ما هو الفرق بين القلق والخوف والتوتر وأيهما أخطر

القلق والخوف والتوتر هي مشاعر مؤرقة ومتعبة يمر بها الجميع، ورغم أنهم متشابهون إلا أن هنالك خيطاً رفيعاً يفرق بينهم، تعرفوا على الفرق بين القلق والخوف والتوتر.

الفرق بين القلق والخوف والتوتر

القلق والخوف والتوتر هي استجابات عاطفية ونفسية، يقوم بها جسم الإنسان تجاه التهديدات أو التحديات أو المخاوف، وكثيراً ما يخلط الناس بين هذه المشاعر الثلاثة نظراً للتشابه الكبير بينهم، وبين الأعراض التي تصاحبهم، ولأن في أغلب الحالات يشعر الإنسان بمشاعر مختلطة من هذه المشاعر الثلاثة في آن واحد، لكن في حقيقة الأمر هم مختلفون وفيما يلي أهم الاختلافات بينهم:

القلق

هو شعور غير مريح وغامض من التوجس وعدم اليقين بشأن أحداث مستقبلية، أو الشعور بعدم الراحة بسبب تهديد مجهول أو غير محدد مثل القلق من المشي بمفردك في شارع مظلم ليلاً، الشعور بعدم الراحة هنا يكون بسبب التفكير في احتمالية وقوع أذى أو أمر سيئ، وليس نتيجة التهديد نفسه، فهو نتيجة تفسير العقل للمخاطر المحتملة، وقد ينشأ القلق من فراغ، وهذا هو أهم ما يميز القلق عن المشاعر الأخرى.

الخوف

هو استجابة طبيعية وفورية لتهديد حقيقي أو معروف أو محدد، وهو في الحقيقة مشاعر حميدة، فهو يحث الإنسان على الهروب من الخطر، ويساعده على البقاء، ومثال عليه عندما تسمع صوتاً غريباً بالبيت ليلاً، أو إذا أشهر أحد سلاحاً عليك وأنت تمشي بشارع مظلم ليلاً، ففي هذه الحالة التهديد بالفعل موجود وليس محتملاً كما كان مع القلق.

التوتر

هو استجابة نفسية وعضوية نتيجة التعرض لمواقف صعبة أو ضغوط أو مطالب، فهو شعور طبيعي عند الوقوع بموقف يُشعرك بالإحراج، أو موقف يتطلب الاجتهاد وإنجاز العمل سريعاً مثل قرب موعد تسليم العمل، أو قرب موعد الامتحان، أو موقف يتطلب مواجهة الناس مثل التحدث أمام جمهور كبير، ويتميز التوتر بأنه مرتبط بالموقف المسبب له، ففور انجلاء الموقف ينتهي الشعور بالتوتر، لكن في بعض الأحيان يكون التوتر مزمناً وملازماً للشخص لسنوات مثل نتيجة العمل في بيئة سامة، أو الوقوع بمشاكل عائلية طويلة الأمد، وهنا يكون التوتر مَرضياً.

على الرغم من الاختلافات التي وضحناها بين القلق والخوف والتوتر، إلا أنهم مرتبطون إلى حد كبير، فالخوف يُجلب التوتر، والتوتر قد يحفز الشعور بالقلق، والخوف غالباً يكون مصحوباً بالقلق والتوتر وهكذا، كما أن الأعراض الجسمانية التي تظهر عند الشعور بهذه المشاعر متقاربة إلى حدٍ كبير، لأن الجسم يستجيب لهذه المشاعر الثلاثة بإفراز هرمون الكورتيزول في استجابة تعرف طبياً باستجابة الكر والفر، التي يلجأ إليها الجسم لحمايته من الخطر، ومساعدته على مواجهة هذه المواقف.

أعراض القلق والخوف والتوتر

أعراض القلق

  • العصبية والتهيج.
  • الإحساس بوقوع كارثة.
  • تسارع ضربات القلب.
  • سرعة معدل التنفس.
  • ألم الصدر.
  • ألم وتشنج العضلات.
  • التعرق.
  • الدوار.
  • طنين الأذن.
  • صعوبة التركيز.
  • صعوبة النوم.
  • أعراض هضمية مثل الإسهال والإمساك والغثيان.
  • التفكير المفرط، وصعوبة التحكم في مشاعر القلق.
  • الشعور بعدم الأمان.
  • الرغبة في الابتعاد عن مسبب القلق.

أعراض الخوف

  • تسارع ضربات القلب.
  • سرعة معدل التنفس.
  • التعرق.
  • الرجفة والقشعريرة.
  • جفاف الفم.
  • الغثيان.

أعراض التوتر

  • تسارع ضربات القلب.
  • سرعة معدل التنفس.
  • المزاجية.
  • التهيج والغضب.
  • الأفكار القلقة.
  • الشعور العام بعدم الراحة وعدم السعادة.
  • الشعور بالوحدة.
  • الإرهاق.
  • الغثيان والدوار.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • تشنج العضلات.
  • صعوبة النوم.
  • اضطراب الشهية.
  • الشعور بالضغط الشديد.
  • التعرق.

أيهم أخطر القلق أم الخوف أو التوتر؟

لا يمكن الجزم بأن أحد هذه المشاعر أشد خطورة من الأخرى، ففي الواقع هي مشاعر آمنة رغم صعوبتها، ولا توقع أي خطورة على المصاب بها مادامت مؤقتة ويُمكن تخطيها، لكن في بعض الحالات قد تتطور هذه المشاعر وتصبح مزمنة، مثل أن يكون التوتر يومي، أو أن يتحول القلق لاضطراب مرضي يعرف باضطراب القلق، أو أن يكون الخوف شديداً وغير مبرراً فيتحول إلى فوبيا أو رهاب، فيظهر مع استمرار هذه المشكلة مشاكل نفسية وجسدية خطيرة.

وللتسهيل عليكم؛ توجد مجموعة من الأعراض التي تدل على تطور هذه المشاعر لدرجة تتطلب مراجعة الطبيب وهي:

  • عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة.
  • اللجوء إلى استخدام الأدوية دون مراجعة الطبيب، أو اللجوء إلى الكحول لتخطي هذه المشاعر.
  • الشعور بمخاوف غير منطقية.
  • تغير واضح في عادات النوم.
  • تغير كبير في عادات الأكل.
  • تغير كبير في الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • اضطراب مستمر بالمزاج.
  • الشعور بعدم القدرة على السيطرة على هذه المشاعر.
  • إيذاء النفس، أو التفكير في ذلك.
  • الأفكار الانتحارية.

ورجوعاً إلى مقارنة خطورة هذه المشاعر، بعض الأطباء ترى أن الخوف قد يكون حميداً فهو يحميك من المخاطر، وكذلك التوتر قد يكون إيجابياً فهو قد يكون محفزاً إلى ممارسة مجهود أكثر، وتقديم أداء أفضل، بينما القلق هو مشاعر استباقية لتهديد متخيل غير موجود على أرض الواقع، لذا قد يُصنف القلق أكثر خطورة من الخوف والتوتر.

المصدر: منظمة National Alliance on Mental Illness + مستشفى التعافي للطب النفسي وعلاج الإدمان.

أماني محمد

صيدلانية إكلينيكية، خريجة جامعة القاهرة عام 2011، حاصلة على دبلومة صيدلة المستشفيات، وزمالة الصيدلة الإكلينيكية، خيرة خمس سنوات بكتابة المقالات.
زر الذهاب إلى الأعلى