تجربتي مع مدونات العمل الحر في مجال كتابة المحتوى
لا تدري، لعلك تحدث أمراً يهزّ العالم بأسره، دع حلمك ينطلق ويحلّق حتى يلامس حدود السماء ولا تخشى تلك الغيوم!، تجربتي مع مدونات العمل الحر.
من تجربتي مع مدونات العمل الحر- حلمٌ يكافح حتى آخر رمق
أنا أذوب من فرط السعادة، في كل مرة أجد بها يدَ عطوف تمتد لتنتشل طموح من درك الظلام!، هل تتعجب لقولي هذا؟ دعني أخبرك ما أرمي إليه ببضع كلمات من شأنها ملء تساؤلاتك تلك!.
أنا الكاتبة فريال محمود لولك، أو يمكن لك أن تقول كاتبة تحاول أن تشقّ طريقها نحو النجوم لتلمسها وتتحسس بريقها عن قرب، كان هذا حلمي منذ البداية، ولا يزال حتى الآن، كما أنني تجرعت الكثير من المرارة والسهاد والأرق حتى وطأت قدمي على الطريق الصحيح بعدما وجهّتني بوصلة الوعي إليه.
أذكر تماماً أنني كنت أحاول التقاط أي بارقة أمل لكي أوظف مهارتي تلك التي تحتاج إلى الصقل أكثر والتوظيف في مكانٍ أفضل، حاولت جاهدة أن أتعلم كيفية الولوج نحو عالم الإنترنت لتوظيف المهارة، وبدأت أُقاسي من صعوبة وبطء الإنترنت في سوريتي الحبيبة.
لكنني ومع هذا لم أترك للظروف طريقاً لأن تشكّل عائقاً أمام طموحي، بقيت أشد على عضدي بنفسي لكي أخرج من لُبّ هذه الأشواك التي تحاول أن تخترق جسدي، فكنت أضمده بقليلٍ من الدمع الذي كان يحولني لشخصٍ أقوى وأكثر افتراساً والتهاماً للحياة، حتى أنني كنت أعضّ بنابي على الحياة أكثر فأكثر لأثبت لها بأنني أقوى من أني تلتهمني بدلاً من التهامها بسوادها كله!.
وها أنا ذا، رأيت لمعان بريقاً خافتاً أمامي وعرفت تماماً أين تؤكل الكتف حتى ابدأ بمسيرتي نحو النجاح، وظفت مهارتي على الإنترنت وبشكلٍ خاص على منصة “خمسات” و”مستقل” ورغم أن الجميع حاول أن يكبح جماح ثورتي نحو النجاح وبدأوا بإطلاق سيلٍ من الكلمات التي تحاول أن تثبط عزيمتي بمقولة أن المنافسة على هذه المواقع قوية ولا يمكن لكِ التواجد بين هؤلاء المحترفين!!.
هل جميعهم خُلقوا محترفين؟ أن أن أكثرهم أخذ فرصته في الحياة ليثبت نفسه؟ هل ينام المرء على الفشل ثم يستيقظ على الاحتراف دون تجربة؟ بالتأكيد حصل كلٍّ منهم على تلك الفرصة التي يتقنصها في زحام المنافسة ثم يبدأ بإطلاق عبرات التهليل لنفسه والتصفيق بأنه فعلها حقاً!!.
لذا بدأت باستقبال طلبات العملاء التي وصلتني بشكلٍ مباغت بعد أكثر من سنتين في انتظار تلك الفرصة التي استهلكت مني الكثير، لكنني اذكر تماماً، عندما صدح صوت اشعار موقع خمسات ورأيت لون الإشعار الأحمر، فتفجّر وجهي بالإحمرار أكثر من شدة الفرح، تراقص قلبي والله من عظيم ما شعرت به حينها!.
وتمالكت نفسي لأكون أهلاً لهذه الفرصة وكاتبة تمتلك مهارات التواصل التي تسعفها لإقناع العميل بذاتها ولديها ذخيرة قوية من الذكاء الاجتماعي والعقلي لخلق بيئة عمل مريحة للعميل، وحينها علمت أن هذه ليست إلا اللبنة الأولى لشقِّ طريقي نحو الحلم!.
اذكر تماماً كَم المديح الذي انهال علي، وكنت أتعمد حفظ تلك الكلمات داخل تجاويف ذاكرتي لتدفعني دائماً نحو الأمام، ثم مرّت الأيام و بدأت العمل مع يوتيوبر، ثم صاحب مدونة شخصية، إلى شركة دوبلاج، تعليق صوتي… حتى وصلت إلى المكان الذي منحني كل الرضا!… “برو عرب“.
من حلمٍ يافع إلى حقيقة وواقع
برو عرب كان الموقع الأكثر رسمية بين كلّ المواقع التي عملت معها، استطاع برو عرب أن يحقق لي نقلة نوعية في تاريخ مسيرتي المهنية، كل هذا كان بسبب تحفّظ مسؤوليه على حقوق الكتّاب وحقوق حروفهم تلك التي تُصاغ بطريقة ابداعية ونزاهة عالية للغاية، إذ كان المسؤولين يمنحون الكاتب تلك المساحة التي تسمح له بأن يترك أثره البالغ على محركات جوجل بطريقته وأسلوبه واسمه أيضاً!!.
كم كانت تلك معجزة بالنسبة لي، خاصةً وأن من عملت معهم كانوا يبخسون بحقوقي في أن أترك اسمي يتصدر رأس كل مقال أقوم بنشره، حتى يُعرف صاحب تلك الكلمات ولا يضيع مجهوده عبثاً، لكنني لم أجد من ينصفني إلا هنا، مع هذين الشابين، اللذان عملا بجهدٍ مضاعف يرافقه أرقاً يأكل من أسفل أعينهم ويظلل بسواده الحالك، ثم يأكل من وقتهم الشخصي حتى يكاد يلتهمه بالكامل!.
لقد عملا بجدٍ لجعل هذه المنصة ومايتبعها من منصات أخرى موضع قدم لكل باحث وقارئ ومتعلم، وبالتالي سعيا دائماّ ليجعلوا هذا المكان بيت الكاتبات الثاني، حتى تجد كل واحدة منا نفسها تعود خلسة من ضوضاء مسؤولياتها لتجالس كمبيوترها المحمول وتبدأ بخطّ كلماتها لتفرغ كل ما تحمله وتحوله لرسالة يمكن للعالم أن يتعلم منها.
لم يقف طموح هذين الشابين عند حد، بل أنهما اخترقا حدود العالم بأفكارهم تلك التي طبقوها في الموقع منذ أن بزغ فجره لأول مرة، ورغم كل المطبّات التي مروا عليها، إلا أنهم لم يستسلموا، علاوةً على ذلك، فإن الاكتئاب كان له نصيباً في حياتهم ولكنهم لم يتركوا له مساحة تسمح له بأن يحبط عزيمتهم، ويثبطها، بل إنهم صنعوا تريقاً خاصاً بهذا السم يدور ليلتف حول الحلم ويحصّنه من كل ضرر.
لا أعتقد أنهم يستحقون أي سوء على الإطلاق، بل أنهم جديرون بأن يحققوا حلمهم لأن يجعلوا منصة برو عرب أكبر منصة محتوى عربي في الشرق الأوسط والعالم، خاصةً وأن كل من يحصد ويزرع بذرة، سيطول لثمارها ذات يوم ويقطف حصاد سنينه بيديه وينال ما عمل لأجله ليلاً نهار!.
إني أرى لبرو عرب بزوغ شمسٍ قريبة، ولما يتبعها من منصات أخرى إشراقةً أكثر لمعاناً، هذا ما أراه وما أثق بأن الله يمنح عبده ما يدعوه لأجله بسخاء دون أن يبخس بما دعاه به.
فهل لك أن ترى ما هو أشد جمالاً من أن تكون تمارس شغفك في بيئة مريحة وصحية، وبين أشخاص لا يعاملونك بتعالٍ أو فوقية، ولا يسقطون تسلّطهم عليك بل يكونوا لك سنداً حتى تصنع اسمك قبل اسمهم؟ لا اعتقد أن هناك أجمل من هذا، بل وإن هذا هو سبب مكوثي حتى يومي هذا هنا!.