تركوني نام خليني اهرب لأحلامي
ليك النوم حلو، بس ألو وقتو صح؟ أنا كل وقتي عم يصير نوم، ماعبالي شي ولا بدي شي، بدي أهرب من شو مابعرف! تركوني نام خليني اهرب لأحلامي.
تركوني نام وأبعد عن كل شي بذكرني بإني خسرت!
لأيمت رح تضلي عم تهربي من كل شي بالنوم؟
أيمت رح تتعلمي أنو هادا الهروب مؤقت ومارح يفيدك؟
ليه مابتصحي على حالك وبتواجهي مشاكلك؟……
ـ مشاكلي؟؟؟ ليه أنا أصلاً عرفانة شو هيي مشاكلي؟ أنا بس حاسة أني واقفة على أرض رطبة كتير، بتخليني معلقة فيها بالغصب وعم حاول بيّن أني ثابتة، بس أنا ماني ثابتة أبداً!!.
ليش وصلتي لهون، شو اللي وصلّك لهالحالة، أنك تطلّعي على الناس وتستغربي قدرتهم على العيش بحياة طبيعية روتينية، بتسألي حالك كل مرة من وين عم يجيبو هالقوة على أنو يكونوا طبيعيين!.
ـ بتصدقي…. أنا بشوف تنين بيحبو بعض وبستغرب ثبات حبهم، بستغرب قدرتهم على العطاء والاهتمام وحتى هاد الإحساس، بطّلع على الشوارع بشوف العائلات مجتمعين، بيهتموا بولادهم، ببيتهم بحياتهم وشغلهم، وقادرين يتصرفوا بشكل طبيعي، ما حاسّين أنهم منطفيين.
أنتِ ليه منطفية؟…
ـ مابعرف، كل اللي بعرفو أنو ماعندي قوة لشي أبداً، ماقادرة قاوم هاد الزعل الكابس على قلبي وماعم أعرف مصدره لحتى عالجو تخيلي!!، ماقادرة حتى أفهم ليه بطلت حس بالمشاعر الطبيعية عند كل بني آدم، حب، حنية، اهتمام، عطاء، وفاء……
ـ بطّل عندي قيود وأحكام لشي، بطّل عندي ثبات انفعالي لأضبط مشاعري، صايرة بنقهر من كل صغيرة وكبيرة، عم استغرب كل شي حواليي، أخواتي كيف متعايشين مع كل شي، كيف عاملين جو عيلة، الناس اللي عم تحب حالا، عم استهجن واستغرب من وين هالقوة ليبذلو هاد الجهد ويستمروا فيه؟.
ـ ياترى أنا الضعيفة أو هني؟ أنا اللي طلع مني كل شي وفضيت من جوا وقت انخذلت أو هني اللي عم يكذبو على حالن؟ أنا اهتماماتي صارت غير وبطّلت روتينية أو هني الطبيعيين وأنا خارجة عن المألوف؟.
ـ مابعرف صدقيني، بس كل اللي بعرفو أني تعبانة كتير، صايرة حساسة لكل شي بحسسني بالخذلان، حساسة لدرجة أنو إذا ضل غالي بقلبي ولاقيت منو فعل غريب أو استهانة بمشاعري أو يتركني لوحشة الليل وأنا زعلانة، صارت بتقهرني!!.
ـ تخيلي أنا اللي بشوف هاد نوع من الدلع والأوفرة بالمشاعر، صارت بتأثر فيي من كتر ماصرت هشة، بلّورية قابلة للكسر بلمسة وحدة، يعني أنا والله عم انتبه على حالي ماتفكريني ماعم أعمل مراجعة لسلوكياتي، بس مو بأيدي، عم استغرب كل شي لأنو طاقتي خلصت بمطرح معين.
ـ خلصت من المشاعر، والاهتمام، والحنية، بس بقيت بالشغف والطموح والسعي والعمل، بطّلت أقدر قرّب على أيا شي فيو مشاعر، بخاف انخذل، بخاف انترك لوحدتي، لوحشة الليالي، لأفكاري…… كلن تركوني….. مدري أنا اللي عم ضخّم كل تصرف.
كلّن عم يستهانوا فيي ويستغلوا طيبة قلبي، شايفيني على الهامش، أصلاً مانن شايفيني، كلن ساهموا بأنو يتركوني بهي الحالة، بكل مرة بيمدوا أيدهم على جرحي يلي ياما قلتلهم أنو بيوجعني!!.
بربك أنا كيف رح أقدر كون طبيعية واستوعب التصرفات الطبيعية؟ إذا أنا نفسي ومشاعري وأحساسي وكل شي فيي منطفي، وين الطبيعي لكن؟.
ليكي من الآخر، اعتبريها فشة خلق طلعت هلق، لمّا جيت اتسطح وأهرب، اهرب من أهلي، من أخواتي، من رفقاتي وزوجي وبنتي، جيت لنام، فـ اكتشفت، أنو حتى هي الهريبة، حرموني ياها، حرموني نعمة النوم….. وفوق راسي ماعم اسمع غير صوت “بتضل نايمة” “كل حياتا نايمة”.
أي أي عنجد، كل حياتي عم تصير هيك، ما أنا أصلا الفشل راكبني من فوق لتحت، الانطفاء قتل روحي، لهيك بدي ضل نايمة، تركوني على الأقل استمتع بلحظات انكساري وهروبي، ادخل لحلم بيشبهني، أعمل فيه كل شي ماعملتو بالواقع….. شو رأيكن تتركوني؟.
تم نسخ الرابط





