ما هي قصة الهوية الشخصية وما هو مفهومها
كل فردٍ يتميز عن أقرانه من خلال هويته، سواءً كانت بمعناها المادي أو المعنوي، إذاً ما قصة الهوية الشخصية؟ وما هو مفهومها في الفلسفة؟
ما هي قصة الهوية الشخصية؟
ما يميز كل فرد عن الآخر ليس لونه ولا عرقه ولا ديانته، إنما هويته الشخصية، وهي التي تعبر عن سمات الشخص الماثل أمامنا، وهي في معناها المجازي تدل على الوصف والتعبير الخاص بفردية كل شخص وعلاقته مع الجماعة العرقية التي ينتمي لها من حيث الديانة وغيرها وفي هذا المعنى تختلف عن الهوية العرقية والقومية والتي تعبر بالمجمل عن السمات الخاصة بكل فرد وتميزه عن أقرانه من حيث صفاته وجنسيته وعمره وتاريخ ميلاده واسمه وأسماء أبويه، وهي التي تنسب إلى الفرد كشخص متفرد يتم إحالة الهوية له باستمرار بضمير الـ (أنا) أي هويته، جنسه، بلده، ميلاده، ديانته، أي أنها التي تشتمل على المعلومات الوافية حول هذا الشخص باعتباره فرد من مجتمع معين.
كما أن فكرة اصدار بطاقات تعبر عن الهوية الشخصية لا يمكن نسب فضلها إلى أحد لأنها بدأت في الصين خلال عهد أسرة (هان) ثم تطورت الفكرة عبر السنين، وتعتبر تلك البطاقة هي مجموعة المكونات الاجتماعية والإنسانية التي تمنح الأفراد جميعاً صفة قانونية ضمن البلد الذي يعيشون به مما يحفظ لهم حقوقهم، كما أنها تشتمل على معنى عمومي يدل على فئة معينة أو جماعة ضمن المجتمع وكمثالٌ عليها، كلمة الهوية العربية، التي تدل على أن أفرادها عرب.
مفهوم الهوية الشخصية في الفلسفة
في سياق الهوية الفردية الشخصية من منظور الفلسفة نجد أنها تتعمق لتبرز لنا الإجابات حول التساؤلات الوجودية التي يطرحها الأفراد ككل عن ذواتهم، مثل سؤال: من أنا؟ متى بدأت؟ ما الذي سيحدث لي بعد موتي؟ وذلك في إطار معنوي يبين لنا أن الأفراد يطرحون أسئلة للوصول إلى ماهيتهم ومعنى هويتهم الشخصية، مما يبين لنا أن الهوية تشير إلى جميع الخصال التي نشعر بها والتي نختارها لتميزها عن غيرنا وتعرّف الناس علينا، ولكن تتميز الهوية الفردية الشخصية عن الهوية العرقية أو القومية التي تربط الفرد بمجتمعه أو تصف الفرد والمعلومات عنه كفرد من أفراد المجتمع له حقوق وعليه واجبات.
ما هو مفهوم الهوية الشخصية عند جون لوك؟
في فلسفة جون لوك يقدم لنا عبر كتابه (مقالة في العقل البشري) فصلاً كاملاً يتحدث به عن تحديد الهوية بالعموم والهوية الشخصية خاصةً، حيث اهتم بتوضيح مفهوم الهوية الفردية الشخصية ومفهوم الفرد حول تصوره عن هويته، وتوصل إلى تعريف عن أن الشخص هو كائن عاقل ومفكر ويعي بأنه عاقل ومفكّر، وهو ذاته في أي زمان كان لا يتغير مهما تبدل عمره مما يعني أنه الشخص ذاته بغض النظر عن التطور العقلي والجسدي وغيره ويعي بالتالي أنه قام بفعلٍ ما، فيبقى هذا الفعل ملاصقاً له طوال عمره مما يعني أن تحديد الهوية الفردية يكون عبارة عن وعي وبواسطة هذا الوعي تنسب الأفعال إلى فاعلها وليس الجسد هو ما يؤثر على الأفعال إنما الوعي هو الذي يحدد هوية الإنسان، وبه يتبين أن لوك كان يرى أن الهوية ما هي إلا اعتبار الإنسان أنه ذات خاصة ولديها الفكر والوعي والتي لا تختلف في أي زمان ومكان لأنها المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل فعل ويميزها عن غيرها من الذوات الأخرى وهو الوعي مما يحدد الهوية الشخصية على أنها تميز كل فرد على أنه ذات خاصة لديها وعي وادراك وتفكّر يميزها عن أقرانها.
ما هي مكونات الهوية الشخصية؟
كما بيّنا سابقاً، هناك شقّين لمعنى الهوية الفردية الشخصية، أحدهما مادي يعبر عنه ببطاقة شخصية يحملها كل فرد وتعبر عن اسمه وجنسه ويوم ميلاده وغيرها، والثانية معنى عام تعبر عن خصائص وسمات ومميزات ووعي كل فرد بذاته بما يدل عن هويته الشخصية وسماته، ولكن بالنسبة لمكونات وعناصر الهوية الشخصية التي يحملها كل فرد فهي تتضمن:
- الاسم.
- اللقب.
- تاريخ ومكان الميلاد.
- مقر السكن.
- الجنسية.
- البلد.
- العلامات المميزة.
- الصورة الشخصية.
- العرق.
- الدين.
ماذا تعني الهوية للانسان؟
الهوية، هي الفردية التي تميز كل شخص عن آخر والتي تعبر عن سماته الكاملة بحيث يتم تمييزه عن غيره من الأفراد، كما أنها تدل على الهوية المجتمعية والتاريخية وتبين لنا ماهيتها، لذا من المهم لكل فرد أن يكن له هويته الشخصية البارزة التي تكون غير ثابتة أي قد تتغير مع الزمن تغيرات بيولوجية طبيعية لا يمكن التحكم بها، مثل تغير لون البشرة، أو تغيير الديانة، أو تغيير النسب وما إلى ذلك إلا أنها تبقى واحدة تدل عن هذا الفرد كذات وعن ارتباطه بمجتمعه وارتباط المجتمع به، وإن كثرة البحث حول هوية الشخص والتساؤلات الكثيرة جعلت كبار الفلاسفة يبحثون ويقيمون الجدل حول فلسفة مفهوم الهوية الشخصية الذي رافقه سؤال كيف يضمن كل فرد أنه هو نفسه منذ الصغر حتى الكبر، ومنه اجمع الكل على أن التفسير الأمثل لإثبات أن الشخص يبقى نفسه هي فكرة الاستمرارية وذلك لأن الإنسان يمتلك الروح وهي باقية به وهذا هو جوهر الموضوع.