قصة بائعة الكبريت بشكل ملخص وما العبرة منها مكتوبة بالعربي
منذ سنواتٍ عديدةٍ انتشرت قصة بائعة الكبريت وحملت رسالة خالدة محفورة في الذاكرة تُذكّرنا بأن الإنسانية تتجلى في أبسط لحظات الحياة، فجميعنا نستحق الحب.
ملخص قصة بائعة الكبريت
تدور أحداث القصة حول فتاة فقيرة تعيش ظروفاً قاسية وتعاني من الجوع والبرد، اضطرت إلى التجوّل في الطرقات في ليالي الشتاء الباردة لتبيع الكبريت وأُطلق عليها اسم (بائعة الكبريت)، لاقت هذه القصة تعاطفاً كبيراً من الناس مما أدّى إلى انتشارها بشكلٍ واسع.
معاناة الفتاة
في أحد الأحياء الفقيرة كانت هناك فتاة صغيرة ساحرة الجمال شعرها أشقر طويل منسدل على ظهرها، ترتدي ملابس خفيفة في أجواء البرد القارس، وقد فقدت حذائها القديم الذي كان أكبر بكثير من قدميها الصغيرتان، تتجول في الشوارع في ليلة رأس السنة والثلج يتساقط على جسدها النحيل علّها تجد من يُساعدها ويشتري منها أعواد الثقاب، ولكن للأسف لم يعرها أحد من المارّين أي اهتمام فالكل مشغول بالاحتفال في ليلة العيد، ويسير الأطفال من حولها تغمرهم السعادة بهداية العيد وشجرات الميلاد، وهي تخاف العودة إلى المنزل قبل أن تبيع أعواد الكبريت كي لا تتعرض للعقوبة والضرب من والديها.
أضواء الكبريت
كانت تلك الفتاة تشعر بالوحدة والجوع والبرد، ويأست من أن تجد من يشتري منها الكبريت، وتجمدّت يداها من البرد فلجأت إلى زاوية صغيرة واستندت إلى الجدار الذي كان هو الأمان من قسوة هذا اليوم، قررت أن تشعل عود من الكبريت علّه يشعرها بالقليل من الدفء، ولكن رَسمَ هذا العود في مخيّلتها رؤى جميلة حيث وجدت نفسها بجانب مدفأة تتلألأ بألسنة اللهب وتُشعرها بالدفء، وما أن اقترب عود الكبريت من الإنطفاء حتى تلاشى الحلم، فأشعلت العود الثاني بسرعة لتتخيل مائدة طعام مليئة بالأصناف الشهية والديك الرومي الذي تفوح منه الرائحة الذكيّة، حاولت لمسه فتلاشى الحلم وعادت للحقيقة المرّة، وأعادت الكرّة لتشعل عود ثقاب آخر فتجد نفسها بجانب شجرة ميلاد مُزيّنة أجمل من تلك التي شاهدتها عند الجيران في العام الماضي، لكن لا يمكن لتلك الأحلام الورديّة أن تكون حقيقة في حياة بطلتنا، انطفأ العود وانطفأت سعادتها معه.
الحلم الأخير
في عودتها الأخيرة للواقع أشعلت عود الكبريت لترى جدّتها التي كانت تحبها كثيراً وكانت ذلك الشخص الذي يُشعرها بالحنان الذي فقدته طوال حياتها القصيرة، غمرت السعادة قلب طفلتنا البريئة برؤية جدتها، وفي هذه الأثناء سقط نجمٌ من السماء ليصبح خط شُهُب، فتمنّت الفتاة أن تذهب مع جدّتها إلى عالم أجمل ليس فيه فقرٍ و جوع، وارتمت في احضانها وطارتا معاً إلى السماء.
النهاية المأساويّة
انطفأت الأعواد وتلاشت الأحلام الورديّة، ويستيقظ أهالي الحي في اليوم التالي ليشاهدوا بائعة الكبريت قد فارقت الحياة وهي مُمددة بجانب علب الكبريت الفارغة وجسدها متجمّد من شدّة البرد، لكن الابتسامة تعلو وجهها الأبيض وهنا تنتهي قصتها وتذهب إلى خالقها الذي هو أرحم بها لتكون في عالم بعيد عن قسوة هذا العالم، وترحل إلى مكان ليس فيه ظلمٍ وقهرٍ و جوع.
هل قصة بائعة الكبريت حقيقية؟
لاقت قصتنا لليوم انتشاراً واسعاً بين الناس وحُفرت في اذهان القرّاء وبقي السؤال الذي يشغل بال الجميع، هل هذه القصة حقيقية؟، بالرغم من كل التفاصيل التي لامست قلوبنا وجعلتنا نشعر بواقعية القصة ولكنها تبقى قصة خيالية من وحي خيال الكاتب الذي صوّر لنا معاناة الأطفال الفقراء مع الجوع والوحدة واليأس، و سلّط الضوء على معاناتهم من إهمال المجتمع وقسوة قلوب الناس، فهي تحمل الكثير من المعاني العميقة التي كانت رسالة مباشرة للرأفة بهؤلاء الأطفال حول العالم.
العبرة من قصة بائعة الكبريت
تحمل قصتنا لليوم عدّة عبر ودروس إنسانية، منها:
- تعكس القصة الحاجة إلى التعاطف مع الفقراء والمحتاجين، وتسلّط الضوء على معاناتهم في المجتمع وتحثّنا على مساعدتهم قدر استطاعتنا.
- تبرز القصة الآلام التي يعانيها الأشخاص في حالة الفقر، وكيف يمكن أن تؤدي الظروف الاجتماعية والاقتصادية إلى فقدان الأمل والشعور باليأس وتمنّي الموت.
- على الرغم من معاناة بائعة الكبريت إلّا أنها فإن الفتاة تجد الراحة والسعادة في خيالها وفي الصور التي تخلقها من خلال الأضواء التي تراها عند اشتعال كل عود من الكبريت، وهذا يعكس كيف يمكن للناس أن يجدوا الأمل حتى في أصعب الظروف.
- تؤكد القصة على القيم الإنسانية مثل الحب والحنان، كما تجسد دور العائلة والأصدقاء في حياة الفرد.
- تدعو القصة القارئ للتفكير في القضايا الاجتماعية مثل الفقر والتشرّد وتشجيع العمل من أجل تحسين ظروف الحياة للآخرين.
ما هو الموضوع الذي يعالجه نص بائعة الكبريت
يُعالج النص مجموعة من المواضيع الاجتماعية العميقة والقيم الإنسانية التي يجب أن نتحلّى بها، مثل التعاطف مع الأشخاص المحتاجين والرحمة بأولئك الأشخاص، وقد نبّهتنا على طريقة التعامل مع الأطفال المشرّدين وخاصةً أن هذه الظاهرة تزداد كل يوم في مجتمعاتنا بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها جميع الدول، وضرورة إيجاد الحلول لتوفير حياة آمنة ومريحة لأولئك الأطفال مثل بناء الملاجئ الخاصة للاعتناء بهم وتأمين أساسيات الحياة لهم مثل اللباس والأكل والدفء والتعليم، وبالتأكيد سينعكس هذا الأمر بشكل إيجابي على تطوّر المجتمع.
من هو كاتب بائعة الكبريت؟
كاتب القصة هو الكاتب الدنماركي (هانس كريستيان أندرسن) وهو أحد أشهر الكتّاب في مجال الحكايات الخرافية، وهو شاعر الدانمارك الوطني وقد تم اختيار يوم ميلاده يوماً عالمياً لكاب الأطفال، نشرت هذه القصة لأول مرة في عام 1845 وهي واحدة من أشهر أعماله وتعتبر القصة من القصص التقليدية التي تحمل في طياتها معاني عميقة حول الفقر والحنين والأمل، وكتب العديد من الأعمال التي لاقت شهرة واسعة مثل (فرخ البط القبيح) و (ملكة الثلج) و ( الحورية الصغيرة) و (عقلة الاصبع).