علم النفس

طريقة تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل

يُعد تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل، المفتاح المحرك للإبداع فهي ليست رفاهية، فما أهميتها؟ وما هي مخاطر غيابها؟ وكيف تعززها؟

ما هي الصحة النفسية في بيئة العمل؟

تشير الصحة النفسية في بيئة العمل إلى الحالة العامة النفسية والعاطفية للموظفين أثناء تواجدهم في مكان العمل، تشمل القدرة على التعامل مع ضغوط العمل، والتكيف مع التغييرات، الشعور بالرضا والإنجاز، والتفاعل الإيجابي مع الزملاء، وتُعتبر الصحة النفسية في بيئة العمل أساس الإنتاجية، لأنها في حالة استقرارها تؤثر بالإيجاب على سلوك الموظفين وأدائهم بالإضافة إلى أنها تعمل على خلق رابط قوي بين الموظف وعمله.

ما هي أهمية الصحة النفسية في العمل؟

تتعدد أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل، حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على الموظف والمؤسسة، وإليك بعض الأسباب التي تجعلها مهمة:

انخفاض نسبة غياب الموظفين عن العمل

عندما تكون الصحة النفسية للموظفين جيدة تقل فرص تعرضهم للإجهاد والمرض، مما يؤدي إلى تقليل غيابهم عن العمل وتعزيز حضورهم المستمر.

تقليل معدل استقدام الموظفين

يعزز الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين الحاليين من رضاهم الوظيفي ويقلل من معدل دوران الموظفين، أي الاستقالة والبحث عن عمل آخر مما يقلل من التكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب.

تعزيز ولائهم لمكان العمل

الموظفون الذين يشعرون بالراحة والدعم النفسي في مكان العمل يقدمون ولاءًا قويًا تجاه شركتهم يساعدهم في البقاء لفترة أطول، وبذل جهد إضافي لتحقيق أهداف الشركة.

زيادة معدلات الإنتاج

عندما يكون الموظف في حالة نفسية مستقرة يكون أكثر قدرة على التركيز وإنجاز المهام بكفاءة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية العامة للشركة وتحقيق الأهداف بشكل أسرع وأكثر فعالية.

القدرة على التعاطف مع العملاء وزملاء العمل

الموظفون الذين يشعرون بالراحة النفسية يكونون أكثر تفهمًا لاحتياجات العملاء والزملاء، مما يعزز العلاقات الإيجابية ويسهم في تقديم خدمة أفضل للعملاء والتعاون الفعّال داخل الفريق.

تكوين علاقات عمل فعّالة بين الموظفين والمديرين

عندما يشعر الموظفون بالدعم والاحترام من قبل الإدارة يكون التواصل أكثر انفتاحًا وفعالية، مما يعزز من الثقة المتبادلة وتسهم في تحسين بيئة العمل بشكل عام.

تحسين مشاركة الموظفين في أعمال وقرارات الشركة

مشاركة الموظفين في القرارات تعزز من إحساسهم بالمسؤولية وتزيد من ارتباطهم بالشركة وأهدافها.

ما هي مخاطر غياب الصحة النفسية في بيئة العمل؟

غياب الصحة النفسية في بيئة العمل ليس مجرد مشكلة تقف عند البُعد النفسي فقط، بل تتفرع لتشمل البُعد الاجتماعي والصحي أيضًا.

المخاطر النفسية

  • الاحتراق الوظيفي: يتسبب غياب الدعم النفسي إلى الشعور بالإرهاق الكامل وفقدان الحماس للعمل مما يضعف الأداء ويقلل من الرغبة في الاستمرار في الوظيفة.
  • الإجهاد المزمن: تؤدي ضغوط العمل المستمرة وعدم الشعور بالدعم النفسي إلى إجهاد مزمن، مما يترتب عليه فقدان الموظف القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات.
  • الاكتئاب والقلق: تؤدي بيئة العمل الضاغطة إلى دخول الموظف في حالات اكتئاب وقلق تجعله يشعر بعدم الرضا الدائم والعجز عن تحقيق أهدافه.

المخاطر الصحية

  • اضطرابات النوم: تسبب ضغوط العمل النفسية اضطرابات في النوم مثل: الأرق أو النوم المتقطع، مما يؤثر على الصحة العامة والإنتاجية.
  • مشاكل القلب وضغط الدم: يزيد الإجهاد المستمر في العمل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، بسبب التوتر المتزايد وعدم القدرة على الاسترخاء.
  • ضعف الجهاز المناعي: غياب الصحة النفسية يمكن أن يضعف الجهاز المناعي، مما يعرض الموظف للإصابة بالأمراض.

المخاطر الاجتماعية

  • العزلة الاجتماعية: يتسبب الضغط النفسي على الموظف من قيامه بالانعزال وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية سواء داخل العمل أو خارجه.
  • توتر العلاقات: تؤدي بيئة العمل الغير داعمة نفسيًا إلى ضعف العلاقات الاجتماعية، مما يتسبب في زيادة الصراعات الداخلية للموظف.
  • تدهور الحياة الشخصية: تؤثر الضغوط النفسية في العمل سلبًا على الحياة الشخصية للموظف.

لابد من الإشارة إلى أن غياب الصحة النفسية في بيئة العمل ليست مجرد مشكلة فردية، بل يمكن أن يكون لها تأثير واسع على مستوى الحياة ككل.

خطوات تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل

يُعد تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل، أحد العوامل الأساسية لخلق بيئة عمل منتجة وإيجابية، يتطلب هذا التوجه اتباع خطوات مدروسة تساهم في دعم الموظفين نفسيًا وعاطفيًا، ومن أهم الخطوات:

  • توفير برامج دعم الموظفين: مثل جلسات الاستشارة النفسية، وورش العمل حول إدارة الضغوط، والتي تساهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية وكيفية الحفاظ عليها.
  • تعزيز التواصل المفتوح: يجب على القادة تشجيع الموظفين على التعبير عن آرائهم ومشاعرهم دون خوف من التبعات، حيث أن التواصل الفعّال يقلل من التوتر ويعزز من الثقة المتبادلة.
  • المرونة في العمل: تطبيق ساعات العمل المرنة أو السماح بالعمل من المنزل، يمكن أن يقلل من الضغوط ويزيد من رضا الموظفين.
  • توفير بيئة عمل مريحة: تشمل توفير مساحات هادئة، إضاءة جيدة، وتهوية ملائمة، بالإضافة إلى تجهيزات مريحة تقلل من الإجهاد البدني.
  • تقدير الإنجازات: الإحتفاء بالموظفين من خلال تقدير جهودهم وإنجازاتهم، يسهم في شعورهم بالقيمة والانتماء للمؤسسة.

الجدير بالذكر أن تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة لتحقيق بيئة عمل متوازنة ومنتجة، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء العام والقدرة التنافسية.

جيهان جهاد محمد

أنا طَير حُر طَليق في رِحاب الحياة يبحَث عن المَعنى والحِكمة والحُب والصَبر وكُلها معاني تتجلى في الكِتابة والعلم والمعرفة، فهُم أسلِحة مَن لا سلاح له، أنا چيهان جهاد من مَصر، أُحب التعلُم وتوصيل رِسالتي لِمن يقرأ.
زر الذهاب إلى الأعلى