أجمل موضوع تعبير عن حب الوطن مكتوب بطريقة راقية
(مَوطني الجلالُ والجمالُ والسَّنـاءُ والبهـاءُ في رُباك) إن كتابة تعبير عن حب الوطن يلامس شغاف القلوب، أمراً ليس هيناً، لأن حب الوطن أكبر من كل وصفٍ وتعبير!.
تعبير عن حب الوطن
وفي حب الوطن تُلقى قصائد وأشعار، ولا يكفيه شيئاً من التعابير، لأن الأحرف تنساب من سيل الأحبار ولكنها تنزل صبابةً في حياء، فلا تجد لنفسها مكاناً يمكن له أن يحتوي عظمة هذا الحب الكبير.
1- تعبير (وطني من برق القصايد طالع)
فكم تغنى الشعراء بك يا وطن، يا تربة الأرض الخصبة التي تحمل ما هب ودب فوقها، وتحتضنه ليعيش في كنفها في سلامٍ وهناء.
الوطن هو الأم التي لا يمكن لك أن تقطع الحبل السري عنها، إنه أشبه بالروح التي تنبض بداخلك ودونه لن يكون لك هوية، ومن عاش مغترباً يدرك تماماً أن الغربة هي خير مثال لوصف حال الإنسان عند غيابه وخروجه عن كنف بلاده.
الانتماء هو الشعور السامي بأن لك كيان تُعنى به، وجنسية تخصك وحدك دوناً عن غيرك، وأما عمن يرتحل فلا شعوراً ينصف إحساسه بالاغتراب وعدم الانتماء.
لذا كان لحب الوطن أثراً لا يمكن له أن يمحى، فلا مناص لك من أن تقف خائراً دون وجودك داخل أحضان بلادك، ومتى عرجت إلى وطنك محباً، ستقف مفتخراً بذاتك وكأنك كالجبل الشامخ الذي لا ينحني.
إني أشدو بحب بلادي وأعيد لنفسي شعور الصبا متى وضعت قدمي على أعتابها، إنها التنفس العميق الذي يعيد إليك شعور الحرية والوجود، إنك موجود عندما تكون بلادك على الخرائط موجودة، وستفقد ذاك الشعور متى ذهبت بلادك لمن هو غيرك.
فأترع الكاس الآن واحتسي شربة مياه بلادك، فإن ماء الوطن ينمي لك الشعور بأنك كالسمك الذي يموت ما إن خرج منه ذي، والماء هنا هو وطنك وبلادك الأحب إلى قلبك، إنها الأرض التي كبرت بها واعتدت ناسها وتآلفت قلوبكم فلا بديل لهم مهما تبدلت الأوطان.
لذا مهما مرّ بك من الزمن، فإن شمس الوطن تشع بنورها في قلبك ولا يمكن لها أن تنضب، وقد تشيخ في غيابك عن بلادك ولكنك ما إن عدت إلى الديار فإن تلك الشمس ستنبثق من جوف عينيك من جديد وتعيد إشراقة روحك إليك.
لذا أقول للوطن بالصوت الجهوري: (لا أحد غيرك في قلبي، وطعم الماء في غربة علقمُ، فما بالك بموضع الروح التي فارقت الجسد، حالها حال نفسي عندما فارقتك)؟ فاسمع يا وطن دندنات الكلمات التي تحاول أن تنصف حجم حبك في القلوب.
وطني.. يا دِهَب الزّمان الضّايع،
وطني.. مِن بَرق القصايد طالع،
أنا على بابَك قصيدة،
كتَبِتها الرّيح العنيدة،
أنا حجرة أنا سَوسنِة.. يا وطني.
2- تعبير (أيا وطناً واقفاً كالحصن المنيع)
لَكم ابتُلينا في مصائبٍ أخذت من عمرنا الكثير، فتعبت وتهالكت بلادنا وتأوهت ونادت ألماً من موضع الحديد، موضعاً ترك أثره على أرضها المكلومة، لتنادي بصوت الحرية الجاثم وتهز أرضها بقبضة أولادها ضد كل محتلٍ غاشم.
هذه هي بلادي، بلاد العرب أوطانِ من الشام لبغدانِ، التي تأبى أن تكون بيد أعوان القهر والعهر، وبعضد أولادها تحمل أوزارها وترميها بعيداً من شدة الساعد.
إنه الوطن الذي لا ينضب شذاه في الهواء، ولا يمكن له أن ينفصل عن أولاده، إنه المحب والمعشوق والأول والأخير، ودونه لا وجود على مر السنون.
لذا لا يمكن لأي شخص أن يشعر بالاغتراب حال وجوده على أرض بلاده، لأن الوطن هو الهوية والحرية والانتماء والفخر والاعتزاز، ودونه لا يمكن لأي هواء أن يملأ الرئتين بكل ما هو نظيف.
فالجو أغبر في الخارج، وهواء الوطن صافٍ ونقي، لذا لا مكان يمكن لك أن تلوذ بالفرار إليه وتشعر بالدفء سوى وطنك.
إنه الحب السرمدي دون شروط، إنه القيد الذي لا ينكسر من تجاويف قلبك ولكنك ما إن عرجت خارج حدوده، ستشعر بالضياع والهلاك وعدم القدرة على التنفس، لأن هناك شيءٌ ما يضغط على صدرك كلما خرجت من حصن الوطن المنيع.
وطني، دون أرضك وحدودك وشمسك وغيومك لا يمكن لنا أن نحيا، ولا مكان في العالم يمكن له أن يأخذ حبك من الروح، لأنك أنت الروح التي تنبض بداخلنا ودونك يعيش المرء كالجسد الخاوِ من الروح والوجود.
وللتغني بك أكثر، سأكتفي بكلمات الشاعر (عمر أبو ريشة) حين قال:
لا نهاب الزمن أن سقانا المحن،
في سبيل الوطن كم قتل شهيد،
هذه أوطاننا مثوى الجدود الأكرمين،
وسماها مهبط الإلهام والوحي الأمين،
ورباها جنة فتانة للناظرين،
كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد.