معلومات عن الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين وطرق الوقاية
كثر الحديث مؤخراً عن الفيروس الرئوي HMPV بعد انتشار أخبار ظهور أعداد كبيرة من المصابين به بالصين، فتجددت مخاوف تكرار أزمة كورونا، تعرفوا معنا على حقيقة هذا الفيروس.
الفيروس الرئوي HMPV
الفيروس الرئوي البشري “Human Metapneumovirus HMPV” هو أحد الفيروسات التنفسية التي تسبب أعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد والإنفلونزا، وتكثر الإصابة به سنوياً خلال فصل الشتاء وبداية الربيع، وعادةً تكون الإصابة بالفيروس الرئوي البشري بسيطة إلى متوسطة الحدة، فهو لا يسبب أعراضاً خطيرة أو مهددة للحياة.
الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة به هم الأطفال الأصغر من 5 سنوات، فهو سبب 10-12% من الأمراض الرئوية لدى الأطفال، وللأسف هم أيضاً أكثر فئة معرضة لوقوع مضاعفات، وكذلك كبار العمر، لأن هاتين الفئتين يعانون من ضعف المناعة.
هل نحن على أعتاب وباء جديد مثل كورونا؟
انتشرت مؤخراً أخبار متعددة عن ظهور حالات كثيرة مصابة بالفيروس الرئوي البشري في الصين، واكتظاظ المستشفيات بالمرضى من مختلف الأعمار، كما قد انتشرت أخبار عن إعلان حالة الطوارئ بالصين لمواجهة هذا الفيروس والحد من انتشاره قبل أن يتحول إلى وباء عالمي، وبالطبع أثارت هذه الأخبار مخاوف الناس حول العالم خوفاً من تكرار أزمة كورونا، لكن نود أن نطمئنكم أن الفيروس الرئوي البشري هو فيروس قديم؛ اُكتشف منذ أكثر من 20 عاماً على عكس فيروس كورونا الذي كان جديداً وغير معروفاً، كما أن الفيروس الرئوي يُصنف غير خطير، فهو يسبب أعراض طفيفة إلى متوسطة الحدة.
وعلى الرغم من عدم وجود لقاح للوقاية من الفيروس الرئوي حتى الآن، إلا أن المريض يكتسب مناعة ضد الفيروس عند الإصابة به لأول مرة، لذا عند التقاطه الفيروس نفسه مجدداً تكون العدوى طفيفة وغير مقلقة، لذا أغلب الظن الملايين من السكان حول العالم لديهم في الدم أجسام مضادة للفيروس تحميهم من وقوع أي مضاعفات خطيرة عند الإصابة به مجدداً.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا داعي للخوف، فأعداد الإصابة بالفيروس حتى الآن هي ضمن النطاق المتوقع لموسم الشتاء كل عام، ولا يوجد نمط تفشي للفيروس كما هو شائع، كما أعلنت دولة الصين أن أعداد الإصابة لديها هذا العام أقل مقارنةً بالعام الماضي، وأن المستشفيات قادرة على استيعاب وعلاج جميع الحالات دون مشاكل.
وطبقاً لهذه المعلومات التي وردت عن تقارير رسمية من حكومة الصين ومن منظمة الصحة العالمية ندعوكم إلى عدم القلق، ولكن نود أن نقدم لكم النصيحة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية على صفحتها الرسمية، وهي أن كل من تظهر عليه أعراض المرض عليه البقاء في المنزل حتى التعافي، كما على جميع الناس الالتزام بتعليمات الوقاية من الإصابة بالفيروس التي سوف نذكرها لكم بهذا المقال.
ما هي سبل الوقاية من الفيروس الرئوي البشري؟
اتباع التعليمات التالية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لحماية نفسك من التقاط الفيروس الرئوي البشري، وجميع الفيروسات الأخرى التي تنتقل بالطريقة نفسها، لذا أنصحك باتباعها:
- اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية متواصلة، ثم جففها جيداً، وفي حال عدم توفر الماء يمكنك استخدام معقم اليدين المحتوي على الكحول بنسبة 70-80%.
- تأكد من غسل يديك قبل تناول الطعام، وبعد لمس أنفك أو فمك، وبعد الخروج من الحمام، وبعد ملامسة المرافق العامة كمقابض الأبواب والدرابزين.
- غط فمك وأنفك بمنديل عند السعال أو العطس، وتخلص منه بسلة المهملات.
- ارتدي الكمامة إذا كنت تعاني من أي أعراض تنفسية، أو إذا كنت متواجداً بمكان منتشرة به العدوى كالمستشفيات، أو إذا كنت في مكان مزدحم كوسائل النقل العامة خاصةً إن كنت من الفئات منخفضة المناعة ككبار السن، والحوامل، ومرضى ضعف المناعة.
- التزم بالبقاء في المنزل عند إصابتك بأي عدوى تنفسية لتجنب نشر العدوى، وتجنب الاحتكاك بالأطفال وكبار السن قدر الإمكان.
- عزز جهازك المناعي لمواجهة الأمراض بتناول غذاء صحي متوازن، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين والكحول، والحصول على قسط كافي من الراحة.
- عقم الأسطح والأدوات التي تستخدمها إذا كنت تعاني من أي عدوى تنفسية.
- تجنب التواجد في الأماكن المكتظة سيئة التهوية، واحرص على تهوية المنزل جيداً.
ما هي أعراض الفيروس الرئوي البشري؟
معظم أعراض الفيروس الرئوي تكون طفيفة، وتستمر لمدة 2-5 أيام فقط، وتكون في شكل:
- احتقان وسيلان الأنف.
- السعال.
- احتقان وألم الحلق.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الإسهال.
قد تقع بعض المضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية لدى الأشخاص منخفضي المناعة فتظهر عليهم أعراض أخرى مثل الإجهاد، وضيق وصعوبة التنفس، والصفير، وقد يعاني الرضع من صعوبة الرضاعة.
كيف ينتقل الفيروس الرئوي البشري؟
هو فيروس معدي قد ينتقل من شخص مصاب به إلى شخص سليم، أو قد ينتقل من الأسطح الملوثة عند ملامستها، وبعد التقاطه تستمر فترة حضانته 3-6 أيام، تبدأ أولى أعراض الإصابة بالعدوى بالظهور، وفيما يلي أهم طرق انتشار الفيروس:
- التواجد بقرب المريض عند قيامه بالعطس أو السعال.
- مصافحة المريض، أو تقبيله أو احتضانه.
- ملامسة أدوات المريض وبعدها ملامسة الأنف أو الفم أو العينين.
كيف يُشخص الفيروس الرئوي البشري؟
عادةً لا يحدد ص الطبيب الفيروس المسبب للأعراض التي يعاني منها المريض، فالكثير من الفيروسات التنفسية تسبب نفس الأعراض، ولا يؤثر تحديد نوع الفيروس في وضع الخطة العلاجية، فيكتفي الطبيب بإجراء فحص جسدي للمريض، وتقييم الأعراض التي يعاني منها، لكن في الحالات المتقدمة من العدوى قد يأخذ الطبيب مسحة من حلق المريض لتحديد نوع الفيروس، كما قد يطلب الطبيب تصوير الصدر بالأشعة السينية أو تنظير الشعب الهوائية.
ما هي طرق علاج الفيروس الرئوي البشري؟
لا يوجد دواء مضاد للفيروسات مخصص لهذا الفيروس، ولأن معظم الحالات تعاني من أعراض طفيفة، يكتفي الطبيب بأن ينصح المريض بالالتزام بالراحة حتى تختفي الأعراض من تلقاء نفسها، وقد يصف بعض الأدوية لهذه الأعراض مثل:
- الأدوية المسكنة للألم مثل الباراسيتامول.
- الأدوية المزيلة لاحتقان الأنف في شكل أقراص أو بخاخات.
- البخاخات لتسهيل عملية التنفس.
- بخاخات الكورتيزون لتخفيف احتقان الأنف.
معظم حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري تشفى من تلقاء نفسها بالبيت، لكن الحالات المتقدمة قد تحتاج الدخول إلى المستشفى للحصول على:
- السوائل الوريدية لتعويض الجفاف.
- الأوكسجين لعلاج صعوبة التنفس.
- حقن الكورتيزون لعلاج الالتهاب وتخفيف الأعراض.
والجدير بالذكر أن المضادات الحيوية غير مفيدة في علاج الفيروس الرئوي البشري، فهي أدوية مخصصة للقضاء على البكتيريا وليس الفيروسات، لكن في بعض الحالات قد يُصاب المريض بعدوى بكتيرية ثانوية، في هذه الحالة يصف له الطبيب المضاد الحيوي المناسب.
المصدر: WebMD + منظمة الصحة العالمية.