أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية وأنواعه
هل سمعت عن الشخصية الهستيرية أو اضطراب الشخصية التمثيلي؟ تعد الشخصية الهستيرية من اضطرابات الشخصية الدرامية ولها عدة أنواع وأعراض محددة.
ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟
إن اضطراب الشخصية الهستيرية أو ما يطلق عليه اضطراب الشخصية التمثيلي هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية الدرامية، الذي يتسم فيه الشخص بقلة الثقة في النفس والمحاولات المستميتة للفت انتباه الآخرين له، مما يجعله يقوم بتصرفات درامية مبالغ فيها أو غير لائقة مع الموقف، وتبدأ ظهور سمات هذه الشخصية في عمر المراهقة أو بداية مرحلة الشباب، ويزداد انتشار هذا الاضطراب عند النساء أكثر من الرجال.
أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية
وفقاً لموقع الطبي وموقع فامكير، أنه لم يتم معرفة سبب واضح للآن ليُصاب الفرد باضطراب الشخصية التمثيلية، رغماً عن ذلك فإنه يوجد مجموعة من العوامل الجينية والبيئية نتناولها في الآتي وهي:
العوامل البيئية
من العوامل التي قد تؤثر في تطور الشخصية الهستيرية هي البيئة المحيطة، حيث يُمكِن للبيئة المحيطة بالفرد التي يَعيش فيها أن تؤثر فيه، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتأثر بشكل وطبيعة علاقاته مع الأسرة أو الذكريات التي مر بها في مراحل حياته السابقة أو الأحداث التي عاشها في طفولته، حيث تُعد فترة الطفولة هي أكثر فترة قد تؤثر في حياة الفرد وإصابته بالاضطرابات النفسية خاصةً إذا كانت مليئة بالخبرات السيئة والصدمات المتتالية للطفل، لذلك يُمكن للطفل عند تعرضه للإهمال وسوء المعاملة بصفة مستمرة، أو حتى وفاة أحد الوالدين أن يجعله هذا يُصاب باضطراب الشخصية التمثيلية.
العوامل الجينية
تعد الوراثة من أهم العوامل المؤثرة في أغلب الأحيان على معظم الأمراض أو الاضطرابات، ومن هذه الاضطرابات هو اضطراب الشخصية الهستيرية، حيث تم ملاحظة انتشار هذا الاضطراب لدى بعض العائلات، ومع ذلك يمكن أن يكون السبب هو تقليد الطفل للسلوكيات التي يقوم بها احدى الوالدين، ويكون هذا الوالد لديه اضطراب الشخصية التمثيلي.
كما يمكن للشخصية التمثيلية أن تظهر لدى الفرد الذي لديه اضطرابات أخرى أو مشاكل أخرى، مثل الاضطرابات العصبية الدماغية، انفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب وغيرها من الاضطرابات النفسية.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية التمثيلية أو الشخصية الهستيرية، وهذه العوامل هي:
- تعرض الطفل للإهانة والإساءة اللفظية باستمرار.
- التدليل الزائد للطفل وعدم وجود عقاب على أي فعل أو تصرف خطأ يقوم به.
- المرور بصدمة ما في مرحلة الطفولة وتكون قد تركت أثر بشكل كبير في الطفل.
- الحساسية الزائدة للمحفزات البيئية مثل الضوضاء والضوء وغيرها.
أعراض الشخصية الهستيرية
يوجد عدة سمات تتشابه عند الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الهستيري، ووفقاً لما ذكر موقع الطبي (altibbi.com) أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة الذي يعد المرجع الأساسي في التشخيص النفسي للرابطة الأمريكية للطب النفسي، قد قام بإيضاح الأعراض الخاصة باضطراب الشخصية الهستيرية وهي:
- شعور الفرد بالتوتر والانزعاج، عندما لا يكون الفرد محط الاهتمام من الآخرين.
- قيام الفرد بالاهتمام الزائد بمظهره الخارجي، بما في ذلك وجود احتمال أن يقوم بارتداء ملابس غير لائقة ابداً لكي يلفت انتباه الآخرين له.
- قيام الفرد المصاب بالتصرف بشكل درامي وردود الأفعال المبالغ فيها، لكي يقوم بالتأثير في المحيطين به وجذبهم إليه.
- استخدام الفرد المصاب بالاضطراب لأساليب الإغراء والقيام بتصرفات غريبة للفت انتباه الآخرين له فقط.
- يعاني المصاب بالاضطراب التمثيلي أن مشاعره سطحية، والتقلبات في مشاعره بشكل مستمر ومفاجئ لمن حوله.
- يقوم بسرد الأحداث وفقاً لما يعتقده أو يراه من وجهة نظره بطريقة درامية، لذلك فإن روايته تَبعُد عن الرواية الحقيقية وغير صحيحة.
- تأثر الفرد بالآخرين بشكل سريع، كما يتأثر بالعوامل المحيطة به ويتفاعل معها.
- يتصف هذا الفرد بالأنانية كما ينعدم لديه الاهتمام بالأفراد المحيطين به.
- لديه صعوبة في إقامة العلاقات الناجحة مع الآخرين.
- عدم تقبل النقد من الآخرين، بالرغم من ذلك لديه سهولة في الانصياع لأوامرهم.
- الشعور بالاكتئاب عندما لا يكون محور الاهتمام لجميع المحيطين به.
ولكي يتم تصنيف الشخص بأنه مصاب باضطراب الشخصية الهستيري يجب أن يكون لديه 5 على الأقل من هذه الأعراض.
كما يوجد عدة أعراض أخرى قد تظهر على المصاب بالشخصية التمثيلية ومنها:
- يقوم باتخاذ القرارات بشكل سريع مع قيامه ببعض التصرفات المتهورة.
- يقوم بتهديد المحيطين به أنه سينتحر كَذِباً لكي يجذب انتباههم فقط.
- يَشعُر بالإحباط والملل من التزامه بالروتين دون تغيير.
علاج الاضطراب لدى الشخصية الهستيرية
يُمكننا القول أن علاج هذه الشخصية التمثيلية الاستعراضية أمراً صعباً لصعوبة إقناع الشخص بأنه مُصاب بهذا الاضطراب من الأساس، فكيف يقتنع شخصاً ما أن سلوكه مختلف عن الطبيعي ويحتاج إلى المتابعة لعلاج هذا الخلل في شخصيته؟ ومع ذلك قد يوافق الفرد المصاب على البدء في العلاج ولكنه لا يتحمل ضغط روتين العلاج الذي يقوم بوصفه الطبيب له، مما يجعله بحاجة إلى معالج ليتابعه ويجعله يخطو خطواته في أكثر من اتجاه معاً، ومن طرق العلاج لاضطراب الشخصية الهستيري بحسب ما تم ذكره في موقع فامكير وموقع الطبي هي:
التدخل النفسي
حيث يعد هذا من أفضل أنواع العلاج لحالة الشخصية التمثيلية، وطريقة العلاج تعتمد على تحدث المصاب مع الطبيب أو المعالج المختص ليعبر له عن مشاعره، أفكاره، تجاربه ونظرته إلى الحياة والآخرين المحيطين به، مما يجعل المعالج يكتشف السبب الرئيسي وراء هذا الاضطراب لدى الفرد المصاب مما يترتب عليه تحديد الاستراتيجيات المتبعة للعلاج، كما يجب استخدام العلاج الفردي، والبعد تماماً عن العلاج الجماعي أو الأسري مع مرضى هذا الاضطراب، وهذا لأن العلاج الجماعي قد يزيد من سلوكيات لفت انتباه الآخرين لدى الفرد المصاب بهذا الاضطراب.
العلاج بالطب البديل
كما يمكن لبعض التقنيات والممارسات أن تساعد في علاج الشخصية التمثيلية، ومنها التقنيات الخاصة بالتأمل الواعي مثل اليوغا، التاي تشي وأيضاً الارتجاع البيولوجي، عن طريق التحكم في المشاعر المبالغ فيها لدى الفرد المصاب.
الأدوية
يمكن أن يصف الطبيب في بعض الحالات أنواع معينة من الأدوية لتساعده على تخفيف الأعراض الخاصة بالاضطراب، كالأدوية المهدئة أو ربما أدوية الاكتئاب، كما تفيد أيضاً الأدوية في التحكم بأعراض الاضطراب، مما يساعد الفرد المصاب في الحصول على حياة طبيعية واكتساب العلاقات بشكل أفضل، كما يقلل من تطور الأعراض لدى المريض ويزيد بُعد المريض من أن يقوم بإيذاء نفسه أو الآخرين، لذلك فهو من أهم طرق العلاج للشخصية التمثيلية.
في حالة إهمال علاج اضطراب الشخصية الهستيرية من الممكن أن يتسبب هذا الإهمال في عدة مضاعفات منها فقدان العلاقات الشخصية والاجتماعية والمهنية، كما يزيد من انهيار العلاقات الزوجية، مع احتمالية وجود سلوكيات غير طبيعية عند المرور بتجربة الانفصال أو الشعور بالخسارة، بالإضافة إلى ذلك صعوبة الثبات الوظيفي للفرد المصاب، مع ارتفاع احتمالية وجود خطورة عليه لتجربة أشياء جديدة لتصيبه بالنشوة والإثارة لكي يشعر بذاته ويستعيد ثقته بنفسه، كما يمكن تعرضه للاكتئاب أو ربما اللجوء للأفكار الانتحارية ونوبات الهلع، بالإضافة إلى احتمال إصابته بالإدمان للكحوليات أو المخدرات.
أنواع الشخصية الهستيرية
يوجد للشخصية الهستيرية نوعان وفقاً لموقع ويب طب وهما ما يلي:
- الهستيريا الفصامية وهي التي يعاني المصاب فيها من مشاكل وصعوبات تتعلق بذاكرته الشخصية وادراكه ووعيه العقلي لما يدور حوله
- الهستيريا التحولية وهي التي يقوم فيها المصاب بالشكوى من الآلام والأعراض الجسدية التي يَشعُر بها ولا يوجد لها أي سبب طبي.
لذلك فعليك عزيزي الانتباه لصحتك الشخصية وعدم إهمال أي مشكلة أو اضطراب قد تظهر لدى أي فرد خاصةً إذا كان هذا الفرد مصاب باضطراب أخر، لذلك عليك أن تحرص على وضع خطة لروتين يومياً للطعام والنوم وهذا بجانب ممارسة الرياضة بشكل مستمر، لكي تحمي نفسك من الأمراض والاضطرابات بشكل عام، حفظنا الله جميعاً.