أسباب الفشل في الحياة وطرق مواجهته
كيف يمكن لشعورٍ مطليٍّ بالإحباط والانكسار أن يكون سبيلاً للمسير نحو الطريق الصحيح لبلوغ النجاح؟، تعرف على ماهية الفشل في الحياة.
ما هو الفشل في الحياة
الفشل هو الشعور بالإحباط والإنكسار وشعور عدم القدرة، عند عدم بلوغ الهدف، والذي يجعل الفرد في حالة من التوجس الدائم بأنه أضعف من غيره، وبأنه غير قادر على فعل شيء، ولكن لو تمعنت النظر قليلاً في تلك الفكرة، لوجدت أنه لم يولد أحد وهو خبير، ولم يأتي على هذه الأرض شخصاً ناجحاً منذ أن أبصر نور الحياة، بل إنه عمل واجتهد وتعثر مراراً وتكراراً وقاوم وجمع شتات نفسه، لإعلاء قدر نفسه في نظر نفسه، تخيل!.
تلك هي الفكرة الأساسية التي يقوم عليها التحدي، ليس تحدي النجاح يكون بغية تحدي الغير دائماً، بل إنه في المقام الأول تحدي النفس، نحن قد خُلقنا لهدف، ولم يكن الهدف هو فقط أن نأكل ونشرب ونمارس حياتنا بملذاتها و تساليها، إنما خلقنا لهدف، ألا وهو إعلاء شأن الإنسان، الذي تميز عن سائر المخلوقات بالعقل، والعقل هو المولد الأساسي لبلوغ النجوم وعنان السماء، فكيف لك أن تترك بين كتفيك كنزٍ دون أن تستثمره في تحقيق الذات؟.
كيف لك أن تترك نفسك ضحيةً لمحاولة فاشلة كنت طرفاً في فشلها؟
وكونك طرف لا يعني أنك أنت المُلام، بل يعني أنك لم تعمل على تمحيص الأمور بشكلٍ أكبر، أو تتبع طرق صحيحة أثناء بلوغ الهدف.
وعليه أُبين: أنه و في الآونة الأخيرة وبسبب تعدد السبل التي تتيح الانفتاح على العالم بأسره وتضع أمام الأفراد تحديات للتسابق والوصول إلى ما وصل إليه العالم، نجد أن البعض يعتقد أن المقارنة الحقيقية تقع عندما تنظر لغيرك وتسعى لتكون مثله، لا أن تكون مقارنتك بينك وبين نفسك عن ما هي عليه في السابق وما وصلت إليه اليوم، الأمر بالمجمل بسيط ذلك لكوننا أمام انفتاحٍ عظيم يجعلنا ماثلين في منازلنا ننظر للعالم إلى أين وصل، وهنا تبدأ نفوسنا بالانكماش فتشعر بضآلتها أمام ما يصل إليه الناس، وذلك بحد ذاته فشلاً، لا لكونك جالساً مكاناً لا تتحرك ولو بقيد أنملة، إنما لأنك تقارن نفسك مع الغير بدلاً من أن تجعل نفسك متفرداً بتألقك، وعليه فإن الفشل في الحياة هو الشعور بعدم القدرة على الاندماج المجتمعي أو عدم القدرة على الشعور بالذات، لكون الشعور المسيطر هو شعور (النكرة) ترى نفسك نكرة لا أكثر، وهنا كان من المهم جداً أن نسلط الضوء على مثل هذا الشعور لكونه يحبط عزيمة من يشعر به ويقيد قدراته التي لم يتمكن من معرفتها حتى الآن.
ما هي أسباب الفشل في الحياة؟
هناك جملة من الأسباب التي تجعلك تشعر بدنو نفسك وفشلك في الحياة، ومن أبرز تلك الأسباب نجد:
- عدم حب الذات وتقديرها.
- عدم إنجاز الفعل الذي بدأت به.
- عدم فعل شيء والتحجج بعدم القدرة أو عدم وجود ظروف مناسبة.
- الخوف من الفشل مما يجعله في حالة ثبات لا يرغب بخوض أي تجربة.
- التعرض للفشل أثناء المحاولة وعدم محاولة الوقوف من جديد.
- التكاسل والتقاعس عن إنجاز أي فعل بسبب عدم الثقة بالنفس.
- إلقاء اللوم على الغير بكل الظروف والأحداث التي تطرأ.
- النظر إلى الأمور بسلبية وتشاؤم دائم.
- المقارنة مع الغير.
- فصل الأخطاء السابقة عن التجارب الجديدة، بما معناه عدم التعلم من الخطأ وتكراره من جديد.
- عدم المواظبة على الاستمرارية مهما تعرضت للانكسار.
الفاشل من يلقي فشله على غيره
تعد أهم نقطة تدل على الفشل الذريع، هو عدم تحمل مسؤولية الأخطاء، فعند اختيارك لهدفٍ ما، فأنك بهذا إما أن تنجح به وإما أنك لن تنجح، وبالنسبة لعدم نجاحك فقد يكون مسببه هو إما سلوكك الخاطئ في تنفيذه، وفشلك هنا لم يكن سوى وسيلة لإيقاظك على ممارستك الخاطئة وإما أنه لم يكن مقدراً لك منذ البداية وعليك هنا أن تعيد فتح بصيرتك لما هو أنسب لك أن تفكر به وتسعى وراءه، لكن في جميع الأحوال عليك تحميل مسؤولية اختيارك للأهداف وفشلك بها وعدم إلقاء اللوم على الغير من أجل إرضاء الذات ورمي أي شيء يؤثر عليها، بيد أن تحملك للمسؤولية سيدفعك لإعادة إصلاح نفسك وسلوكك الذي تمارسه من أجل بلوغ الهدف، لذا لا داعي لإلقاء اللوم على الغير لأن هذا يعد أكبر من الفشل بحد ذاته كونك غير قادر على السيطرة على زمام الأمور وإعادة معالجتها لذلك تلجأ للهروب والتملص منها.
الفشل بداية النجاح
الفشل ليس الوقوع وعدم بلوغ الهدف بل إن الفشل هو عدم الوقوف من جديد وإعادة المحاولة، يا لها من جملة معبرة لأن تخبرك بأن الفشل هو سبيلك لإعادة نفسك من جديد بهيئة جديد ونمطية تفكير مختلفة والتي بدورها تساعدك لبلوغ الهدف والنجاح به، لك أن تتخيل لو أن كل فرد في هذه الأرض استسلم منذ اللحظة الأولى للفشل، ما الذي حينها سينتج عن استسلامه؟ سينتج عالمٌ مليءٌ بالسواد، عالم يسوده الجهل وعدم التطور، إذاً إنها ليست بمعضلة أليس كذلك؟ إنها أبسط وموضوعةً أمام عينيك ولكن عقلك لا يبصرها، فحوى ما أقول هو أن الفشل هو سبيلك للنجاح، فقط بالحالة التي تصرّ عليها على إعادة المحاولة مرة تلو أخرى يتبعها ديناميكية تفكير مختلفة وطرق متبعة متغايرة عما سبقها إلى أن تصل إلى ما تحلم أن تبلغه، لذا لا تيأس عند فشلك بل تأكد أنه إشارة إلى أن هناك خطبٍ ما في الطريقة المتبعة وعليك إصلاحها وإعادة الإقلاع.
بالفشل سننهض من جديد
ما الذي يمكنك تحقيقه بالفشل؟ سؤالٌ يراود الجميع، وللتعبير عن الجواب الحقيقي، سأقول لك جملة واحدة نطقها توماس أديسون عندما كان يحاول اختراع المصباح، حينها تعددت محاولاته وبلغت آلاف المحاولات، وعندما سأله صحفي عن فشله، أجاب: (أنا لم أفشل عشرة آلاف مرة، أنا لم أفشل ولا لمرة واحدة، أنا نجحت في إثبات أن العشرة آلاف طريقة تلك لن تنجح، وبهذا وجدت عشرة آلاف طريقة لا يعمل بها المصباح)، هنا تكمن قوة التفكير الإيجابي الذي يجعلك تلتمس بصيص نور من أوج أزماتك، وتجد بها شيئاً من النعمة بدل النقمة، لكونه قادراً على جعلك مواظباً ومستمراً لاستكشاف قدراتك وعند كل مطب ستجد في نفسك شيئاً جديداً لم تكن تدركه، كونك ستعمل على إعادة التفكير وتوسيع نطاق مهاراتك.
- بالفشل ستتمكن من التعلم من الأخطاء وبناء حصيلة تجارب تجعلك تقي الأزمات نفسها في المستقبل البعيد.
- بالفشل ستكون ممتناً لكل ما لم يكن من نصيبك ولم تستدل عليه إلا عندما فشلت به.
- بالفشل، ستدرك أن الحياة تستحق المحاولة لكونك أنت نفسك تستحق التجربة دائماً.
- بالفشل، ستتعرف على بواطن عقلك ومدى قدراتك لأنك في كل مرة ستعمل على فتح بصيرتك بشكلٍ أوسع للتفكير بشكلٍ أفضل.
- بالفشل تحقق المستحيل عندما تقرر أن لا توصم ب لقب الفاشل، بل أن تكون ناجحاً لم يترك للفشل فرصة لأن يثبط عزيمته.
طرق مواجهة الفشل
هنا أنا سأقوم بصياغة أفضل الطرق لمواجهة هذا الشعور بناءً على قراءتي للكثير من الكتب، والأهم من ذلك بناءً على تجربتي التي تمخضت بعد الكثير من الصراعات التي نالت مني الكثير، وعليه تبين أن طرق مواجهة هذا الفشل تتمثل بـ:
- توقف عن مقارنة نفسك مع الغير.
- توقف عن تعددية الطموح، لأن هذا ليس طموحاً وخاصةً إن كان مبنياً على رؤية نجاحات الغير وحينها تقع أمام اللخبطة التي ستحدث جراء رغبتك في أن تكون مثل ذاك وذاك وذاك، وهنا عليك البحث عن نفسك أنت وعما ترغب به وتحبه فقط.
- عند فشلك في أمرٍ ما، انظر إلى الجانب المشرق، والذي ساعدك على التعرف على أخطائك وفي المقابل تجنبها في المستقبل.
- عند إعادة المحاولة وتكرار حالة الفشل حينها يجدر الإشارة إلى أن هدفك بالأساس ينقصه شيء، إما أنه ليس من نصيبك وإما أنك لا زلت تخطئ في جوانبٍ ما.
- أقرأ كثيراً وتعمق في أساليب التفكير الإيجابي من أجل الابتعاد عن أي شعور سلبي قد يطرأ عليك عند الفشل.
- تعود على الاستمرارية مهما أثار شعور الفشل في قلبك من ألم، بل اعتد أن تتصالح معه وتتعامل معه وكأنه نجاحاً، وذلك لكونه نجاحاً حقاً فقد تعلمت منك الكثير ولم يكن مجرد حالة انكسار دون بناء خبرة.
- ثق بنفسك وبأنك ستصل لا محالة حينها مهما مررت بمواقف صعبة ستعلم أنها تحاول التشكيك بقدراتك وعليك مواجهتها لإثبات نفسك.
- تحدى نفسك دائماً وقل دائماً أنك قادر، ستفعلها، أنت ناجحٌ لا محالة.
- وسّع نطاق علاقاتك، وتعلم من تجاربهم.
- دع الفشل في الحياة يفجّر في نفسك نيراناً تلتهب من أجل الوصول وإثبات الذات.
- كن على يقين بأن الله يمنحك ثمار جهدك، لأنك في كل مرة تزرع فيها بذرة وتلك البذرة لا تنبت، فإنها تدل على أنها بحاجة إلى تربة مختلفة (عقلية مختلفة) وحينها ستجد أنك عندما قمت ب اختيار تربة خصبة لها، نَبُتت وأعطتك من خيراتها لا محالة وذلك كله بفضل إيمانك بنفسك وعظيم كرم الله.
- تقدير الذات وعدم جلدها وإلقاء اللوم عليها أو على الغير، بل أخبرها بلطفٍ ولين أنه يكفي كسب شرف المحاولة وسنعيدها مرة أخرى متى اشتد عودنا من جديد.