ما هو العصر الذهبي للإسلام (متى بدأ ولماذا انتهى)
الحضارة الإسلامية هي واحدة من أعظم الحضارات في العالم خاصة تلك التي تكونت خلال العصر الذهبي للإسلام الذي بدأ بحكم العباسيين حيث بدأت أعمال المسلمين في الازدهار.
متى بدأ العصر الذهبي للإسلام؟
تعد الحضارة الإسلامية من الحضارات العريقة التي تعلم منها العالم بأكمله في مختلف المجالات، ويشير مصطلح العصر الذهبي للإسلام إلى الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الثالث عشر حيث حكم الخلافة العباسية، تلك الخلافة التي حكمت العديد من المناطق، ثم نجح العلماء في تلك الفترة في تقديم الكثير من المساهمات في مجالات متعددة مثل الطب والرياضيات وعلم الكيمياء وعلم الجغرافيا والفلسفة وغيرها من العلوم الأخرى التي تعلم منها الغرب كثيراً.
تعود البداية الحقيقية للعصر الذهبي للإسلام إلى حكم هارون الرشيد في عام 170 هجرياً، عندما قام بإنشاء بيت الحكمة في مدينة العلم بغداد، تلك المؤسسة التي كانت بمثابة مؤسسة عريقة للترجمة والتعليم وتبادل الثقافات ومركز مهم للأبحاث، وقد كان الهدف من إنشاء بيت الحكمة في تلك الفترة العمل على ترجمة جميع المعارف الخاصة بالعالم القديم إلى اللغة العربية، وبالفعل نجح علماء المسلمين في القيام بذلك الأمر وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للعلوم والثقافة.
لماذا سُمي العصر الذهبي بهذا الإسم؟
أطلق المؤرخون مصطلح العصر الذهبي على تلك الفترة من تاريخ الحضارة الإسلامية لأن الأمة الإسلامية في تلك الفترة نجحت في بلوغ قمة تقدمها وازدهارها في مختلف المجالات سواء في مجال الفنون أو الأدب أو العمارة أو العلوم.
يعود الفضل في ذلك إلى علماء المسلمين الذين قدموا تضحيات كبيرة ليصنعوا مجد التاريخ الإسلامي، ومن أشهر هؤلاء العلماء ابن رشد وابن سينا في علوم الطب، الخوارزمي في مجال الرياضيات باعتباره مطور علم الجبر، أبو هيثم الذي عُرف بأبو الطب، وبنو موسى الذين برعوا في مجال الهندسة، وغيرهم.
كيف بدأ عصر الإسلام الذهبي؟
بدأ عصر الإسلام الذهبي عندما قام الخليفة هارون الرشيد ببناء بيت الحكمة، وقد بلغ هذا المكان ذروته في عهد الخليفة المأمون الذي كان لديه شغف كبير بالعلم لذلك حرص على الإشراف على هذا المكان بنفسه، وخصص له ضعف الميزانية مما أدى إلى ظهور عدد كبير من المترجمين الذين اعتمدوا على الترجمة والتأليف والبحث للحصول على ما يحتاجون إليه، كما أنهم نالوا مكانة مرموقة سواء بين عامة الشعب أو الطبقة الحاكمة.
قام علماء المسلمين بجمع علومهم من الكتب الخاصة بالحضارات القديمة، وقد كان ذلك الأمر من أهم أسباب نجاحهم في تطوير العلوم بمختلف أنواعها، وقد حرصوا على جمع تلك الكتب بعدة طرق، ومنها الحصول على كتب من أعدائهم في الحروب مثل ما حدث في الحرب التي قامت بين الخلاقة العباسية من جانب والامبراطورية البيزنطية من جانب آخر والتي انتهت بعقد معاهدة سلام بين الطرفين مقابل حصول المسلمين على واحد من أهم الكتب وهو كتاب “ماثماتيكا سينتاكسيس”.
متى انتهى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية؟
أشار المؤرخون إلى أن العصر الذهبي للإسلام انتهى بعد دخول المغول مدينة العلم والحضارة “بغداد” وذلك عام 656 هجرياً، ليبدأ عصر جديد سُمي بعصر الانحطاط بعد سقوط تلك المدينة العريقة واختفاء الآلاف من الكتب الثمينة، وإلقاء التتار الكثير من الكتب في نهر دجلة، وقيامهم بحرق المكتبات وغيرها من الأعمال التي أدت إلى انتهاء هذا العصر وتعرض الدولة للكثير من الكبوات، مما أدى بدوره إلى انهيار الخلافة العباسية نتيجة الصراعات الداخلية والحروب العسكرية.
لماذا تراجعت الحضارة الإسلامية؟
يعود سبب تراجع الحضارة الإسلامية بعد ازدهارها وتقدمها العظيم إلى الجهل والفساد الذي انتشر في الدول الإسلامية بعد انتهاء الخلافة العباسية بالإضافة إلى انشغال المسلمين بالصراعات الداخلية ونسيانهم ماضيهم العظيم، وتوقف النشاط العلمي لدى المسلمين وتوقفهم عن البحث والتفكر، وغياب التوحيد الذي كان بمثابة العصب الذي ساعد كثيراً في بناء الدولة الإسلامية وازدهار حضارتها ونموها لتصبح واحدة من أهم الحضارات عندما كان الغرب يعانون من التأخر ويعيشون في ظلام الجهل.
المصدر: كتاب عصر العرب الذهبي، من تأليف فيليب دي طرازي + كتاب إنهيار الحضارة الإسلامية وإعادة بنائها، المؤلفون أبو سليمان، عبد الحميد أحمد.