ما هو العصر الطباشيري ولماذا سمي بهذا الاسم
العصر الطباشيري، عبارة عن فترة حافلة بالأحداث الجيولوجية التي عملت على تشكيل عالمنا الحديث، حيث امتد لما يعادل الـ 79 مليون سنة، تعرف الآن على هذه الحقبة من الزمن.
ما هو العصر الطباشيري؟
بدأت فترة العصر الطباشيري أو ما يُعرف بـ اسم (العصر الكريتاسي) قبل نحو 145 مليون سنة وهو أخر الفترة الثلاثية لعصر الدهر الوسيط، ونهاية هذا العصر كان منذ 66 مليون سنة، حيث يتوسط هذا العصر، فترة العصر (الجوراسي) الذي يسبقه والعصر (الباليوجيني) الذي يتبعه، ويعد هذا العصر أطول فترة جيولوجية في الدهر (الفانروزوي).
وللعصر الطباشيري فترتين متتابعتين زمنيتين إحداهما هي الفترة المبكرة التي بدأت منذ 145 مليون سنة حتى 100,5 مليون سنة، والأخرى هي الفترة التابعة لها والمتأخرة حيث تبدأ من 100,5 مليون سنة حتى 66 مليون سنة.
ويلزم الإشارة إلى أن قارات الأرض منذ 335 مليون سنة، كانت عبارة عن قارة واحدة متكتلة غير متفرقة تسمى (بانجيا)، إلى أن بدأت شيئاً فشيئاً بالتفكك وفي تلك الفترة نشأ العصر الكريتاسي (الطباشيري).
ما سبب تسمية العصر الطباشيري بهذا الاسم؟
يأتي هذا الاسم من كلمة (Creta) اللاتينية والتي تعني (طباشير) حيث تعود التسمية إلى العالم الجيولوجي البلجيكي (جان بابتيست جوليان دي أوماليوس دالو)، الذي تم تكليفه بعمل خريطة جيولوجية وتحديد الوحدات الجيولوجية، حيث قام بتحديد وحدة الطباشير بسبب الطحالب العائمة التي شكّلت مظهر دروع على الأحجار الجيرية (الطباشير).
حيث أن هذا العصر ليس طباشيرياً بالضبط ولكن الكثير من الترسبات الطباشيرية أي (صخور الطباشير) كانت قد برزت في تلك الفترة مما جعل تسمية هذا العصر تنسب لهذا الانتشار.
مناخ العصر الطباشيري (العصر الثلاثي)
كان المناخ في هذه الفترة دافئاً نسبياً، بسبب الانفجارات البركانية التي ساعدت على إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ومستوى سطح البحر كان أكثر ارتفاعاً عما هو عليه اليوم، مما أدى إلى غمر المياه للقارات وتشكّل البحار الضحلة في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وروسيا وأفريقيا وأستراليا والذي أدى إلى تقسيم بعض القارات وتقلصها وتغير المناخ.
وبفضل شدة ارتفاع الحرارة والجفاف في مناخ هذا العصر، فقد كانت حيوانات العصر آنذاك تعيش حتى في المناطق الباردة، إذ تم اكتشاف حفريات في ألاسكا تم توضيح ماهيتها من خلال مجلة “نيتشر” والتي بينت أن القارة القطبية الجنوبية كانت تضم غابة مطيرة معتدلة.
منذ القدم، تميزت مياه القطب الشمالي باتصالها بممر (تيثيس) البحري، والذي يمر من منتصف أمريكا الشمالية حتى الجزء الأوسط من روسيا، وقد ساعد هذا الممر الكثير من الحيوانات البحرية لأن تستخدمه للهجرة إلى مناطق مختلفة مثل نيجيريا (وهو اسمها الشائع حالياً) وتشاد والنيجر وليبيا.
حيث يمكن اعتبار أن مناطق المياه البحرية للعصر الطباشيري آنذاك كانت تضم أوروبا الغربية وشرق أستراليا وأجزاء من أفريقيا وأمريكا الجنوبية ومدغشقر والهند حالياً.
نباتات العصر الطباشيري
لم يَعد هناك العديد من نباتات هذا العصر، وأيضاً لم تكن موجودة قبل العصر الطباشيري، ولكن من أكثر التطورات الفريدة من نوعها للنباتات خلال هذا العصر، كان تطور الزهور أو (كاسيات البذور).
حيث ظهر هذا النوع من النباتات قبل نحو 130 مليون سنة، وقبل تطورها كان دور (عاريات البذور) مثل (الصنوبر) أكثر شيوعاً آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك فإن كاسيات البذور لم تتأثر بالانقراض الذي حدث لحيوانات ونباتات هذا العصر، كما أن نبات (المانغوليا) و(السراخس) و(الفلفل الأسود) و(غليون الهولندي) و(السيكاد) و(سرخس قرن الأيل) هي من النباتات التي كانت متواجدة في فترة العصر الطباشيري ونجا الكثير منها من الانقراضات الجماعية.
كما أن الدكتور (بول كينريك) وهو خبير النباتات سبق له أن بيّن بأن الحياة النباتية في هذا العصر تختلف تماماً عما هي عليه اليوم حيث قال: “لدينا أدلة من غرب القارة القطبية الجنوبية على وجود غابات قطبية كانت تهيمن عليها بشكل أساسي الأشجار الصنوبرية، وأشياء مثل أشجار “بودوكارب”، و”أراوكاريا”، وربما أشجار “الجينكو” أيضاً.
حيوانات العصر الطباشيري
عاشت الديناصورات المختلفة في فترة هذا العصر مثل ديناصور (ترايسيراتوبس) و(التيتناصورات)، و(التيرانوصور) و(الإيجوانودون) و(الإغوانودونتيانات).
فضلاً عن وجود حيوانات أخرى مثل الثدييات المشيمية والتي تضم مجموعة من الثدييات الحديثة مثل (الحيتان والأبقار والقوارض) ولكنها كانت أصغر حجماً من الأرانب حالياً، بَيد أن حجمها هاد الذي يخدعك للوهلة الأولى، كان في تلك الفترة يهدد الأرض بالاستيلاء على البيئات بمجرد اختفاء الديناصورات.
كما أن (الجرابيات) مثل (الكنغر والكوالا) كانت أيضاً تنتشر في تلك الفترة ولكن بشكل مختلف عما هي عليه الآن، وهيمنت الزواحف البحرية التي تسبح في المحيطات مثل (الموزاصوريات) حيث بلغ طولها نحو (17) متر، وأيضاً برز أكبر حيوان مفترس على وجه الأرض وهو ديناصور (تيرانوصور ريكس).
وبرزت أيضاً طيور (الورك) العاشبة مثل (الإيجوانودون) وهو ديناصور ذا منقار بطيء، وطير (الأركيوبتركس) الذي يشبه الديناصورات الصغيرة بخلاف أشكال الطيور الحديثة اليوم.
ولكن انقرضت الديناصورات في نهاية العصر هذا إلا أن الانقراض شمل بعض الأنواع الخاصة بالديناصورات الضخمة مثل (أباتوصور) و(ديبلودوكوس) ولكن بعضها الآخر الضخم قد استمر لفترة أطول ما بعد نهاية هذا العصر مثل (التيتانوصور).
نهاية عصر الطباشيري
بحسب أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة كاليفورنيا (ريتشارد كاون) فقد أوضح أن نسبة كبيرة من اللافقاريات قد انقرضت ومعظم الفقاريات أيضاً، وقام العديد من العلماء بربط هذا الانقراض الجماعي بكونه قد حدث نتيجة اصطدام كويكب بالأرض والذي يُعرف الآن بالـ (مكسيك).
وقد أودى هذا الاصطدام بحسب الأبحاث إلى انقراض العديد من الحيوانات الغير طائرة والزواحف المجنحة والتي ليست من نوع الديناصورات، والكثير من الزواحف البحرية والثدييات المبكرة، حيث أنه وبحسب “المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي” قد أودى الانقراض بحياة ثلاثة أرباع الأنواع التي كانت تحيا في هذه الفترة.
المصدر: Britannica + Eden Project + National Geo Graphic.