ماهي المراهقة المتأخرة وعلاماتها وطرق التعامل معها
لابد وأنك في يوم من الأيام سمعت عن أزمة منتصف العمر، أو ما يُطلق عليها المراهقة المتأخرة، فما هي؟ هذا ما سنعرفه من خلال السطور القادمة.
ما هي المراهقة المتأخرة؟
المراهقة المتأخرة أو أزمة منتصف العمر هي مشاعر تنتاب شريحة كبيرة من الرجال والنساء بعد تخطي سن الأربعين، حيثُُ يشعر من يعيشها بأنه يرغب في أن يعود شاباً من جديد، من أجل القيام بما لم تسنح له الفرصة بالقيام به في فترة المراهقة الأصلية.
مع العلم أن تأخر المراهقة عند الرجل هي الأكثر شيوعاً من تأخر المراهقة عند النساء، خاصة وأن الرجل يشعر بأن العمر قد مضى في تحقيق الأهداف العملية، مما جعله لا يفكر في الاستمتاع بشبابه، وهذا الأمر ينتج عنه رغبة الرجل في القيام بأفعال صبيانية لا تتماشى مع عمره، وقد فسر علماء علم النفس المراهقة المتأخرة على أنها صدمة نفسية.
أبرز علامات المراهقة المتأخرة
لا تختلف كثيراً علامات المراهقة المتأخرة عند الرجال عن علامات تأخر المراهقة عند المرأة، فهي تتلخص في رفض الشخص للمستقبل الذي ينتظره أو فكرة التقدم في العمر، علاوة على الرغبة في أن يظل العقل الباطن مشغولاً بمرحلة الشباب الحقيقية، مما ينتج عنه إقناع النفس بذلك، وبالتالي تتغير تصرفات المصاب بالمراهقة المتأخرة.
فيبدأ الشخص في أن يتصرف كعشريني بشكل تام، حيثُ الاهتمام بالنفس بصورة مبالغ فيها، إذ يزداد مستوى النظافة الشخصية بشكل لا يتوافق مع ما مضى من عمره، يقف أمام المرآة دائماً، ويدقق في علامات تقدم العمر، يسعى إلى التغيير في شكله، وإن كان هناك شيباً في رأسه، فإنه يحاول أن يخبئه عن طريق الصبغات، كما أنه لا يتوانى في استخدام العطور الفواحة التي لا تتماشى مع سنَه.
ليس ذلك فقط، بل إن المصاب بتأخر المراهقة يرتدي دائمَاً الألوان الزاهية، ويبتعد كل البُعد عن الألوان القاتمة بغض النظر إن كانت تلك الملابس تناسب عمره أم لا، فهو يحاول فقط لفت الأنظار من خلال تصرفاته الشبابية، والتي من الممكن أن تظهر في صورة التعبير بتهور عن حبه لشريك حياته أو الرغبة في المواعدة غير الشرعية.
أيضاً قد تظهر علامة أخرى من علامات تأخر المراهقة على الشخص المصاب بها، وهي السهر خارجاً، حضور الأنشطة التي يحبها الشباب، شرب السجائر والتطرق لتجربة أشياء جديدة في ذلك الصدد، بل وقد يصل الأمر إلى زُهده في مجالسة من هم في فئته العمرية، لكي يشعر أنه أصغر منهم ولا ينتمي لهم، ومن ناحية أخرى فإنه يترك المسئوليات الخاصة به ويتمرد على حياته كاملة.
ولأن المراهق الحقيقي من الممكن أن يغضب بصورة مبالغ فيها، فإن من لديه مراهقة متأخرة أيضاً يكون سريع الغضب، وردود أفعاله غير متوقعة، حتى مع الأسباب التي لا تستحق ذلك، حيثُ يتحول الشخص الأربعيني من شخص ناضج لشخص متهور عصبي، لا يمكن التفاهم معه في بعض الأحيان.
ومن الممكن أن تبرز علامات تأخر المراهقة في أن يدخل المصاب في نوبة اكتئاب نتيجة تحليله لفترة الشباب الحقيقية واكتشافه أنها خالية من الإنجازات على الرغم من بذله الكثير من المجهود بها، وغالباً ما يُصاب بالمراهقة المتأخرة من كانت مراهقتهم الحقيقية ليست على ما يرام، حيثُ حملوا خلالها الكثير من المصاعب والمسئوليات التي لا تتوافق مع تلك المرحلة العمرية.
المشكلات الناجمة عن المراهقة المتأخرة
عندما يُصيب تأخر المراهقة الرجل أو المرأة، لابد وأن يحدث خلل في علاقاتهم، وتبدأ عدة مشكلات بالظهور، أهمها:
- حدوث مشكلات عائلية: لأن المُصاب بأزمة منتصف العمر يقوم بالأفعال التي لا تليق به، فإنه يتعرض للانتقادات بشكل مستمر، ونتيجة ذلك يبدأ في إبداء غضبه بصورة تتسبب في حدوث مشكلات أسرية وخيمة.
- تدهور الحالة الصحية: إن أدت المراهقة المتأخرة إلى اتباع عادة سيئة مثل: التدخين، شرب الكحوليات أو غيرها، فإنه من الطبيعي أن تدهور الحالة الصحية للشخص.
- الابتعاد عن الدين: لأن أغلب تصرفات الشخص المصاب بالمراهقة المتأخرة خاطئة، فإنها تكون سبباً في أن يبتعد عن دينه.
- التعرض للابتزاز: غالباً ما تتعرض المرأة المصابة بالمراهقة المتأخرة وكذلك الرجل إلى الاستغلال من الأشخاص المحيطين بهما، حيثُ يكون لأي منهما الرغبة في سماع الكلمات الرومانسية التي تشعرهما بالشباب، حتى وإن كان ذلك مقابل إنفاق الكثير من الأموال.
- شعور المحيطين بالإحراج: لأن الشخص الذي يُعاني من المراهقة المتأخرة يقوم بالأفعال التي لا تتماشى مع عمره، فإن ذلك يضع المحيطين به في الكثير من المواقف المحرجة.
- عدم القدرة على مواكبة الحياة الحقيقية: فالشخص المصاب بالمراهقة المتأخرة يفتقد القدرة على الاستمتاع باللحظات السعيدة الحقيقية التي لابد وأن يعيشها تبعاً لمرحلته العمرية، وذلك لأنه يستبدلها بلحظات مستوحاة من مرحلة الشباب التي لا تناسبه في الوقت الحالي.
طرق التعامل مع شخص يُعاني من مراهقة متأخرة
تتلخص أهم طرق التعامل مع من أصيب بالمراهقة المتأخرة في الاستماع الجيد له، والتعرّف على ما يدور في رأسه، بالإضافة إلى عدم التحقير من طريقة تفكيره أو ما يود القيام به، بل محاولة مساعدته على القيام بتغيير روتينه اليومي، وتقديم النصيحة له بشكل لائق.
لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن من أهم طرق التعامل مع ذوي أزمة منتصف العمر هو تقديم الدعم الكامل لما يودون القيام به من أفكار تتعلق بممارسة الرياضة والدخول في مغامرات جديدة، على أن تكون تلك الأفعال في طريق صائب، فمن خلال ذلك سيشعرون أنهم بصحة جيدة تُمكنّهم من استعادة الشباب مرة أخرى، ومن الممكن أن يكون ذلك تغييراً إيجابياً في حياتهم.
ومن أهم ما يجب فعله مع من يُعاني من تأخر المراهقة، هو عدم تركه يجلس بمفرده لفترات طويلة، بل ينبغي على المحيطين به أن يساعدوه على الانخراط في المجتمع بصورة أكبر من ذي قبل، خاصة مع من يُقاربونه في العمر.
أهم طرق علاج المراهقة المتأخرة
يجب على من يُعاني من تأخر المراهقة أن يأخذ القرار في معالجة ما يمر به، وأن يستمع إلى نصائح المحيطين، ويطبق ما يلي من أجل العودة إلى حياته الطبيعية التي تتوافق مع فئته العمرية، إذ تتلخص سبل علاج المراهقة المتأخرة فيما يلي:
- ممارسة الهوايات: من الممكن أن يقوم الشخص بممارسة الهوايات التي يحبها مهما كان نوعها، فهي ستساعده في الاستمتاع بحياته وقضاء اللحظات السعيدة.
- الاطمئنان على الحالة الصحية: قد يساعد ذلك الفرد في أن يتأكد من أنه بصحة جيدة مما يجعله راغباً في مواكبة مرحلته العمرية الحقيقية، وليست هناك مشكلة إن كان يُعاني من بعض الأمراض، بل عليه أن يبحث عن سبل معالجتها.
- الاهتمام بالمظهر الخارجي بشكل معتدل: فمن الهام أن يكون الشخص ذو مظهر لائق يزيد من ثقته في نفسه ولكن بدون مبالغة.
- التخلص من التفكير بطريقة سلبية: إذ يجب التعامل مع تقدم العمر على أنه أمر طبيعي، وأن السن ما هو إلا أرقام، وعلى المرء أن يهتم بصحته، أنشطته، وإنجازاته، وأن يكون متفائلاً محباً للحياة ومستمتع بها مهما بلغ من العمر.
- الاعتناء بالصحة البدنية: ويكون ذلك من خلال ممارسة الرياضة، تناول الأطعمة الصحية، وممارسة العادات الحياتية السليمة، لينعم الشخص بصحة أفضل طوال عمره.
- التفكير برويّة: حيثُ يجب على من أصيب بالمراهقة المتأخرة أن يعيد التفكير في شكله وشكل من يحيطون به إن صدر منه أي من التصرفات غير اللائقة نتيجة الإصابة.
- زيارة الطبيب النفسي: إذ شعر الشخص أنه بحاجة إلى مساعدة الطبيب النفسي لتجاوز أزمة منتصف العمر، فلا يجب عليه التردد في زيارته، واتباع نصائحه وإرشاداته.
إن تأخر المراهقة من المشكلات النفسية التي يسهل معالجتها، ولكن يعتمد الأمر على المحيطين بالمصاب وقدرتهم على معاونته، ولذلك قدمنا لكم الكثير من المعلومات التي تدور حولها وأهم سبل علاجها.