طريقة بناء الشخصية القوية والناجحة
أصحاب الشخصية القوية يجمعون بين الأصالة والتميز ويعكسون درجة كبيرة من الوعي، ولكن ما هي طريقة بناء الشخصية القوية الناجحة؟ تعرف عليها الآن.
بناء الشخصية القوية
في طبيعة الحال، تجذبنا الشخصيات التي تتميز بقوتها البارزة ونجاحها الآثر، وتدفعنا لكي نبدأ محاولاتنا العابثة للتوغل وفهم نمط هذه الشخصية والطرق الصحيحة للوصول إلى صفاتها والتطبّع بها، والرغبة الملّحة تلك للتعمق في فهم أسرار أصحاب هذه الشخصية، يعود سببها إلى الحضور المتميز لأصحاب هذه الشخصية أينما وجدوا إذ أنهم يعكسون شعوراً سامياً بالوعي الذاتي وقوة الحضور.
فضلاً عن طبعهم الآخاذ في الحوار والمجادلة وغيرها من الصفات التي تبرز حنكتهم وثقتهم العالية في النفس، لذا كان من المهم أن نستعرض الطرق الصحيحة للوصول إلى بناء صحيح يجعلنا من ذوي الشخصيات القوية والناجحة، فما هي السُبل للوصول إلى هذا الأمر؟.
كيفية بناء شخصية قوية؟
الإجابة رهن ملاحظتك للسلوكيات الخاصة بأصحاب الشخصية القوية والناجحة، ولكن لا يكفي التطبّع بالسلوك لكي تكون ذا شخصية قوية، إنما عليك أن تكون على قدر من الثقة العالية لتصل لهذا الأمر، وأما عن الطرق الصحيحة لبناء هذه الشخصية فإنه يتمحور حول:
الثقة في النفس
ثقتك لا يجب عليها أن تكون ظاهرية فحسب، بل إنه يتوجب عليك من الداخل أن تشعر بثقتك بذاتك وإحساسك بأنك كافٍ لكل شيء، أنك قادر على أي شيء لا يمكن لأي فعل ماعدا الأمور الكونية التي تفوق قدراتك أن تحول بينك وبين فعله.
حيث أن الثقة هي الشعور الداخلي بقيمتك وقدراتك وذكائك في حل المشكلات وتلافيها بطرق مبتكرة، مما يعني أن الثقة عليها أن تكون ذاتية في المقام الأول، وأن لا تقلل من شأن ذاتك أو تجلدها، بل أن تكون على قدر من الحكمة لكي تعرف بأنك رائع كما أنت، وعند إيمانك بهذا فإنك تلقائياً ستُظهر سلوكيات تُثبت حقاً مدى ثقتك بنفسك.
الذكاء الاجتماعي والتواصل الفعّال
والذكاء هنا، ليس الذكاء في عمل علاقات عشوائية مع أياً كان، إنما القدرة على خلق تواصل فعّال مع الجميع بأسلوب حواري رائع:
- القدرة على التفاعل مع الجميع دون خوف أو قلق أو توتر.
- القدرة على عمل حدود مع الأشخاص الآخرين رغم وجود تواصل فعّال فيما بينكم.
هذا يُظهر مدى قوة صاحب هذه الشخصية وقدرته على أن يُحدث أثراً بالغاً اينما كان وأن يترك بصمته مع كل من يراه، خاصةً إن كان قادراً على تلوين صوته واستخدام إيماءات أثناء الحوار، واستخدام لغة العيون في التواصل، كل هذا يُظهر جمالية في الحضور لذوي هذه الشخصية.
التعلم المستمر وبناء المهارات
خُلق الإنسان لهدف، هدف يؤول إلى بناء النفس بكل ما هو صحيح، بالعبادة والعمل والعلم، لذا لا يمكن أن تقف حياة الإنسان عند محطة واحدة، بل عليه أن يكون متعطشاً دائماً لكل ما يبني ذاته على الطريق المستقيم، كل ما يرفع من شأنه على سلالم الحياة، مما يعني أنه يفترض عليك لكي تبني شخصية ناجحة وقوية:
- أن تكون متحمساً دائماً لتعلم المزيد.
- أن تكن على إطلاع تام حول جميع الأمور في الحياة.
- أن تسعى دائماً لبناء ذاتك بتعلم مهارات وقراءة كتب وتنويع خبراتك بما يجعلك على قدر الفهم والوعي والمعرفة التي تساعدك على فهم مجريات الأمور والمشاركة في أي نقاش أو لكي تشكّل قاعدة ثقافية ومعرفية وخبرة واسعة حتى تُبدي ظهوراً وحضوراً مأثوراً عند وضعك في أي موقف أو عمل ما.
أو حتى لكي تكون قد امتلكت كوكبة كبيرة من الإنجازات على الصعيد العملي والعلمي حتى تعطيك جرعة من الثقة أعلى وإحساس بالنجاح.
فضلاً عن أن التعلم لن يطورك فقط في مجال مهني وعملي، إنما حتى على صعيد تطوير ذاتك وفهمها بشكل أفضل، إذ أن النمو العقلي الذي ستصل إليه، سيجعلك فاهماً أكثر لمكنوناتك وسلوكياتك وتعمل على بناء محاكمة ذاتية تناقش بها نفسك لكي تطور منها وتتلافى الأخطاء السابقة التي كانت عليها.
المرونة والحفاظ على رباطة الجأش
- عليك أن تكون أشبه بالإسفنجة، قادر على أن تمتص أي نقد بنّاء.
- ألا يجعلك النقد تشعر بالدونية أو بعدم كفاءة ذاتك على الإطلاق.
- على النقد أن يدفع بك للأمام إما للتحسين أو حتى لقبوله كرأي شخصي واحد غير عام.
- عليك اعتياد ضبط الذات والتحكم بانفعالاتك والاستماع للآراء والانتقادات.
- يمكنك أيضاً محاورة الناقد بكل انسيابية وذكاء لغوي بحيث تفهم حجّته الكامنة خلف هذا النقد وتحاوره بهذا الشيء دون محاولة إثبات ذاتك بطريقة مباشرة.
مع الإشارة إلى أهمية عدم تأثرك بأي كلمة ذم قد تطيح بثقتك نحو الهاوية، والأمر لا ينحصر فقط على النقد، إنما بمجمل مواقف الحياة التي قد تدفع بك للتهور والغضب، لذا فإن الثقة وكما قلنا سابقاً هي أهم وأولى خطوات بناء الشخصية الناجحة.
كن لطيفاً مع الناس
من الجميل أن تمتلك مزايا تجعلك دافئاً في حضورك، بسبب التعامل بحرارة ولطف مع من حولك، مما يجعل لحضورك أهمية، وغيابك سيكون محسوساً بالتأكيد، والفهم المغلوط المنتشر حول أن امتلاك شخصية قوية يعني البجاحة والوقاحة والتعامل بدونية مع الناس، هو السم الذي انتشر واستطاع أن يفتك بعض العقول المهمشة والسوداوية.
إلا أن الحقيقة التي لم يستطع فهمها سوى أصحاب رجاحة العقل، هي أن اللطف والتعامل مع الجميع دون تمييز أو تفرقة هو أسمى صفات ذوي الشخصية الناجحة والقوية الرائعين.
كن حقيقياً
لا تدّعي المثالية، ولا تتصنع لترضي من تحب، ألم تقرأ منذ البداية أن الثقة هي الإيمان المطلق بالذات؟ والإيمان بالذات يعني إخراج النفس كما هي، بحلوها ومرّها، مع ضبط الانفعالات بالتأكيد، إنما المقصود هو صفاتك جميعها، سواء السلبية منها أو الإيجابية، كما أنك لن ترضي أحداً مهما حاولت.
وإن انشغالك في محاولة تقليد الغير أو إرضاؤهم سيضلّك عن أهدافك وعن التقدم بنفسك والتفرد بين أقرانك، أنت بحاجة لأن تكون أنت كما أنت، لأن تتفرد بتصرفاتك واهتماماتك وحتى أهدافك، فلا تسعى وراء التقليد أو حتى الإرضاء، وهذا من أعلى درجات بناء الشخصية القوية والناجحة.
لا تخجل من قول كلمة لا
عليك أن تكون حازماً في مواقفك التي تتطلب منك الحزم وعدم الانجرار للناحية العاطفية والشعورية، فلا مشكلة أن تقول لا، دون محاولتك لأن تجاهد نفسك على عدم قولها لكي ترضي الغير أو لتكن لطيفاً، وعندما تجد موقفاً ليس لطيفاً قد صدر من صديقك، فلا حرج أن تكن حازماً في وصف شعورك وإحباطك مما فعل دون الإشارة إليه باتهام يحول دون تحقيقك لهدف الوصول إلى نقطة اتفاق.
أي أن الأمر يتطلب منك أن تتكلم بصفة المتكلم، لا أن تقول له (أنت) في توجيهاتك وإشاراتك على أغلاطه، بل حاول أن تمثّل الأمر على نفسك وعلى ما يحدث لك وما شابه ذلك، في محاولة منك لأن تكون ذكياً وحازماً في آنٍ معاً.