ما هي الشخصية السيكوباتية وما أنواعها وطريقة التعامل معها

إن الشخصية السيكوباتية هي إحدى أنواع الشخصيات القاسية التي يتسم صاحبها بمعاداة الآخرين ورغبته شبه المستمرة في إيذائهم دون سبب واضح وهذا بدوره يؤدي إلى خلل كبير في العلاقات الاجتماعية.

تعريف الشخصية السيكوباتية

الشخص السيكوباتي هو فرد بلا ضمير يسعى إلى تدمير الآخرين، ويتسم بسلوكٍ متطرف ويمكنه التضحية بأي شيء للوصول إلى مصالحه وتحقيق أهدافه، فيعرف بإنه شخص قاسي القلب وكاذب بارع ويتمتع بذكاء حاد، مما يعني أن ليس كل شخص مصاب باضطراب معادي للمجتمع يعتبر سيكوباتي، وتُعرّف الشخصية السيكوباتية بالأنانية و السلوكيات المعادية للمجتمع وغياب الندم والتعاطف وغالباً ما تكون لديها ميول إجرامية.

ما هي الشخصية السيكوباتيه النرجسية؟

يختلف الشخص السيكوباتي عن الشخص النرجسي بعدة نقاط لأنه في حال اجتمعت تلك الصفات في شخص واحد فإنه يصبح أقرب إلى الشخص الشرير ومثل هذا الشخص يفتقر إلى المبادئ ويسعى لتدمير الآخرين واستغلالهم لتحقيق أهدافه، حيث أن الشخصية السيكوباتية النرجسية هي نوع من الاضطرابات الشخصية التي تتسم بالغرور والثقة المفرطة بالنفس والحاجة المستمرة للتميز والإعجاب من الآخرين، كما يتميز الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بالتفاخر بإنجازاتهم والاهتمام بالمظاهر الخارجية وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين ويكون هؤلاء الأشخاص غير قادرين على التعاطف بشكل عميق وغالباً ما يتسمون بالانغماس في أوهام العظمة والنجاح الذاتي.

الشخصيه السيكوباتيه علم النفس

الشخصية السيكوباتية من مفهوم علم النفس هي ذلك الاضطراب النفسي الذي يختلف عن غيره بسمات متعددة، والشخصية السيكوباتية من وجهة نظر علم النفس تتسم بنقص في العواطف وضعف التعاطف مع الآخرين وعدم وجود ضوابط سلوكية للأفعال ويمكن أن يؤدي إلى سلوك عدائي وانحرافي تجاه الآخرين، فالسيكوباتية مرتبطة أيضاً بعوامل وراثية قوية وتؤثر على شبكات دماغية محددة، حيث أن الاستراتيجيات البديلة تركز على فهم العقبات النفسية والعصبية للنمو الصحي خاصة للأفراد الأصغر سناً المصابين بالاضطرابات النفسية.

صفات الشخصية السيكوباتية

تتميز السيكوباتيه بصفات قاسية تميزها بوضوح عن غيرها من الاضطرابات النفسية، مثل:

• يتصرف الشخص السيكوباتي عادةً بتصرفات خارجة عن المألوف محاولاً بهذا تحدي القواعد والأعراف.
• لا يمكن للشخص السيكوباتي أن يظهر تعاطف مع الآخرين.
• الأشخاص السيكوباتيين يتسمون بالكذب دائماً.
• كما أن أبرز صفات السيكوباتيين هي تعاليهم وازدرائهم تجاه كل شيء.
• لا يستطيع السيكوباتي أن يميز بين الصواب والخطأ.
• عادةً يدخل السيكوباتي في مشاكل قانونية محاولاً بهذا التعدي على القانون.
• يتجاهل السيكوباتي أهمية الالتزام بالحفاظ على حقوق المجتمع والأفراد.

أسباب مرض السيكوباتية

السيكوباتية لا تعتبر سمة شخصية مثل الدبلوماسية بل هي اضطراب في الشخصية ولا يوجد توافق علمي حول مدى ولادة الفرد بهذا الاضطراب ولكن يُفترض أن هناك عوامل وراثية قد تزيد من احتمالية تطوّره وهناك العديد من الأسباب التي تكوّن شخصية سيكوباتي فإذا كان الشخص معرضاً لخطر الإصابة بالاضطراب السيكوباتي فقد تزيد العوامل البيئية من فرصة حدوث هذا الاضطراب ومن بينها:

التدخين أثناء فترة الحمل

عدم نشأة الطفل في بيئة دافئة في مراحل طفولته المبكرة مما عاد عليه بنقص الرعاية التي يحتاجها والاهتمام الذي يتطلبه في عمره الصغير هذا.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسباب قد تلعب دوراً محدوداً في تشكل الشخصية السيكوباتية فهناك أطفال تعرضوا للعوامل البيئية المذكورة في طفولتهم ولم يصبوا بالسيكوباتيه، بينما هناك أطفال آخرين أصبحوا سيكوباتيين دون تعرضهم لتلك العوامل.

اختبار الشخصية السيكوباتية

من الوسائل الأكثر شيوعاً في التقييم النفسي لمرضى الاعتلال النفسي هي قائمة (تدقيق هير) للاعتلال النفسي المُنقحة (PCL-R)، والتي تُستخدم لتقييم ميول الاعتلال النفسي والسلوكيات المعادية للمجتمع والانطوائية لدى الأفراد ويُعرف الأشخاص الذين يعانون من الاعتلال النفسي بتلاعبهم بالآخرين دون شفقة باستخدام جاذبيتهم أو الخداع أو العنف لتحقيق مآربهم ويعتمد هذا الاختبار على PCL-R ويتضمن أيضاً تحليلاً لعوامل مختلفة.

كيفية التعامل مع الشخصية السيكوباتية

• من المهم الحفاظ على الهدوء والصبر عند التعامل مع الشخصيات السيكوباتية حيث قد تكون ردود أفعالهم غير متوقعة لذا يجب التركيز على إدارة الوضع بحكمة وتأني.
• حاول تجنب الاشتراك في مناقشات سلبية أو التفاعل مع التصرفات السلبية التي قد يقوم بها الشخص السيكوباتي وابقَ مركزاً على المحادثات البنّاءة والإيجابية.
• في بعض الحالات الصعبة من المستحسن التوجه للاستشارة النفسية من متخصصين في الصحة النفسية للحصول على استراتيجيات فعالة للتعامل مع الشخصيات السيكوباتية.

علاج الشخص السيكوباتي

يمكن علاج الشخصية السيكوباتية من خلال دمج العلاج النفسي والعلاج الدوائي لكن الخطوة الأولى دائماً هي اعتراف الشخص بوجود مشكلة ويتم العلاج وفقاً للتالي:

• العلاج النفسي: يهدف هذا العلاج إلى تعديل سلوك السيكوباتي وتحسين مفهومه لذاته وحل الصراعات الداخلية وتقليل التوتر والقلق وتلبية احتياجاته النفسية.
• العلاج الدوائي: قد لا يكون العلاج النفسي وحده كافياً لتحسين الأعراض لذا يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي واستخدام بعض الأدوية التي تُحسن من الحالة المزاجية.

عادةً ما تُوصف مضادات الاكتئاب والذهان ومثبتات المزاج ولكن الحذر مطلوب لتجنب الإدمان، ويُفضل استشارة الأطباء.