الصحة العامة

ما هو تأثير الرياضة على الصحة النفسية والجسدية

كم مرة تعرّضت لموقف حَزَنت فيه نفسك وشعرت بعدها بالوَهن والضعف أو مرِضت بالفعل! هذا ما ستفهم سببه بمعرفة العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية وتأثيرها بالنشاط.

ما هي العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية؟

في الواقع رُغم أن الأمر قد يبدو لك بمثابة كلام عاطفيّ مُنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الأمر علميّ وجدير بالاهتمام والمعرفة، فبشهادة وإحصائيات ودراسات عديد من الأطباء حول العالم، جاء عن منظمة الصحة العالمية WHO أن هُناك علاقة وثيقة ما بين صحتك النفسية والجسدية، ما يعني أنه عند التعرض لأذى نفسي فإن ذلك يؤثر سلبًا على القوة البدنيّة.

إذ إن الصحة العقلية والنفسية تلعب دورًا كبيرًا وأساسي في الرفاهيّة والاتزّان طوال يومك، وهو ما يُفسر لك بشكل واضح لما حينما تشعر بحُزن ما فإن الصحة البدنيّة تقلّ ويكون نشاطك أضعف، وجاءت دراسات بأن حوالي 42% من المراهقين المعانون من الحزن يتعرضون لنوبة اكتئاب واحدة على الأقل.

ما هو تأثير الرياضة على الصحة النفسية والجسدية؟

حسب ما جاء عن أطباء موقع مايو كلينك Mayo Clinic فإن للرياضة تأثير كبير جدًا على الصحة النفسية والجسدية، إذ تُساعد بشكل كبير في التحسين من كليهما نظرًا لارتباطهما الوثيق، وإليك تفاصيل ما جاء عن الخبراء:

التخفيف من التوتر

من أولى تأثيرات ممارسة الرياضة على الصحة النفسية والجسدية والمُثبتة بدراسات أنها تُخفف من التوتر، إذ أثبتت الدراسات أنه حوالي 75 – 90% من الزيارات للطبيب تكون ناتجة عن التوتر والمرور بأزمة نفسية مهما كانت نسبة حدّتها.
بينما ممارسة الرياضة تُقلل من زيارة الأطباء، إذ تُفرز الرياضة هرمون الإندروفين وهي مادة كيميائية موجودة في الدماغ وتعمل على الحدّ من التوتر والشعور بالقلق، بالتالي تُقلل هذه المادة من هرمون الأدرينالين والكورتيزول المزوّدان للتوتر.

أي أن ممارسة الرياضة حوالي 20 – 30 دقيقة في اليوم فقط تحميك بنسبة كبيرة من زيارة الطبيب، وتجعلك تشعر بالهدوء وتتمتع بصحّة نفسيّة وجسديّة.

تحسين الحالة المزاجية

أوضح الأطباء أن الرياضة المذكورة هُنا والتي تدعم الصحة النفسية والجسدية لا تقتصر على التمارين التي تجعل عضلاتك ضخمة، بل تبدأ من تمارين اليوغا وحتى ممارسة أي من الألعاب المُفضلة كالبولينج أو الجولف وغيرها.

إذ إنها تساعد في صفاء الذهن والتخلص من التفكير الزائد في أي من المشكلات أو الهموم، وبالتالي تحصل على نوم أفضل، فإن تذكرت الأيام التي استمتعت فيها مع الأصدقاء، ستجد أنك في نهاية اليوم تنام هادئ دون تفكير عميق أو شعور بآلام في الجسد، فقط تشعر بنشوة السعادة والهدوء النفسي والجسدي.

زيادة القدرة على التركيز

لا تتعجب، فإن ممارسة الرياضة بشكل مُنتظم لو مرة في الأسبوع يُساعدك في التخلص من جميع عوامل التوتر في حياتك، والشعور بهدوء أكثر وهو ما يمنحك السعادة والدفعة الإيجابية اللازمة لبدء التفكير في شيء يخص حياتك العملية أو العلمية، وبالتالي فهي أولى الطُرق المُساعدة في التحسين من التركيز والحدّ عن النسيان المُفاجئ أو التشتُت.

التحسين من معدل النوم

ستجد أنك مع كل فترة غير جيّدة في حياتك قد تعرّضت لاضطرابات في النوم، إما بزيادة عدد ساعات نومك، أو عدم القدرة على غلق جفنك دون توتر أو قلق أو سُبات، ولكن أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة يساعد بشكل كبير في حصول الشخص على نوم هانئ بمعدل ساعات طبيعي، بالتالي التمتع بالصحة الجيّدة والنشاط.

التخلص من الإجهاد

حينما يُصيبك فجأة الإجهاد والخمول فأوّل ما عليك الاهتمام به هو صحّتك النفسيّة، فإن الضغوطات اليومية يُمكن أن تكون السبب الخفيّ في شعورك بإجهاد غير مُبرر، ومن فوائد ممارسة الرياضة في تلك الحالة هو التقليل من هرمونات التوتر في جسمك بإفراز الأندروفينات، وبالتالي تشعر بالحيوية وتتخلص من الإجهاد والخمول.

الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية

الصحّة العقلية هي ما تشمل الصحة النفسية، العاطفية والاجتماعية، أي أنهما واحد إن كنت تُريد تبسيط الأمر، واهتمامك بهما ضروري لتُفكر بشكل أفضل، وتشعر أحسن، وتتصرف بطريقة منطقيّة خالية من المشاعر المضطربة، فهي واحدة من الأمور المهمة جدًا طوال مراحل حياتك.

كم تكون مدة ممارسة النشاط البدني من اجل الصحة؟

كَونك علِمت بأن الصحة النفسية والجسدية وجهان لعملة واحدة ادّخارها هو الرياضة، لا يعني أن عليك ممارسة الأنشطة البدنية القويّة أو الصعبة مرة واحدة وبكثرة، فعليك أن تجعل نظرتك طويلة المدى هذه المرة للتمتع بحياة جيّدة.

فقد أوضح الأطباء وفق ما جاء عن وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن ممارسة التمارين الهوائية بمعدّل 150 دقيقة خلال الأسبوع هو الأفضل، أو بإمكانك اختيار المشي 20 دقيقة كل يوم أو كل يومين سيُحدث فارقًا، وأدخل التمارين البدنية بشكل تدريجي في جدولك.

نصائح الحفاظ على ممارسة الرياضة

بمعرفة أن الرياضة لها تأثير كبير على الصحة النفسية والجسدية، فهُنا إليك عدد من النصائح التي تُعينك في الحفاظ عليها وتجنب الإلهاء عنها بين جدول يومنا الذي بات ضخمًا:

  • حدّد وقت معيّن لممارسة الرياضة بشكل يومي وتجنب أن يعوقه أي من الممارسات الأخرى.
  • حال فاتك موعد ممارسة الرياضة جِد وقت آخر مُناسب لممارسة الرياضة ولا تستسلم، فالقليل لو 10 دقائق مُفيد جدًا على المدى البعيد.
  • مارس أي نوع رياضة تُفضله حتى يُساعدك على إفراز هرمونات السعادة بشكل أفضل، فمثلًا ركوب الدراجة حتى سيساعدك في النجاح بالوصول للهدف.
  • تعمّد الضغط على نفسك حال الشعور بخمول مُفاجئ أو إجهاد بابتعادك عن الرياضة، ومارس الرياضة على الفور بأقل الأنشطة البدنية لحين تستعيد قوّتك.
  • تقبّل أي من الأيام التي لن تقوى على ممارسة الرياضة فيها أو الشعور بالتعب، فالهدف هُنا الاستمرارية على المدى الطويل ولو كانت الممارسة متقطّعة سيأتي يوم وتنتظم.
  • ممارسة الرياضة في جماعات سيُساعدك بشكل أكبر في حُب الاستمرار عليها، وسيحفّزك الفريق على اللعب.
  • فكِّر أن هذا هو سبيلك لتشعُر بالخفيّة والحيويّة البسيط والذي في متناول يدك للخروج من فقّاعة الحزن والاكتئاب.
  • اخلِق لنفسك جوًا مناسبًا لممارسة الرياضة، بدايةً من تفريغ عقلك من التفكير في أي مُلهيات، مرروًا بشراء الملابس المناسبة والمُريحة وحتى المكان الذي ستمارس فيه رياضتك.

طرق تعزيز الصحة النفسية والجسدية

بخلاف ممارسة الرياضة فهُناك عدد من الأمور التي عليك الالتزام بها حتى تحظى بصحّة نفسية وجسدية جيّدة وتُساعدك في القيام بأمور جديدة في حياتك ومواكبة التغيّرات السريعة لحياتنا دون إحباط أو يأس، ومن هذه الطرق ما يلي:

  • توقف أو قلِل من تناول الوجبات السريعة والأطعمة كثيرة الدهون، إذ إنها تزيد من مستوى السكر في الدم، وهو ما يعني شعورك بالخمول.
  • اتبع نظام غذائي صحّي يمدّ الجسد بأهم العناصر المُساعدة في التحسين من النفسيّة كفيتامين د-D، و ب12-B12، ذلك بالإضافة إلى أوميجا 3 الموجود في الأسماك.
  • تناول كميات كافية من الماء على مدار اليوم، واحرص على عدم تناولها كلها مرة واحدة.
  • توقف عن التدخين أو تناول المشروبات الكحولية، إذ إنها تتناسب طرديًا مع سوء الحالة النفسية والجسدية.
  • لا تتهاون في حصولك على قدرٍ كافٍ من النوم لتتمتع بالنشاط والحيوية في اليوم التالي، فنَم على الأقل 7 – 8 ساعات في وقت باكر.
  • يُمكنك الحصول على قيلولة نصف ساعة خلال ساعات النهار حتى تستجمع قواك، ولا تدخل في دائرة كُره النوم باكرًا والخمول بقيّة اليوم.
  • مارس تمارين اليوجا والتأمل، فعلى الرغم من أنها تبدو بسيطة إلا أن لها تأثير جيد جدًا على الصحّة النفسية والهدوء.
  • اشغل وقتك ولا تبقى وحيدًا، فإن الحيوية تأتي من الحَركة لا الركود، وحاوِط نفسك دومًا بالأشخاص الداعمين الجاذبين للخَير والبناء.
  • اقرأ الكُتب النفسية لتتعرف أكثر على جسدك وتعرف الارتباط ما بين الصحة النفسية والجسدية وتُدرك كيفية التعامل مع مشاعرك لتتمتع بصحّة جيّدة.

سمر صلاح

سمر صلاح، خبرة ثلاث سنوات في مجال كتابة المحتوى والتدقيق الإملائي، مُحبة لسُرعة البديهة وشغوفة بالتعلُم ومشاركته،،، نهج حياتي السّلام والمصداقيّة بالحياة قبل الكتابات التي أهبها لكم.
زر الذهاب إلى الأعلى