ما هي الشخصية المزاجية في علم النفس

هل أنت شخص مزاجي؟ تارةً تجد نفسك سعيد للغاية وتارةً تكون منفعلاً كشعلة النار؟ تعرف معنا الآن على الشخصية المزاجية وصفاتها بالكامل.

الشخصية المزاجية

المزاجية، هي الحالة التي تتقلب بها المشاعر بشكل لحظي وتتأثر بجميع العوامل المحيطة، وتترجم في سلوكيات الشخص وحديثه ولغة جسده وقراراته حتى، حيث تجده ينتقل من حالة الغضب إلى البكاء الشديد، وما هي دقائق حتى يهدأ ويتبسم، أو في لحظةٍ ما ودون حدوث أي عامل يجعله يشعر بالسوء، تجده حزيناً دون معرفة السبب مما يدل على تقلب مزاجه الحاد من حالة إلى حالة فجائية مترجمة على شكل سلوكيات توضح الحالة التي يمر بها عند تقلب كل شعور.

الشخصية المزاجية في علم النفس

هي نمط الشخصية التي تتميز بالتقلبات المزاجية والعاطفية الملحوظة، أي يكون الشخص المزاجي شخص متناقض للغاية فتارةً تجده سعيداً وفجأة تجده حزيناً، ويعاني أصحاب هذه الشخصية من تلك التقلبات بشدة وخصوصاً تلك التي لم تحدث جراء أي موقف تسبب بها، وغالباً ما يتأثر أصحاب هذه الشخصيات بالمواقف عامةً فتنتقل إلى شعورهم ومزاجهم وينقلونها بالتالي بصورة سلوك أو حالة يعيشون بها بحسب كل موقف يحدث آنذاك.

صفات الشخصية المزاجية

هناك الكثير من عوارض وعلامات الشخصية المزاجية التي تدل على أن هذا الشخص مزاجي ومتقلب جداً ومن أبرز تلك العوارض:

  • تغير مشاعرهم بشكل لحظي ومفاجئ، جراء حدوث موقف معين أو حتى عدم حدوثه.
  • اهتمامهم بمشاعرهم بشكاٍ كبيرة لدرجة جعل مشاعرهم من الأولوية نسبةً لمشاعر الغير.
  • يتصرفون بحسب الحالة والشعور الذي ينتابهم، بحيث لا يستطيعون إخفاء ما يشعرون به، أو يحاولون التصرف بطرق مغايرة لإخفاء شعورهم فيكون سلوكهم خاطئ وبهذا يصعب التعامل معهم.
  • الحساسية المفرطة تجاه المواقف، وقد تكون حساسيته نابعة اتجاه شيء صغير وسطحي ولكنه يؤثر عليه لدرجة إظهار سلوكيات انفعالية شديدة.
  • يمتازون أصحاب هذه الشخصية أيضاً بالصراحة الشديدة، وذلك لعدم قدرتهم على ضبط جماح انفعالاتهم سواء في مواقف السعادة أو الحزن أو الغضب.

ايجابيات الشخصية المزاجية

كما أن للشخصية المزاجية صفات تعد سلبيةً بعض الشيء، فإنه في الجانب الآخر لديه في صفاته شيئاً من الإيجابية، ومن تلك الصفات:

  • طيبة قلب الشخص المزاجي، حيث يتميز أصحاب الشعور الواضح المرئي بأنهم يحملون في قلبهم طيبة ولا يتركون الضغينة في قلوبهم بل يظهرونها بسرعة لأنهم لا يستطيعون تركها داخل نفوسهم بسبب هشاشة نفوسهم أمام الأذى.
  • يكون الشخص المزاجي متعاون في كثير من الأحيان، يساعدك متى طلبته ويعمل جاهداً لأن يقف معك وقفة جيدة، ولكنك في بعض الأحيان تجده عصبي وغير قادر على الوقوف بجانب أحد فتتعجب لتقلباته تلك.
  • بإمكان الشخص المزاجي أن يسامح دائماً سواء على الأخطاء الكبيرة أو الصغيرة ولكنك تجده في لحظة غير قادر على مسامحتك على أصغر سبب.

طريقة التعامل مع الشخصية المزاجية

يجب علينا أن نعي تماماً أن أصحاب هذه الشخصية قادرون على الانفجار كالبركان فجأة، لذا وجب التنبه في التعامل معهم، فلا يجوز الصراخ عليهم أو الانفعال لأن الأمر سيزداد سوءاً، ومن أهم الطرق للتعامل مع أصحاب هذه الشخصية:

  • أن تحاول إظهار التعاطف مع شعور المزاجي أياً كان، سواء كان شعوره غير صحيح أو انفعاله ناتج عن أمرٍ لا يستحق هذا الانفعال، وبعد هدوئه بإمكانك مناقشته ومحاولة تفسير الأمور له.
  • الاستماع لشكوى المزاجي أو شعوره المليء بالسعادة والسبب الذي جعله هكذا يعد من أهم الطرق للتعامل معه بحكمة، لأنه بهذا سيعبّر عما يختلج صدره دون أن يضطر إلى إظهاره بانفعال شديد وعصبية مفرطة.
  • في حال كان المزاجي يؤثر بالسلب عليك ولا تستطيع احتواء تقلباته دائماً فالأفضل لك وضع حدود بسيطة بعلاقتكما دون أن تشعره أنك تتقصدها مما يفيدك ويفيده باستيعاب الحدود القائمة بينكما.
  • عليك الحذر من أن غالبية المزاجيين يسعون لاستغلال مزاجيتهم لجذب التعاطف والوقوف بجانبهم، لذا عليك هنا فقط محاولة التأثير الإيجابي عليه دون انصياع تام له بل تكون كالمحايد تحاول أن تعظه وبذات الوقت تستمع له.
  • تجنب لوم ذاتك في حال أبدى المزاجي تقلباً عنيفاً يجعلك تشعر أنك المسبب لأن غالبية المزاجيين يكون انفعالهم هو قراراً منهم وليس ناتج عن شيء قد فعله الطرف الآخر.

علاج الشخصية المزاجية المتقلبة

أصحاب هذه الشخصية ليسوا مصابين باضطراب نفسي معين، إنما هو نمط بهم مما يعني أنها ناشئة معهم في شخصيتهم منذ الصغر وقد تكون ناتجة عن اضطراب مزاجي حاد ولكن هذا أمرٌ مختلف كلياً إذ يكون ناتج عن اضطراب نفسي ويعاني منه الشخص في ارتفاع الحالة المزاجية لدرجة الوصول للهوس المزاجي والاكتئاب، وهنا يكون العلاج مغاير كلياً ولكن في العموم فإن علاج اضطراب الشخصية للوصول إلى الاتزان النفسي الشعوري يتطلب إجراء علاج معرفي سلوكي عبر التحدث مع الشخص واستنباط ما يختلجه ومواجهته بها ومحاولة تعليمه أسس المحافظة على رباطة الجأش قبل إبداء أي تصرف أو سلوك يفضح شعوره.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى