ما مفهوم النظرية التفاعلية ومعلومات شاملة عنها
هل تساءلت يوماً عن مفهوم النظرية التفاعلية وما قدّمته لنا؟، لقد كانت هذه النظرية السبيل في تطوّر المجتمعات ووضعت حجر الأساس في إدارة التفاعل بين الأفراد.
ما هو مفهوم النظرية التفاعلية؟
النظرية التفاعلية (iNteractive Theory) هي نظريّة تركز على الإدراك الاجتماعي وفهم الأفراد لبعضهم من خلال السلوكيات الجسديّة والبيئيّة، ليس من خلال الاعتماد على العمليات العقلية مثل التفكير والتخيّل فقط، وقد وقفت هذه النظرية ضد منهجين متّبَعَين أيضاً في الإدراك الاجتماعي وهما (نظرية النظرية) و (نظرية المحاكاة) اللتان تعتمدان على العمليات العقلية والتخيل لفهم أفكار ومشاعر الآخرين، واستُخدم هذا المصطلح في العديد من المجالات مثل علم الاجتماع وعلم النفس والقيادة والكثير غيرها، وتؤكّد النظرية أن الأفراد ليسوا كائنات معزولة، بل هم أشخاص يتفاعلون مع المحيط، ممّا يُساعدهم في تكوين تصوّراتهم وسلوكياتهم وتكوين معاني مشتركة فيما بينهم.
النظرية التفاعلية في علم الاجتماع
تشرح هذه النظرية أن الأفراد يقومون بتشكيل وتطوير مجتمعاتهم من خلال تفاعلهم يومياً، وينتج عن هذا التفاعل الكثير من الأمور مثل تكوين الهوية والتعاون والصراع، وقد تطوّرت هذه النظرية بشكل كبير في أواخر القرن العشرين لتُصبح هي النظرية الاجتماعية السائدة في عالمنا اليوم، ومن أهم الشخصيات البارزة في تطوير هذه النظرية هو (جورج هربرت ميد)، وقد أكّد على أن الواقع الاجتماعي يتكون من التجارب التي نمر بها، ليأتي فيما بعد العالم (هربرت بلومر) ويتوسّع في دراسة هذه النظرية و يضع مصطلح (النظرية التفاعلية الرمزية) ليوضّح أن المعاني التي نعطيها للأشياء تتشكل من خلال التفاعل مع الآخرين.
النظرية التفاعلية في القيادة
يمكن النظر إلى القيادة من خلال النظرية التفاعلية على أنها عملية من عمليات التفاعل الاجتماعي، حيث أن القيادة ليست صفة فطرية تأتي مع الإنسان، إنما هي نتاج انصهار وتفاعل عدّة عناصر منها الموقف وخصائص الجماعة وسمات القائد، وتجد هذه النظرية أن صفات القائد الناجح مثل سرعة البديهة والمهارات الإدارية والسياسة والقوة والحزم لا تكفي لكي يكون قائد ناجح، إلّا إذا اندمج مع الجماعة وتعرّف على مشاكلهم وعمل على حلّها، فلا بُد لكي يكون قائد ناجح أن يقتنع أفراد الجماعة التي يقودها بصفاته كقائد وقدراته التي يتمتع بها والتفاعل مع الجماعة بشكل جيد، بالإضافة إلى محاولته معرفة متطلبات الجماعة وتحقيقها، ومن أهم الأشياء التي تعمل هذه النظرية على شرحها هي محاولة فهم القائد أنه يستطيع تحقيق القيادة الناجحة من خلال الأفراد ومساعدتهم وليس من خلال السيطرة عليهم، فهو فرد من الجماعة يسعى إلى تحقيق أحلامهم و عمله هو التفاهم معهم و إتاحة الفرص لمن يستحق لينهض بالمجتمع.
ما هي فوائد النظرية التفاعلية في القيادة؟
إن القادة والمُدراء الذين يقومون باتّباع هذه النظرية في عملهم يستطيعون تحقيق النجاح في خلق أجواء مُريحة للعاملين، مما يجعلهم سعداء وبالتالي زيادة في الإنتاج وتحقيق المكاسب على جميع الأصعدة، وغالباً ما يكون هؤلاء القادة على دراية بكل ما يجري داخل أماكن قيادتهم، و يمكنهم السيطرة على المشكلات وحلّها بسرعة وتجنّب الضرر الممكن حدوثه.
مساوئ النظرية التفاعلية في القيادة؟
إن التركيز على التفاعل الاجتماعي بشكل كبير وجعله موضع الاهتمام الأكبر، من الممكن أن يؤثّر على رؤية الأمور الآخرى التي من شأنها أيضاً تحقيق النجاح، وهذا لا يُلغي الدور الكبير الذي تلعبه التفاعلات بين الأفراد في تطوّر المجتمع وتطوّر العمل، لكن بجب مراعاة جميع الأمور بشكل متساوي.
النظرية التفاعلية في اكتساب اللغة
تعود هذه النظرية إلى عالم النفس (فيغوتسكي) الذي وضع أساسيات هذه النظرية من خلال تطوير النظرية الاجتماعية الثقافية في النمو، ويرى أن الإنسان يتطور ويكتسب المهارات من خلال الاندماج في المجتمع وخاصةً اكتساب اللغة، فالطفل بحاجة للتعامل مع الأشخاص المُحيطين بشكل مباشر ليكتسب مهارة الكلام، وجاء عالم النفس الأمريكي (برونر) ليؤكد أن للأطفال قدرة فطرية على تعلّم اللغة، لكنهم بحاجة إلى التفاعل مع الكبار ليكتسب الطفل اللغة الصحيحة ويستطيع التحدّث بطلاقة، وهذا يتم من خلال استخدام (الخطاب الموجّه للأطفال)، فإن لهذه النبرة البطيئة في الكلام وتكرار الكلمات والكلام المُلحّن دور كبير في تعلّم الطفل اللغة و التعرّف الى تقطيع الكلمات والجمل، و أطلق أيضاً على هذا الدعم الذي يُقدمه البالغين والمعلّمين مصطلح (السقالات)، ويُفسّر هذا بأن الأطفال في البداية بحاجة لمن يُساعدهم في اكتساب اللغة ولكن مع مرور الوقت يُصبحون أكثر استقلالاً فيكون عمل الكبار والمعلّمين مثل عمل السقالات التي يتم استخدامها في مراحل البناء الأولى ويتم الاستغناء عنها بعد اكتمال عملية البناء