قصة الملكة زنوبيا ملكة تدمر ومعلومات شاملة عنها

ملكة أشتهر عنها الذكاء و قوة الإرادة، جمعت في تاجِها القوة والجمال، و كسرت أنف روما بسياستها وحروبها و أذاقتهم مرارة الفشل، فمن هي الملكة زنوبيا؟

من هي الملكة زنوبيا؟

هي ملكة (تدمر)، التي قادت مع زوجها (أذينة) عصياناً على الإمبراطورية الرومانية، و استطاعوا أن يسيطروا على معظم سوريا و حكمت بعد ذلك مصر، وهذا ما جعلها تتشبه بـ (الملكة كليوباترا) و كان لها دوراً بارزاً ولا ينسى في التاريخ، فـ تعالوا لنتعرف معاً عن زنوبيا المرأة الحديدية التي قادت الرجال و حركت الجيوش.

ما هي قصة الملكة زنوبيا؟

تُعرف زنوبيا باسم (بات زباي) نسبة إلى اللغة الآرامية لغتها الأم، كما عُرفت عند العرب باسم (زينب)، و قال الطبري في نسبها أنها من (عماليق العرب)، بينما هي أدعت نسبها لـ (البطالمة)، ولدت زنوبيا في مدينة تدمر بسوريا عام 240 ميلادياً، و تلقت تعليمها في مدينة الإسكندرية بمصر، وهناك قامت بدراسة التاريخ لكلاً من (الإغريق والرومان)، عُرف عن زنوبيا بأنها كانت امرأة هدفها الأول أن تصل إلى مجد لم تصل إليه أي مرأة أخرى في عصرها، لذا رأت في القائد (أذينة) فرصتها لتحقيق هذا الحلم وهذا ما جعلها تتزوجه، لتبقى قريبة من المسرح السياسي وتكتسب المزيد من المهارات التي تؤهلها لتقود العالم يوماً كما كانت تتمنى.

تولي زنوبيا الحكم و غزوها لمصر

كانت الممالك التي يحكُمها العرب مجبرة، إما أن تنحاز لـ (الدولة الفارسية) أو (الدولة الرومانية)، لذا أُجبر أهل تدمر أن ينحازوا للدولة الرومانية والتي وضعت قنصلاً يمثل تدمر داخل مجلس الشيوخ الروماني، وشغل هذا المنصب أذينة و الذي نصب نفسه على عرش تدمر فيما بعد وانفرد بحكمها عن روما، إلا إنه قُتل هو وابنه الأكبر (حيران الثاني) عام 267 ميلادياً، وذكر بعض المؤرخين أن زنوبيا كان لها يد في قتل زوجها لتتولى الحكم فيما بعد، و بالفعل بعد وفاته اعتلت زنوبيا عرش تدمر بصفتها أماً للملك الصغير (وهب اللات) و أصرت على فرض سلطتها بكل الإمبراطورية الرومانية، وهذا ما جعلها تغزو مصر عام 270 ميلادياً، بحجة إعادتها للدولة الرومانية، ولكنها في النهاية وضعت حكم مصر بين يد ابنها (وهب اللات)، وبعد ذلك استطاعت زنوبيا أن تصل بنفوذها إلى آسيا الوسطى، وكل ما حدث من إنجازات و فتوحات كانت زنوبيا تدعى بذكاء أن ما تخوضه من حروب هو في سبيل ازدهار روما، و لُقبت نفسها بملكة ملوك الشرق.

كيف تم كشف نوايا زنوبيا وإسقاط حكمها؟

انكشفت نية زنوبيا في الاستيلاء على ممتلكات روما بعدما قطعت عنهم إمدادات الحبوب المصرية، بالإضافة إلى قيامها بصك عملة نقدية تحمل صور ابنها (وهب اللات) بدون وضع صورة الإمبراطور الروماني، والذي أرسل حملة لمصر بقيادة القائد (برويس)عام 270 ميلادياً، والذي استطاع أن يستولى على مصر وفي العام التالي قام بـ إعداد حملة آخرى على آسيا الصغرى والشام واستطاع أن يهزم جيش زنوبيا في تدمر، وعلى الرغم من ذلك رفضت زنوبيا الاستسلام للرومان، وجمعت جيشها من جديد في مدينة حمص السورية لكي تخوض حرباً كانت هي حربها الأخيرة والتي هزمت فيها مرة أخرى، وهذا ما جعلها تهرب إلى مدينة تدمر، فتتبعها القائد برويس وحاصر مدينتها المنيعة واستطاع أن يقتحمها و ينهب كل ما فيها، كما قام بقتل كبار القادة في جيش زنوبيا، و ذكر المؤرخين أن الملكة الشجاعة استسلمت بعزة وكبرياء لـ القائد برويس، بعدما حاولت الاستنجاد بـ (الفرس) ولكنها فشلت وتم القبض عليها وترحيلها إلى روما، ليتم بيع كل ملابسها الملكية في مزاد علني هناك، و وسط تزاحم الرومانيين لمشاهدة تلك الملكة التي كادت أن تهدم الإمبراطورية الرومانية أعظم إمبراطوريات هذا العصر.

تمثال زنوبيا
تمثال زنوبيا

ما هي صفات الملكة زنوبيا؟

امتلكت زنوبيا العديد من الصفات التي كانت تُعد حكراً على أعظم قادة التاريخ الرجال في هذا الوقت، إليكم أبرز ما وصفت به:

  • كانت غزيرة المعارف، و مطلعة على كل ما هو جديد في علوم زمانها.
  • تكلمت بأكثر من لغة، ومن بينهم اللغة المصرية القديمة.
  • امتلكت الشجاعة و رسمت أهداف عمِلت على تحقيقها.
  • كانت مولعة بـ الصيد.
  • و محبة لـ القنص أو الرماية.

ما هي أعمال الملكة زنوبيا؟

كان لـ زنوبيا العديد من الأعمال التي كانت سبباً في تخليد اسمها بـ التاريخ، كونها قادت جيوش و غزت بلدان، واستطاعت أن تخضع دول آسيا الوسطى تحت حُكمها، بالإضافة إلى اهتمامها بالثقافة والعلوم وبناء مكتبة كبيرة في مدينة تدمر، كما قامت بصك عملة خاصة بها، لكي تميز النقود السورية التدمرية عن نقود روما.

تدمر
تدمر

كيف ماتت زنوبيا ملكة تدمر؟

هناك عدة آراء مختلفة حول موت الملكة زنوبيا، فذكر بعض المؤرخين أنها توفيت في بيت بسيط في روما بعدما عاشت حياة صعبة و شاقة، و آراء أخرى ذكرت أنها توفيت بعدما امتنعت عن الطعام، و الرأي الأخير ذكر بأن وفاتها كانت بسبب السم، الذي طلبته من أحد حراسها لتموت بيه، وكانت وفاتها في عام 275 ميلادياً، لتترك أثراً عظيماً لم ينسى حتى بعد مرور آلاف السنين.

ريهام النجار

طالما كانت الكتابة هي سبيلي الوحيد لإخراج كل خواطر نفسي في شكل كلمات تُعبر كل منها عن شعوراً داخلي.
زر الذهاب إلى الأعلى