم بمناقشة الأفكار والسلوكيات والمشاعر الخاصة بالمصاب، ومحتمل أن يَقوم بعمل استبيان ليُساعِده في تحديد التشخيص الدقيق للفرد، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يَقوم الاخصائي بمعرفة معلومات عن الحالة من الأقارب والأصدقاء المقربين للفرد وذلك بعد موافقة المصاب بالاضطراب بذلك حتى لا يشعر بالضيق.

الفحص البدني للفرد المصاب

يَقوم الطبيب بفحص المريض فحص جسدي دقيق مع قيامه بسؤاله على صحته، وذلك لكي يَقوم بفهم حالته الصحية والربط بينها وبين حالته النفسية، حيث يُمكن أن يكون وجود مشكلات صحية جسدية لدى الفرد أن يكون السبب في وجود اضطرابات نفسية لدى الفرد، كما يَقوم الطبيب بفحوصات وتحاليل ومنها فحص الكحوليات وفحص المخدرات.

الاختبارات النفسية العصبية

كما يَقوم الطبيب بتحويل الفرد المصاب إلى اختصاصي نفسي عصبي أو اختصاصي في علم النفس السريري، ليَقوم بفحص شخصية المصاب واختبارها لكي يَقوم بفهم الطريقة التي تقوم برؤية ما حوله وكيفية تفسيره لما يحدث، كما يُمكن أن يَقوم باستخدام الاختبار المعرفي في الفحص.

كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية

عندما تُريد التعامل مع شخص يُعاني من اضطراب الشخصية التجنبية، يَجب مراعاة الطريقة التي تقوم باتباعها معه ويوجد بعض النصائح في التعامل معه وهي ما يلي:

  • مَنْحه الثقة في نفسه لكي يَقوم بحضور الدورات التي تساعده في تنمية مهاراته الاجتماعية، كما يَجب المساعدة في اكتساب المهارات التي تساعد في التعامل مع الضغوط التي تواجهه في الحياة.
  • زيادة المدح والمكافآت بعد تخطي أي موقف صعب عليه.
  • التشجيع المستمر على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعامل مع أشخاص جدد في التجمعات.
  • يَجب احترام وجود مساحة شخصية خاصة بالفرد مع وجود فترات يَجب فيها أن تترك الفرد بمفرده، لكي يحاول تجميع شتات نفسه سواء للتفكير أو للتنفيس عن هواياته وأفكاره.
  • يَجب عدم انتقاد الفرد تحت أي ظرف، حتى يستعيد الثقة في نفسه مرة أخرى.
  • كما يَجب على أفراد العائلة الانتباه والتركيز مع أطفالهم من البداية ومع سلوكياتهم، لكي يستطيعوا التعامل عند ظهور أي بوادر للاضطرابات لدى أطفالهم مما يجعلهم يُساعِدون في تعزيز ثقة الطفل بنفسه من البداية لكي لا يَصل إلى حالة متأخرة.
  • التعامل مع الفرد المصاب بالاضطراب بالحب واللطافة والكثير من التقبل، لكي نقلل من مخاوفه، ولكي نقوم ببناء علاقة إيجابية ونرفع من ثقة الفرد في نفسه.
  • إعطاء الفرد المساحة للتعبير الحر عن الأفكار والمشاعر الخاصة به.

علاج الشخصية الاجتنابية

من أكثر الاضطرابات النفسية الصعبة في العلاج هو اضطراب الشخصية الاجتنابي، وذلك لوجود المشكلة داخل الفرد منذ زمن طويل وترسيخها بداخله لفترة تتعدى عدة سنوات، ولكن يوجد بعض الطرق التي يُمكن استخدامها في علاج الشخصية التجنبية، ووفقاً لمعايير الكتيب التحليلي والإحصائي للأمراض العقلية الطبعة الخامسة DSM-5، أن هذه العلاجات كالآتي:

العلاج السلوكي الإدراكي

وهو طريقة من طرق العلاج التي تَجعل الفرد يَقوم بتحديد المعتقدات وآراء الآخرين وأفكاره السيئة، ويَقوم بعد ذلك بتغييرها عن طريق استبدالها بأخرى أفضل بشكل جيد، وذلك يُساعِد الفرد المصاب على مواجهة مخاوفه واختلاف رأيه وطريقته في حل الأمور ومعالجة الأفكار، كما يُساعِده في التأقلم مع المواقف الاجتماعية سواء العائلية أو مع الأصدقاء أو زملاء العمل.

العلاج الديناميكي النفسي

وهو نوع من أنواع العلاج بالكلام مما يَجعل المصاب يزيد لديه الإدراك باللاوعي في تفكيره، وهذا خلال مساعدته في معرفة كيف تؤثر تجاربه السابقة على تجاربه الحالية وحياته التي يعيشها، مما يُساعِد في تحسين رأيه الشخصي بنفسه ورأي الآخرين به أيضاً.

الأدوية

لا يتوافر أي علاج أو دواء معتمد لعلاج هذا الاضطراب حتى الآن ولكن يوجد مجموعة من الأدوية التي قد تساعد في علاج هذا الاضطراب ويَجب التنبيه أنه يفضل أن تقوم باستخدام هذه الأدوية مع العلاج السلوكي أو الديناميكي وذلك مع استشارة الطبيب الخاص بك، وهذه الأدوية هي:

  • مضادات القلق والتوتر.
  • الأدوية التي تساعد في تخفيض الأوكسيديز أحادي الأمين.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب مثل الادوية التي تخفض إعادة امتصاص السيروتونين الاختياري.

ويَجب ملاحظة أن العلاج لهذا الاضطراب قد يُساهم في التقليل من الأعراض، وتحسين تعامل الشخص مع الأفراد المحيطين به مع زيادة قدرته على تكوين علاقات جديدة سواء مع الأصدقاء أو العائلة أو مع شريك حياته الجديد، ولكن في الكثير من الحالات قد يظل الفرد لديه بعض سمات الخجل والانطواء التي قد تجعله يواجه صعوبات في التواجد في الأنشطة الاجتماعية.

مضاعفات الشخصية الاجتنابية

يوجد بعض المضاعفات التي قد يصلها الفرد عندما لا يستطيع الفرد أن يَقوم بعلاج نفسه من اضطراب الشخصية التجنبية ومنها:

  • إصابته بالاكتئاب.
  • احتمال إصابة الفرد بمرض الرهاب الاجتماعي أي يتحول من مجرد الخجل من الآخرين إلى الخوف المرضي من وجوده في التجمعات مع الآخرين بأي شكل.
  • شرب المخدرات والمسكرات، وإدمانها أيضاً.

الاء مخلص امين

أنا آلاء مخلص، بالرغم من كوني مُعلمة في مجال علم النفس، إلا أن شغفي الأول هو تقديم الكثير من المعلومات من خلال كتاباتي.
زر الذهاب إلى الأعلى