أهمية الصحة النفسية للأطفال وكيفية التعامل معها

اكتشف مفهوم الصحة النفسية للأطفال وكيفية التعامل معها، ولا تترك طفلك عُرضة للمشاكل النفسية التي تؤثر على سلوكه وأفكاره التي تبدأ في التكوين منذ الصغر.

ما هي أهمية الصحة النفسية للأطفال؟

لا شك أن تقديم الدعم النفسي للأطفال لا يقل أهمية عن توفير المأكل والملبس وكافة سبل الراحة، فذلك الدعم يشعرهم بالأمان والسعادة ويصنع منهم أفرادًا أقوياء يتمتعون بالصلابة النفسية وأكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، تكمن أهميتها بأنها تعتبر الركيزة الأساسية للنمو الصحي للأطفال، فهي الطريقة التي يرون بها العالم من حولهم ودرجة تقبلهم ورضاهم عن أنفسهم، وهي أيضًا الطريقة التي يفكر بها هؤلاء الأطفال بشكل عام وكيفية تعاملهم مع المشكلات التي تواجههم بشكل خاص وتكمن أهمية الصحة النفسية للأطفال في الآتي:

  • تعزيز الثقة بالنفس: تساعد الطفل على الشعور بالثقة بنفسه وقدراته، مما يساعده على مواجهة تحديات الحياة.
  • تحسين العلاقات: تساعد الطفل على بناء علاقات صحية مع أسرته وأصدقائه.
  • رفع مستوى التحصيل الدراسي: الطفل السعيد والمستقر نفسيًا يصبح عادة أكثر تركيزًا وقادر على التعلم بشكل أفضل.
  • نمو صحي متكامل: تساعد الصحة النفسية الجيدة الطفل على النمو بشكل متكامل، عاطفيًا واجتماعيًا وفكريًا.
  • وقاية من الأمراض النفسية: تساعد في الوقاية من العديد من المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الطفل في المستقبل.

ما هي أسباب مشاكل الصحة النفسية للأطفال؟

حسب ما ورد عن إحصائيات يعاني طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم من اضطرابات نفسية، لذلك على الوالدين المتابعة بشكل دوري لتصرفات أطفالهم في المدرسة ومع أصدقائهم، وسلوكهم في المنزل، للاطمئنان على سلامتهم النفسية، وهناك عدة أسباب تساعد في حدوث هذه الاضطرابات النفسية أو تزيد من قابلية الطفل للوقوع فيها ومنها:

البيئة الأسرية

تُعد البيئة الأسرية من أهم المحاور التأسيسية التي تؤثر على الصحة النفسية للأطفال، حيث أن البيت هو الملجأ الأول والأخير لكل طفل والمصدر الرئيسي لتكوين شخصيته، ومن أسباب الاضطرابات النفسية ما يلي:

  • صراعات الوالدين المستمرة والعنف الأسرى.
  • الإهمال العاطفي والجسدي.
  • التغيرات الكبيرة في الحياة الاسرية (مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، الطلاق، الانتقال إلى منزل جديد).

أسباب بيولوجية

لا تقل أهمية في تشكيل الصحة النفسية للأطفال، حيث أنها تختلف من شخص لآخر ولكن بالنهاية يجمعهم بعض العوامل مثلا الأمراض النفسية المزمنة كالقلق والاكتئاب، حيث أن التغيرات الكيميائية في الدماغ تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل ومن هذه المؤثرات:

  • الوراثة: تلعب الجينات دورًا في حدوث الاضطرابات النفسية، فقد تنتقل الاضطرابات النفسية من الآباء للأبناء، وتزيد قابليتهم لهذه الاضطرابات مثل الاكتئاب والقلق.
  • اضطرابات الدماغ: قد تؤدى بعض اضطرابات الدماغ، مثل الصدمات الدماغية إلى مشاكل سلوكية ونفسية.
  • التغيرات الهرمونية: قد تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء المراهقة على المزاج والسلوك.

البيئة الاجتماعية

تلعب البيئة الاجتماعية دورًا حيويًا في التأثير على الصحة النفسية للأطفال، حيث أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة مليئة بالحب والتفاهم يصبحون قادرين على تحديد أهدافهم بشكل أكثر وضوحًا، وكذلك بناء علاقات ثقة قوية بين الأطفال وباقي أفراد الأسرة أو الناس من حولهم، ولكن يتعرض البعض الآخر للمشاكل النفسية بسبب عدة عناصر ومنها: الصراعات والحروب، والكوارث البيئية، بالإضافة إلى التنمر عاطفيًا واجتماعيًا.

علامات تدل على تدهور الصحة النفسية للأطفال

قد يكون أحيانًا من الصعب معرفة ما إذا كان السلوك المزعج لدى الأطفال مجرد جزء من النمو أو مشكلة يجب مناقشتها مع أخصائي نفسي، ولكن إذا كانت هناك علامات وأعراض سلوكية تستمر لأسابيع أو أشهر، وإذا كانت هذه المشكلات تتداخل مع الحياة اليومية للطفل في المنزل والمدرسة أو مع الأصدقاء، فيجب عليك الاتصال بالأخصائي النفسي وهي كالتالي:

  • يصابون بنوبات غضب متكررة أو يصبحون سريعي الانفعال معظم الوقت.
  • غالبًا ما يبدوا عليهم أنهم خائفون أو قلقون.
  • الشكوى من آلام المعدة أو الصداع المتكرر دون وجود سبب طبي معروف.
  • الحركة مستمرة ولا يستطيعون الجلوس بهدوء (إلا عندما يشاهدون مقاطع الفيديو أو يلعبون ألعاب الفيديو).
  • النوم كثيرًا أو قليلًا، أو رؤية كوابيس متكررة، أو الشعور بالنعاس أثناء النهار.
  • لا يهتمون باللعب مع الأطفال الآخرين أو يجدون صعوبة في تكوين صداقات.
  • يعانون من صعوبات التعلم وضعف التحصيل الدراسي.
  • تكرار الأفعال أو التحقق من الأشياء عدة مرات (على سبيل المثال، التحقق مرارًا وتكرارًا من أن الباب مغلق) خوفًا من حدوث شيء سيئ.
  • كثرة الأفكار السلبية عن أنفسهم والآخرين.

كيفية تدعيم الصحة النفسية للأطفال؟

دعم الطفل نفسيًا أمر بالغ الأهمية للنمو الصحي السليم، إليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تقديم هذا الدعم:

  • التواصل الفعال مع الطفل: شجع طفلك للتعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية دون خوف من الحكم عليه واستمع له بانتباه واهتمام وأظهر له أنك تفهم ما يشعر به.
  • تقوية الصلة العاطفية: خصص وقتًا يوميًا للعب والتفاعل مع طفلك، حيث إن الأنشطة المشتركة تقوي الرابطة العاطفية وتساعده على الشعور بأمان.
  • التشجيع والثناء: أثني على جهوده وإنجازاته مهما كانت صغيرة، وشجعه على تجربة أشياء جديدة، ثقة الطفل بنفسه هي أساس سعادته.
  • الروتين المنتظم: يساهم الروتين المنتظم و ساعات النوم الكافية في تحسين حالته المزاجية.
  • التعليم العاطفي: علم طفلك التعرف على مشاعره وكيفية التعبير عنها، وإدارتها هذا يساعد على تقليل التوتر والقلق.
  • المساندة والدعم: كن موجودًا لطفلك دائمًا، ومساندًا له حتى في الأوقات الصعبة.
  • اللجوء إلى الخبراء: إذا لاحظت تغييرات كبيرة في سلوك طفلك أو إذا كان يعاني من مشاكل نفسية، لا تتردد في استشارة متخصص.

الصحة النفسية للأطفال هي أساس سعادتهم ونجاحهم في المستقبل، وقاعدة أساسية لبناء شخصيات قوية ومتوازنة، قادرة على مواجهة تحديات الحياة، من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة وتقديم الدعم النفسي اللازم، يُمكننا من مساعدة أطفالنا على النمو بشكل صحي وسعيد.

جيهان جهاد محمد

أنا طَير حُر طَليق في رِحاب الحياة يبحَث عن المَعنى والحِكمة والحُب والصَبر وكُلها معاني تتجلى في الكِتابة والعلم والمعرفة، فهُم أسلِحة مَن لا سلاح له، أنا چيهان جهاد من مَصر، أُحب التعلُم وتوصيل رِسالتي لِمن يقرأ.
زر الذهاب إلى الأعلى